الوضعيات الجنسية بين الطب والخرافة
- النشوة الجنسيَّة بين الزوج والزوجة
- كيف تحدث النشوة الجنسيَّة عند الأنثى
- الوضعيَّات الجنسيَّة الأكثر شيوعًا
النشوة الجنسيَّة بين الزوج والزوجة
النشوة هي استجابة جسديَّة للتحفيز الجنسي حيث ترتبط هذه الاستجابة بمشاعر الرضا والراحة والاسترخاء والتحرُّر من التوتر. تختلف النشوة بين الذكور والإناث، حيث إنَّ النشوة لدى الذكور تترافق مع القذف، أمَّا عند النساء فتترافق مع تقلُّبات وتقلُّصات عضلات الرَّحِم والمهبل.
النشوة لا يقتصر الوصول إليها على الجماع، حيث إنَّ الأنشطة الجنسيَّة بين الزوجين مثل الجنس الفموي واللمس والتقبيل والمداعبة يمكن أن تصل بهما إلى النشوة الجنسيَّة أو الرعشة.
على عكس الكثير من إناث الحيوان، فإناث البشر يستطعن ممارسة الجنس في أيِّ وقت من الشهر، أي أنَّ النشوة الجنسيَّة أو هزّة الجماع، غير مرتبطة لديهن بموسم الحمل أو الإباضة مثل إناث الحيوان.
فيما يتعلَّق بالفائدة المرتبطة بالوصول للنشوة الجنسيَّة عند الذكور، فهي مُحدَّدة بإنتاج الحيوانات المنويَّة، أيّ أنَّ لذَّة القذف ترتبط بإنتاج الحيوانات المنويَّة ممَّا يؤدِّي إلى الحمل إذا عبرت هذه الحيوانات المنويَّة إلى مهبل الزوجة، أيّ أنَّ النشوة الجنسيَّة عند الذكور لها فائدة إنجابيَّة واضحة. أمَّا الفائدة المرتبطة بالوصول للنشوة الجنسيَّة عند الإناث فهي أقلّ وضوحًا، بمعنى أنَّه لا يوجد دليل قاطع على ارتباط هزَّة الجماع أو النشوة الجنسيَّة عند الأنثى أثناء العلاقة الحميمة بالفائدة الإنجابيَّة.
أشارت دراسة أُجريت عام 2016 إلى أنَّ النشوة الجنسيَّة عند الإناث قد لا يكون لها أيَّة فائدة على الصعيد الإنجابي حسب علم التطوُّر في حقلي الأحياء والطب، وأنَّها قد تكون إشارة إلى أنَّ الإباضة لدى إناث أسلافنا المشتركين كانت مرتبطة بهزَّة الجماع أو الرعشة الجنسيَّة من خلال نظام هرموني معيّن، بمعنى أنَّه قد كانت هناك علاقة وثيقة بين هزّة الجماع أو النشوة الجنسيَّة وإنتاج البويضات. ومع ذلك فإنَّ علم النفس يُشير إلى أنَّه حتى لو لم تكن هناك فائدة إنجابيَّة مباشرة للنشوة الجنسيَّة عند الأنثى، فهي عامل مهمّ في تشجيع القيام بالممارسة الجنسيَّة من أجل تحصيل المتعة، وبالتالي تعزيز الترابط العاطفي مع (الزوج/الزوجة)، وهذا يصبّ بالنهاية في المراد الفعلي للممارسة الجنسيَّة هو الإنجاب.
كيف تحدث النشوة الجنسيَّة عند الأنثى
يزداد تدفُّق الدم إلى الأعضاء التناسليَّة أثناء مقدِّمات الجماع مثل المداعبة والتقبيل وغيرها، ومع زيادة الاستثارة الجنسيَّة ترتفع معدَّلات ضربات القلب ويزيد ضغط الدم نتيجة ذلك بالترافق مع ازدياد معدَّلات التنفس، وأثناء الجماع ومع اقتراب لحظة الرعشة أو النشوة الجنسيَّة تنقبض عضلات المهبل على نحوٍ مناسب حتى الوصول للذروة، ثمَّ تعود للاسترخاء.
من المعلومات الشائعة والصحيحة، أنَّ الإناث يستطعن الوصول للنشوة الجنسيَّة عدَّة مرات أثناء الجماع، بينما يحتاج الذكور إلى فترات راحة بين النشوة والأخرى.
يجدر التنويه إلى أنَّ المشاكل النفسيَّة بمختلف أشكالها يمكن أن تجعل الوصول للنشوة الجنسيَّة عند الأنثى أكثر صعوبة، وفيما يأتي جُملة من النقاط حول النشوة أو الرعشة الجنسيَّة عند الأنثى:
– كما أنّ العديد من المشاكل النفسيَّة قد تؤثِّر سلبًا على الوصول للنشوة الجنسيَّة عند الأنثى، فإنَّ العديد من المشاكل الصحيَّة قد يكون لها أثر سلبي أيضًا.
– بعض النساء تعاني من الألم أثناء العلاقة الحميمة بسبب عدم كفاية الإفرازات المهبليَّة التي تعمل على الترطيب، وقد يحدث ذلك كأثر جانبي لأدوية منع الحمل، أو بسبب انقطاع الطمث، أو الممارسة التي تأتي بعد الإنجاب بشكل مباشر.
– التهابات الفرج عند الأنثى قد تؤثِّر سلبًا على الوصول للنشوة الجنسيَّة، وذلك نتيجة ألم المهبل الذي تسبِّبه هذه الالتهابات، وبالتالي فعلاج هذه الالتهابات يُحسِّن من المتعة الجنسيَّة.
– الجنس المهبلي ليس الطريقة الوحيدة للوصول إلى النشوة الجنسيَّة، فوسائل التحفيز الجنسيَّة الأخرى كمداعبة البظر أو الحلمات، يمكن أن يؤدِّي إلى الوصول لهزّة الجماع أو الرعشة الجنسيَّة.
– النشوة الجنسيَّة عند الأنثى أكثر تعقيدًا منها عند الذكر، ففيها ارتباطات نفسيَّة عديدة، ولذلك فنسبة عالية من النساء تحتاج أن تختبر الحبّ والدفء والعاطفة الصادقة حتى تتفاعل جنسيًّا مع الزوج وتصل للنشوة الجنسيَّة.
– أهمّ ما يجب على الزوج معرفته عن النشوة الجنسيَّة لدى الأنثى أنَّه لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت المرأة قد وصلت لهزَّة الجماع بأيَّة طريقة إلّا بسؤالها، فالاعتقادات الشائعة عن أنَّ الوصول للنشوة الجنسيَّة مرتبط بانقباضات عضلات الحوض، أو إصدار أصوات معيَّنة، أو الصمت المفاجئ أحيانًا، أو التعرُّق، أو تدفُّق بعض الإفرازات المهبليَّة، جميعها ليست أدلَّة جازمة على أنَّ الأنثى قد وصلت للنشوة الجنسيَّة، وينبغي على الزوج أن يعلم أنَّ سؤال الأنثى عن ذلك، هو الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إن وصلت للنشوة بشكلٍ كامل أم لا.
الوضعيَّات الجنسيَّة مفتاح الرضا والراحة
إنَّ التأثيرات التي يُحدثها تغيير الوضعيَّات الجنسيَّة أثناء الممارسة الحميميَّة معقَّدة وليست بالأمر السهل فهمه، وذلك كونها تعتمد على عدد من العوامل مثل الارتباط العاطفي والمتعة الجسديَّة بالإضافة إلى القدرة على التفاهم والتواصل والانسجام بين الزوجين.
إحدى التأثيرات للوضعيَّات الجنسيَّة المختلفة هي أنّها يمكن أن تؤثّر على مستوى العلاقة الحميميَّة بين الزوجين، فعلى سبيل المثال، الوضعيَّات التي تنطوي على مزيد من الاتّصال الجسدي مثل “الوضعيَّة التي يتقابل بها الزوجان وجهًا لوجه أثناء الممارسة” تخلق إحساسًا بالتقارب والاتِّصال العاطفي، وهذا يُساعد في تقوية مشاعر الحبّ والألفة خصوصًا في حالات الزواج التقليدي في مجتمعنا، والتي تكون عادةً غير مبنيَّة على حبٍّ مُسبَق، أمَّا الوضعيَّات الأقل الحميميَّة يمكن أن تبثَّ مشاعر الانفصال العاطفي أو الممارسة لأجل المتعة فقط.
بالإضافة إلى التأثيرات العاطفيَّة والنفسيَّة لتغيير الوضعيَّات الجنسيَّة باستمرار، فهناك التأثير الذي يحدث على مستوى المتعة الجسديَّة، حيث إنّ بعض الأوضاع التي سيتمّ تناولها لاحقًا تنطوي على تحفيزٍ جنسي أكبر، وقد تكون أكثر فاعليَّة في إشباع (الزوج/الزوجة) جنسيًّا، وهذا يتمّ معرفته من خلال تجربة الزوجين لوضعيَّات مختلفة للوصول إلى مجموعة من الوضعيَّات التي تناسبهما على الصعيد العاطفي والجنسي.
وخلاصة القول، إنَّ هذا الباب من أبواب التثقيف الجنسي والتوعية الزوجيَّة يعتمد بشكل رئيس على مدى الانسجام والتفاهم والحوار بين الزوجين، أيّ أنّ الانفتاح مع (الزوج/الزوجة)، والتعبير الحُرّ عن المشاعر الداخليَّة والحاجات العاطفيَّة والجنسيَّة، هو الوسيلة الوحيدة لتقوية مشاعر الحبّ وكسر الروتين التي تجلبه الأيَّام، وضغوطات العمل، والحياة، والأسرة.
الوضعيَّات الجنسيَّة الأكثر شيوعًا
بعد التقديم لأهمِّ الفوائد للتغيير المستمرّ للوضعيات الجنسيَّة، سيتمّ الآن عرض بعض الوضعيَّات المُختارة من الوضعيَّات الأكثر شيوعًا ليكون هذا المقال مصدرًا جيِّدًا للتوعية النظريَّة والتطبيق العملي أيضًا على العلاقة الحميمة، ويجدر التنويه إلى أنَّ أسماء الوضعيَّات لن تكون ترجمة حرفيَّة عن اللغة الإنكليزيَّة، لأنَّ الترجمة المباشرة أو استخدام المصطلح باللغة الإنكليزيَّة كما هو، لن يُساعِد في الفهم السليم والتطبيق الصحيح، بل ستكون التسمية من حيث الوصف الفعلي للوضعيَّة، وهذا هو المقصد بالنهاية:
– الوضعيَّة الإرساليَّة:
أي أن يعلو الزوج الزوجة وهي متمدِّدة على ظهرها، ممَّا يسمح بحريَّة دخول القضيب في مهبل الزوجة بالتزامن مع وجود تواصل بصري وعوامل تعزيز الحميميَّة والمتعة مثل التقبيل وغيرها.
– الجنس من الخلف:
أي أن يكون الزوج خلف الزوجة واقفًا أو جالسًا على ركبتيه وتكون هي بوضعيَّة السجود أو الركوع، تسمح هذه الوضعيَّة بدخول القضيب بشكل أعمق وتُعطي تحفيزًا أكبر للزوجين، ويمكن أن تكون وضعيَّة أفضل لأصحاب القضيب الثخين والطويل، حيث توفِّر مساحة حريَّة أكبر للإيلاج في المهبل.
– وضعيَّة الفارسة:
أي أن يتمدَّد الزوج على ظهره وتجلس الزوجة على قضيبه تمامًا، ممَّا يُعطيها تحكّمًا كاملًا في عُمق الإيلاج وهذا قد يُعطي تحفيزًا جسديًّا مضاعفًا لها، كما يسمح للزوج باستخدام يديه من أجل تحفيز مناطق أخرى في جسدها مثل الثديين.
– وضعيَّة الملعقة:
يتواجه الزوجان في هذه الوضعيَّة جنبًا إلى جنب، حيث تُعطي هذه الوضعيَّة الكثير من الحميميَّة والاسترخاء، وتجعل الممارسات الإضافيَّة مثل التقبيل والعناق أكثر سهولة وبذلك يكون التحفيز الجنسي أشدّ وتيرة للزوجين بعد الإيلاج المهبلي، ويجدر التنويه إلى أنَّ هذه الوضعيَّة مناسبة جدا لمن يعانون من محدوديَّة الحركة أو أمراض في المفاصل والظهر، حيث إنَّها لا تتطلَّب الكثير من الجُهد والحركة.