الحياة الزوجيَّة الجنسيَّة لكبار السن

قد يكون الجنس أداة عاطفيَّة لحماية الصحَّة أو تحسينها، وهو بالتأكيد ليس حكرًا على منهم في سنِّ الشباب، لكن بطبيعة الحال قد لا يكون الجنس في سن الـ70 كما هو في سن الـ20 أو 30، إلا أنَّهُ قد يكون أفضل في بعض الجوانب.

كيف تتغيَّر العلاقة الجنسيَّة مع تقدُّم العمر؟

تطرأ العديد من التغيُّرات على العلاقة الجنسيَّة بين الزوجين مع تقدُّم عمرهما، وقد يواجهان بعض التغيُّرات (التي قد تختلف من شخصٍ لآخر) مع بلوغهم سنّ الخمسينيَّات والستينيّات من العمر، ومع ذلك، فإنَّ هذا لا يعني أنه يجب عليهما  توديع حياتهما الزوجيَّة الجنسيَّة، ومن أبرز هذه التغيُّرات:

عند النساء

تحدث معظم التغيُّرات الجسديَّة عند النساء بعد انقطاع الطمث كنتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، ومن أبرز هذه التغيُّرات:

• انخفاض مستويات هرمون الإستروجين خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وفترة انقطاع الطمث؛ ممَّا يؤدِّي إلى تناقص مرونة جدار المهبل وبالتالي جفافه، والذي بدوره يمكن أن يؤدِّي إلى إحساس الزوجة بألمٍ أثناء الإيلاج.
• قد تستغرق المرأة وقتًا أطول لتصبح مستثارة جنسيًّا.
• قد تصبح هزَّات الجماع أقصر إلى قليلًا ممَّا كانت عليه من قبل، كما قد تصبح الانقباضات التي تشعر بها المرأة أثناء النشوة أقل حدَّة.

عند الرجال

تُعزى معظم التغيُّرات الجسديَّة التي تؤثِّر على الوظيفة الجنسيَّة عند الرجال مع تقدُّم العمر إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ومن أبرز هذه التغيُّرات:

• تبدأ استجابة الرجل الجنسيَّة بالتباطؤ بعد سنِّ الخمسين، ولكن غالبًا ما تتأثَّر رغبته الجنسيَّة بصحِّته العامة وموقفه تجاه الجنس والحميميَّة، أكثر من تأثُّرها بعمره.
• قد يستغرق الانتصاب وقتًا أطول، لكنَّه سيحتاج إلى مزيد من الوقت بين الانتصابين.
• يصبح الانتصاب أقلّ صلابة، ولكن طالما هناك تدفّق دم جيِّد إلى القضيب، فيجب أن يكون الرجل قادرًا على الحصول على انتصابٍ قوي بما يكفي لممارسة الجنس طوال حياته.
• قد يتمكَّن الرجل من تأخير القذف لمدَّةٍ أطول مع تقدُّم عمره.

ما هي فوائد العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة لكبار السن؟

تنعكس العلاقة الجنسيَّة إيجابيًّا على حياة كبار السن على جميع المستويات، ومن أبرز هذه الفوائد:

• تعزيز احترام الذات: يزيد الجنس من تقدير الفرد لذاته بغضِّ النظر عن عمره، وذلك لأنَّه يمنحه إحساسًا بأنَّهُ مرغوب، وأنَّ لديه شيئًا ذا قيمة ليقدِّمه.
• زيادة النشاط البدني: تمثِّل العلاقة الجنسيَّة شكلًا من أشكال النشاط البدني، والحركة عمومًا ترتبط بتحسُّن الحالة المزاجيَّة.
• زيادة المتعة: أثناء الوصول للنشوة الجنسيَّة، يُطلِق الجسم الناقل العصبي الدوبامين، والذي يمنح شعورًا بالمتعة.
• زيادة الترابط بين الزوجين: يزيد الجنس من إفراز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحبّ)؛ ممَّا يعزِّز الترابط والحبّ بين الزوجين.
• الحفاظ على الزواج: تساعد العلاقة الجنسيَّة في الحفاظ على استمراريَّة الزيجات الطويلة، حتى عندما تهدِّدها الضغوط الأخرى المرتبطة بالشيخوخة، أي أنَّه طالما استمرَّت العلاقة الجنسيَّة الجسديَّة، فلن يكون للتحدِّيات الأخرى تأثير على الزواج. 

كيف يمكن الحفاظ على علاقة جنسيَّة جيِّدة مع تقدُّم العمر؟

يستطيع الأزواج الحفاظ على علاقة جنسيَّة رائعة حتى بعد مرور سنوات طويلة على زواجهم وتقدُّم أعمارهم، وفيما يأتي مجموعة من أهمِّ النصائح لتحقيق ذلك:

التواصل بين الزوجين

يحتاج الأزواج مع تغيُّر أجسامهم ومشاعرهم وتقدُّم أعمارهم إلى التواصل الفعَّال والصريح، ورغم أنَّ التحدُّث بصراحة عن الجنس قد يكون صعبًا بالنسبة إلى البعض، ولكنَّه قد يصبح أسهل بمجرَّد البدء، ويمكن للأزواج تجربة الاستراتيجيَّات التالية عند الحديث عن هذا الموضوع:

التركيز على الحميميَّة والتلامس الجسدي

إن الحياة الجنسيَّة الجيِّدة -في أيِّ عمر- لا تقتصر فقط على الجماع، بل تشمل أيضًا التلامس الجسدي والحميميَّة التي تقرِّب الزوجين من بعضهما، حتى لو كان أحدهما أو كلاهما يعاني من مشكلة صحيَّة أو إعاقة جسديَّة.

يحتاج الأزواج الأكبر سنًا إلى التخلُّص من الأفكار القديمة عن الجنس، والتركيز على المتعة والتواصل، وبإمكانهم الاستفادة من النصائح الآتية:

• تعزيز التواصل بين الزوجين بتجربة أشياء جديدة كتحضير عشاء رومانسي قبل العلاقة.
• الإكثار من التلامس الجسدي، وتشجيع بعضهما على ذلك.
• البحث عن نشاطٍ يريح كلا الزوجين ليمارسانه معًا؛ كالاستحمام أو التدليك.

البحث عمَّا يناسب الزوجين

قد لا يرتاح أحد الزوجين أو كلاهما لبعض الوضعيَّات الجنسيَّة كما كانا من قبل، وفي هذه الحالة هما بحاجة إلى تجربة وضعيَّات جديدة حتى يجدا ما هو مريح وممتع لهما، كما يمكن لبعض التغييرات البسيطة والمبتكرة أن تحسِّن الحياة الجنسيَّة لكبار السن، فبإمكان الأزواج -مثلًا- تغيير الوقت من اليوم الذي يمارسان فيه الجنس إلى الوقت الذي يكونان فيه في أوج طاقتهما.

تعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضيَّة

إنَّ النظام الغذائي وممارسة الرياضة يؤثِّران على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الحياة الجنسيَّة، فإذا كان الفرد يتناول طعامًا صحيًا ويمارس الرياضة بانتظام؛ فسيكون لديه دائمًا المزيد من الطاقة وشعور أفضل بالارتياح؛ ممَّا يزيد الرغبة، ويُحسّن الوظيفة الجنسيَّة.

تنعكس السمنة أو زيادة الوزن سلبًا على الوظيفة الجنسيَّة عند كبار السن، بسبب ارتفاع معدَّلات إصابتهم بأمراض القلب وأمراض جهاز التنفُّس، وغيرها من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

علاج المشكلات الطبيَّة

يعاني العديد من كبار السن من مشكلات تؤثِّر مباشرة على الوظيفة الجنسيَّة، وعلاج هذه المشكلات يتيح لهم التمتُّع بحياة جنسيَّة أفضل، وتشمل هذه المشكلات ضعف الانتصاب، وجفاف المهبل، وتراجع الرغبة الجنسيَّة، ويمكن لطبيب الأمراض النسائيَّة، أو طبيب المسالك البوليَّة والتناسليَّة ، وصف العلاج المناسب لهذه المشكلات.