لحميَّة الرَّحِم
- الفرق بين لحميَّة الرَّحِم ولحميَّة عنق الرَّحِم.
- الفرق بين الأورام الليفيَّة الرَّحِميَّة ولحميَّة الرَّحِم.
- العلاقة لحميَّة الرَّحم وبين الأورام السرطانيَّة.
- أعراض الإصابة بـلحميَّة الرَّحِم.
- كيف تُشخَّص لحميَّة الرَّحِم.
- علاج لحميَّة الرَّحِم
- الوقاية من لحميَّة الرَّحِم
- مضاعفات الإصابة بلحميَّة الرَّحم
تعتبر لحميَّة الرَّحِم من أمراض الجهاز التكاثري الشائعة، والتي يمكن أن تظهر ضمن جوف الرَّحِم، كما يمكن أن توجد خارجه ضمن عنق الرَّحِم باسم لحميَّة عنق الرَّحِم.
ما هي لحميَّة الرَّحِم؟
لحميَّة الرَّحِم أو السلائل البطانيَّة الرَّحِميَّة بالانجليزي (البوليب) Endometrial Polyp، هي عبارة عن زوائد تتشكَّل نتيجة فرط نموّ أنسجة بطانة الرَّحِم، وتكون متَّصِلة بالجدار الداخلي للرَّحِم.
تأخذ لحميَّة الرَّحِم شكلًا مستديرًا أو بيضويًّا، غالبًا ما تكون حجم لحميَّة الرَّحِم صغيرة أقل من 1 سنتيمتر، لكن تختلف اللحميَّات بالحجم عن بعضها،يمكن أن تصل إلى عدَّة سنتيمترات أو أكثر في بعض الحالات.
هناك نوع آخر من اللحميَّات يحدث في عنق الرَّحِم وهي المنطقة التي تصل بين أسفل الرَّحِم والمهبل، وتعرف بلحميَّات عنق الرَّحِم Cervical Polyp، تعتبر لحميَّة عنق الرَّحِم أكثر شيوعًا عند النساء اللواتي تعرَّضن لولادات متكرِّرة سابقة، والنساء بين عمر الأربعين والخمسين، ومن النادر حدوث لحميَّة عنق الرَّحِم عند الإناث قبل البلوغ.
يجب الانتباه على أنَّ لحميات الرَّحِم، يمكن أن تتسبَّب بمشاكل في الدورة الشهريَّة، كما يمكن أن تعيق الإنجاب، لذا يجب مراجعة العيادات النسائيَّة لتشخيصها والبدء بالعلاج بشكل مبكِّر.
ما الفرق بين لحميَّة الرَّحِم ولحميَّة عنق الرَّحِم؟
تتشكَّل اللحميات بسبب زيادة نموّ الأنسجة البطانيَّة، وتختلف بحسب موقعها حيث تحدث لحميَّة الرَّحِم داخل جوف الرَّحِم، وتكون متِّصلة بالجدار الداخلي له. أمَّا لحميَّة عنق الرَّحِم فيوجد نوعان لها، تختلفان عن بعضهما بمكان تموضعهما ضمن عنق الرَّحِم وهما:
1.لحميَّة عنق الرَّحِم التي غالبًا ما تنمو على السطح الخارجي لبطانة عنق الرَّحِم وتصيب النساء بعد سنِّ اليأس.
2. لحميَّة باطن عنق الرَّحِم وهي النوع الأكثر شيوعًا، وتظهر على شكل زوائد تمتدُّ من غدد عنق الرَّحِم حتى داخل قناة عنق الرَّحِم.
من الشائع ظهور لحميَّة عنق الرَّحِم أثناء الحمل وعند ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين لأسباب مختلفة دوائيَّة ومرضيَّة أو حدوث التهاب مهبل، وغالبًا ما يظهر دون أعراض مميَّزة له.
ما الفرق بين الأورام الليفيَّة الرَّحِميَّة ولحميَّة الرَّحِم؟
لا تعرف الكثير من النساء الفرق بين لحميَّة الرَّحِم والأورام الليفيَّة الرَّحِميَّة، فهما من الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي وتؤثِّران على الإنجاب، وهنا سنوضِّح أهمّ الفروق بينهما.
تعرَّف الأورام الليفيَّة الرَّحِميَّة (Uterine Fibroids) على أنَّها مجموعة من الأورام السرطانيَّة الحميدة التي تصيب الرَّحِم، وتحدث نتيجة زيادة نموّ عضلات جدار الرَّحِم، ولذلك سمِّيت أيضًا بالورم العضلي الأملس. تكون على شكل كتلة ليفيَّة صلبة تنمو ببطء، ويعود سبب الإصابة بها إلى عوامل جينيَّة غالبًا وتكون غير خبيثة في أغلب الحالات، كما يزداد نموّها في حال ارتفاع هرمون الإستروجين.
تصاب بها العديد من النساء خلال سنِّ الإنجاب والخصوبة، لكن قد لا تدرك الكثير من النساء إصابتها، كونها تكون غير عرضيَّة في معظم الحالات ولا تظهر الأعراض إلا عند 20٪ من النساء.
تتراوح أحجام الأورام الرَّحِميَّة الليفيَّة من صغيرة لا يمكن رؤيتها بالعين، إلى ضخمة تسبِّب تشوُّهات في الرَّحِم، ويمكن أن تعاني النساء خلالها من أعراض في الجهاز البولي والهضمي، مثل الإمساك أو صعوبة التبوُّل. أمَّا لحميَّة الرَّحِم هي عبارة عن زوائد ملتصقة على جدار الرَّحِم، ناجمة عن تضخُّم الخلايا البطانيَّة للرحم وتكون ناعمة وملساء يمكن استئصالها، حيث تعتبر أورامًا حميدة، ومن النادر أن تتحوَّل إلى خبيثة.
هل لحميَّة الرَّحِم خطيرة؟ ما العلاقة بينها وبين الأورام السرطانيَّة؟
تعتبر لحميات الرَّحِم من الأورام الحميدة وفي حالات قليلة تتحوَّل إلى أورام سرطانيَّة خبيثة،حيث يزداد احتمال التحوُّل إلى أورام خبيثة عند النساء بعد سنِّ اليأس في حال كانت لحميَّة الرَّحِم كبيرة، لأنَّها غالبًا ما تكون اللحميَّات الصغيرة حميدة، وتنطبق هذه الحالة أيضًا على لحميَّات عنق الرَّحِم، إذ غالبًا لا تتطوَّر إلى أورام سرطانيَّة.
أسباب الإصابة بالزوائد اللحميَّة:
لم تكشف الدراسات الحديثة عن السبب الدقيق وراء تشكُّل لحميَّة الرَّحِم، حيث أكَّد الباحثون عدم وجود سبب معروف، ولكنَّهم بيَّنوا عددًا من العوامل التي يمكن أن تؤدِّي إلى تشكُّل لحميَّات الرَّحِم.
كما أظهرت الأبحاث، أنَّ الاضطرابات في مستويات هرمون الإستروجين يمكن أن تؤدِّي إلى تشكُّل لحميَّة الرَّحِم، ويعود ذلك إلى التغيُّرات التي يحدثها في بطانة الرَّحِم خلال الدورة الشهريَّة، إذ يؤدِّي ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين في الدم إلى زيادة سماكة بطانة الرَّحِم خلال جزء من الدورة الشهريَّة، ليعود فينخفض خلال الطمث، ويؤدِّي إلى حدوث نزف الطمث.
تتشكَّل لحميات الرَّحِم نتيجة النموّ المفرط لبطانة الرَّحِم، وهذا ما يحفِّزه هرمون الإستروجين عند ارتفاع مستوياته عن الحدِّ الطبيعي في الجسم، وغالبًا ما تحدث هذه الاضطرابات عند النساء بين 40_50 عامًا وبعد سنِّ اليأس.
كما يمكن أن تحرِّض بعض الأدوية حدوث لحميَّة الرَّحِم، كالأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي مثل التاموكسيفين (Tamoxifen)، بالإضافة إلى بعض المشاكل الصحيَّة مثل ارتفاع التوتُّر الشرياني والسمنة.
ما هي أعراض الإصابة بـلحميَّة الرَّحِم؟
لا تترافق لحميَّة الرَّحِم غالبًا مع أعراض مميِّزة، لكن تُنصَح النساء بمراجعة العيادات النسائيَّة وطلب استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:
1.عدم انتظام الدورة الشهريَّة، وهي من أكثر الأعراض شيوعًا، حيث لا تستطيع النساء المصابات بلحميَّة الرَّحِم التنبُّؤ بموعد حدوث الطمث أو طول مدَّة النزف، ففي الحالة الطبيعيَّة يحدث الطمث كل 28 يومًا ويستمر النزف لمدة 7_5 أيَّام.
2.النزف المهبلي والتبقيع في أوقات متقطِّعة من الشهر، حيث تعاني النساء المصابات من نزوف دمويَّة بين الدورات الشهريَّة.
3.النزوف المهبليَّة بعد سنِّ اليأس، تراجع بعض النساء العيادات النسائيَّة بعد انقطاع الحيض بسبب النزف الدموي غير المبرَّر.
4.حدوث نزيف بعد الجماع وكذلك بعد غسل المنطقة التناسليَّة.
5.غزارة الدورة الشهريَّة بشكلٍ غير طبيعي، حيث تحدث تغيُّرات في الطمث ويزداد النزف عند الإصابة بلحميَّة الرَّحِم أكثر من المعتاد.
6.مواجهة مشاكل في الحمل والخصوبة، وهنا يجب طلب استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق وراء صعوبة الحمل.
تتشابه أعراض لحميَّة عنق الرَّحِم مع لحميَّة الرَّحِم، ولا يوجد أعراض مميزة للحميَّة عنق الرَّحِم، حيث تكون في أغلب الحالات لا عرضيَّة، ومن الممكن أن تترافق مع تغيُّرات في المفرزات المهبليَّة وظهور مخاط أصفر أو أبيض.
كيف تُشخَّص لحميَّة الرَّحِم
تشخَّص الإصابة بلحميَّة الرَّحِم من قبل طبيب النسائيَّة والتوليد، حيث يسأل أوّلًا عن انتظام الدورة الشهريَّة وأي تغيُّرات في غزارتها، بالإضافة إلى وجود تبقُّعات أو افرازات مهبليَّة غير طبيعيَّة بين الدورات، ويمكن أن يلجأ إلى العديد من الفحوصات للتأكُّد من التشخيص ومنها:
1. التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة من خلال المهبل (Transvaginal Ultrasound)
يدخِل الطبيب من خلال السلندر -وهو عبارة عن جهاز يشبه العصا- عبر المهبل إلى داخل الرَّحِم، وتبعث الأداة موجات فوق صوتيَّة تصوّر تجويف الرَّحِم، ويجري التشخيص من خلال الصورة حيث تظهر لحميَّة الرَّحِم بشكل واضح، أو يمكن أن تحدَّد من خلال ملاحظة سماكة في بطانة الرَّحِم.
2. فحص الرَّحِم بالتخطيط الصوتي (Sonohysterography)
يجري هذا الفحص عن طريق إدخال سائل معقّم داخل رحم المريضة، من خلال أنبوب صغير يدخل من خلال عنق الرَّحِم، يعمل السائل على تمدُّد رحم المريضة، ممَّا يمنح الطبيب رؤية أوضح لتجويف الرَّحِم.
عادةً ما يكون هذا الفحص مرتبطًا بالتصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة، حيث يجريها الطبيب للحصول على صورة دقيقة أكثر، يستطيع من خلالها الكشف عن وجود لحميَّات الرَّحِم.
3. تنظير الرَّحِم (Hysteroscopy)
يُجرى من خلال منظار الرَّحِم، وهو عبارة عن منظار رفيع مضاء ومرن ، يُدخَل عبر المهبل ليجتاز عنق الرَّحِم وصولاً إلى تجويف الرَّحِم، حيث تمكِّن هذه الطريقة الطبيب من رؤية الأنسجة المبطِّنة للرحم، والعثور على بوليبات الرَّحِم في حال وجودها.
4. خزع بطانة الرَّحِم (Biops)
تهدف هذه الطريقة إلى أخذ عيِّنات من النسيج البطاني للرحم بهدف فحصها ضمن المختبر، جيث يُدخِل الطبيب قسطرة شفط في الرَّحِم لأخذ العيِّنات، وذلك للتأكُّد من وجود سليلة بطانيَّة رحميَّة، ولكن من مساوئ هذه الطريقة أنَّه يمكن للخزعة أن تبتعد عن مكان تواجد اللحميَّة.
5. كشط الرَّحِم (Curettage)
تُزال الزوائد وجزء من الأنسجة المبطِّنة للرحم باستخدام أداة خاصَّة، ثمَّ إرسالها إلى مختبر التشريح المرضي بهدف فحصها، والتأكُّد من عدم وجود إصابة بسرطان الرَّحِم.
تُجرى عمليَّة الكشط من قبل طبيب مختصَّ، وذلك باستخدام أداة معدنيَّة طويلة تنتهي برأس يحتوي على حلقة صغيرة الحجم، تُدخَل إلى جوف الرَّحِم لكشط الأنسجة المبطِّنة للجدار الداخلي للرحم والزوائد اللحميَّة الموجودة عليه.
علاج لحميَّة الرَّحِم
بعد زيارة العيادة النسائيَّة وفحص الطبيب للمريضة، ومن ثمَّ تشخيص الإصابة بلحميَّة الرَّحِم، يلجأ إلى اختيار العلاج المناسب حسب حالة المرأة المصابة، إذ تنقسم العلاجات المستخدمة إلى:
1. العلاج عن طريق الأدوية
يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية للتخفيف من أعراض لحميَّة الرَّحِم، وتقليص حجم الزوائد المتشكِّلة من البطانة الرَّحِميَّة أو عنق الرَّحِم، حيث تهدف هذه الأدوية إلى تنظيم التوازن الهرموني عند المصابة.
ومن الأدوية المستخدمة في العلاج؛ البروجسترون (progesterone )، بالإضافة إلى ناهضات الهرمون المطلق لموجة الغدد التناسليَّة (Gonadotropin-releasing Hormone Agonists).
لكن من الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تعتبر من العلاجات المؤقَّتة، حيث يمكن أن تعود الأعراض للظهور فور التوقُّف عن تناول الأدوية، ولكنَّها أكثر الطرق سهولة وتقبّلًا من قبل المريضة، لذلك يلجأ لها الأطباء بدايةً.
2. تنظير الرَّحِم والكشط
تعدّان كذلك من الطرق المستخدمة في تشخيص وعلاج الإصابة بلحميات الرَّحِم، وغالبًا ما يلجأ الأطبَّاء لمثل هذه العمليَّات للتخلُّص من الزوائد والحصول على نتائج سريعة على عكس العلاج بالأدوية.
يجري الطبيب هاتين العمليّتين بالتزامن مع بعضهما ضمن العيادات النسائيَّة المتخصِّصة والمجهَّزة بالأدوات المطلوبة، حيث يدخل المنظار ضمن جوف الرَّحِم، ثمَّ يكشط الطبقة السطحيَّة من الأنسجة المبطِّنة للرَّحم والزوائد الموجودة فيه.
تُجرى هذه العمليَّة بوساطة المكشطة، وعادة ما يرسل الطبيب عيِّنة من الأنسجة إلى المختبر، للتأكُّد من سلامة لحميَّات الرَّحِم، وعدم وجود خطر على صحَّة المريضة.
3. عمليات جراحيَّة
يلجأ الطبيب إلى إجراء عمليَّة جراحيَّة لاستئصال لحميَّات الرَّحِم في حال عدم نجاح الطرق السابقة، أو في حال تحوُّل هذه الأورام الحميدة إلى أورام سرطانيَّة، وقد تسبِّب ضرورة إجراء عمليَّة لاستئصال الرَّحِم.
قد يطلب الطبيب من المريضة إيقاف جميع الأدوية المضادَّة للتخثُّر قبل القيام بالعمل الجراحي بفترة زمنيَّة، على سبيل المثال الأسبرين والوارفارين وكذلك الكلوبيدوغريل.
يمكن أن تعود المريضة إلى البيت في نفس يوم إجراء العمليَّة ولا داعي للبقاء في المشفى، كما تتعرَّض معظم النساء لزيادة تقلُّص المهبل لمدَّة يومين، بالإضافة إلى آلام البطن وغازات بعد إجراء العمليَّة.
الوقاية من لحميَّة الرَّحِم
إنَّ عدم وجود أسباب واضحة للإصابة بلحميَّة الرَّحِم يجعل الوقاية منه أمرًا صعبًا، إذ لم تكشف الدراسات الطبيَّة الحديثة عن إجراءات محدَّدة يمكن اتِّباعها للوقاية من الإصابة بلحميَّة الرَّحِم.
ومع ذلك هنا بعض النصائح التي يمكن أن تفيد في الحدِّ من التعرُّض للإصابة عند النساء، ومنها:
1.المحافظة على وزن مثالي، والعمل على فقدان الوزن الزائد، إذ بيَّنت أحدث الدراسات، أنَّ السمنة يمكن أن تحرِّض الإصابة بلحميَّة الرَّحِم.
2.الابتعاد عن المأكولات الجاهزة الغنيَّة بالدهون المشبعة التي تتسبَّب بزيادة الوزن عند معظم الأشخاص.
3.اتِّباع نظام غذائي صحِّي، والإكثار من تناول الفواكه والخضار الغنيَّة بالفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى تناول الحبوب الكاملة.
4.ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكلٍ منتظم وذلك لما لها من فوائد على صحَّة الجسم، وكذلك المساعدة في الحفاظ على وزنٍ مثالي.
5.مراجعة العيادات النسائيَّة بشكلٍ دوري، والقيام بالفحوص اللازمة وذلك بهدف تشخيص الإصابة بشكلٍ مبكَّر، والبدء بالعلاج قبل تفاقم المرض.
ما هي مضاعفات الإصابة؟
على الرغم من أنَّ أغلب لحميَّات الرَّحِم عبارة عن أورام حميدة لا تسبِّب خطرًا على صحَّة المرأة، إلا أنَّ إهمالها وعدم مراقبتها عند الطبيب المختصّ، يمكن أن يؤدِّي إلى بعض المضاعفات منها:
1. الإصابة بالسرطان
كما ذكرنا سابقًا، تصنَّف لحميات الرَّحِم على أنَّها أورام حميدة، ولكن في بعض الحالات النادرة يمكن أن تتحوَّل هذه الأورام الحميدة إلى كتل سرطانيَّة تشكِّل خطرًا على صحَّة المرأة، كما يزداد خطر هذا الاحتمال عند النساء بعد سنِّ اليأس.
في مثل هذه الحالات تستوجب عناية المرأة مراجعة عيادات النسائيَّة لمتابعة الحالة مع الطبيب المختصّ وتقييم الحالة، ومن ثمَّ وضع خطَّة العلاج، ومن الممكن القيام بعمليَّة جراحيَّة بهدف استئصال هذه الكتل.
2. العقم وزيادة خطر الإجهاض
تؤثِّر لحميَّات الرَّحِم على الصحَّة الإنجابيَّة في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تمنع حدوث الحمل وكذلك تزيد من خطر الإجهاض، إذ تمنع لحميات الرَّحِم التصاق البويضة المخصَّبة ببطانة الرَّحِم، كما يمكن أن تسبِّب انسدادًا في قناة فالوب.
أسئلة شائعة حول لحميَّة الرَّحِم
1. هل تعود لحميَّة الرَّحِم بعد استئصالها؟
تتساءل الكثير من النساء المقدِمات على عمليَّة استئصال لحميَّة الرَّحِم عن احتمال عودة تشكُّل هذه اللحميَّات بعد استئصالها، لا توجد دراسات تؤكِّد إمكانيَّة تعرُّض المرأة لخطر الإصابة بلحميات الرَّحِم مرَّة أخرى بعد استئصالها.
أكَّد الأطبَّاء أنَّ احتمال ظهور بوليبات الحمل نادر، ويحدث غالبًا عند النساء اللواتي يعانين من ارتفاع هرمون الإستروجين في الجسم، وغالبًا ما يقوم الطبيب بفحص تركيز هذا الهرمون قبل القيام بالعمليَّة الجراحيَّة.
في حال كانت تركيز هرمون الإستروجين مرتفعًا، يعالج الطبيب هذا الارتفاع أوَّلًا باستخدام الأدوية المناسبة، ومن ثمَّ القيام باستئصال لحميَّة الرَّحِم، كما تنصح النساء باتِّباع تعليمات الوقاية من الإصابة بلحميَّة الرَّحِم، وذلك لتجنُّب ظهورها مرَّة أُخرى.
2. هل تصيب لحميَّة الرَّحِم غير المتزوِّجات؟
لا تقتصر الإصابة بلحميَّة الرَّحِم على النساء المتزوِّجات، حيث يمكن أن تتشكَّل لحميات الرَّحِم عند النساء في أيِّ عمر وسواء كانت الفتاة متزوِّجة أو لا، لأنَّ الأسباب التي تحرِّض على حدوث لحميَّة الرَّحِم ليس لها علاقة بالزواج.
إذ يمكن أن تحرِّض السمنة المفرطة من حدوث لحميَّة الرَّحِم عند النساء في مختلف الأعمار، كما تعتبر النساء بعد سنِّ اليأس أكثر عرضة لخطر الإصابة، سواء كنَّ متزوجات أو غير متزوجات.
3. هل تنزل لحميَّة الرَّحِم مع الدورة؟
في الواقع يمكن للحميَّة الرَّحِم أن تختفي من تلقاء نفسها إذا كانت صغيرة الحجم، ولا تحتاج هنا إلى علاج، وغالبًا لا تشعر المرأة في هذه الحالة بأنَّها مصابة ولا يظهر عليها أي عرض. ولكن في الحقيقة لا يمكن للحميَّة الرَّحِم أن تنزل مع الدم أثناء الدورة، حيث تكون لحميَّة الرَّحِم مثبتة بالبطانة الرَّحِميَّة، ويمكن أن تتسبَّب بغزارة الطمث.
مع ذلك لا يجب أن تقلق النساء حول عدم إمكانيَّة نزولها مع الدورة، حيث يمكن أن تضمر لحميَّة الرَّحِم من تلقاء ذاتها وتزول دون الحاجة إلى علاج، وهذا الأمر يقيِّمه الطبيب ضمن العيادات النسائيَّة.
4. ما العلاقة بين لحميَّة الرَّحِم وانتفاخ البطن؟
نعم، يمكن للحميَّة الرَّحِم أن تسبِّب انتفاخ البطن، كما يمكن أن تترافق بالعديد من الأعراض الهضميَّة الأخرى مثل ألم بطني وإسهال وشعور بالغثيان، حيث تراجع العديد من النساء العيادات الهضميَّة مشتكية من هذه الأعراض دون معرفة السبب.
في حال الشعور بالانتفاخ بشكلٍ متكرِّر ووجود غازات في البطن يمكن استشارة الطبيب حول الأدوية التي يمكن استخدامها للتقليل من تشكُّل هذه الغازات، كما يمكن تجربة العديد من العلاجات المنزليَّة التي يمكن أن تخفِّف من هذا الشعور ومنها:
1.شرب كأس من الزنجبيل أو الشاي الأخضر وذلك لفائدته في تهدئة الجهاز الهضمي لاحتوائه على خصائص طاردة للغازات.
2.الابتعاد عن المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول، وكذلك الألبان، بالإضافة إلى المأكولات التي تحتوي على الغلوتين كمنتجات القمح.
3.استخدام كيس ماء دافئ ووضعه على منطقة البطن، وذلك بهدف تنشيط الدورة الدمويَّة في هذه المنطقة، والتخفيف من الألم المرافق.