التشنج المهبلي؛ نفي المغالطات

اقرأ في هذا المقال
  • مغالطات التشنُّج المهبلي

التشنُّج المهبلي أكثر شيوعًا ممَّا تدركه معظم النساء، ولكن نادرًا ما يتمُّ الحديث عنه. دعماً للتوعية بالتشنُّج المهبلي، لا بدّ من أن نكافح بعض الخرافات غير المفيدة المحيطة بهذه الحالة، ممَّا يساعد على كسر وصمة العار المرتبطة بها، وزيادة الحديث حول طلب المساعدة والعلاج.

التشنُّج المهبلي هو حالة يتمُّ فيها شدّ عضلات المهبل بشكلٍ لا إرادي عند محاولة الإيلاج المهبلي، ممَّا يمنع حدوثه. تشمل الأعراض شعورًا بالانقباض وألمًا حارقًا في منطقة المهبل، أو وصفًا شائعًا لـ “الاصطدام بجدارٍ من الطوب”، عندما تحاول المرأة إدخال شيء ما في مهبلها مثل السدادات القطنيَّة. بالنسبة لبعض النساء  يسبِّب التشنُّج المهبلي صعوبة في الإيلاج المهبلي، بالنسبة للبعض الآخر قد يكون الإيلاج المهبلي مستحيلًا.

يمكن لقلَّة المعلومات، أو المعلومات المضلَّلة وغير الصحيحة تمامًا المتداولة حول التشنُّج المهبلي، تمتنع النساء عن طلب المساعدة. يمكن أن يكون هذا بسبب الشعور بالحرج، أو الاعتقاد بأنَّ الألم أثناء الجماع أمر طبيعي، لكنَّه في النهاية يؤثِّر سلبيًّا على علاقة الزوجين بالجنس، وكذلك على تقديرهما لذاتهما. في الواقع، التشنُّج المهبلي ليس شيئًا يدعو للخجل، والعلاج الفعَّال متاح. 

مغالطات التشنُّج المهبلي:

المغالطة الأولى : التشنُّج المهبلي مصدره أفكار عقلك.

يحدث التشنُّج المهبلي بسبب إشارات مرسلة من دماغك إلى عضلاتك المهبليَّة، ممَّا يؤدِّي  إلى شدِّها. غالبًا ما تكون هذه الاستجابة طريقة عقلك لمنع الألم، إذا توقَّعتِ أنَّ الإيلاج المهبلي سيسبِّب لك الألم، فسيؤدِّي  ذلك إلى شدِّ عضلاتك المهبليَّة كردِّ فعلٍ لا إرادي لمنع حدوث الإيلاج. لذلك في حين إنَّ التشنُّج المهبلي ينبع من عمليَّة نفسيَّة جنسيَّة، فإنَّه لا يبطل حقيقة كونها قضيَّة لا إراديَّة وحقيقيَّة فعلًا، وجسديَّة للغاية.

ليس من المنطقي فصل العقل عن الجسد عند التفكير في حالات مثل التشنُّج المهبلي، فمن الأفضل التفكير في أنَّها تعمل جنبًا إلى جنب، ومعاملتها على هذا النحو. في تجربتكِ مع التشنُّج المهبلي، فإنَّ الجمع بين معالجة الأسباب العقليَّة الكامنة وراء التشنُّج المهبلي، والعلاج الطبيعي يؤدِّي  إلى أفضل النتائج.

في عددٍ كبير من الحالات، يكون هناك خللٌ جسدي مثل غشاء البكارة السميك المصمت، أو الغشاء ثنائي الفتحتين ممَّا يؤدِّي  إلى الألم أثناء الجماع أو التشنُّج المهبلي. تؤدِّي إزالة هذا الحاجز مع حقن البوتوكس إلى إيلاجٍ مهبلي ناجح في 90٪ من الحالات.

المغالطة الثانية: الاعتداء الجنسي يسبِّب التشنُّج المهبلي.

يمكن أن يكون الاعتداء الجنسي بالتأكيد محفِّزًا للتشنُّج المهبلي، لكن هذا ليس هو السبب للعديد من النساء. إنَّ بقاء هذه المغالطة ضارّ للنساء اللواتي لم يتعرَّضن لأيِّ شكلٍ من أشكال الإساءة الجنسيَّة، لأنَّهن قد يشعرن بالإحباط، وسوء الفهم، وحتى الاستبعاد من الافتراض. هناك مغالطة ضارَّة بنفس القدر؛ وهي افتراض أنَّه يجب أن يكون هناك سبب محدَّد للتشنُّج المهبلي. ومع ذلك، في بعض الحالات، تعاني النساء سنوات من النشاط الجنسي دون مشاكل، قبل أن يتأثَّرن بالتشنُّج المهبلي.

لسوء الحظ، لا يوجد سبب محدَّد، ولكن هناك عددًا من العوامل المساهمة المحتملة، بما في ذلك الخوف أو القلق (غالبًا حول الألم الناتج، أو الحمل، أو الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا) والمحظورات الثقافيَّة أو الدينيَّة، أو الصراع الداخلي حول الجنس، أو تأثير الصورة الجسديَّة، أو أمراض نسائيَّة، أو حالات متكرِّرة من العدوى مثل؛ الفطريَّات المهبليَّة، أو الالتهاب البكتيري المهبلي.

المغالطة الثالثة: اللواتي يعانين من التشنُّج المهبلي لا يوجد لديهن رغبة جنسيَّة.

في معظم الحالات، يكون العكس هو الصحيح. ترغب العديد من الزوجات في ممارسة الجنس عن طريق الإيلاج المهبلي، لكنَّهن غير قادرات على تحقيق ذلك جسديًّا على الرغم من رغبتهن في ذلك. لا يؤثِّر التشنُّج المهبلي أيضًا على قدرة الزوجة على الإثارة أو الاستمتاع بأنواع أخرى من الاتِّصال الجنسي غير الإيلاجي. بالنسبة لبعض الأزواج فإنَّ الإيلاج المهبلي ليس ضروريًّا، ويستمرُّون في حياة كاملة وسعيدة دون الانخراط في فعل الإيلاج المهبلي.

يتمُّ التحفُّظ على هذه المغالطة من قبل المصابات اللواتي يمتنعن عن ممارسة الجنس؛ ليس لأنَّهن غير راغبات بالجنس، أو لا توجد لديهن الرغبة الجنسيَّة، ولكن لأنَّه مؤلم لهن أو يشعرن بالخجل من ردِّ فعل أجسادهن اللإراديَّة. يمكن أن يساعد تلقِّي العلاج لهذه الحالة، في تمكين تلك الزوجات اللواتي يرغبن في ممارسة الجنس،من الاستمتاع  بشكل مريح.

المغالطة الرابعة: سيزول التشنُّج المهبلي بدون علاج.

إذا كان الجنس مؤلمًا لكِ دائمًا، فمن غير المرجَّح أن يؤدِّي  الاستمرار في المحاولات الإيلاجيَّة دون تغييرات إلى تحسين الوضع. في الواقع، قد يعزِّز ارتباط الألم والجنس الإيلاجي داخل جسمك، ويؤدِّي  إلى تفاقم ليؤدِّي  إلى التشنُّج المهبلي. لا يمكنكِ أن تجبري جسدك على الاسترخاء، لذا فإنَّ مجرد “محاولة الاسترخاء” الإجباريَّة لن يكون لها تأثير.

يمنحكِ علاج التشنُّج المهبلي السيطرة على حالتك. من خلال البدء بالموسِّعات الصغيرة، وتمارين رياضيَّة لعضلات قاع الحوض. حينها يمكنك بناء ثقتك بنفسك حول تجربة الإدخال المهبلي، وعندها سوف تشعرين أنَّك مستعدَّة للمحاولة، وتصبحين أكثر راحة مع فكرة ممارسة الجنس عن طريق الإيلاج المهبلي.

المغالطة الخامسة: لا يمكن علاج التشنُّج المهبلي.

هناك شيء يجب القيام به بخصوص التشنُّج المهبلي. نحن نشجِّعكِ على اتِّخاذ خطوات نحو طلب المساعدة والعلاج للحالة:  لا يتعيَّن عليك أن تستسلمي للامتناع عن ممارسة الجنس أو للتجارب المؤلمة. يمكن لمزيج من العلاج بالكلام أن يساعد في تمكينك من معالجة العوامل العقليَّة والنفسيَّة، بالإضافة إلى  استخدام تدريب الموسِّعات، وأحيانا يمكن الاستعانة بالبوتوكس كعلاجٍ فعَّال  للتشنُّج المهبلي، لدينا معدَّل نجاح ممتاز مع هذا العلاج.

المصدر
Dr. A. Eskander (MBChB, FRCOG), gynae-centre.co.uk, 2021By Nicole Tammelleo, MA, LCSW, Mazewomenshealth, 2017
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية