إدارة وفهم الضعف الجنسي في أوَّل الزواج؛ خطوات لحياة زوجيَّة مثمرة

اقرأ في هذا المقال
  • ما المقصود بالعجز الجنسي؟
  • ما هي أعراض العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟
  • أسباب العجز الجنسي في أوَّل الزواج 
  • كيف يمكن علاج العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟
  • هل يُمكن الوقاية من العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟
  • ما دور الزوجة في مواجهة مشكلة العجز الجنسي؟

خيَّم الصمت فجأة، وبدت على الزوجين علامات التوتُّر والحرج، بعد أن لاحظ الزوج عدم قدرته على الحفاظ على الانتصاب حتى إتمام العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة التي تعدُّ الأولى في حياته، كما لاحظ تشنُّج عضلات الحوض لدى الزوجة وانقباضها بصورة لم تسمح له بإتمام الإيلاج بصورته الصحيحة.

لا يُعدُّ ما سبق مشكلة الزوجين المذكورين فقط، فهناك الكثير من المتزوِّجين حديثًا الذين يعانون ممَّا يُعرف بالضعف الجنسيّ في أوَّل الزواج، وهذا عينُ ما نتناوله تفصيلًا اليوم.

ما المقصود بالعجز الجنسي؟

يواجه بعض الأزواج تحدِّيًا حقيقيًّا في أيَّامهم الأولى للحياة الزوجيَّة وهو العجز أو الضعف الجنسي، وقد يسميها البعض الضعف الجنسي في شهر العسل، وهي مشكلة شائعة تعني عدم القدرة على إتمام العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة على النحو الصحيح إثر ضعف الانتصاب أو عدم الحفاظ عليه حتى إتمام الإيلاج، ممَّا يدفع الزوج دفعًا إلى هاوية التوتُّر واضطراب الثقة بالنفس، لكن الأمر غالبًا ما يرجع إلى الضغط النفسي المصاحب لليالي الأولى في الزواج، أو لقلَّة الوعي الجنسي.

ما هي أعراض العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟

يظن البعضُ خطأً، أنَّ العجز الجنسي يعني فقدان القدرة تمامًا على الانتصاب، لكن العَرَض الأهم والمقصود هنا -مثلما وضَّحنا- هو عدم القدرة على تحقيق الانتصاب بشكلٍ متَّسق في كل مرَّة للعلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة.

ويشمل الأمر كذلك، عددًا من الأعراض الأخرى التي تتعلَّق بصحَّة الزوج النفسيَّة؛ إذ يصبح القلق والتوتُّر رفيقين لا ينفكَّان عنه، علاوةً على اهتزاز ثقته بنفسه وشعوره باهتزاز صورته أمام عروسه وقد ينتهي الأمر بالاكتئاب، إذا لم يتمّ التعامل معه على النحو السليم بدنيًّا ونفسيًّا.

أسباب العجز الجنسي في أوَّل الزواج 

تُشير دراسة نُشِرت عام 2007 في المجلة الأمريكيَّة للطبّ إلى أنَّ خطر العجز الجنسي يزداد مع التقدُّم في العمر، كما تشير الأبحاث إلى أنَّ هذا الخطر يزداد لدى المصابين بواحد أو أكثر من أمراض القلب والأوعية الدمويَّة أو مُسبِّباتها، ومنها:

  • ما يؤثِّر على قدرة القلب في ضخِّ الدم بكميَّات كافية إلى الجهاز التناسلي، ولا سيما القضيب، ومن ثمّ لا يتمكَّن من تحقيق الانتصاب.
  • تصلُّب الشرايين الذي يعيق تدفُّق الدم إلى القضيب أيضًا إثر انسداد الأوعية الدمويَّة.
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

لكن هل تنتهي أسباب العجز الجنسي في أوَّل الزواج عند ذلك؟

يمكن أن تحدث الإصابة بالعجز الجنسي في أوَّل الزواج أيضًا إثر عدد من المشاكل منها الصحيَّة والنفسيَّة، ومن أبرزها:

  • الضغط النفسي:

تلعب التصوُّرات النفسيَّة الشائعة حول المرَّة الأولى للعلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة، دورًا أساسيًّا في ظهور مشكلة الضعف الجنسي، والتي تحدث إثر إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين الناجم عن توتُّر الزوجين.

تساهم قلة الوعي الجنسي وتلقِّي الزوجين المعلومات حول الليلة الأولى للزواج من مصادر غير موثوقة، وغالبًا ما يحصلون على معلومات مغلوطة من الأقارب أو الأصدقاء أو أحد المقرَّبين، عوضًا عن تحصيلها من متخصِّص، ممَّا يُسبِّب لهما الشعور بالإحباط والفشل.

  • اتِّباع نمط حياة غير صحِّي:

يمكن للعادات اليوميَّة أن تؤثِّر في المدى البعيد على الصحَّة الجنسيَّة جراء ما ينجم عنها من مشاكل الدورة الدمويَّة، ومن ثمّ قوَّة الانتصاب، وتشمل:

  • الإفراط في تناول الوجبات السريعة والدسمة أو السكَّريات.
  • الإفراط في تناول المشروبات الغازيَّة أو المشروبات الكحوليَّة.
  • التدخين.
  • التكاسل عن ممارسة الرياضة.
  • الأسباب المَرَضيّة:

إنَّ أي خلل يعتري الجهاز العصبي أو التوازن الهرموني بالجسم، يمكنه أن يؤثِّر سلبًا على قوَّة الانتصاب، وهذا تمامًا ما يحدث إذا كان الزوج مصابًا بأحد الأمراض التالية:

  • ألزهايمر.
  • الشلل الرعاش.
  • اعتلالات المخ والعمود الفقري.
  • التصلُّب المتعدد (MS).
  • الصرع.
  • مرض باركنسون.
  • السكَّري.
  • انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون بالدم.
  • بعض الأدويَة:

يؤثِّر تناول بعض أنواع الأدويَة على الصحَّة الجنسيَّة للأزواج إذ تُعيق تدفُّق الدم إلى الجهاز التناسلي بصورة طبيعيَّة، ومن ثمَّ تحول دون استمتاع كلا الزوجين بالعلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة، ومنها:

  • علاجات أورام منطقة الحوض، وتشمل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
  • الأدويَة الهرمونيَّة المُستخدمة في علاج سرطان البروستاتا.
  • أدويَّة الاضطرابات النفسيَّة، مثل بعض مضادَّات القلق والاكتئاب، والفصام، والمُهدِّئات.
  • بعض مثبِّطات أو منشِّطات الجهاز العصبي المركزي (CNS).
  • تناول بعض أنواع مُدرَّات البول.
  • بعض أدوية قُرحة المعدة، ومضادَّات الهيستامين.
  • تكرار تناول الأدويَة المضادَّة للالتهاب غير الستيرويديَّة (NSAIDs) دون مراجعة الطبيب المختصّ.
  • وجود تاريخ لإجراء جراحة ترتبط بالجهاز التناسلي الذكري مثل جراحات سرطان البروستاتا أو جراحات الأمعاء الدقيقة والقولون.
  • سرعة القذف (القذف المبكِّر):

ويعني وصول الزوج إلى نشوة الجماع وخروج المني في وقتٍ أقل من الطبيعي وتقلُّص حجم القضيب وارتخائه، ممَّا يُعكِّر صفو العلاقة الحميمة، ويوتِّر الزوج ويشعره بالحرج.

تشترك أسباب سرعة القذف مع الأسباب المَرَضيّة لضعف الانتصاب -الموضحة سلفًا- بالإضافة إلى الأسباب التاليَة:

  • اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة.
  • أمراض البروستاتا.
  • مبالغة الزوجة في تحفيز وإثارة الزوج.
  • اتِّباع المصادر غير الموثوقة لتحصيل المعلومات حول العلاقة الحميمة.
  • شعور الزوج بعدم تقبّل الزوجة له.

كيف يمكن علاج العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟

تتعدَّد وسائل علاج العجز الجنسي في أوَّل الزواج بناءً على سببه، لذا يُنصح بزيارة طبيب متخصِّص لتحديد طريقة العلاج المناسبة، وممَّا قد ينصح به:

  • العلاج الدوائي؛ وقد يصفه الطبيب بصورة مؤقَّتة لمساعدة الزوج على تجاوز تحدِّي ضعف الانتصاب، إذا كان سببه التوتُّر والضغط النفسي وليس مشكلة عضويَّة.
  • أمَّا إذا كان السبب عضويًّا، فقد يتطلَّب الأمر حقن بعض الأدويَة مباشرةً في القضيب أو اللُّجوء إلى التدخُّل الجراحي عن طريق تركيب دعامة للقضيب.

هل يُمكن الوقاية من العجز الجنسي في أوَّل الزواج؟

نعم، نعرف جميعًا أنَّ الوقايَة خيرٌ من العلاج، وعندما نتحدَّث عن الوقايَة عمومًا، فإنَّ الخطوات الأولى تكمن في اعتماد نمط حياة صحِّي ومتوازن يساعد في زيادة هرمون التستوستيرون، فالغذاء الصحِّي وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنُّب التدخين والكحوليَّات، تمثِّل أساسًا مهمًّا في الحفاظ على صحّتنا.

لكن لا يجب أن ننسى أهميَّة التواصل المستمرّ مع الطبيب لمتابعة الحالة الصحيَّة والحدّ من آثار الأمراض المزمنة، مثل السكَّري وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها، إذ إنَّ استشارة الطبيب والالتزام بتوجيهاته يمكن أن يساعدنا في الوقايَة من تدهور الحالة الصحيَّة، وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.

وعلاوة على ذلك، يمكننا استكشاف التمارين النفسيَّة بتوجيهٍ من متخصِّصٍ للتحكُّم في القلق والتوتُّر والضغوط النفسيَّة المصاحبة لأيَّام الزواج الأولى.

ما دور الزوجة في مواجهة مشكلة العجز الجنسي؟

يكمن دور الزوجة في تقديم الدعم والتفهُّم العاطفي لزوجها، والتعاون معه لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة الحسَّاسة. 

تبدأ الزوجة في بناء جسر من الثقة والاتِّصال العميق مع زوجها، فالتواصل الصادق والمفتوح يساعد في تعزيز الانسجام الجنسي وزيادة الحميميَّة بين الزوجين. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوجة أن تبادر لاكتشاف ما يثير زوجها جنسيًّا، وتجرِّب أشكالًا جديدة من الحميميَّة التي قد تساعد في تحفيز الرغبة وزيادة الاستجابة الجنسيَّة لديه، وتخفيف الضغط النفسي الواقع عليه.

ومن الجوانب الأساسيَّة لدور الزوجة في التغلُّب على العجز الجنسي، هو دعمها لزوجها في البحث عن العوامل المسبِّبة لهذه المشكلة وتوجيهه لطبيب متخصِّص في حالة الحاجة، والاهتمام بتغذيته بالمأكولات والمشروبات التي تساعد في زيادة هرمون التستوستيرون؛ فالزوجة يمكنها أن تكون رفيقة الزوج في رحلة العلاج ومساندته في اتِّخاذ الخطوات اللازمة لتحسين الأداء الجنسي.

وفي النهايَة، يجب أن تتذكَّر الزوجة أنَّ العجز الجنسي قد يكون نتيجة لعوامل متعدِّدة، بما في ذلك العوامل النفسيَّة والجسديَّة، لذا ينبغي على الزوجة أن تظلَّ متفهِّمة وصبورة، وأن تعمل على بناء جو من الثقة والمحبَّة، ليتمكَّنا من تجاوز هذا التحدِّي سويًّا.

المصدر
Medically reviewed by Angelica Balingit, MD — By Rachel Nall, MSN, CRNA — Updated on June 12, 2022Updated June 2018Mayoclinic medical professionals, July 14, 2022 Medically Reviewed by Smitha Bhandari, MD on August 25, 2022 Written by WebMD Editorial Contributors
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية