التهاب المفاصل (الروماتيزم) والصحَّة الجنسيَّة

إذا كان أحد الزوجين مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتيزم (Rheumatoid Arthritis)، فإنَّ الأعراض المصاحبة له كالإرهاق والألم والتورُّم قد تؤثِّر على حياته الجنسيَّة، إذ يعاني حوالي ثلث الأشخاص المصابين بهذا النوع من التهاب المفاصل من نوعٍ من الاختلال الوظيفي الجنسي، وفي هذا المقال سنتطرَّق إلى تفصيل هذه المشكلات، وكيفيَّة التعامل معها.

كيف يؤثِّر التهاب المفاصل (الروماتيزم) على الصحَّة الجنسيَّة للفرد؟

إنَّ الجنس جزءٌ من الإنسان، وترتبط جودته بجودة حياته؛ فأثناء ممارسة العلاقة الجنسيَّة يطلق الجسم مادَّة كيميائيَّة تسمَّى الأوكسيتوسين، والتي تزيد من التقارب بين الزوجين، وقد تساعد أيضًا على إدارة أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي مثل الألم والتعامل مع القلق حيال الإصابة بمرضٍ مزمن. 

وفي المقابل، فإنَّ التعايش مع الألم والتعب والتيبُّس ومحدوديَّة الحركة والضعف والاكتئاب المرتبط بالروماتيزم، يمكن أن يقلِّل من قدرته على التعبير عن حاجته واستمتاعه الجنسي.

تشمل جوانب الروماتيزم التي يمكن أن تسبِّب مشكلات في الصحَّة الجنسيَّة، ما يأتي:

• درجة الألم.
• شدَّة المرض.
• مستويات التعب.
• الآثار الجانبيَّة للأدويَة.
• مقدار الشعور بعدم الراحة بسبب الحركة واللمس.
• احترام الفرد لذاته وحالته النفسيَّة.
• آثار الجراحة.

كلما ارتفعت مستويات الألم والإعاقة الجسديَّة والاكتئاب لدى الفرد، زاد تأثير المرض على حياته الجنسيَّة، ذكرًا كان أم أنثى، وقد يعاني المصابون بالتهاب المفاصل الروماتيزم من المشكلات الجنسيَّة الآتية:

• نقص الشعور بالجاذبيَّة الجنسيَّة.
• تراجع الرغبة الجنسيَّة والرِّضا الجنسي.
• جفاف المهبل.
• صعوبة الاسثارة الجنسيَّة.
• قلَّة الإحساس أو ضعف الدورة الدمويَّة.
• زيادة الحساسيَّة للمس.
• تقييد الحركة.
• عدم القدرة على الوصول إلى هزَّة الجماع، أو انخفاض الإحساس بالنشوة الجنسيَّة.
• ضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي.
• انخفاض القدرة على التحمُّل.

أما بالنسبة إلى الأدوية المستخدمة لعلاج الروماتيزم، فإنَّها لا تسبِّب عادةً اختلالًا وظيفيًّا جنسيًّا لدى المرضى، ومع ذلك، فقد يعاني بعض الرجال من ضعف الانتصاب بعد تناولهم لهذه الأدوية:

• ميثوتريكسات.
• سلفاسالازين.
• هيدروكسي كلوروكوين.

كما قد يعاني البعض من انخفاض الرغبة الجنسيَّة بعد استخدامهم لهذه الأدوية:

• ديكلوفيناك.
• سيميتيدين.
• ميسوبروستول.
• نابروكسين.

كيف يمكن التمتُّع بصحَّةٍ جنسيَّة أفضل مع التهاب المفاصل الروماتيزم؟

فيما يأتي بعض الطرق لتعزيز الحياة الجنسيَّة عند الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزم:

• استشارة الطبيب

إذا كان الفرد مصابًا بالروماتيزم ويعاني من مشكلات جنسيَّة، فقد يكون طبيب المفاصل قادرًا على مساعدته؛ ففي بعض الأحيان تؤثِّر أدويَّة الروماتيزم سلبًا على الرغبة الجنسيَّة، أو تسبب جفافًا في المهبل، أو تنتج عنها آثار جانبيَّة أخرى يمكن أن تؤثِّر على صورة الجسم وبالتالي الحياة الجنسيَّة، وفي مثل هذه الحالات قد يكون اختصاصي المفاصل قادرًا على وصف أدوية بديلة.

• مساعدة (الزوج/الزوجة) على فهم الروماتيزم أكثر

إنَّ التواصل المفتوح والصادق بين الزوجين أمر بالغ الأهمِّيَّة في أي علاقة، وفي حالة إصابة أحدهما بالروماتيزم؛ فمن المهمّ التأكُّد من أنَّ الطرف الآخر يفهم حقيقة المرض.

يتوجَّب على المريض مصارحة (زوجه/زوجته) بشأن كيفيَّة تأثير الروماتيزم عليه جسديًّا وعاطفيًّا؛ فالحياة الجنسيَّة الصحِّيَّة تتطلَّب مشاركة الطرفين، وكلَّما تمكَّن الزوجان من مشاركة مشاعرهما وإحباطاتهما ورغباتهما مع بعضهما البعض؛ فسيكون من الأسهل إيجاد طرق لكي يشعرا بالرِّضا الجنسي. 

• تحديد موعد للعلاقة الجنسيَّة 

• تجربة شيء جديد

قد يكون من المفيد تجربة وضعيَّات جنسيَّة جديدة لمعرفة ما هو أكثر راحة، كما يمكن الاستعانة بالوسائد للدعم وتخفيف الضغط عن المفاصل، أو التدليك (من الزوج/الزوجة أثناء العلاقة) والذي يمكن أن يساعد في تخفيف الألم، وإرخاء العضلات.

• إيجاد طرق أخرى للحميميَّة

إنَّ العلاقة الحميمة لا تعني دائمًا الجماع، إذ يمكن أن يتواصل الزوجان جسديًّا وعاطفيًّا بطرق عديدة، وقد يكون ذلك من خلال المداعبات اللطيفة، أو الأحضان، أو المحادثات العميقة، أو مشاركة حمَّام دافئ، أو الجلوس معًا أمام المدفأة.

• بذل جهد لتعزيز احترام الذات

يمكن أن تظهر مخاوف لدى بعض مرضى الروماتيزم بشأن صورة الجسم بسبب التغيُّرات التي قد تطرأ عليهم مثل تورُّم المفاصل أو تشوّهها، أو تقلُّبات الوزن، أو احتباس الماء، وفي هذه الحالات، فإنَّهم بحاجة إلى إحاطة أنفسهم بأشخاص يدعمونهم معنويًّا، وقد يكون ذلك بالانضمام إلى مجموعة دعم للتواصل مع آخرين يتفهَّمون ما يمرّون به، ويمكنهم مشاركة بعض النصائح.

• اتِّخاذ خطوات لتقليل التوتُّر

إنَّ الشعور بالقلق المفرط أو التوتُّر بشأن العلاقة الجنسيَّة أو الروماتيزم نفسه، قد يمنع الفرد من الاسترخاء والاستمتاع أثناء ممارسة هذه العلاقة؛ لذا فإنَّه بحاجة لإيجاد طرق للتخفيف من توتّره، وقد يكون ذلك بممارسة الرياضة، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو التنفُّس العميق.