النشاط الجنسي والاعاقة

ينظر الكثيرون داخل المجتمع إلى الأشخاص ذوي الإعاقة على أنَّهم لا يحتاجون إلى ممارسة الجنس، ممَّا يحدُّ من فرص حصولهم على الرعاية الصحيَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة، لكن الحقيقة هي أنَّ الذين يعانون من إعاقات هم كغيرهم من البشر ويحقّ لهم التمتُّع بحياة جنسيَّة آمنة وممتعة، ورغم إمكانيَّة تأثير محدوديَّة الحركة والتعب والألم على نشاطهم الجنسي، إلا أنَّ هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها للمساعدة على التخفيف من بعض هذه المشكلات.

كيف يمكن أن تؤثِّر الإعاقة على النشاط الجنسي؟

قد تؤثِّر الإعاقة في قدرة الفرد على ممارسة الحياة الجنسيَّة التي يريدها، وبالتالي قد يضطر إلى التعامل مع النشاط الجنسي بشكل مختلف، وقد تكون لديه بعض المخاوف التي تتعلَّق بصحّته الجسديَّة أو النفسيَّة، مثل:

• القلق بشأن العثور على زوج/زوجة.
• القلق بشأن ما إذا كان الزوج/الزوجة، سيجده/ها جذابًا/جذّابة.
• التفكير بإمكانيَّة إنجاب أطفال.
• عدم الثقة في القدرات أو الأداء الجنسي.
• التفكير بكيفيَّة تحريك جسمه.
• القلق بشأن مشاعر الزوج/الزوجة تجاهه/تجاهها.
• القلق بشأن الألم أثناء النشاط الجنسي.
• انخفاض الطاقة والرغبة في ممارسة الجنس.
• القلق بشأن ما سيعتقده الآخرون عنه، وبشأن التمييز ضدّه.

من الطبيعي أن يشعر الفرد بالإحباط من آثار إعاقته على حياته الجنسيَّة، ولكن إذا كانت هذه المشاعر شديدة، فقد يحتاج إلى استشارة طبيبه.

نصائح لحياة جنسيَّة أفضل مع الإعاقة

النشاط الجنسي مع آلام الظهر

تؤثِّر آلام الظهر على 8 من كل 10 أشخاص في مرحلةٍ ما من حياتهم، وتشكِّل آلام أسفل الظهر السبب الرئيس للإعاقة على مستوى العالم، وهذه الآلام ليست فقط أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للتعطُّل عن العمل، بل يمكن أن تؤثِّر أيضًا على الحياة الجنسيَّة للفرد.

هناك العديد من الوضعيَّات التي يمكن أن تقلِّل بشكلٍ فعَّال من آلام الظهر أثناء النشاط الجنسي، وهذه الوضعيَّات ذات قيمة خاصة عند الأزواج الأكبر سنًا الذين يمكن أن تتطوَّر لديهم آلام أسفل الظهر، وتحديدًا النساء بعد انقطاع الطمث، إذ تكون لديهن احتماليَّة أكبر للإصابة بهذه الآلام مقارنة بالرجال في نفس العمر.

إنَّ أنواع آلام الظهر عديدة ومحفِّزاتها مختلفة، ويمكن للفرد تجربة وضعيَّات جنسيَّة مختلفة حتى يكتشف تلك التي لا تؤدِّي إلى تفاقم آلامه، مع ضرورة التوقُّف فورًا عند شعوره بعدم الارتياح في أي وضعيَّة، ويُجدر بالذكر أنه قد لا تناسب الوضعيَّات نفسها جميع الذين يعانون من آلام الظهر، ومن الوضعيَّات التي يمكن تجربتها ما يأتي:

• الوضعيَّة التبشيريَّة: في الوضعيَّة التبشيريَّة يستلقي أحد الزوجين على ظهره، بينما يستلقي الطرف الآخر فوقه، وهذه الوضعيَّة مناسبة لمن يعاني من آلام أسفل الظهر التي تتفاقم عند تقوس الظهر (تمدده)، فبإمكانه الاستلقاء ووضع منشفة ملفوفة أسفل ظهره لدعمه، أو الاستلقاء في الجزء العلوي مع دعم الجزء العلوي من جسمه بمرفقيه ليشعر بالمزيد من الراحة.
• الوضعيَّة الجانبيَّة: تقوم هذه الوضعيَّة على مواجهة الزوجين لبعضهما البعض أثناء الاستلقاء، وهي مناسبة لأولئك الذين يعانون من الألم بعد الجلوس لفترات طويلة.
• وضعيَّة الملاعق: تشبه هذا الوضعيَّة الجانبيَّة إلى حدٍّ كبير، لكن في وضعيَّة الملاعق تستلقي الزوجة على جانبها، ويكون زوجها مستلقيًا على جانبه خلفها، وقد لا تناسب وضعيَّة الملاعق أولئك الذين يجدون الانحناء للأمام مؤلمًا.

النشاط الجنسي بعد السكتة الدماغيَّة

يمكن أن تسبِّب السكتة الدماغيَّة تغيُّرات كبيرة في حياة الأفراد عمومًا وحياتهم الجنسيَّة خصوصًا، إذ تتراجع الرغبة الجنسيَّة لدى العديد منهم، أو قد تكون هناك مخاوف بشأن صورة الجسد بسبب الشلل النصفي (شلل في جانب واحد من الجسم)، أو سيلان اللعاب، أو عدم القدرة على التحدُّث بوضوح، أو تدلِّي الوجه.

التعب هو مشكلة شائعة أخرى لدى أولئك الذين تعرَّضوا لسكتة دماغيَّة، وقد يحتاجون إلى مزيد من الراحة خلال اليوم،لذا قد يكون أفضل وقت لممارسة الجنس بعد الراحة أو في الصباح.

نصائح عامَّة لاستعادة الحياة الجنسيَّة بعد الإصابة بالسكتة الدماغيَّة:

• استئناف العلاقة الجنسيَّة ببطء، ربما فقط من خلال التلامس والعناق، مع ضرورة تركيز المريض على ما يريحه، وإخبار زوجته/زوجها به، فالمهم هو التقارب تدريجيًّا، والعودة للجماع فقط عندما يشعر كلاهما بالاستعداد.

• تعاون الزوجين مع بعضهما لمعرفة الوضعيَّات الأكثر راحة لهما في الوضع الراهن، كما يمكن الاستعانة بالوسائد أو الدعائم لحماية الجانب المتأثِّر من جسم المريض، وأن يتواجد الطرف الآخر والأقدر على الحركة في الأعلى دائمًا.

• إذا كان المصاب قلقًا بشأن سلس البول، فمن الجيِّد أن يتبوَّل قبل ممارسة العلاقة الجنسيَّة.
  
• إذا كنت المرأة التي تعرَّضت لسكتة دماغيَّة في سنِّ الإنجاب؛ فيجب أن تتحدَّث إلى طبيبها حول الطريقة الأمثل لتنظيم النسل، وعمومًا، لا ينصح باستخدام حبوب منع الحمل للناجيات من السكتات الدماغيَّة، لأنَّها تزيد من احتماليَّة الإصابة بجلطات دمويَّة، لكن قد تكون أشكال منع الحمل الأخرى مناسبة.

النشاط الجنسي بعد إصابة الحبل الشوكي

تؤدِّي إصابات الحبل الشوكي إلى تغيُّر وظائف أجزاء كثيرة من الجسم اعتمادًا على مستوى الإصابة، وقد تؤثِّر على الأعضاء التناسليَّة والوظيفة الجنسيَّة كالتشحيم المهبلي، والقدرة على تحقيق والحفاظ على الانتصاب، كما قد تطرأ تغيُّرات على الرغبة الجنسيَّة والقدرة على الوصول إلى الذروة الجنسيَّة.

يمكن التغلُّب على هذه المشكلات بالطرق العلاجيَّة الآتية:

• العلاج النفسي: قد يكون العلاج النفسي ضروريًّا لتعزيز الشعور بالرضا عن صورة الجسم بعد إصابة النخاع الشوكي واستعادة الثقة لاستعادة الحياة الجنسيَّة.

• علاج الضعف الجنسي: يعاني بعض الأشخاص الذين تعرَّضوا لإصابات في النخاع الشوكي من ضعف جنسي يمكن علاجه بالأدوية، أو غرسات القضيب، أو غير ذلك.

• استشارات الخصوبة: من الوارد أن تتوقَّف الدورة الشهريَّة مؤقَّتًا بعد إصابات النخاع الشوكي، ولكن بمجرَّد عودتها يصبح الحمل ممكنًا، ويمكن مناقشة أي مشكلات محتملة متعلِّقة بالخصوبة مع الطبيب.

__________