كيف يمكن أن يواجه ذوو الإعاقة الحركيَّة تحدِّيات العلاقة الحميمة؟

- كيف يمكن أن يواجه ذوو الإعاقة الحركيَّة تحدِّيات العلاقة الحميمة؟
- خرافات شائعة: ذوو الإعاقة الحركيَّة غير قادرين نهائيًّا على ممارسة الجماع!
- كيف يمكن أن يتغلَّب أصحاب الإعاقة الحركيَّة على تحدِّياتهم الجنسيَّة؟
- أفضل 7 وضعيَّات للجماع مريحة لذوي الإعاقة الحركيَّة
- كيفيَّة إتقان وضعيَّة مطبّ السرعة لذوي الإعاقة الحركيَّة
- هل يستطيع المعاق حركيًّا الإنجاب؟
دائمًا ما يعتري ذوو الإعاقة الحركيَّة خوف كبير، وقد يتحوَّل الأمر إلى هاجس من فكرة الزواج، إذ يعتقدون أنَّهم غير قادرين على ممارسة تفاصيل العلاقة الحميمة كما يفعل الأشخاص الطبيعيون، ولربما يدفعهم ذلك إلى تأجيل قرار الزواج إلى أجلٍ غير مسمَّى.
ولكن هذا الاعتقاد الخاطئ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنظرة المجتمع المحدودة لهم، وكذلك افتقاره للثقافة الجنسيَّة، ومن ثم يحكم مسبقًا على فكرة زواج ذوي الإعاقة الحركيَّة، ويقرُّ بأنَّها حتمًا ستبوء بالفشل عاجلًا أو آجلًا.. فهل طريقة تفكيرهم صحيحة؟
دعونا خلال مقالنا اليوم، نصحِّح بعض المفاهيم الخاطئة، ونوضح مجموعة من الحقائق بشأن إمكانيَّة ممارسة العلاقة الحميمة من قبل ذوي الإعاقة الحركيَّة، وكذلك نتطرَّق إلى أفضل وضعيَّات الجماع بالنسبة لهم.
اقرأ أيضًا مقال : الحياة الجنسية لذوي الاعاقة
خرافات شائعة: ذوو الإعاقة الحركيَّة غير قادرين نهائيًّا على ممارسة الجماع!
تشوب الحياة الجنسيَّة لذوي الإعاقة الحركيَّة بعض التحدِّيات والصعوبات، ما قد يسبِّب لهم كثير من الأضرار النفسيَّة، والتي تتمثَّل فيما يلي:
- الاكتئاب والميل إلى العزلة والانغلاق على النفس.
- القلق والخوف من عدم القدرة على ممارسة الحياة بصورة طبيعيَّة.
- الإحباط وعدم تلقِّي الدعم النفسي من الأصدقاء والمقرَّبين.
- عدم الثقة بالنفس وصعوبة في تقبُّل الإعاقة.
ولعلَّ السبب وراء ذلك، هي الخرافات الكثيرة التي رسَّخها فكر المجتمع عنهم -كما ذكرنا لتوّنا- والتي تنافي الحقيقة البديهيَّة، وهي أنَّ لكل شخص تجربته الخاصَّة، ومن أكثر تلك الخرافات انتشارًا ما يلي:
ذوو الإعاقة الحركيَّة ليست لديهم أي رغبة جنسيَّة
قد ينسى البعض، أنَّ الرغبة الجنسيَّة غريزة طبيعيَّة عند كل البشر سواء أكانوا أصحَّاء، أو يعانون أي نوع من أنواع الإعاقات، لا سيما الحركيَّة، لكن مع اختلاف الطريقة التي يعبِّرون بها عن ذلك، ما يعني أنَّ ما يحمله السواد الأعظم من المجتمع ويصدرُّه لذوي الإعاقة الحركيَّة، مجرَّد اعتقادات وهميَّة لا أساس لها من الصحَّة على الإطلاق.
ذوو الاحتياجات الخاصَّة لا يمتلكون الجاذبيَّة الجنسيَّة
اقتصرت نظرات المجتمع على أنَّ الجاذبيَّة الجنسيَّة محصورة بفاتنات الجمال والشباب مفتولي العضلات وليس لغيرهم نصيب منها، وفي الحقيقة، أنَّ نجاح العلاقة الجنسيَّة لا يتوقَّف على الجمال الظاهري فقط، بل تتطلَّب تحلِّي الزوجين بالمودَّة والحبّ والتفاهم والتقبُّل قبل كل شيء.
جميع أوضاع العلاقة الحميميَّة قطعًا تتطلَّب مرونة بدنيَّة
من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعًا، أنَّ ممارسة الأزواج من ذوي الإعاقة الحركيَّة للعلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة أشبه بالمهمَّة المستحيلة، إذ يرون أنَّ أي وضع من الأوضاع الجنسيَّة، لا شكّ سيتطلَّب مرونة بدنيَّة هي بالتأكيد غير متوفِّرة لديهم.
لكنَّهم يغفلون أنَّ العلاقة الحميمة ليس لها قواعد أو قانون ثابت ينبغي تطبيقه بالحرف وإلا فلا، إذ يتكيَّف الزوجان من ذوي الإعاقة الحركيَّة مع حالتهم عن طريق اختيار التكنيك الذي يلبِّي احتياجاتهم، ويشبع رغباتهم، بغضِّ النظر عن تقييم الآخرين، أو تصوّرهم لها.
لذلك من خلال منبرنا هذا في مودَّة، ننصح كل مقبل ومقبلة على الزواج من ذوي الإعاقة الحركيَّة بتجاهل هذه الخرافات وعدم الالتفات إليها، والمضي قدمًا في حياتهم بحثًا عن شريك الحياة المناسب الذي يكون التفاهم والتقبُّل بالنسبة له أهمّ الأولويَّات.
أمَّا عن إمكانيَّة ممارسة العلاقة الحميمة بسهولة وأفضل وضعيَّات الجماع التي تحقِّق الإشباع الجنسي للأزواج، فلا تحملوا همًّا، إذ نتناولها تفصيلًا فيما هو قادم من فقرات مقالنا، لكن قبل أن نتطرَّق إليها، سنقدَّم بعض النصائح التي يجب على ذوي الإعاقة الحركيَّة اتِّباعها للوصول إلى أقصى درجات الرضا الجنسي.
كيف يمكن أن يتغلَّب أصحاب الإعاقة الحركيَّة على تحدِّياتهم الجنسيَّة؟
وسط كل الأفكار السلبيَّة التي رسَّخها المجتمع حول ذوي الإعاقة الحركيَّة، فمن الضروري عدم الإنصات لأيٍّ منها، بل مواجهتها بما يلي:
- طلب المساعدة من الطبيب المختصّ لتحديد درجة الإعاقة التي يعانيها الفرد، وما يتناسب معها من وضعيات جنسيَّة لا يتعرّض معها لأي مضاعفات، وأدوية لتحسين الاستجابة الجنسيَّة والنشوة.
- السعي نحو زيادة الوعي الجنسي، من خلال الاطِّلاع على المصادر الموثوقة لمعرفة كافَّة خطوات العلاقة الحميمة، والإلمام بالأوضاع الآمنة التي رشَّحها لهم الطبيب.
- تجاهل الأفكار السلبيَّة التي تلاحقهم من الآخرين، وعدم السماح لهم بالتدخُّل في مثل هذه الأمور الخاصَّة، وإدراك معرفة أنَّ للمتعة الجنسيَّة صورًا عدَّة، ولا تقتصر على الإيلاج فقط.
ومع الالتزام بتطبيق هذه النصائح، يتمكَّن ذوو الإعاقة الحركيَّة من ممارسة أفضل وضعيَّات الجماع بكفاءة، ومن ثمَّ التمتُّع بحياة زوجيَّة طبيعيَّة كغيرهم.
اقرأ أيضًا مقال : تحدِّيات تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج وأهمُّ النصائح للتغلُّب عليها
أفضل 7 وضعيَّات للجماع مريحة لذوي الإعاقة الحركيَّة
إنَّ الوعي بأوضاع الجماع الملائمة لذوي الإعاقة الحركيَّة يمنحهم فرص أكبر في التمتُّع بالعلاقة الحميمة، الأمر الذي يزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويجعل حياتهم الزوجيَّة أكثر استقرارًا. ونتناول فيما يلي أبرزها:
- وضعيَّة المواجهة
وهي إحدى الوضعيَّات الحميميَّة التي تسمح بالتواصل البصري بين الزوجين وكذلك الإيلاج العميق، وفيها يجلس أحد الزوجين على الكرسي أو حافَّة السرير، بينما الآخر أعلاه مثبِّتًا قدميه على حافَّة السرير ومحتضنًا الآخر.
- الوضع التبشيري المُعدّل
في هذه الوضعيَّة يستند أحد الزوجين إلى حافَّة السرير رافعًا ساقيه على أكتاف الطرف الآخر الذي يقف مواجهًا له.
- وضعيَّة الملعقة
تُعدُّ وضعيَّة الملعقة من الأوضاع الممتازة في حال مواجهة صعوبة في الحركة أو انعدامها، إذ ينام كلا الزوجين على أحد جانبي الجسم في مواجهة بعضهما البعض، ويلفّ أحدهما ساقه العليا على فخذ الآخر.
- وضعيَّة الدوجي
تُعدُّ وضعيَّة الدوجي مفيدة، إذا كان أحد الزوجين يستخدم الكرسي المتحرِّك، إذ يجلس أحدهما على الكرسي المتحرِّك بينما الآخر يكون أعلاه، لكن في الاتِّجاه المعاكس موليًا له ظهره.
- وضعيَّة الدوجي المُعدّلة بالوسائد
تمنح هذه الوضعيَّة الزوجين فرصة كبيرة للتواصل البصري من الرأس إلى القدمين، وفيها تُوضع عديد من الوسائد على الأرض لدعم الطرف الذي يعاني الإعاقة الحركيَّة، بينما الآخر في الأعلى يلاصق صدره ظهر الطرف الآخر.
- وضعيَّة 69
هي إحدى الوضعيَّات التي تحفِّز الزوجين وتزيد من متعتهما عن طريق استخدام أصابعهما أو ألسنتهما أو أجزاء أخرى من الجسم، عندما يستلقي أحد الزوجين على جانبه رافعًا إحدى ساقيه، بينما الآخر في مواجهته، ورأسه مقابلة لقدم الآخر.
- وضعيَّة مطبّ السرعة
تمنح وضعيَّة مطبّ السرعة ذوي الإعاقة الحركيَّة على اختلاف صور إعاقتهم مزيدًا من المتعة والحميميَّة في أثناء العلاقة الزوجيَّة، إذ تعتمد فكرتها على استلقاء أحد الزوجين على ظهره مع ثني ركبتيه ووضع بعض الوسائد الداعمة تحت الوركين أو الحوض، بينما يركع الطرف الآخر مقابلًا له، ما يسهل من عمليَّة الإيلاج ويقلل من الجهد المبذول في ذلك، ويخفِّف من الضغط على منطقة أسفل الظهر والركبتين والوركين.
وفي الحقيقة، قد يواجه ذوو الإعاقة الحركيَّة تحدِّيًا في التكيُّف مع هذا الوضع في البداية، لذلك نوجِّه لهم بعض النصائح والتعليمات التي تمكِّنهم من تطبيقه بسهولة قدر الإمكان.
كيفيَّة إتقان وضعيَّة مطبّ السرعة لذوي الإعاقة الحركيَّة
تشمل أهمّ النصائح لإتقان وضعيَّة مطبّ السرعة ما يلي:
- اختيار سطح مريح وناعم، يوفِّر الدعم الكافي لكما في أثناء هذا الوضع، دون أن يشعر أحدكما بالألم.
- ضبط زاوية الوسائد على ارتفاع مناسب، لتضمنا الراحة في أثناء العلاقة.
- التأكُّد من أنَّ الكرسي المتحرِّك أو داعم الحركة المستخدم، يساعد في الانتقال بسهولة إلى هذا الوضع.
- استخدام الوسائد الداعمة، أو تلك المصمَّمة خصِّيصًا للعلاقة الحميمة، للحصول على الدعم الكافي.
- مناقشة أي مخاوف بشأن هذا الوضع بوضوح دون حرج، لتجنُّب التعرُّض لأيِّ مضاعفات مع أي حركة خاطئة أو اندفاعيَّة.
بإتقان ذوي الإعاقة الحركيَّة وضعيَّة مطبّ السرعة أو غيرها من الوضعيَّات المتنوِّعة، يصل الزوجان بحياتهما الزوجيَّة إلى برِّ الأمان، وذلك لأنَّ العلاقة الحميمة الدافئة والمُرضية للطرفين، تمثِّل أحد أهمّ أعمدة الزواج الناجح.
نستنتج من حديثنا السابق، أنَّ الإعاقة الحركيَّة تمنع أصحابها من ممارسة العلاقة الحميميَّة بصورتها التقليديَّة فقط، لكنَّها لا تحول دون تمتّعهم بحقوقهم الجنسيَّة كزوجين بصورة قطعيَّة، إذ إنَّ هناك العديد من الأوضاع الجنسيَّة والأدوات التي تتيح ذلك بسهولة مثل: الوسائد، والكراسي، والأراجيح.
ولعلَّ حديثنا عن أوضاع الجماع لذوي الإعاقات الحركيَّة، أثار في أذهانكم بعض التساؤلات، عمَّا كانت تؤثِّر في فرص الحمل والإنجاب، وذلك عين ما نتطرَّق إليه في فقرتنا القادمة.
هل يستطيع المعاق حركيًّا الإنجاب؟
بالتأكيد يستطيع المعاق حركيًّا الإنجاب، طالما أنَّ الجماع يحدث بصورة دوريَّة وكاملة، بشرط ألا يعاني مشكلات صحيَّة أخرى تؤثِّر سلبًا في جودة الحيوانات المنويَّة أو البويضات.
ولعلَّ أشهر تجارب الزواج الناجحة من شخص معاق حركيًّا هو الشيخ أحمد ياسين الذي كان قائدًا ومفكِّرًا وأبًا رغم إعاقته الحركيَّة.
وعلى غرار الحديث عن فرص الإنجاب، لا يوجد مانع من حمل الزوجة المعاقة حركيًّا، لكن يجب الأخذ في الاعتبار المسؤوليَّة العظمى التي ستقع على عاتقها بعد الإنجاب من تربية الأبناء ورعايتهم.
وإلى هنا، نصل إلى ختام مقالنا عن أفضل وضعيَّات الجماع لأصحاب الإعاقات الحركيَّة، وكيفيَّة استغلالها، لينعموا بحياة زوجيَّة مستقرَّة يسودها الحبّ والودّ.