كيف تتأثَّر الصحَّة الجنسيَّة بالضغوط النفسيَّة؟

اقرأ في هذا المقال
  • كيف تؤثِّر الضغوطات النفسيَّة في حياتك الجنسيَّة؟
  • كيف تتعامل مع تأثير الضغوطات النفسيَّة على صحّتك الجنسيَّة؟
  • متى يجب التفكير في اللُّجوء إلى مختصّ؟

هناك علاقة متبادلة بين الضغوط النفسيَّة والصحَّة الجنسيَّة، فضغوطات العمل والحياة يمكن أن تؤثِّر على رغبتك الجنسيَّة، وفي المقابل، فإنَّ انخفاض الرغبة الجنسيَّة يؤدِّي إلى تفاقم الضغط النفسي عن طريق التسبُّب في مشكلات في العلاقات الزوجيَّة أو انخفاض الثقة بالنفس، وهذا يعني أنَّ السيطرة على التوتُّر أمر مهمّ، لأنَّه قد يحسِّن حياتك الجنسيَّة أيضًا.

كيف تؤثِّر الضغوطات النفسيَّة في حياتك الجنسيَّة؟

عند شعورك بالتوتُّر أو الضغط النفسي؛ فإنَّ جسمك يمرُّ بسلسلة من التغييرات، وتتمثَّل هذه التغيُّرات بزيادة في معدَّل ضربات قلبك وضغط دمك، مع تراجع كبير في الوظائف غير الأساسيَّة مثل الرغبة الجنسيَّة. فيما يلي توضيح لتأثير الضغط النفسي على حياتك الجنسيَّة:

  • قد تؤدِّي استجابة جسمك للضغط النفسي إلى إطلاق هرمونات -مثل الكورتيزول والإبينفرين-  إذ تسبِّب المستويات العالية منها انخفاض الرغبة الجنسيَّة، فعندما يكون التوتُّر مزمنًا، يستخدم الجسم الهرمونات الجنسيَّة لتلبية الطلب المتزايد على زيادة إنتاج الكورتيزول، ممَّا يقلِّل الاهتمام بالجنس.
  • قد يجعل التوتُّر ذهنك مشغولًا ومرتبكًا، ويصرف انتباهك عن الرغبة في ممارسة الجنس، وقد يؤثِّر كذلك في مزاجك؛ ممَّا يؤدِّي إلى القلق والاكتئاب، وكلاهما يمكن أن يقلِّل الرغبة الجنسيَّة.
  • إذا كنت تتعرَّض إلى ضغط نفسي شديد ومستمرّ، ولم تجد طريقة صحّيَّة للسيطرة عليه،  فقد تلجأ إلى عادات غير صحّيَّة مثل التدخين والشرب والإفراط في تناول الطعام، وهذه العادات قد تؤثِّر في شعورك تجاه نفسك وقد تنعكس سلبًا على حياتك الجنسيَّة.
  • إذا استمرَّت الضغوطات النفسيَّة، فقد تصاب بحالة تعرف باسم الإجهاد المزمن، والتي تؤثِّر في صحّتك البدنيَّة بعدَّة طرق، بما في ذلك التسبُّب في انخفاض الرغبة الجنسيَّة.

كيف تتعامل مع تأثير الضغوطات النفسيَّة على صحّتك الجنسيَّة؟

لا بد من جعل السيطرة على الضغوط النفسيَّة أولويَّة للتمتُّع بصحَّة جنسيَّة وحياة أفضل، فيما يلي بعض الطرق التي قد تساعدك في ذلك:

استخدم تقنيات إدارة الضغط النفسي

إذا كنت تعتقد أنَّ ضغوط الحياة تؤثِّر على رغبتك الجنسيَّة، فإنَّ أحد الحلول الأولى التي يجب عليك أخذها بعين الاعتبار هو السيطرة على هذه الضغوطات، ويكون ذلك باستخدام تقنيات الاسترخاء أو تقنيات إدارة الضغط النفسي، فيما يلي أمثلة على بعضها:

مقالات ذات صلة
  • تمارين التنفُّس.
  • كتابة اليوميَّات.
  • التأمُّل.
  • استرخاء العضلات التدريجي.

يمكنك استشارة معالج نفسي متخصِّص ليساعدك على اكتشاف التقنيات التي تناسب حالتك.

قيِّم زواجك 

عند التعامل مع المشكلات الجنسيَّة، من المهمِّ أيضًا أن تنظر إلى صحَّة علاقتك الزوجيَّة، فقد يكون سبب الضغط النفسي هو الصراعات المستمرَّة بين الزوجين، ولحلِّ هذه الصراعات، لا بدّ من حوار فعّال ومثمر بينكما، فيما يلي بعض النصائح لإجراء محادثة صحِّيَّة:

  • اخبر (زوج/زوجتك) أنَّك تريد التحدُّث عن علاقتكما الجنسيَّة، وحدِّد وقتًا ومكانًا مناسبين (أي ليس غرفة نومك) ومريحين لكما.
  • لا تطرح الموضوع بعد ممارسة الجنس أو عندما يكون أحدكما مشغولًا أو مشتَّتًا.
  • كن صادقًا ومنفتحًا، وعبِّر عن توقُّعاتك ومخاوفك ورغباتك واهتماماتك.
  • لا تكن دفاعيًّا، وتجنَّب إلقاء اللوم وتوجيه التُّهم.
  • امنح (زوجك/زوجتك) فرصة للحديث، وانصت (له/لها) جيِّدًا، وابذل قصارى جهدك للتحقُّق من صحة مشاعره.
  • تأكَّد من أنَّ محادثتك متوازنة من خلال طرح أسئلة مفتوحة  طوال الحوار، مثل: “ما رأيك في هذا؟”
  • اعرف متى تتوقَّف عن الحديث، فإذا أصبح الحوار ساخنًا جدًّا، فمن المحتمل أن يكون الوقت قد حان لإنهائه، وقد تكون هذه علامة على أنَّكما بحاجة إلى وسيط مثل مستشار أو معالج جنسي للمساعدة في حلِّ هذه المشكلة.

مارسا الرياضة معًا كزوجين

لا شك أنَّ ممارسة الرياضة طريقة رائعة للتخلُّص من الضغط النفسي وتعزيز ثقتك بنفسك والذي بدوره يمكن أن يعزِّز الرغبة الجنسيَّة لديك، وإذا كنت لا تقضي وقتًا كافيًا مع (زوجك/زوجتك)، فلماذا لا تفكِّران في ممارسة الرياضة معًا؟

جرِّبا مثلًا الركض السريع أو المشي في المساء معًا، فهذا يعزِّز التواصل بينكما، إضافةً إلى تحفيز هرمون الإندورفين (هرمون السعادة). 

اعتنِ بنفسك

من الصعب أن تتمتَّع بحياة جنسيَّة مرضية إذا لم تكن تشعر بالرضا تجاه نفسك، والاعتناء بالذات يعني تناول نظام غذائي صحِّي، وممارسة الرياضة، والحصول على نوم جيِّد، والاستمتاع بوقت للتأمُّل الذاتي، والتخلُّص من العادات الضارَّة مثل التدخين وشرب الكحول (التي تعرِّض صحّتك للخطر وتضعف الرغبة الجنسيَّة).

خصِّص وقتًا لممارسة الجنس

يعاني الكثيرون من كثرة الانشغال، فلا يحظون إلا بفترة راحة قصيرة، الأمر الذي قد يستنزف الطاقة ويجعل ممارسة الجنس غير جذَّابة، فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص، وكان نمط الحياة المزدحم هو السبب وراء الضغط النفسي وانخفاض الرغبة الجنسيَّة لديك، فقد يكون من المفيد تحديد وقت لممارسة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة.

لجعل العلاقة الجنسيَّة المجدولة مسبقًا أكثر رومانسيَّة؛ اتَّبع الخطوات الآتية:

  1. ابدأ بالمغازلة في الصباح كجزء من المداعبة.
  2. في منتصف النهار أخبر (زوجك/زوجتك) أنَّك تتطلَّع إلى ممارسة الجنس معه من خلال رسالة نصّيَّة أو مكالمة هاتفيَّة سريعة.
  3. عندما يحين موعد ممارسة العلاقة، احرص على إضافة القليل من الموسيقى أو العطور لزيادة الاسترخاء والرومانسيَّة.

ركِّز على الحميميَّة وليس الجنس

يعدُّ اللَّمس بين الزوجين وسيلة قويَّة جدًّا لتخفيف التوتُّر ولإظهار المودَّة، وليس بالضرورة أن يتطوَّر إلى ممارسة الجنس، لذلك احرص أنت و(زوجكِ/زوجتكَ) على إمساك أيدي  بعضكما، والمعانقة (إذ يُطلق هرمون الأوكسيتوسين الذي يخفِّف التوتُّر أثناء العناق)، واستكشاف أجسام بعضكما البعض من خلال التدليك. 

التركيز على اللَّمس والتقبيل والاحتضان (الحميميَّة) عوضًا عن الجنس، يمكن أن يساعدك في الاسترخاء والعثور على المتعة، ممَّا قد يزيد من رغبتك في التقارب، وفي النهاية، ممارسة الجنس.

متى يجب التفكير في اللُّجوء إلى مختصّ؟

يعدُّ التواصل جزءًا مهمًّا من الحياة الجنسيَّة الصحِّيَّة، فإذا كنت أنت و(زوجك/زوجتك) تجدان صعوبة في التحدُّث عن المشكلات المتعلِّقة بالتوتُّر والعلاقة الجنسيَّة، فقد تكون الاستعانة بمختصّ خيارًا جيِّدًا، فيما يلي توضيح لأهمِّ العلاجات التي قد تفيد في هذا الشأن:

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي هو علاج فردي يركِّز على مفهوم مفاده، أنَّ الأحداث في حياتنا ليست فقط هي التي تسبِّب لنا الضغط النفسي، ولكن الطريقة التي نفكِّر بها في تلك الأحداث، ومن خلال هذا العلاج يمكنك تحديد أسباب التوتُّر لديك، والتعرُّف على كيفيَّة إدارته حتى لا يتعارض مع حياتك الجنسيَّة.

الاستشارات الزوجيَّة 

في الاستشارات الزوجيَّة، ستعمل أنت و(زوجك/زوجتك) مع معالج في جلسات مشتركة، تتمثَّل الأهداف الأساسيَّة للعلاج المشترك في تعزيز التواصل المفتوح، والتعرُّف على النزاعات وحلّها، وتعزيز علاقتكما، واكتساب فهم أفضل لبعضكما البعض.

العلاج الجنسي

العلاج الجنسي هو نوع متخصِّص من العلاج يركِّز على المشكلات الجنسيَّة، ويساعدك في فهم احتياجاتك واحتياجات (زوجك/زوجتك) الجنسيَّة بشكل أفضل، ويمكن تلقِّي هذا العلاج في جلسات فرديَّة أو مشتركة للزوجين.

المصدر
Medically reviewed by Steven Gans, MD and By Elizabeth Scott, PhD - verywellmind- May 18, 2022
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية