الرياضة والصحة الجنسية

جميعنا يعلم أنَّ الرياضة تمنح الكثير من الفوائد الصحيَّة الجسديَّة والنفسيَّة، وما قد لا يعرفه كثيرون أنَّ الرياضة المنتظمة واللياقة البدنيَّة تؤثِّر أيضًا على الصحَّة الجنسيَّة، ولكن كيف يكون ذلك؟ الإجابة في هذا المقال. 

كيف تؤثِّر الرياضة على الصحَّة الجنسيَّة؟

سواء كان لها تأثير مباشر (مثل تمارين كيجل)، أو كانت آثارها غير مباشرة، فإنَّ التمارين الرياضيَّة المنتظمة توفِّر مجموعة من الفوائد العقليَّة والجسديَّة المعزِّزة للجنس، وفيما يأتي توضيح لبعض هذه الفوائد:

تخفيف أعراض تضخُّم البروستاتا الحميد

يشير تضخُّم البروستاتا الحميد إلى حالة شائعة تصيب الرجال، تتسبَّب غالبًا بكثرة التبوُّل أو ضعف تيَّار نزوله، وفي الحالات الشديدة، يؤدِّي تضخُّم البروستاتا الحميد إلى انخفاض الرغبة الجنسيَّة، وصعوبة الحفاظ على الانتصاب، وقلَّة الاستمتاع بالجنس، لكن غالبًا ما يشهد أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام تراجعًا في شدَّة الأعراض.

زيادة شدَّة وتكرار هزَّات الجماع

مع ممارسة الرياضة بانتظام، تصبح عضلات قاع وحوض والرجلين أقوى، وكلَّما زادت قوَّة هذه العضلات، زادت شدَّة هزَّات الجماع وتكرارها.

تقليل خطر الإصابة بضعف الانتصاب

تساعد التمارين الرياضيَّة على تقليل خطر الإصابة بضعف الانتصاب من خلال زيادة تدفُّق الدم إلى القضيب، إذ يتطلَّب الحصول على الانتصاب انتفاخ القضيب بالدم، وقد تتداخل المشكلات الصحيَّة كارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين ومشكلات القلب والأوعية الدمويَّة الأخرى مع هذه العمليَّة.

وقد أوصى مؤلِّفو مراجعة بحثيَّة نُشرت في عام 2018  في مجلَّة The Journal of Sexual Medicine بممارسة الرجال المصابون بضعف الانتصاب لـ40 دقيقة من التمارين الهوائيَّة المعتدلة إلى الشديدة الخاضعة للإشراف 4 مرَّات أسبوعيًّا كتوصية طويلة المدى، وذكر هؤلاء الباحثون أنَّ التمرين الأسبوعي لمدَّة 160 دقيقة فترة 6 أشهر، يسهم في تقليل ضعف الانتصاب الناجم عن الخمول البدني، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدمويَّة.

تحسين صورة الجسم

شعور الفرد بالرضا عن مظهر جسمه جزء مهم من الصحَّة الجنسيَّة، إذ يرتبط مدى الرضا عن صورة الجسم ارتباطًا وثيقًا بالرضا الجنسي، خاصَّةً بين النساء، وكلَّما كانت نظرة المرأة لجسمها إيجابيَّة أكثر، كان أداؤها الجنسي أفضل، بما في ذلك رغبتها الجنسيَّة، وقد يكون هذا الأمر ضروري بشكلٍ خاصّ عند حدوث تغيُّرات في الجسم خلال مرحلة منتصف العمر.

قد تكون إحدى طرق تحسين الصحَّة الجنسيَّة هي تحسين صورة الجسم من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، ومع ذلك، من المهمِّ إدراك أنَّ الهوس بممارسة الرياضة في محاولة لتحسين شكل الجسم قد يضرُّ بنفسيَّة الفرد، إذ يجب أن تمنح الرياضة شعورًا بالقوَّة والارتياح وليس العقاب.

التخفيف من أعراض سن اليأس

يؤدِّي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين خلال مرحلة انقطاع الطمث إلى ظهور أعراض قد تؤثِّر سلبًا على الصحَّة الجنسيَّة كجفاف المهبل والتعرُّق الليلي، ويمكن للتمارين الرياضيَّة التخفيف من هذه الأعراض عبر زيادة تدفُّق الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء التناسليَّة. 

الحدُّ من التوتُّر

إنَّ التفكير المستمرّ في الواجبات المنزليَّة والمهنيَّة من شأنه أن يزيد من مستوى التوتُّر عند الفرد؛ ممَّا ينعكس سلبًا على الرغبة الجنسيَّة، ويأتي دور التمارين الرياضيَّة هنا في تحفيز إنتاج مجموعة هرمونات الإندورفين التي تمنح شعورًا بالسعادة وتعمل كمسكِّن طبيعي للألم.

تحسين الصحَّة الجنسيَّة مع تقدُّم العمر

قد تساعد الرياضة في الحفاظ على الصحَّة الجنسيَّة مع تقدُّم العمر، خاصَّةً عند الرجال، وقد يكون ذلك من خلال تقليل مخاطر بعض الحالات الصحَّيَّة التي تؤثِّر على الصحَّة الجنسيَّة كالتهاب المفاصل، والاكتئاب، وأمراض القلب.

ما هي التمارين الرياضيَّة التي قد تحسِّن الصحَّة الجنسيَّة؟

فيما يأتي 3 أنواع من التمارين الرياضيَّة التي قد تحسِّن الصحَّة الجنسيَّة:

تمارين قاع الحوض

تهدف تمارين قاع الحوض إلى تقوية مجموعة من العضلات التي تدعم المثانة (عضلات قاع الحوض)، وهي العضلات التي تنقبض أثناء النشوة الجنسيَّة، وفيما يأتي توضيح لكيفيَّة تأدية بعض هذه التمارين:

تمارين كيجل

1. شدّ العضلات لإيقاف نزول البول في منتصف تدفّقه أثناء التبوُّل لبضع ثوان، ثمَّ إرخائها مرَّة أخرى.
2. تكرار ذلك عدَّة مرَّات يوميًّا.
3. بعد ذلك، يمكن شدّ العضلات لمدَّة أطول: 5 ثوانٍ أو 10 ثوانٍ أو 30 ثانية أو أكثر.

تمرين العضلات متعدِّدة الفلوح

1. الاستلقاء على البطن والوجه لأسفل والجبهة في اليدين.
2. رفع الحوض للخلف قليلًا لتوجيه عظم العصعص نحو السقف.
3. الثبات لمدَّة 5-10 ثوانٍ.
4. تكرار هذا التمرين 3 مرَّات، 10 تكرارات في كلِّ مرَّة.

التمارين الهوائيَّة

توفِّر التمارين الهوائيَّة -أو تمارين الأيروبيك- العديد من الفوائد الصحيَّة والمتمثِّلة بتحسين ضغط الدم، وتعزيز اللياقة البدنيَّة العامَّة، إضافةً إلى تعزيز الصحَّة الجنسيَّة، وتتضمَّن بعض التمارين التي يمكن تجربتها ما يأتي:

• المشي: يعدُّ المشي خيارًا مثاليًّا للبداية، خاصَّةً للأشخاص الذين لا يحتملون التدريبات الأكثر كثافة.
• السباحة: تعدُّ السباحة تمرينًا مكثَّفًا ومنخفض التأثير لأولئك الذين يعانون من آلام المفاصل أو العضلات.
• التمارين الهوائيَّة المكثَّفة: تشمل الجري، والركض، وقفز الحبل، واستخدام آلة تسلُّق السلالم.

تدريبات القوَّة والمرونة

قد يؤدِّي تحسين القوَّة العامَّة والمرونة إلى جعل بعض الوضعيَّات الجنسيَّة أسهل وأكثر راحة، ومن الرياضات التي تساعد في ذلك ما يأتي:

اليوغا والبيلاتس:

تركِّز كل من اليوغا والبيلاتس على تحسين المرونة والحركة الوظيفيَّة، ويستطيع الأزواج  استخدام بعض أوضاع اليوجا كوضعيَّات جنسيَّة.

رفع الأثقال:

يساعد رفع الأثقال على زيادة قوَّة العضلات المختلفة. 

تمارين وزن الجسم:

لا يحتاج الشخص دائمًا إلى الأثقال لتقوية عضلاته، فمن خلال تمارين وزن الجسم (مثل القرفصاء وتمارين رفع الساق وثني الركبة) يمكن تقوية القلب والجزء السفلي من الجسم وقاع الحوض، كما تستهدف تمارين الضغط وتمارين العقلة الجزء العلوي من الجسم، ممَّا قد يجعل بعض الوضعيَّات الجنسيَّة أسهل.