العلاج الجنسي

اقرأ في هذا المقال
  • تختلف طرق العلاجات في حالات الضعف الجنسي الأنثوي وذلك لكثرة الأسباب والأعراض المُحتمَل أن تترافق مع هذا الضعف.
  • يُعتبر الضّعف الجنسي عند الذكور من الإشكالات الجنسيَّة الشائعة، وبشكلٍ خاصّ عند كبار السن من الرجال، وتشمل اضطرابات القذف، وضعف الانتصاب، وانخفاض معدَّلات الرغبة الجنسيَّة.

عادةً ما يناقش طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي، التَّاريخ الطبِّي والجنسي للمُراجِع، وذلك أثناء أخذ السيرة المرضيَّة.  والسيرة المرضيَّة لا يُقصَد منها أنَّ كُل من يراجع بشأن إشكال أو توجّس جنسي، أنَّهُ مريض أو لديه اعتلال، لكن لكي تبدأ جسور الثقة في الامتداد بين المريض أو المُراجِع ومُقدِّم الرعاية الصحيَّة، يجدرُ أخذ سيرة مرضيَّة كاملة، وهي مجموعة أسئلة عن الاسم والعمر والمهنة ومكان الإقامة والحالة الأسريَّة وأشياء من هذا القبيل. وكون الحياة الجنسيَّة الزوجيَّة هي جزء مهمّ من السيرة المرضيَّة، خاصّةً في القضايا الجنسيَّة الزوجيَّة، فيجدر التّعاون مع مقدِّم الرعاية الصحيَّة في الإجابة عن أسئلته جميعها، وعدم التحرُّج من أيِّ تفصيل، حتى يستطيع أن يساعدك في حلّ مشكلتك بشكلٍ جيِّد.

الضَّعف الجنسي عند الإناث/ الزوجات

بعد أخذ السيرة المرضيَّة والسُّؤال عن التّاريخ الجنسي، يتقدَّم الطبيب عادةً بإجراء عدَّة فحوصات سريريَّة للمُراجِعة، مثل فحص الحوض، والتحقُّق من وجود أيَّة تغيُّرات جنسيَّة ظاهرة بالأعضاء يُمكن أن تؤثِّر على النشاط الجنسي الزوجي، مثل ترقُّق الأنسجة التناسليَّة، أو وجود ندبات حول الأعضاء التناسليَّة، أو وجود ألم أثناء الجماع.

يمكن أن يستعين الطبيب بفحوصات الدمّ الدوريَّة إذا استشعر وجود أي خلل أو إشكال كالحالات سالفة الذكر، والتي تتكشّف أثناء الفحوصات السريريَّة.

إذا تبيّن وجود إشكال سريري في المقام الأوَّل، أو أيَّة نسب غير طبيعيَّة في نتائج الفحوصات المخبريَّة يُمكن أن يقوم الطبيب بإحالة الحالة إلى مُختصٍّ يتماشى مع نوع الاختلال الحادث أثناء الفحوصات الأوَّليَّة.

تختلف طرق العلاجات في حالات الضعف الجنسي الأنثوي وذلك لكثرة الأسباب والأعراض المُحتمَل أن تترافق مع هذا الضعف.

إذا كانت الحالة لا تستدعي تدخّلًا سريريًّا، أي أن يكون السبب نفسيًّا وليس فيزيائيًّا، فهنا يأتي دور الطبيب النفسي، أو طبيب الأسرة على أقلِّ تقدير، في تقديم العلاجات ذات النهج المُركّب سلوكيًّا و/أو دوائيًّا والتي تستهدف الإشكالات والتعقيدات الجنسيَّة والعاطفيَّة في الوقت ذاته.

العلاج النَّفسي والسُّلوكي للضَّعف الجنسي عند الإناث

التحدّث والاستماع والتواصل مع الزوج، هو المفتاح الذي يستخدمه الطبيب النفسي والمعالج السلوكي وأخصائي علم النفس السريري والعصبي والعاملين عمومًا في مضمار الرعاية الصحيَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

يستهدف التَّواصل مع الزوج إلى خلق بيئة صحيَّة غير تنافسيَّة ولا نديَّة تتشكَّل من صلصال الشفافيَّة والصراحة المطلقة، فيمكن الحديث عن مدى جودة العلاقة الجنسيَّة ودرجة الإشباع التي تُحقِّقها وذلك أمام مُقدِّم الرعاية الصحيَّة، ويجدر بالزوجة هنا أن تكون جريئة في الحديث عن كل ما يخصّ العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة من ممهِّدات، والأشياء التي تنفر منها، والأشياء التي تزيد من وتيرة الاستمتاع، وذلك ليتمّ الوصول إلى قاعدة نفسيَّة مشتركة يُحمَل عليها الوعي برغبات الزوج، والعمل على تحقيقها وتجنُّب تجاهلها.

عادةً ما تتحدَّث الزوجة عن أنّ الضعف الجنسي لديها ينتج عن سلوكيَّات غير مقبولة من الزوج، مثل الإفراط في شرب الكحوليَّات قبل العلاقة الجنسيَّة، والفتور الشديد الذي يُحدثِه نمط الحياة غير الصحيَّة بدنيًّا وسلوكيًّا، ويأتي دور مُقدِّم الرعايَّة الجنسيَّة هنا في تثقيف الزوج حول السلوكيَّات التي تحدّ من رغبة الزوجة، وتُركِّز طُرق التثقيف الجنسي هنا على تحسين الاستجابة الجنسيَّة للجسم، واستخدام الوسائل التي تُعزِّز الحميميَّة في العلاقة، وتزيد من وتيرة العاطفة، وتُقلِّل التوتُّر، وتزيد التركيز على الاستمتاع للشريكين.

من الحالات الأكثر شيوعًا والتي تُرافِق أو/ وتُسبِّب الضعف الجنسي عند الإناث حديثات العهد بالزواج هي ألم الجماع أو جفاف المهبل، ويمكن هُنا توجيه الزوج لضرورة استخدام المُزلّقات الصحيَّة والتي تُباع في الصيدليَّات، مع التركيز على مُمهِّدات الجماع، وتجنُّب الدخول الفوري بالجماع.

العلاج الدِّوائي للضَّعف الجنسي عند الإناث

يستهدف هذا النوع من العلاج تدخّلًا دوائيًّا لعلاج حالات من الضعف الجنسي عند الإناث والتي تنتج عن تغيّرات هرمونيَّة على سبيل المثال، وفيما يأتي مجموعة من الخيارات العلاجيَّة القائمة على التدخُّل الدوائي:

  • العلاج بالإستروجين الموضعي والذي يأتي على شكل كريم أو قرص يُوضَع في المهبل ويُفيد في تحسين الوظيفة الجنسيَّة للمهبل ويزيد من قوّته ومرونته بالترافق مع زيادة التدفّق الدموي.
  • أوسفينا هو أحد الأدوية التي تشتغل على مستقبلات هرمون الإستروجين أيضًا والتي تُساعد في تقليل ألم الجماع لدى الزوجات المصابات باضطرابات الضمور المهبلي.
  • هنالك عدّة علاجات دوائيَّة أخرى تشمل التستوستيرون لتعزيز الوظيفة الجنسيَّة عند الإناث والذكور على حدٍّ سواء، رغم أنّ مستويات التستوستيرون أقلّ بكثير عند الإناث.
  •  الفليبانسرين والذي ينتمي لعائلة مضادَّات الاكتئاب، ولكنه يستهدف أيضًا الإناث اللواتي يعانين من انخفاض الرغبة الجنسيَّة، بالإضافة إلى علاج آخر يستهدف تحسين معدّلات الرغبة الجنسيَّة عند الإناث وهو بريميلانوتايد والذي يأتي على شكل حقنة تُعطى تحت الجلد بمنطقة البطن أو الفخذ قبل بدء العمليَّة الجنسيَّة أو الجماع.

