الهدايا الجنسيَّة.. سرّ تعزيز الحميميَّة بين الأزواج

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي مميِّزات الهدايا ذات الطابع الجنسي بين الزوجين؟
  • ومن أهمّ مزايا وفوائد اختيار الهدايا الجنسيَّة للزوج أو الزوجة: 
  • أمور يجب الانتباه لها عند اختيار الهدايا الجنسيَّة
  • أسباب قد تجعل الهديَّة الجنسيَّة أمرًا مُربكًا

تعبِّر الهدايا الجنسيَّة عادة عن مستوى أعمق من العلاقة، يغمره الفهم والانسجام والعزف المشترك على نغمة واحدة. ولأنَّها من أكثر الهدايا خصوصيَّة وحساسيَّة، فإنَّه يجب الانتباه لما حولها من تفاصيل، سواء اختيار الهديَّة نفسها، أو الوقت المناسب لتقديمها، أو حتَّى الطريقة التي يجري تقديمها بها. فعلى الرغم من كونها هديَّة تحمل غالبا معنى وقيمة إيجابيَّة في ذاتها، إلا أنَّ الخطأ فيما حولها من تفاصيل قد يؤدِّي إلى نتيجة عكسيَّة أو فهم سلبي للهديَّة، وعوضًا عن أن تصبح مفاجأة رومانسيَّة مميَّزة، تصبح رسالة وذكرى لا يجب أن تعاد.

ما هي مميِّزات الهدايا ذات الطابع الجنسي بين الزوجين؟

الهدايا التي لها معنى واستخدام يخصُّ العلاقة الجنسيَّة تكون من أكثر الأفكار حساسيَّة، كما أنَّها تحتمل الكثير من الإبداع والخيال، قد تكون هذه الهديَّة ملابس مثيرة لغرفة النوم (لانجيري)، أو عطورًا وزيوتًا تستخدم في العلاقة الخاصَّة، أو ألعابًا جنسيَّة يستخدمها الزوجان في إمتاع أحدهما للآخر، أو ألعابًا ورقيَّة أو لوحيَّة تضفي على الوقت الحميمي بعض المرح والضحك والخصوصيَّة، أو أزياء تنكريَّة تثير بعض الحماس والتغيير على الروتين الزوجي.. أو غيرها من أفكار الهدايا التي يلجأ إليها الزوجين لتعزيز روابط الحبّ والمشاعر الرومانسيَّة.

ومن أهمّ مزايا وفوائد اختيار الهدايا الجنسيَّة للزوج أو الزوجة: 

  • تعزيز التواصل العاطفي والجنسي بين الزوجين: وتشجيعهما على علاقة أكثر راحةً وانفتاحًا، وفتح سُبل للحوار الصريح حول الجنس، وتوقّعات كل منهما فيه وما يُسعدهما وما يطمحان إليه في العلاقة. هذا النوع من الانفتاح ورفع الحساسيَّة يزيد من الشعور بالرضا والتواصل ويُحسِّن من جودة العلاقة بشكل عام.
  • إزالة الحواجز النفسيَّة: وجَعل المُتعة من خلال الجنس وما يَخصّه أمرًا طبيعيًّا واعتياديًّا في العلاقة الزوجيَّة، ورفع الحرج والخجل فيما يخصّ الموضوع، خاصَّة وأنَّ الجنس وما حوله يعتبر تابوهًا محرَّمًا في المجتمعات الشرقيَّة، وقد تمرّ سنوات على المتزوّجين دون أن يمتلكوا القدرة على تحطيم الخجل والإحراج المحيط به، والحديث عنه بصراحة وراحة.
  • التأكيد على الاهتمام والحبّ: وأنَّ العلاقة مع الطرف الآخر هي مصدر متعة وسعادة، ووقت يستحقّ الاستثمار فيه.
  • مقدّمة لفتح الباب على اختيارات جديدة وكسر الروتين: خاصَّةً عندما تتعلَّق الهدايا الجنسيَّة بمزاج وأداء مُختلف عن المعتاد في العلاقة، مثل تقمّص الأدوار، أو اقتراح أفكار أو أو أوضاع جديدة، أو حثّ على استثمار مزيد من الوقت والمجهود في العلاقة الحميميَّة.
  • تعزيز الثقة بالنفس: والشعور بالجمال والجاذبيَّة في العلاقة، وهو أمر مهمّ لكلا الزوجين، ولعلاقتهما، إذ ترفع الثقة بالنفس من مستويات الرضا الزواجي. بل أنها ترفع أيضا من مستويات الثقة بين الزوجين إذ يشعران بالثقة والراحة للانفتاح ومناقشة هذه الأمور بدون حساسيَّة وبشكل فعَّال يرفع من مستوى سعادتهما الزوجيَّة.

أمور يجب الانتباه لها عند اختيار الهدايا الجنسيَّة

  1. التفضيل الشخصي: صحيح أنَّ الهدايا الجنسيَّة غالبًا ما تكون لمتعة كلا الطرفين، ولتحقيق وقت مشترك حميمي دافئ ورومانسي، إلا أنَّ القائم باختيار الهديَّة يجب أن يضع في الاعتبار الذوق الشخصي للآخر، بل ويجعله أولويَّة. فالأفضل دائمًا هو أن تتوافق الهديَّة مع تفضيلات وذوق وأمنيات المقدَّمة له.
  1. التوقيت المناسب: اختيار التوقيت لا يقلّ أهميَّة عن اختيار الهديَّة نفسها. من الأفضل أن يكون وقتًا هادئًا ورومانسيًّا، وألا تكون الهديَّة بهدف حل مشكلة أو تشجيع الطرف الآخر على وضع أو تجربة غير متحمس لها. والأفضل أيضا ألا تستخدم الهدايا الجنسيَّة في الابتزاز العاطفي أو الضغط على شريك الحياة لتقديم تنازلات أو تضحيات بشكل عام في الحياة الزوجيَّة، لأنَّ هذا قد يأتي بنتيجة عكسيَّة من ناحية، وقد يجعل الجنس مرتبطًا بالابتزاز أو التنازل فتصبح رابطة نفسيَّة سلبيَّة، بينما الأصل في العلاقة الجنسيَّة بين الزوجين أنَّها رباط مُقدَّس، وعلاقة مودَّة ورحمة، ووقت للمتعة والحبّ غير المشروط.
  1. ذوق الزوج/الزوجة: خاصَّة في الهدايا التي لها ذوق شخصي مثل اللانجيري أو الملابس المخصَّصة للعلاقة، لا بد من أخذ ذوق الزوج/ الزوجة في الاعتبار عند اختيار الهديَّة، مثل الألوان المفضَّلة، والمقاس المناسب، والخامات المريحة، وغيرها من التفاصيل، التي يفضَّل أخذها في الاعتبار عند اختيار الهديَّة والترتيب لها.
  1. التأكُّد من الرسالة التي تصل إلى الطرف الآخر: كل زوجين بينهما الكثير من الحوارات التي قيلت وعشرات من الأفكار والاستنتاجات الضمنيَّة التي يعرفها كل منهما عن الآخر. من المهم ألا تكون الهديَّة ذات معنى جارح أو مُخجل أو مُحبط، وأن يتمّ التفكير بعناية في المعنى الذي سيصل إلى الآخر منها، حتى لا تأتي بنتائج عكسيَّة لخطوة شديدة الجرأة والرومانسيَّة.
  1. خلق مساحة آمنة ومريحة: بحيث لا تكون الهديَّة سببًا في الضغط على متلقّيها، أو سببًا في شعوره بالتوتّر والإلحاح للخروج من منطقة آمنة ومريحة بشكل مُزعج ومُفاجئ، بل بالعكس، توفِّر له مساحة آمنة يستطيع فيها أن يُعبِّر عن نفسه بالشكل المناسب، بدون الخوف من الأحكام أو التنمّر أو السخرية، ولا مُحاولة مُوافقة توقُّعات مُبالغ فيها.

أسباب قد تجعل الهديَّة الجنسيَّة أمرًا مُربكًا:

  1. الخجل: وعدم الشعور بالراحة والانطلاق الكافي مع الزوج/الزوجة، ووجود حواجز من التحفُّظ والقلق حتى في أكثر الأمور حميميَّة في الزواج. 
  1. صعوبة تجاوز الصور النمطيَّة: مثل محاولة الزوج الحفاظ على وقاره وهيبته، أو محاولة الزوجة الحفاظ على الحياء والخجل طوال الوقت. أو حتى تشبثهما بالروتين والتقليديَّة في الممارسة الحميميَّة، وشعورهما بالقلق والتوتّر إزاء التجديد والخروج إلى أفكار جديدة وغير معتادة بالنسبة لهما، ولا تتوافق مع الصور النمطيَّة التي ترسَّخت في ذهن كل منهما عن نفسه وعن الآخر وعن طبيعة أدوارهما في الحياة الزوجيَّة.
  1. الخوف من النقد أو الأحكام: قد يُفكِّر كل طرف فيما سيظنّه عنه الآخر إذا خطَّط لهديَّة جنسيَّة مُفاجأة؟ هل سيفكِّر أنّه غير راض عن العلاقة ويبحث عن مزيد من المتعة، أو أنَّه لا يحب ذوق زوجته في الملابس فقرَّر أن يهديها لانجيري بذوق مختلف؟ أو أنَّه يفكِّر في الجنس أكثر من اللازم؟ أو غيرها من عشرات الأفكار التي قد تدور برأس أحد الزوجين عن الأحكام التي قد يصدرها الآخر إذا تَلقَّى الهدايا الجنسيَّة، وهو موضوع حسَّاس وفقًا للثقافة والمعتقدات العربيَّة المُحافظة.
  1. تباين مستويات الرغبة الجنسيَّة: قد لا يكون للجنس نفس درجة الأهميَّة والأولويَّة لدى الزوجين نتيجة للتفاوت في درجات الرغبة الجنسيَّة لديهما. وعادة ما تتأثَّر مستويات الرغبة الجنسيَّة بالعديد من العوامل، بعضها وراثيَّة، وبعضها جسميَّة لها علاقة بمستويات الهرمونات والإرهاق ونمط الحياة، وبعضها نفسي مثل التعرُّض للضغوط أو الاضطرابات النفسيَّة أو غيرها من الأسباب. هذا التباين قد يجعل اتِّخاذ قرار الهديَّة ذات الطابع الجنسي أمرًا مُربكًا.
  1. حساسيَّة الاختيار: والقلق بشأن أن يكون الاختيار صحيحًا ويؤتي النتائج المَرجوَّة منه، ولا ينقلب السحر على الساحر وتأتي النتائج عكسيَّة بسبب سوء الاختيار أو سوء تقدير الوقت، أو اعتبارات نفسيَّة أو جسميَّة أخرى قد يخاف الزوج/ الزوجة أن يخطئ بها، فتفقد الهديَّة معناها.

تقديم هديَّة ذات طابع جنسي للطرف الآخر”الهدايا الجنسيَّة”، قد تكون تجربة مثيرة تحمل العديد من المميّزات، كما أنَّها وسيلة فعَّالة لتعزيز المشاعر والعلاقة العاطفيَّة بين الزوجين، ولكن الأمر الذي لا يجب إغفاله هو أنَّها فكرة تحتاج للعناية بالكثير من التفاصيل حولها لكونها موضوعًا يحمل بعض الحساسيَّة، إلا أنَّها عندما تقدَّم بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، فإنَّها قد تصبح واحدة من أجمل الذكريات بين الزوجين.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

أية خالد

إخصائية نفسية حاصلة ليسانس الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وعلى الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، وكاتبة محتوى مهتمة برفع الوعي بالصحة النفسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى