هل هناك علاقة بين السيروتونين والعادة السرية؟
- هرمون السيروتونين.
- هل هناك علاقة بين السيروتونين والعادة السريَّة؟
- العادة السريَّة والاضطرابات النفسيَّة.
- انخفاض مستوى السيروتونين والعادة السريَّة.
- العادة السريَّة ولحظة الوصول للنشوة.
- ما هي وظائف هرمون السيروتونين؟
هرمون السيروتونين
السيروتونين هو ناقل عصبي تُنتِجه الخلايا العصبيَّة في الدماغ، ومَهمّته توصيل الإشارات العصبيَّة بين الخلايا. يتواجد غالبًا في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي، إلا أنَّهُ يوجد أيضًا في الجهاز الهضمي والصَّفائح الدمويَّة، ويتكوَّن من حمضٍ أميني يُسمَّى التربتوفان، والذي يوجد عادةً في أطعمةٍ عديدةٍ مثل المكسَّرات والجبن واللحوم الحمراء. وإنَّ نقص هذا الحمض الأميني يُمكن أن يُؤدّي إلى نقص إنتاج السيروتونين مما يُسبّب اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب، وسيتمّ في هذا المقال الحديث عن وظائف السيروتونين مع التعريج على مناقشة موضوع المقال الرئيس، وهو بيان العلاقة بين السيروتونين والعادة السريَّة.
هل هناك علاقة بين السيروتونين والعادة السريَّة؟
العادة السريَّة أو الاستمناء عند الذكور أو الاسترجاز عند الإناث، جميعها مرادفات لنفس الحَدث وهو عندما يحصل الشخص على المتعة الجنسيَّة من لمسِ أعضائه التناسليَّة بشكلٍ ذاتي، وعادةً ما يكون ذلك باستخدام اليد، والذي يُحدث استثارة تُشابه إلى حدٍّ كبير هزَّة واستثارة الجماع الطبيعي بين الجنسين، وبالتالي فالعادة السريَّة هي نشاطٌ جنسيٌّ طبيعي، وهي تتأثَّر بالعديد من الهرمونات والنواقل العصبيَّة في جسم الإنسان، وعلى رأس هذه النواقل السيروتونين، ويجدر التنويه إلى أنَّ هذا التوضيح ليس بقصد التحفيز السلبي على القيام بالعادة السريَّة، بل لتسليط القليل من الضوء على المضمار العلمي الذي تنتمي إليه مثل هذه النشاطات الجسديَّة.
العادة السريَّة والاضطرابات النفسيَّة؛ التوحُّد مثالًا
إنَّ وفرة السيروتونين عمومًا ترتبط بتثبيط النشاط الجنسي، وكون العادة السريَّة هي شكل من أشكال النشاط الجنسي، فسيتمّ شرح علاقة هرمون السيروتونين بالعادة السريَّة من خلال الحالة الآتية:
في تقريرٍ طبيّ أشار إلى طفلٍ مُصاب بحالةٍ من التوحُّد والتي تفاقمت مع مرور الوقت بسبب السلوك المُفرِط بالجنس الذاتي أو الاستمناء، وقد تمَّت معالجته بإحدى مثبِّطات امتصاص السيروتونين الانتقائيَّة / مضادات اكتئاب للحدِّ من هذه السلوكيَّات، وقد لوحظ أنَّ مضادات الاكتئاب هذه تحدُّ من نشاط الاستمناء لديه، وساعد ذلك أيضًا في تحسين أعراض التوحُّد لديه، وتُشير هذه الحالة إلى أنَّ مثبِّطات امتصاص السيروتونين الانتقائيَّة يمكن أن تكون فعَّالة في علاج السلوكيات الجنسيَّة المفرطة عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحُّد، وبما أنَّ وظيفة هذه المثبِّطات هي زيادة فترة تواجد السيروتونين في مناطق التشابك العصبي ومنع امتصاصه الفوري، فهذا يُشير إلى أنَّ السيروتونين له علاقة مُباشرة مع العادة السريَّة خصوصًا، والسلوك الجنسيّ على نحوٍ عام، وذلك بفعل تأثيره التثبيطيّ للسلوكيات الجنسيَّة سواء كانت سلوكيات ذاتيَّة كالعادة السريَّة أو سلوكيات غيريَّة كالاتِّصال الجنسي الطبيعي، ومن هنا نستنتج أنَّ زيادة هرمون السيروتونين يُقلِّل الرغبة الجنسيَّة والنشاط الجنسي عمومًا، وبالتالي يُقلِّل ممارسة العادة السريَّة.
انخفاض مستوى السيروتونين والعادة السريَّة
إذا تسبَّب ارتفاع مستويات السيروتونين في انخفاض معدَّلات السلوك الجنسي كما تمَّ الإشارة لذلك سابقًا، فماذا تفعل المستويات المنخفضة من السيروتونين؟
يؤدِّي إيقاف صنع السيروتونين وإفرازه إلى زيادة السلوك الجنسي بالضَّرورة، وهذا قد يزيد بدوره الرغبة بممارسة الجنسِ أو العادة السريَّة، وبالتالي نَخلُص إلى أنَّ التحكُّم بمستوى هرمون السيروتونين يساعد في التحكُّم بمستوى النشاط الجنسي والرغبة الجنسيَّة بشكلٍ عام.
العادة السريَّة ولحظة الوصول للنشوة
إنَّ تحقيق النشوة الجنسيَّة من خلال الاستمناء أو الاسترجاز يُحدِثُ اندفاعًا لهرمونات الشعور بالسعادة مثل الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين ويمكنه إعادة توازن مستويات الكورتيزول “هرمون التوتُّر” في الجسم، وهذا يساعد جهاز المناعة على العمل بكفاءةٍ وإنتاجيَّة أفضل، ويُعطي شعورًا بالرَّاحة والاسترخاء ويساعد على تحسين النوم أيضًا.
ما هي وظائف هرمون السيروتونين؟
كما تمَّ التنويه سابقًا، فإنَّ السيروتونين ينقل الإشارات الكيميائيَّة بين الخلايا العصبيَّة، بالإضافة إلى كونهِ يُنظِّم مستوى شدّتها، وفيما يأتي أبرز وظائف وتأثيرات هذا الهرمون:
الأداء العصبي والأداء العامّ للجسم: يلعب هذا الهرمون دورًا رئيسًا في تنظيم الإشارات في الجهاز العصبي المركزي، وذلك يُؤثِّر على الأداء العامّ للجسم بالإضافة إلى تأثيره على أداء الجهاز الهضمي، بسبب تأثيره على عمليَّة الأيض وتجدُّد خلايا الكبد وانقسامها.
تأثيره على الأمعاء: يوجد السيروتونين في الجهاز الهضمي، وهذا ما يجعل له دورًا في تنظيم وظائف الأمعاء وحركتها.
تأثيره على المزاج العام: يُؤثِّر السيروتونين على مستويات المزاج والقلق والسعادة، ويجدر التنويه إلى أنَّ تناول عقاقير الهلوسة من مثيلات الإكستاسي وغيرها، يُؤدِّي إلى ارتفاعٍ كبير في مستويات السيروتونين في مناطق التشابك العصبي ممَّا يُسبِّب حالة من النشوة.
تأثيره على عمليات التخثُّر: يُساهم السيروتونين في آليَّة تخثُّر الدم، حيث يتم إطلاقه بواسطة الصفائح الدمويَّة في حالات الجروح ممَّا يُؤدِّي إلى تضيُّق الأوعيَّة الدمويَّة، وهذا ما يعمل على تقليل تدفُّق الدم، وبالتالي تكوين خثرة وإيقاف النزيف.
تأثيره على آليَّة الغثيان: في حالات تناول طعام مزعج أو سام، فإنَّ القناة الهضميَّة تستشعر ذلك وتُطلق السيروتونين؛ لتقليل فترة تواجد الأكل في القناة الهضميَّة، وتحفيز الإسهال حتى يتخلَّص الجسم سريعًا من هذا الطعام، وفي ذات الوقت تُحفِّز كميَّات السيروتونين منطقة الغثيان في الدّماغ، ممَّا يُؤدِّي إلى إحداث التقيُّؤ لإخراج الطعام ووقاية الجسم من آثاره.
تأثيره على الوظيفة الجنسيَّة: إنّ السيروتونين بشكل عام يُعتبَر مثبِّطًا للنشاط الجنسي، وقد أشارت الأبحاث إلى أنَّ أدوية الاكتئاب التي تعتمد في آليَّة عملها على إطالة مدَّة تواجد السيروتونين في مناطق التشابك العصبي، يُمكن أن تُسبِّبَ نوعًا من الضَّعف الجنسي طيلة فترة تناولها فقط.
تأثيره على كثافة العظام: هناك دراسات غير مُؤكَّدة بعد تُشير إلى وجود علاقة بين زيادة مستويات السيروتونين في العظام وتحفيز تطوُّر مرض هشاشة العظام.
معلومات مهمة جدا شكرآ لحضرتك