الضغط النفسي والضعف الجنسي: علاقة وثيقة وطرق فعَّالة لوقايتك

- الضغط النفسي والضعف الجنسي: علاقة وثيقة وطرق فعَّالة لوقايتك
- الاضطرابات النفسيَّة خطر يهدِّد الصحَّة الجنسيَّة للرجل!
- كيف تقي نفسك من العجز الجنسي الناجم عن الضَّغط النفسي؟
- انتبه لعاداتك، فقد تشير لإصابتك بالضغط النفسي!
في ظلِّ التحدِّيات المتزايدة التي نواجهها جميعًا في الفترة الأخيرة، من تغيُّرات مناخيَّة حادَّة وتقلُّبات اقتصاديَّة وسياسيَّة متسارعة، يعاني كثير من الرجال ضغوطًا نفسيَّة غاية في الثِقَل. هذه الضغوط لا تؤثِّر فقط على الصحَّة النفسيَّة، بل تمتدّ آثارها لتشمل الجوانب الجسديَّة بصورة عامَّة، والصحَّة الجنسيَّة على وجه التحديد جرَّاء فرط التفكير في المسؤوليَّات المتزايدة والقلق المستمرّ بشأن توفير حياة كريمة لأسرهم. ترى ما مدى تأثير الضغوطات النفسيَّة في الصحَّة الجنسيَّة؟ وكيف يمكن التخفيف منها؟ .. هذا ما نناقشه تفصيلًا في مقال اليوم الضغط النفسي والضعف الجنسي : علاقة وثيقة وطرق فعَّالة لوقايتك.
الاضطرابات النفسيَّة خطر يهدِّد الصحَّة الجنسيَّة للرجل!
يعتقد البعض أنَّ الضغط النفسي دائمًا ما يرتبط بتقدُّم السن أو الإصابة بإحدى المشكلات العضويَّة، غافلين عن حالتهم النفسيَّة ومدى تأثيرها في الرغبة الجنسيَّة والقدرة على ممارسة العلاقة الحميميَّة، فقد أشارت العديد من الدراسات العلميَّة أنَّ نحو 8% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و28 عامًا يعانون الضعف الجنسي إثر الاضطرابات النفسيَّة، مثل:
- القلق المزمن.
- الاكتئاب.
وفي ظلِّ الحروب المستشرية وسوء الأحوال الاقتصاديَّة في عدد من دول العالم في الآونة الأخيرة، قد يعاني كثيرون اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو غيرها من المشكلات النفسيَّة التي يمتدُّ تأثيرها السلبي ليشمل القدرة الجنسيَّة، وذلك على النحو التالي:
- تراجع الرغبة الجنسيَّة
يؤدِّي القلق المزمن والتوتُّر إلى انخفاض مستويات الطاقة واضطراب المزاج، جرَّاء زيادة إفراز هرمونات التوتُّر -مثل الكورتيزول والأدرينالين- ومن ثمَّ يشعر الرجل بضغط نفسي دائم ينعكس على رغبته في بدء العلاقة الحميمة وإتمامها على نحوٍ مُرضٍ له ولزوجته، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان فقدانه الاهتمام حتَّى بالأمور التي كانت تسبِّب له المتعة سابقًا، ومنها الجماع.
- صعوبة وضعف الانتصاب أو سرعة القذف
تمثِّل صعوبة الوصول إلى الانتصاب أو المحافظة عليه، أو صعوبة التحكُّم في القذف، أحد أبرز مضاعفات التعرُّض لضغوط عصبيَّة أو اضطرابات، والتي تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على تحقيق التوازن الفسيولوجي اللازم بسبب صراعه المستمرّ مع التوتُّر.
- قلق الأداء الجنسي
قد يشعر بعض الرجال بما يُعرف بقلق الأداء، ويعني الخوف من عدم تحقيق أداء مُرضي في أثناء العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة، وقد ينتج عن ذلك ضعف جنسي نفسيّ المنشأ، وتزداد هذه الحالة سوءًا كلَّما استمرَّت مخاوف الزوج من فكرة الفشل، ما يخلق دائرة من التوتُّر بين الزوجين، وتفاقم المشكلة.
- انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقدير الذات
يمكن أن تتسبَّب الاضطرابات النفسيَّة في تراجع مستوى ثقة الزوج بنفسه، لشعوره بأنَّه غير قادر على تلبية توقُّعات زوجته، ما قد يزيد من تجنّبه للعلاقة الحميمة.
- التأثيرات الهرمونيَّة للاضطرابات النفسيَّة
تؤدِّي الاضطرابات النفسيَّة -كما ذكرنا سلفًا- إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو ما يتسبَّب في تراجع مستويات هرمون الذكورة –التستوستيرون– في الدم، والذي يلعب دورًا أساسيًّا في تحفيز الرغبة الجنسيَّة، ما يفسِّر انخفاضها تزامنًا مع المرور بتجربة ضاغطة نفسيًّا.
ونخلُص من ذلك بأنَّ المشكلات أو الاضطرابات النفسيَّة عديدة ومتنوّعة، لكن نتيجتها واحدة على صعيد استقرار العلاقة الزوجيَّة، فهي تخلق حالة من التوتّر بين الزوجين، وتتأثَّر جودة العلاقة الحميمة إثرها بمدى تقبُّل وتفهُّم الطرف الآخر للمشكلة.
ولا شك أنَّ التغاضي عن مواجهة المشكلات النفسيَّة ومضاعفاتها، والتكاسل عن طلب استشارة طبيَّة متخصِّصة، أو الحرج من فكرة التحدُّث بوضوح مع الزوجة أمرٌ غاية في الخطورة، إذ يمكن أن تصل تبعاته إلى حدٍّ أبعد ممَّا يتصوَّر الرجل، وذلك لتأثير مثل هذه التفاصيل -التي قد تبدو غير أساسيَّة بالنسبة للبعض- في كافة مناحي حياته وليس علاقته الحميمة بزوجته فقط، إذ يمكن أن تشمل الآتي:
- وقوف العلاقة الزوجيَّة على حافة الهاوية فضلًا عن استمرارها الذي يصير على المحكّ، إذ تشعر الزوجة بأنَّها غير مرغوب فيها، وقد يثير الأمر لديها بعض الشكوك بشأن خيانة الزوج لها.
- تعثُّر الرجل في حياته العمليَّة، فكيف له بهذه الحالة النفسيَّة وذاك الذهن المشوَّش أن ينجز أعماله بنجاح، وفي وقتها المحدَّد؟!
- ضيق الدوائر الاجتماعيَّة وانحسارها، إذ يميل الرجل في مثل هذه الحالات إلى العزلة وعدم التواجد في أي مناسبات اجتماعيَّة.
ولذلك نؤكِّد مرارًا وتكرارًا، أنَّ التواصل المفتوح، والسعي للحصول على استشارة طبيَّة أو نفسيَّة من متخصِّص لا تنقص من قدر الرجل شيئًا، لكنَّها تنقذه من تبعات هذه المشكلة على المدى الطويل.
وحتَّى تسنح لك الفرصة للحصول على الاستشارة الطبيَّة، دعنا نقدِّم لكم أهمّ الإرشادات العامَّة، والحلول الواقعيَّة التي تقيك من مشكلة العجز الجنسي المرتبط بالجانب النفسي.
كيف تقي نفسك من الضعف الجنسي الناجم عن الضغط النفسي؟
لحسن الحظ، أنَّ إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، من شأنها تقليل القلق والتوتُّر، ومن ثمَّ التمتُّع بصحَّة جسديَّة وجنسيَّة جيِّدة، ومن خلال سطورنا القادمة نقدِّم لك أبرز النصائح التي تساعدك كثيرًا في الوقاية من العجز الجنسي.
الحرص على تقليل مستويات التوتُّر والقلق
إنَّ محاولات التخلُّص من التوتُّر والقلق، من الأمور المهمَّة التي يمكنها أن تقيك من العجز الجنسي، والتمتُّع بعلاقة حميمة مرضية لك ولزوجتك، ويساعدك في ذلك، ممارسة أحد الأساليب التي اشتهرت بفعاليّتها في الحدِّ من التوتُّر، ومنها:
- تمارين اليوغا.
- جلسات التأمُّل والاسترخاء والتنفُّس العميق.
- النوم الجيِّد لعدد ساعات كافي.
- الاستعانة بالتدوين لتفريغ كافَّة الأفكار السلبيَّة على الورق.
وإضافة إلى ما سبق، يمكن أن يساهم التدليك أو المساج -سواء الجنسي أو العادي- في تخفيف التوتُّر:
- الجسدي، وذلك عن طريق إرخاء العضلات.
- النفسي، من خلال تصفية الذهن، والتركيز على الاستمتاع فقط.
علاوةً على زيادة فرص التواصل بين الزوجين، ومن ثمَّ تعزيز شعورهما بالحميميَّة والألفة والدفء.
التواصل المفتوح والواضح مع الزوجة
لا يجب أن نغفل عن دور الحوار المفتوح بين الزوجين في حلِّ أي مشكلة مهما كانت، لا سيما مناقشة التحدِّيات التي تتعلَّق بالجانب النفسي لكلٍّ منها، إذ يزيد ذلك من الثقة المتبادلة بينهما، والتمتُّع بالراحة النفسيَّة في أثناء العلاقة.
وفي هذا الصدد، يجب أن تكون الزوجة هي الداعم الأوَّل لزوجها في مثل هذه المشكلات، وذلك من خلال خلق بيئة هادئة ورومانسيَّة لتبادل أطراف الحديث بأمان قبل ممارسة العلاقة الحميميَّة، ومشاركته مشكلاته اليوميَّة ومحاولة إيجاد حلول لها، وتشجيعه على طلب الاستشارة الطبيَّة، إذا لزم الأمر.
عدم تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المتخصِّص
قد يلجأ بعض الرجال إلى تناول أحد أنواع الأدوية للحصول على عدد ساعات نوم كافية، أو الشعور بالاسترخاء بعد يوم عمل شاقّ ومليء بالتوتُّر والشدّ العصبي، مثل المهدِّئات وأدوية الاكتئاب ومضادَّات الالتهاب، دون أن يدري أنَّه يعرض نفسه بذلك لمخاطر آثارها الجانبيَّة، وفي مقدِّمتها الضعف الجنسي بمختلف صوره.
لذا احرص قبل كل شيء على استشارة طبيبك، فقد يصف لك -إذا لزم الأمر- أدوية أخرى مناسبة لحالتك، بحيث تدعم حالتك النفسيَّة، دون التأثير على صحّتك الجنسيَّة.
ممارسة الرياضة بانتظام
للرياضة دور سحري في تحسين الحالة المزاجيَّة وتقليل التوتُّر والاكتئاب، لذا بأداء بعض التمارين الرياضيَّة بانتظام وأبسطها المشي أو السباحة، ومن أجل الوقاية من العجز الجنسي تحديدًا، نرشِّح ممارسة “تمارين كيجل” التي تسهم في تقوية عضلات الحوض، وبالتالي تحسين الأداء الجنسي بصورة عامَّة.
ولا نغفل أيضًا، دور الرياضة في تحسين الصحَّة العامَّة، إذ تقلِّل من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والشرايين، وكذلك تعزِّز من تدفُّق الدورة الدمويَّة إلى الأعضاء التناسليَّة، وجميعها عوامل تمنح الرجل حياة جنسيَّة مثاليَّة.
وفي هذا السياق، نودُّ أن نلفت انتباهك إلى ضرورة تجنُّب التمارين الرياضيَّة الشاقة، التي تسبِّب الضغط الزائد على المنطقة التناسليَّة، مثل رفع الأثقال أو ركوب الدَّراجات غير المدروس، إذ تؤثِّر بالسلب على الإمداد الدموي الواصل لتلك المنطقة بمرور الوقت.
اتِّباع نظام غذائي صحِّي
ترتبط الصحَّة الجنسيَّة والنفسيَّة ارتباطًا وثيقًا بالتغذية السليمة، فاتِّباع نظام غذائي صحِّي من شأنه أن يمتِّع الرجل بجسم مثالي وصحِّي، ما يحميه من الإصابة بإحدى المشكلات الصحيَّة والنفسيَّة المرتبطة بالوزن الزائد.
وعليه، لا بد من تناول الأطعمة الصحيَّة الغنيَّة بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، مثل:
- الفواكه والخضراوات، ونخصُّ بالذكر الورقيَّات الخضراء، مثل:
- الجرجير.
- السبانخ.
- الفجل.
- الخس.
- الأسماك الدهنيَّة.
- الحبوب الكاملة.
- منتجات الألبان.
- المكسِّرات.
- اللحوم الحمراء والدواجن.
إلى جانب ذلك، يُفضَّل الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمقليَّات والوجبات السريعة والمشروبات الغنيَّة بالسكّريات، إذ تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة، وترفع معدَّلات السكَّر والكوليسترول في الدم، وجميعها أسباب أساسيَّة وراء الضغط النفسي والضعف الجنسي عند الرجال.
عدم التهاون في تلقِّي علاج الأمراض المزمنة
قد يتسبَّب فشل علاج بعض الأمراض المزمنة التي يعانيها الرجل في سوء حالته النفسيَّة، ما قد ينعكس بالسلب على رغبته وقدرته الجنسيَّة، لذلك من الضروري الحصول على متابعة دوريَّة لدى طبيب متمرِّس لإدارة هذه الأمراض المزمنة، والاهتمام بتناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المقرَّرة.
انتبه لعاداتك، فقد تشير لإصابتك بالضغط النفسي !
إنَّ ممارستك إحدى العادات السيِّئة، قد يمثِّل إشارة واضحة لمعاناتك ضغطًا نفسيًّا كامنًا، الأمر الذي يتطلَّب الانتباه له بسرعة، والتعامل معه على نحو سليم، ومن أبرز العادات المقصودة:
مشاهدة الأفلام الإباحيَّة
يحصل الرجل من مشاهدة الإباحيَّة على لذَّة مؤقَّتة، يتبعها ندم شديد، ودائرة مغلقة من جلد الذات واحتقارها، وتشتُّت الذهن في أثناء العلاقة الحميميَّة مع زوجته، وذلك لأنَّها ترفع توقّعاته إلى درجة لا تمتّ للواقع بصلة بشأن العلاقات الحميمة، فقد تدفعه المشاهدة إلى تناول بعض المنشّطات، والضغط على زوجته نفسيًّا لتحقيق ما يريد إلى أن يُفقدها ثقتها بنفسها، ومن ثمّ ينفرط عقد الأسرة بمنتهى السهولة.
لذلك، فإنَّ التوقَّف عن هذا الفعل، والاعتراف بالخطأ، والبدء في التواصل الصريح مع الزوجة بشأن الاحتياجات الجنسيَّة وغيرها، يعد من أنجح الحلول للوقاية من الضعف الجنسي على المدى البعيد.
التدخين والكحوليَّات
إدمان التدخين والكحوليَّات، من أشهر علامات التوتّر والقلق والتشتُّت الذهني لدى الرجال ومسبّباته في الوقت ذاته، إذ يشعر الرجل في غيابهما أنَّه محروم من أهمّ الأشياء في حياته، غافلًا عن تأثيرهما السلبي على حياته الجنسيَّة.
إذ يقلِّل نيكوتين السجائر من تدفُّق الدم للأعضاء التناسليَّة، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهو ما يؤثِّر بالسلب وتدريجيًّا على الأداء الجنسي. أيضًا يتسبَّب تناول الكحوليَّات في التأثير سلبًا في النواقل العصبيَّة المسؤولة عن الإمداد الدموي للعضو الذكري، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف الانتصاب، وكذلك انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
وإلى هنا، نصل إلى ختام حديثنا عن تأثير الحالة النفسيَّة على الصحَّة الجنسيَّة للرجل، مؤكّدين على أنَّ مجرَّد اتِّباع بعض الإرشادات البسيطة، يساعد في حمايتك من التعرُّض إلى إحدى أهمَّ المشكلات التي قد تهدِّد استقرار حياتك الزوجيَّة برمّتها، وهي الضعف الجنسي، بل تنعم إثرها بحياة زوجيَّة هانئة.