الحياة الجنسية بعد سن الأمل
- سنّ اليأس أو سنّ الأمل
- مراحل سنّ اليأس
- أعراض سنّ اليأس والتغيُّرات الهرمونيَّة المرافقة
- الحياة الجنسيَّة بعد سنّ اليأس
سنّ الأمل أو سنّ اليأس
يُعرَّف سنّ اليأس أو على نحوٍ أكثر إيجابيَّة بالوصف؛ سنّ الأمل، على أنَّه الفترة الزمنيَّة التي تمرُّ فيها الأنثى وهي 12 شهرًا متتابعًا دون حيض، أي انقطاع الطمث، وهو جزء طبيعي من حياة المرأة والذي يُمثِّل نهاية سنوات الإنجاب.
يبلغ متوسّط العمر الطبيعي لسنِّ الأمل أو انقطاع الطمث حوالي 51 عامًا، ومع ذلك فعادةً ما تبدأ التغيُّرات الهرمونيَّة في منتصف الأربعينيَّات، حيث تبدأ الإناث بملاحظة تغيُّرات في الدورة الشهريَّة، أو تظهر عليهن أعراض مثل الهبَّات الساخنة.
مراحل سنّ الأمل
تنقسم مراحل سنّ الأمل إلى ثلاث مراحل تدريجيَّة، وهي “فترة ما قبل انقطاع الطمث” ومن ثمَّ “فترة سنّ الأمل”، ومن ثمَّ “فترة ما بعد انقطاع الطمث”، وسيتمّ توضيح كل مرحلة على النحو الآتي:
– مرحلة ما قبل انقطاع الطمث: تبدأ هذه المرحلة قبل انقطاع الحيض من ثماني إلى عشر سنوات، حيث ينتج المبيضان خلالها كميَّة أقل من الإستروجين، ويكون عادةً في الأربعينيات من عمر المرأة، وتستمرُّ هذه المرحلة حتى بداية سنّ اليأس حيث يتوقّف عندها المبيضان عن إنتاج البويضات تمامًا، ولكن يجدر التنويه إلى أنَّه خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ورغم نقص إفراز هرمون الإستروجين من المبيضين، إلّا أنَّ الحمل يمكن أن يحدث خلال هذه الفترة نتيجة وجود دورة شهريَّة، حتى لو كانت متقطِّعة أو غير منتظمة.
– مرحلة سنّ الأمل: في هذه المرحلة ينقطع الطمث تمامًا، حيث يتوقَّف المبيضان عن إطلاق البويضات، ويتوقَّف إنتاج الإستروجين، ويتمّ تشخيص هذه الفترة أو تحديدها من خلال الطبيب المختصّ اعتمادًا على انقطاع الطمث أو الدورة الشهريَّة مدَّة 12 شهرًا متتابعًا.
– مرحلة ما بعد انقطاع الطمث: تبدأ هذه المرحلة بعد انقطاع الحيض تمامًا، وتستمرّ مدَّة عام كامل أو يمكن أن تستمرّ بقيَّة الحياة، تتحسَّن أعراض انقطاع الطمث في هذه الفترة مثل الهبَّات الساخنة وغيرها، ومع ذلك تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام، وأمراض القلب لدى بعض النساء، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في الجسم.
أعراض سنّ الأمل والتغيُّرات الهرمونيَّة المرافقة
كما تمَّت الإشارة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جسم المرأة خلال فترة سنّ الأمل وما بعدها، حيث إنَّ المبيضين يتوقفان عن إنتاج مستويات عالية من الإستروجين والبروجسترون، ويؤثِّر الإستروجين على آليَّة استخدام الجسم للكالسيوم ويحافظ على مستويات الكوليسترول السليمة في الدم، لذلك عند نقصانه، تزداد خطورة الإصابة بالهشاشة وأمراض القلب، هذا على صعيد التغيُّرات الهرمونيَّة للجسم، لكن على صعيد الأعراض الشائعة لهذه المرحلة، فسيتمُّ ذكرها على النحو الآتي:
– التعرّق الليلي أو قشعريرة مؤقَّتة.
– الهبّات الساخنة؛ حيث تشعر المرأة على نحوٍ مفاجئ بالحرارة، لكن تكون مدّتها قصيرة وقد تترافق مع احمرار أو تورّد الوجه وزيادة نسبة التعرّق، وتختلف حدّة هذه الهبّات من امرأة لأخرى.
– جفاف المهبل والذي يؤثّر على جودة العلاقة الجنسيَّة ومستويات الراحة فيها.
– التبوّل بشكل متكرّر.
– حالات من الأرق وصعوبات في النوم.
– حالات من التغيُّرات العاطفيَّة المؤقَّتة مثل؛ تقلّب المزاج وحالات من الاكتئاب الخفيف الذي لا يحتاج لعلاج دوائي.
– حالات من جفاف الجلد بالإضافة إلى جفاف العين وجفاف الفم.
– يمكن أن تحدث تغيرُّات في الرغبة الجنسيَّة مع الزوج.
– يمكن أن تحدث حالات من الصداع وصعوبات في التركيز أو هفوات مؤقَّتة في الذاكرة غالبًا ما تذهب وحدها.
– في حالات معيَّنة، يمكن أن تترافق هذه المرحلة مع زيادة في الوزن.
– حالات من تساقط الشعر أو ترقّقه.
يجدر التنويه إلى أنَّ هذه الأعراض قد تختلف حدّتها من امرأة لأخرى وفق الحالة الصحيَّة للجسم، الوزن والنظام الغذائي، الجينات والحالة الوراثيَّة، وجود أمراض مزمنة، ممارسة الرياضة وغيرها من العوامل، وقد تستمرُّ مدّة هذه الأعراض من خمس إلى عشر سنوات.
الحياة الجنسيَّة بعد سنّ الأمل
إنَّ الخرافات التي تتعلَّق بالحياة الجنسيَّة والعلاقة الحميميَّة عند المرأة بعد سنّ الأمل كثيرة، وأشهرها أنَّ الحياة الجنسيَّة تصبح فاترة أو شبه معدومة، وهذا الكلام غير صحيح إلّا في حالات قليلة، حيث يمكن أنّ يستمرَّ الاستمتاع مع الزوج حتّى بعد انقطاع الطمث، وبعد التغيُّرات الهرمونيَّة المرافقة لذلك.
هنالك نسبة من النساء تعاني بعد انقطاع الطمث من انعدام الرغبة الجنسيَّة ذي المنشأ النفسي، وذلك نتيجة تغيُّر الهرمونات والدخول في مرحلة عمريَّة جديدة لها انعكاساتها على جسدها بالمقام الأول، وعلى العلاقات الاجتماعيَّة والعاطفيَّة مع الزوج في المقام الثاني، وفيما يأتي ستتمّ الإشارة إلى بعض الأسباب، التي قد تجعل نسبة من النساء غير راغبات بممارسة الجنس مع الزوج بعد انقطاع الطمث، والدخول في سنِّ الأمل:
– جفاف المهبل والذي قد يجعل الجماع غير مريح أو مؤلم لحدٍّ ما.
– التغيُّرات الهرمونيَّة التي قد تؤثِّر سلبًا على الدافع الجنسي.
– التغيُّرات العاطفيَّة التي يمكن أن تجعل المرأة تشعر بالتوتّر الشديد، أو الانزعاج والنفور من ممارسة العلاقة الجنسيَّة مع الزوج.
– التعرّق الليلي -الذي تمّت الإشارة إليه آنفًا- والذي يؤثِّر سلبًا على جودة النوم، وبالتالي على الطاقة الجسديَّة المطلوبة لممارسة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة.
لذلك كما الحال مع أعراض انقطاع الطمث أو سنّ الأمل -في فقرة الأعراض- والتي ينبغي التوجّه لطبيب مختصّ للحديث عنها وإدارتها على نحوٍ صحيح، فهنا أيضًا يجدر أخذ أسباب قلَّة أو انعدام الرغبة الجنسيَّة عند بعض النساء بعد سنّ اليأس على محمل الجدّ، واستشارة طبيب مختصّ بالأمراض النسائيَّة بالترافق مع استشارة طبيب نفسي أو معالج جنسي، للحديث عن كيفيَّة إدارة الوضع وتحسين جودة العلاقة الجنسيَّة مع الزوج في السنوات القادمة، حيث توجد العديد من العلاجات التي يُمكن أن تساعد على إعادة الحياة الجنسيَّة إلى المسار الصحيح.
التحدُّث مع الزوج والتواصل معه حيال ما تشعر به الزوجة في هذا العمر أمر مهمّ جدًا، فالتفاهم هنا والتعبير عن جميع المشاعر يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا على مستوى العلاقة الجنسيَّة بعد ذلك، وغالبًا ما يكون ذلك إلى جانب تدخّل الطبيب النفسي أو المعالج الجنسي .
يجدر على المرأة أيضًا، الحديث عن أيَّة مشاعر قلق أو توتُّر تشعر بها حيال الرغبة الجنسيَّة والعلاقة الحميميَّة في هذه الفترة، الحديث أيضًا قد يكون مع الزوج بحضور المعالج النفسي، بالإضافة إلى عدم تجاهل أيَّة أعراض إجهاد جسدي أثناء العلاقة، وفيما يأتي مجموعة من الأمور التي يُمكن التوصية بها قبل ممارسة العلاقة الجنسيَّة مع الزوج في هذه الفترة العمريَّة، وهي على النحو الآتي:
– في حالات جفاف المهبل نتيجة انقطاع الطمث، يمكن للطبيب أن يصف بديل هرموني للأستروجين الذي يُوضع مباشرة في المهبل كحلقة أو كريم، وذلك مع العلاجات الهرمونيَّة التعويضيَّة.
– كريمات الأستروجين تزيد من الرطوبة ومستويات التزليق في المهبل، ممَّا يجعل العلاقة الجنسيَّة أسهل، وأقل إيلامًا.
– يساعد ارتداء الملابس الداخليَّة القطنيَّة وغسل الفرج بالماء في الحفاظ على الحالة الصحيَّة للمهبل.
– يمكن أيضًا استخدام مرطِّبات المهبل عوضًا عن كريمات الأستروجين أو بالإضافة له، وذلك بغرض التزليق والترطيب، ولتقليل الاحتكاك المؤلم أثناء العلاقة الجنسيَّة.