الضَّعف الجنسي عند الذُّكور

يُعتبر الضّعف الجنسي عند الذكور من الإشكالات الجنسيَّة الشائعة، وبشكلٍ خاصّ عند كبار السن من الرجال، وتشمل اضطرابات القذف، وضعف الانتصاب، وانخفاض معدَّلات الرغبة الجنسيَّة.

إنَّ هذه الاضطرابات تؤثّر بشكلٍ كبير على كفاءة الجماع ودرجة الإشباع التي يمكن تحقيقها من العلاقة الحميميَّة، حيث أنّ الذين يعانون من سرعة القذف مثلًا يصلون إلى النشوة بسرعةٍ كبيرة لا تتماشى مع وصول الزوجة إلى النشوة، وهذا ما يُسبّب توتّرًا في العلاقة، لأنَّ الزوج حقَّق درجةً مقبولة من الإشباع الغريزي لم تُحقِّقها الزوجة بعد، وعلى العكس من ذلك اضطرابات تأخُّر القذف، حيث تتمثَّل الحالة الجنسيَّة هنا بوصول الزوجة إلى حالةٍ من الارتعاش والنشوة أكثر من مرَّة مع التأخُّر الشديد أو عدم الوصول لمرحلة القذف من قِبل الشريك الزوج، وهذا بدوره يخلقُ نوعًا من التوتُّر الجنسي أيضًا.

قد تشمل الأعراض والأسباب لغالبيَّة هذه الاضطرابات اختلالات ملموسة بمستويات هرمون التستوستيرون، حيث إنّها تكون منخفضة أكثر من الطبيعي، وقد يكون ذلك بسبب أدوية يعتاد عليها الزوج من مثيلات مضادات الاكتئاب أو أدوية ارتفاع ضغط الدم، أو بسبب اعتلالات أخرى من فئة اضطرابات الأوعية الدمويَّة مثل تصلُّب الشرايين أو تلف الأعصاب المرافق للحالات المتقدِّمة من مرض السكَّري، أو بسبب سلوكيَّات غير صحيَّة مثل التدخين، أو إدمان الكحول، وتعاطي المواد المُخدّرة.

تذكر الدراسات، أنَّ القذف الارتجاعي “القذف الذي يرجع المني فيه إلى المثانة عوضًا أنَّ خروجه من القضيب” هو الأكثر شيوعًا عند الذكور المصابين بداء السكَّري في حالاته المتقدِّمة المترافقة مع تلف الأعصاب، حيث إنَّ تلف الأعصاب هنا، وخصوصًا في المثانة يُجبِر السائل المنوي على التدفُّق للخلف بدلًا من خروجه من القضيب. وقد يكون هذا النوع من القذف كأثرٍ جانبي لبعض الأدوية أو نتيجة التدخُّلات الجراحيَّة في منطقة عنق المثانة أو غدَّة البروستاتا.

تُظهِر دراسات أخرى، أنَّ نصف الرجال الأمريكيِّين فوق سنِّ الأربعين مصابون بضعف انتصاب، وغالبًا ما يكون السبب هنا هو مجموعة الأمراض التي تؤثِّر على جريان الدمّ مثل تصلُّب الشرايين واضطرابات الأعصاب، بالإضافة إلى الضغوطات النفسيَّة، والاكتئاب، والقلق العام.

أمّا فيما يتعلَّق بانخفاض الرغبة الجنسيَّة، فغالبًا ما يُعزَى ذلك إلى انخفاضٍ حادّ في مستويات هرمون التستوستيرون، حيث إنَّ هذا الانخفاض يؤثِّر سلبًا على الرغبة الجنسيَّة وإنتاج الحيوانات المنويَّة، ونمو العضلات، والشعر، والعظام.

الطبّ النفسي والضَّعف الجنسي عند الذُّكور

تشمل الأسباب النفسيَّة للضعف الجنسي عند الذكور حالات القلق العامّ والمشاكل الزوجيَّة والاكتئاب، ويمكن أن تُحدِث التجارب الجنسيَّة السابقة، وخصوصًا غير الناجحة، سواء ضمن إطار الزوجيَّة أو خارجها نوعًا من الصدمة وقلَّة الثقة فيما يتعلَّق بالأداء الجنسي أمام الزوجة.

إنَّ الاضطرابات النفسيَّة والضعف الجنسي عند الأزواج يمكن أن يتعاقبا أو يترافقا كعلاقة سببيَّة، فيمكن أن تُحدِث الاضطرابات النفسيَّة كالاكتئاب تأثيرًا سلبيًّا على القدرة الجنسيَّة وتُسبِّب المشاكل في القذف والانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسيَّة، ويمكن أن يكون العكس تمامًا، بمعنى أن تُسبِّب الاضطرابات الجنسيَّة مثل انخفاض الرغبة، في اضطرابات نفسيَّة كالقلق العامّ وغيرها.

لقد تمّ الإشارة سابقًا، إلى وجود تأثير سلبيّ لمضادات الاكتئاب من فئة مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة على تأخير القذف وإبطائه، وتؤكِّد الدراسات المُحكَّمة علميًّا، بأنَّ انخفاض مستويات السيروتونين بمناطق التشابك العصبي في الدماغ، يمكن أن يترافق مع حالات من سرعة القذف.

تشخيص الضَّعف الجنسي عند الذُّكور

يتمُّ تشخيص الضعف الجنسي في هذه الحالات اعتمادًا على الفحص السريري في المقام الأول، وقد يطلب الطبيب اختبارات بسيطة مثل اختبارات الدمّ، وذلك للتحقّق من مستويات هرمون التستوستيرون وسكَّر الدمّ (في حالات مرض السكَّري المتقدِّمة سالفة الذكر) بالإضافة إلى الكوليسترول، وفيما يأتي جُملة من النقاط التي يستهدفها الطبيب لبناء تشخيص سليم:

  • قياس ضغط الدم للتحقُّق من مستويات وصول الدمّ إلى الأعضاء الجنسيَّة كالقضيب والخصيتين.
  • الفحص السريري الفيزيائي للقضيب والخصيتين.
  • الفحص السريري لغدَّة البروستاتا عن طريق المستقيم.
  • السيرة المرضيَّة كاملةً والتركيز على إجابات الأسئلة التي تتمحور حول كفاءة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة ودرجة الاستمتاع والقناعة.

علاج الضَّعف الجنسي عند الذُّكور

تتعدَّد وسائل علاج الضعف الجنسي عند الأزواج، اعتمادًا على نوع الضعف ودرجة تقدُّمه وتأثيره على الصحَّة الجنسيَّة للزوج ومدى كفاءة العلاقة مع الزوجة، هنالك عدَّة نقاط يجدر التنويه لها في هذا الصدد، وهي على النحو الآتي:

  • الأدوية التي تساعد على تحسين الوظيفة الجنسيَّة عن طريق زيادة تدفُّق الدمّ إلى القضيب.
  • العلاج بالهرمونات، وذلك في حالات انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.  
  • العلاج النفسي، والذي أكثر ما يكون فعّالًا في حالات الضعف الجنسي الناجمة عن حالات الاكتئاب الحادّ، واضطرابات القلق العامّ وغيرها.

اظهر المزيد

نور الدين حسن

طبيب عام ومقيم أمراض نفسيَّة وعصبيَّة وسلوكيَّة - وزارة الصحة./ كاتب محتوى علمي وطبي مع العديد من المنصات والمواقع الطبية والعلمية./ مدرب في الصحة الجنسية والإنجابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى