الصحَّة الجنسيَّة والقولون العصبي
- كيف يؤثِّر القولون العصبي على الصحَّة الجنسيَّة؟
- العلاقة الجنسيَّة الجسديَّة
- متلازمة القولون العصبي وضعف الانتصاب
- كيف يمكن التعامل مع القولون العصبي لصحَّةٍ جنسيَّة أفضل؟
قد تؤثِّر متلازمة القولون العصبي (IBS) تأثيرًا سلبيًّا على العديد من جوانب حياة الفرد، بما في ذلك صحّته الجنسيَّة، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني التخلِّي عن حياته الجنسيَّة بسبب هذه المتلازمة.
كيف يؤثِّر القولون العصبي على الصحَّة الجنسيَّة؟
قد يؤثِّر القولون العصبي على الحياة الجنسيَّة من جوانب عديدة، فيما يأتي توضيح لبعض منها:
التطرُّق إلى الموضوع
إنَّ أعراض القولون العصبي قد تكون محرجة ومناقشتها مع (الزوج/الزوجة) قد تكون صعبة، خاصةً في بداية الزواج، إلا أنَّه لا بدّ من طرح الموضوع عندما يكون هناك ما يكفي من الوقت والمساحة لإجراء مناقشة جيِّدة، وعندما لا يكون أيّ من الطرفين مرهقًا أو مشتَّتًا.
العلاقة الجنسيَّة الجسديَّة
حتى لو لم يكن للقولون العصبي تأثير على العلاقة الجنسيَّة نفسها، إلا أنَّ الكثيرين لا يشعرون بالإثارة والجاذبيَّة وهم يعانون من الغثيان أو الانتفاخ أو يفكِّرون باستمرار باستخدام الحمام، وفي بعض الأحيان لا يتمكَّن بعض المصابين بمتلازمة القولون العصبي من ممارسة الجنس، لأنَّهم يجدون أنَّه يزيد من حاجتهم لاستخدام الحمَّام أو يسبِّب أعراضًا أخرى، فقد تمرُّ عليهم أوقات لا يكون لديهم فيها الرغبة الجنسيَّة على الإطلاق، ومجرَّد فكرة ممارسة العلاقة تسبِّب لهم اضطرابًا في المعدة.
لسوء الحظ، قد يتسبَّب هذا النقص في الاهتمام الجنسي بحدوث مشكلات في العلاقة بين الزوجين، فقد تكون مخاوف الشخص وسلوكه هي السبب وراء تأثُّر العلاقة وليس الأعراض.
من ناحية أخرى، قد تتسبَّب الحالة المزاجيَّة السيِّئة والاكتئاب والقلق التي يعاني منها مرضى متلازمة القولون العصبي، إلى جانب مشاعر تدنِّي احترام الذات وانعدام القيمة بتراجع العلاقة الجنسيَّة.
متلازمة القولون العصبي وضعف الانتصاب
إنَّ الرجال الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي يكونون أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بضعف الانتصاب، ويُجدر بالذكر، أنَّ هذه المتلازمة ترتبط بضعف الانتصاب العضوي وضعف الانتصاب نفسي المنشأ، على حدٍّ سواء.
إنَّ الرجال الذين يعانون من القولون العصبي لديهم زيادة بمقدار 3 أضعاف في خطر الإصابة بضعف الانتصاب العضوي، وأنَّ كل من القولون العصبي وضعف الانتصاب النفسي مرتبطان بأمراض عاطفيَّة أو نفسيَّة.
كيف يمكن التعامل مع القولون العصبي لصحَّةٍ جنسيَّة أفضل؟
فيما يأتي مجموعة من الخطوات التي قد تساعد على التمتُّع بصحَّةٍ جنسيَّة أفضل، في ظلِّ الإصابة بمتلازمة القولون العصبي:
شرح الأمر للزوج/للزوجة
إنَّ أساس التمتُّع بحياة جنسيَّة سليمة مع متلازمة القولون العصبي هو التواصل المفتوح والتعبير الصريح عن الاحتياجات والمخاوف والمشاعر للزوج/للزوجة، فرغم أنَّه قد يكون من غير المريح التحدُّث عن الأعراض بوضوح، إلا أنَّ القيام بذلك لن يؤدِّي إلا إلى تقريب الزوجين من بعضهما، خاصَّةً أنَّ المصاب بهذه المتلازمة يمرُّ بأيَّام جيِّدة وأيَّام سيِّئة تشتدُّ فيها الأعراض، ولإدارة الأيَّام السيِّئة؛ فإنَّه لا بدّ من توضيح احتياجاته للطرف الآخر، مع التأكيد على سعيه لحل المشكلة.
عدم جعل القولون العصبي مشكلة الزوج/الزوجة
للحفاظ على علاقة جيِّدة مع الزوج/الزوجة؛ فإنَّه لا بدّ من تجنُّب استخدام القولون العصبي كوسيلة لمحاربته، كأن تهدِّد الزوجة زوجها (أو العكس) بأنَّ أعراض القولون ستتحفَّز لديها إذا أغضبها، ففي العلاقات الصحيَّة، يكون كل فرد مسؤول عن عواطفه ولا يستطيع التحكُّم فيما إذا كان الطرف الآخر سعيدًا أو مستاءً أو غاضبًا، بل يمكنه فقط التحكُّم في ردود أفعاله تجاهه.
الحدّ من التوتُّر
قد ترتبط الضغوط الجسديَّة أو النفسيَّة بتفاقم أعراض متلازمة القولون العصبي؛ وبالتالي قد تساعد تقنيات الاسترخاء على التأقلم مع هذه المتلازمة وتحسين نوعيَّة الحياة عمومًا (بما في ذلك الحياة الجنسيَّة)، ومن أبرز تقنيات الاسترخاء ما يأتي:
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- تمارين التخيُّل.
- تمارين اليقظة.
تعديل النظام الغذائي
يعدُّ النظام الغذائي أحد أكثر أسباب تحفيز أعراض القولون العصبي شيوعًا؛ لذا قد يساعد تحديد الأطعمة التي يُحتمل أن تكون مسؤولة عن التسبُّب بظهور الأعراض وإجراء تعديلات بسيطة على النظام الغذائي في التخفيف من هذه الأعراض.
لتحديد هذه الأطعمة؛ يمكن الاستعانة بمذكّرة طعام وتدوين جميع الأطعمة المتناولة عليها، والأعراض التي قد تظهر بعد تناولها، كما يمكن تسجيل العوامل الأخرى التي قد تسهم في ظهور الأعراض، مثل اضطرابات النوم والتوتُّر.
غالبًا ما ترتبط الشوكولاتة، والمكسِّرات، الأطعمة المحتوية على الكافيين، والألياف غير القابلة للذوبان (كقشور الفواكه) بحدوث مشكلات القولون العصبي، وقد يكون من المفيد مراجعة أخصَّائي تغذية لوضع خطَّة نظام غذائي مناسبة.
زيادة النشاط البدني
قد تخفِّف زيادة مستويات النشاط البدني بممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام من أعراض القولون العصبي، وذلك من خلال تحفيز تقلُّصات الأمعاء وتقليل التوتُّر، ويُنصح بزيادة وتيرة ومدَّة التمارين الرياضيَّة تدريجيًّا ببطء، ووفقًا لجمعيَّة القلب الأمريكيَّة، فإنَّه يجب ألا تقلّ عن خمس مرَّات في الأسبوع، ولمدَّة 30 دقيقة كل مرَّة.
الاستعانة بمختصّ إذا استمرَّت المشكلات
قد يرفض الشخص المصاب بمتلازمة القولون العصبي ممارسة العلاقة الجنسيَّة لأنَّهُ يشعر بالضيق، أو قلق من حاجته المتكرِّرة للذهاب إلى الحمَّام، وفي مثل هذه الحالات (عند استمرار رفض العلاقة لهذه الأسباب)، قد يكون من المفيد الاستعانة بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يركِّز على القلق المرتبط بالأعراض.
إذا كان الفرد يجد صعوبة في التحدُّث بصراحة مع (زوجته/زوجها) عن مخاوفه واحتياجاته، فإنَّ استشارة أخصَّائي نفسي أو أخصَّائي علاقات زوجيَّة، ويفضَّل أن يكون لديه فهم قوي لجانب ارتباط القناة الهضميَّة بالدماغ في متلازمة القولون العصبي، وقد يساعد المعالج على التعمُّق في تحديد سبب استمرار أعراض القولون العصبي في التداخل مع الحياة الجنسيَّة.