التوقُّعات الجنسيَّة الشائعة بين الزوجين

اقرأ في هذا المقال
  • هل تضع توقُّعات عالية فيما يتعلَّق بالجنس أو صورة الجسد أو الجاذبيَّة كشرطٍ أساسي لممارسة الجماع؟
  • هل تعتقد أنَّ شريكك، يجب أن يعرفك جيِّدًا بما يكفي لمعرفة ما تريدهُ جنسيًّا؟

هل يعرف كل من الزوجين ما هي حاجاتهما في العلاقة الحميميَّة؟

يبدو أنَّ ما تريدانه جنسيًّا لا يحدث بالصورة التي تعتقدان أنَّهُ يجب أن يحدث بها. هل زوجك/زوجتك لا يتعاون بالطريقة التي تتخيَّلها؟

هل أنتما مخطئان في تحديد التوقُّعات الشخصيَّة لقضاءِ وقتٍ ممتعٍ معًا؟

هل من المبالغة أن تطلب، ببساطة، من زوجك/زوجتك الانضمام إلى توقُّعاتك؟

من الجيِّد أن يكون الزوجان على اتِّصالٍ فيما يتعلَّق باحتياجاتهما ورغباتهما. لكن من ناحية أخرى، إذا كانت التوقُّعات المرتبطة بهذه الاحتياجات تمنعهما من التَّواصل بشكل جيِّد، فمن المحتمل ألَّا يحصلا على الوقتِ الممتع الذي يتخيّلانه. وقد يفقدان شيئًا رائعًا حقًّا وممتعًا للغاية.

دعونا نفكِّر في الكيفيَّة التي قد تتدخَّل بها التوقُّعات الجنسيَّة في العلاقة الحميميَّة الجيِّدة والأكثر إثارة:

التوقُّع الجنسي الأوَّل: الجمال الدَّائم

هل تضع توقُّعات عالية فيما يتعلَّق بالجنس أو صورة الجسد أو الجاذبيَّة كشرطٍ أساسي لممارسة الجماع الزوجي الرائع؟

سيكون من الرَّائع لو تمكَّنا جميعًا من البقاء وسيمين أو جميلين كما كنَّا في اليوم الذي التقينا فيه بأزواجنا. لكن الوقت يتقدَّم وتتغيَّر الأجساد. فإنَّ إنجاب الأطفال، وطول أيام العمل في المكتب، والضغوط بأنواعها، والتقدُّم في العمر، كلّها عوامل تؤثِّر على الزوجين. وقد لا تكون الملابس الداخليَّة المثيرة، وعضلات البطن الصلبة من الأولويَّات. هل هذا خذلان زوجي بالنسبة لك أو لكِ؟

في حين أنَّ الرعاية الذاتيَّة أو الاهتمام بالنفس مهمَّة لكلٍّ من الصحَّة والرفاهيَّة العقليَّة، فإنَّ الطلب أو التوقُّع أو الضغط على بعضنا البعض للبقاء جسديًا كما هو الحال في الأيَّام الأولى من الزواج أو تلبية معيارٍ شكليّ غير واقعي، يمكن أن يوقِفَ الأشياء في غرفة النوم بشكلٍ جذري.

إنَّ آخر شيء تريد القيام به هو قتل العلاقة الحميميَّة بالوعي الذاتي، أو مشاكل صورة الجسد، أو الشعور بأنَّه بعد كل ما استثمرته في علاقتك الزوجيَّة باءَ بالخسارة، انتبه فإنَّ المخاوف السطحيَّة تدمِّر الإشباع الجنسي.

إذا كان المظهر الجسدي يمثِّلُ حقًّا مصدر إلهاء كبير، فمن الأهميَّة بمكان ما أن تجد طرقًا للتعامل مع الأمر بشكلٍ إيجابي. تمرَّنا رياضيًّا معًا، واشتريا ملابسَ مثيرة لبعضكم البعض، وركِّزا بنشاطٍ على السمات الجسديَّة التي تعجبكما أكثر في بعضكما البعض. ضعا الصور التلفزيونيَّة والإعلانيَّة وصور مواقع التواصل الاجتماعي والمقارنات التي تتمّ جانبًا، وتعلَّما كيف تقدِّرا لياقتكما البدنيَّة، وكذلك جسد زوجك/زوجتك.

التوقُّع الجنسي الثاني: التواجد المستمر

هل تشعر أنَّه من مسؤوليَّة زوجك/زوجتك أن يكون مستعدًّا وراغبًا عندما تودّ ممارسة العلاقة؟

لا أحد يحبُّ أن يُرفَض عندما يضطرب المزاج. لكن لا أحد يحبّ أن يتمَّ التلاعب به، أو قيادته للشعور بالذنب أو الخزي أيضًا،  لأنَّ عليه ممارسة العلاقة. يجب أن يكون الجنس فعلًا متبادلًا.

يعاني معظم الأزواج من شيءٍ ما يسمَّى “التناقض الجنسي”، أو عدم تطابقٍ في الرَّغبة، حيث يحدث ذلك في وقتٍ ما من عمر الزواج. إذا كنت تريد ممارسة الجنس أكثر من زوجك/زوجتك في كثيرٍ من الأحيان، فإنَّ توقُّع أنَّه/أنَّها يجب أن يكونوا متاحين لتلبية احتياجاتكم يمكن أن يسبِّب الصِّراع والاستياء، إذا لم تكونا حريصين بشأن التَّواصل والتسوية الجنسيَّة المرضية.

في هذه الحالة، يمكن أن تؤدِّي المطالبة المستمرَّة والضَّغط ومقاومة الطَّرَف الآخر إلى إلحاقِ ضررٍ حقيقي في الحياة الزوجيَّة الجنسيَّة الصحيَّة. وبدلاً من ذلك، يجدر إجراء محادثات حقيقيَّة حول كميَّة أو كيفيَّة الجنس الذي يهمّكما على حدٍّ سواء، ومحاولة التوصُّل إلى خطَّة عَطوفة ومتجاوبة تتحدَّث عن رغباتكما الفريدة.

إنَّ العلاقة الزوجيَّة الحميمة التي تمَّ إنشاؤها من خلال تخصيص الجنس وفقًا لرغباتكما المحدَّدة، قد ينتهي بها الأمر إلى تعزيز المزيد من الحميميَّة الجسديَّة، حيث ستشعران بأنَّكما مرئيَّان ومسموعان، ممَّا يعمِّق الرَّابطة بينكما. إذ لا يحدث هذا النَّوع من الاتِّصال عندما يطلب شخص ما أن يكون الآخر متاحًا، لأنَّهُ يجب أن يكون كذلك.

إذا لم تتمكَّنا من التّوصُّل إلى اتِّفاقٍ فيما يتعلَّق بكميَّة أو كيفيَّة المشاركة الجنسيَّة التي ترغبان في تلبيتها، فحاولا أخذ جلسات من العلاج الجنسي والتَّوجيه من أجل الرِّضا المتبادل.

التوقُّع الجنسي الثالث: القدرة النفسيَّة

هل تعتقد أنَّ (زوجك/ زوجتك) ، يجب أن يعرفك جيِّدًا بما يكفي لمعرفة ما تريدهُ جنسيًّا؟

من الصعب الحصول على زوج/ زوجة قادر على قراءة الأفكار. غالبًا ما نفترض أنَّهُ إذا أحبَّنا أزواجنا حقًا، فلن نضطر أبدًا إلى طلب ما نريد.

هل يبدو غير رومانسي أو عفوي، أن تقول بوضوح لزوجك/ زوجتك أين تريد أن تلمسني، أو تعلن عن رغبة تجعلك تشعر بالإثارة بشكلٍ خاص؟

من المهمّ أن تدرك، أنَّ حجب رغباتكما واحتياجاتكما الجنسيَّة كزوجين عن بعضكما البعض، أمرٌ غير عادل لكليكما. فقراءة الأفكار تترك أحد الزوجين بمفرده محاولًا معرفة الأشياء، وتترك الآخر غير مُحَقَّق جنسيًّا.

من الأفضل المشاركة بصراحة ووضوح، عوضًا عن الاحتفاظ  بتوقُّعات غير معلنة وغير محقَّقة، تدور بصمت في رأس كل طرفٍ منكما.

التوقُّع الجنسيّ الرَّابع: لعب الأدوار الجندريَّة

هل أنت محاصر بأدوار الجنسين فيما يتعلَّق بالرغبة الجنسيَّة والبدء والتَّعبير؟

يمكن للصور النمطيَّة الشائعة، فيما يتعلَّق بأدوار الجنسين في العلاقة الجنسيَّة، أن تحدَّ بشكلٍ كبير من الأُلفة والأصالة والحرِّيَّة في السرير.

لماذا يتمّ الاقتصار على فكرة أنَّ الأزواج الرجال هم دائمًا مبادرون جنسيًّا؟ يؤدِّي هذا فقط إلى تغذية النقص أو الخجل إذا كنت رجلاً غير متحمِّس أو يعاني من تراجع الاهتمام بسبب الإجهاد أو المرض أو العمر. لماذا يجب أن تعيقك فكرة أنَّ الزوجات لسن مطاردات جنسيًّا؟ ماذا إذا كنتِ زوجة ترغب في تجربة أشياء جديدة دون أن توصف بأنَّها مصابة بالهوس؟

القوالب النمطيَّة تقضي على المرونة والمحادثات الصادقة. فالسماح لمزيد من الاختلاف في تفاعلك الجنسي يمكن أن يقلِّل من الضغط ويزيد من المتعة.

التوقُّع الجنسي الخامس: توافق جنسيّ زوجي بدون مجهود

هل تعتقد أنَّ الشغف الحقيقي لا يحتاج إلى عمل؟

إنَّ ثقافتنا المجتمعيَّة الشعبيَّة، تجعل وسائل الإعلام والروايات الرومانسيَّة ومفهوم كيمياء الجسد هو المقياس للتوافق الزوجي الجنسي. وعادةً ما يكون هذا الاتِّجاه خاطئًا.

فالكثير من العلاقات الزوجيَّة تفشل بسبب هذا التوقُّع الجنسي الضَّعيف. فالجنس يكون ناجحًا، على المدى الطويل، لأنَّك تحافظ عليه جيّدًا أو تُحسِّنه أو تجدِّده.

في الحقيقة، إذا كنتما معًا لفترةٍ طويلة من الوقت، ستبدأ الحياة في التَّأثير على علاقتكما الزوجية، لهذا من المنطقي أن تَتَطوَّر العلاقة الجنسيَّة بينكما أيضًا. فالعمل الذي يتطلّبه الحفاظ على حياة جنسيَّة جيِّدة، يمكن أن يؤدِّي إلى مكاسب كبيرة في العلاقة بين الطرفين.

حاول أن ترى المجهود الجنسي على أنه المرحلة التالية من التجربة الجنسيَّة التي تشاركها أنت وزوجك/زوجتك. هذا ليس عملاً روتينيًّا ولكنَّهُ فرصة لدمج المرح والخيال والحداثة في مغامراتك الجنسيَّة الزوجيَّة. شريكك يستحقُّ الجهد.

للتحرُّر من التوقُّعات الجنسيَّة، قد تجد أنت وزوجك/زوجتك أنَّ العلاج الجنسي والمشورة، يوفِّران نقطة انطلاق لقضاءِ وقتٍ أفضل في السرير.

المصدر
By Dr. Stan Hyman (Clinical Sexologist) – drstanhyman - 2017
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى