اضطراب الاستعراء الجنسي

اقرأ في هذا المقال
  • ما هو اضطراب الاستعراء الجنسي
  • أعراض اضطراب الاستعراء الجنسي
  • ما هو الفرق بين الاستعراء والتعرِّي ؟
  • هل إرسال الصور العارية عبر وسائل التواصل من أشكال اضطراب الاستعراء؟
  • ما هي أسباب الإصابة باضطراب الاستعراء الجنسي؟
  • هل هناك علاج دوائي لاضطراب الاستعراء؟

ما هو اضطراب الاستعراء الجنسي

يمكن تعريف هذا الاضطراب على أنَّه ميل الشخص لعرض أعضائه التناسليَّة أمام الغرباء، أو أمام أشخاص غير (الزوج/الزوجة) أو الطبيب، أو أمام أشخاص لم يطلبوا منه عرضها وغير مهتمّين بذلك، ويُعتبَر هذا الاضطراب من الانحرافات الجنسيَّة التي يُمكن ملاحظة خلل واضح في السلوك ولغة الجسد عند رؤية المريض في العيادة حتّى من المرَّة الأولى.

أعراض اضطراب الاستعراء الجنسي

لُوحِظ أنَّ غالبيَّة مرضى هذا الاضطراب ينكرون تمامًا أنَّهم يعرضون أعضاءهم التناسليَّة، ورغم أنّ هذا الفعل يجعلهم غير مستقرِّين نفسيًّا لكنّهم يخفون ذلك، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحالة تكون أقل شيوعًا عند الإناث.

وينبغي التفريق بين استعراض لاعب كرة القدم مثلًا عند إحرازه الهدف لجسده وخلع قميصه احتفالًا بذلك أمام الجمهور أو في أيَّة رياضة مشابهة وبين أصحاب هذا الاضطراب، فأصحاب هذا الاضطراب يركِّزون على عرض أعضائهم الجنسيَّة بهدف الإثارة الجنسيَّة للعابرين خصوصًا في الأماكن العامَّة.

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقليَّة بنسخته الخامسة (وهو الدليل الذي يعتمد عليه الأطبَّاء النفسيُّون في تشخيص الأمراض النفسيَّة خصوصًا في الولايات المتَّحدة) فإنَّ الأعراض أو العلامات الواجب وجودها على الشخص حتَّى يُشخَّص بهذا الاضطراب تنحصر فيما يأتي:

– أن يكون لدى الشخص تخيُّلات مثيرة جنسيًّا أو سلوكيَّات تعرِّي وعَرض أعضائه التناسليَّة بشكلٍ متكرِّر مدَّة 6 أشهر على الأقل.

مقالات ذات صلة

– أن يكون الشخص غير متقبِّل لهذه التخيُّلات والسلوكيَّات، ويحاول ردعها وإيقاف التفكير بها وممارستها، ولكن دون جدوى.

– أن تترافق هذه التخيُّلات والسلوكيَّات مع حالة ضيق وتوتُّر ملحوظين، وأن تكون مُعطِّلة لنشاطه اليومي والوظيفي (أو الأكاديمي).

ما هو الفرق بين الاستعراء والتعرِّي ؟

ينبغي التنويه إلى أنَّ هنالك فرقًا واضحًا بين اضطراب الاستعراء الجنسي والتعرِّي الإرادي، فمثلًا التعرِّي الموجود في السينما أو في الأفلام الإباحيَّة يندرج تحت التعرِّي الإرادي، ولا يتمّ تشخيص ذلك باضطراب الاستعراء الجنسي بسبب عدم وجود سلوكيَّات تعرٍّ قهريَّة غير إراديَّة أو تخيُّلات جنسيَّة مكرَّرة وغير قابلة للصدّ، كما أنَّ التعرّي هنا يكون مُرتّبًا له سواء على صعيد السينما أو الأفلام الإباحيَّة، أو حتّى في إطار العلاقة الجنسيَّة بين الزوجين، وبالتالي يكون التعرّي بناءً على طلبٍ مُسبَق سواء من المخرج أو من (الزوج/الزوجة).

هل إرسال الصور العارية عبر وسائل التواصل من أشكال اضطراب الاستعراء؟

إنَّ إرسال الصور العارية للأعضاء التناسليَّة عبر وسائل التواصل بشكل مجهول من أشكال الاستعراء الجنسي، أي أن يقوم الشخص بإرسال صورة عارية بعد قصّ صورة وجهه لكي يبقى مجهولًا أو يرسل فقط صورة لقضيبه أو مؤخّرته، فهنالك نسبة غير قليلة من الإبلاغات على وسائل التواصل من قِبَل نساء تصل لهن صور عارية أو لأعضاء جنسيَّة بشكل عشوائي من قِبل حسابات حقيقيَّة، أي أنَّها ليست من حسابات مزيَّفة أو حسابات قرصنة، ويكون هدف الصور هذه طلب موعد غرامي أو محاولة استثارة جنسيَّة، وشرط تشخيص المُرسِل بالاستعراء الجنسي هو أن يُرسِل بكثرة حتَّى لو على أوقات متقطِّعة وأن يكون المُرسَل إليه غريبًا ولا تربطهما أيَّة علاقة ودون طلب مُسبَق.

أمَّا في حالات إرسال الصور العارية لأشخاص قد تعرفهم أو إرسالها (للزوج/ للزوجة) مثلًا، فهذا لا يندرج تحت الاستعراء الجنسي، فمن الناحية الطبيَّة والتشخيصيَّة (وليس من الناحيَّة الدينيَّة والمجتمعيَّة، لأن هذا التصرّف غير مقبول على هذين الصعيدين)، فإنَّ إرسال صور عارية لأشخاص تعرفهم يمكن أن يكون بغرض المزاح. وهذا يحدث كثيرًا في مجتمعنا بين أفراد الجنس الواحد على وسائل التواصل، وأيضًا لا يندرج إرسال الصور العارية (للزوج/ للزوجة) ضمن اضطراب الاستعراء الجنسي، خصوصًا إذا كانت هناك درجة عاليّة من التفاهم والانسجام العاطفي والجنسي بينهما، بالإضافة إلى رغبة جامحة بممارسة علاقة جنسيَّة، بالرغم من أن التعبير عن الرغبة بهذه الطريقة هو تشويه للعاطفة، ويُمكِن أن يُلاحَظ ذلك في سنِّ المراهقة لدى الشباب والفتيات أو حالات ارتباط عاطفي أو خطوبة حتى في مجتمعاتنا، وكما تمَّ التنويه سابقًا فهذه السلوكيَّات لا يمكن أن تكون مقبولة أبدًا لما لها من آثار سلبيَّة وتبعات نفسيَّة من تشهير وإعادة إرسال وفضائح، لكن مع ذلك فهي لا تندرج ضمن اضطراب الاستعراء الجنسي، لأنَّها سلوكيَّات إراديَّة مع أشخاص معروفين لدى المُرسِل وليسوا غرباء.

ما هي أسباب الإصابة باضطراب الاستعراء الجنسي؟

لا توجد أسباب واضحة ومباشرة للإصابة بهذا الاضطراب حاله حال الكثير من الاضطرابات النفسيَّة الشائعة وغير الشائعة أيضًا، لكن هنالك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتماليَّة الإصابة به، وذلك على النحو الآتي:

– الانشغال الفكري الشديد بالأمور الجنسيَّة في مرحلة الطفولة.

– التعرُّض لشكل من أشكال التحرّش أو الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة.

– تعاطي المواد المخدِّرة، بالإضافة إلى تعاطي الكحول بكميَّات كبيرة جدًا لوقت طويل.

– قد يأتي اضطراب الاستعراء الجنسي مُصاحِبًا لاضطرابات نفسيَّة أخرى مثل اضطراب الشخصيَّة الانطوائيَّة، أو كما يُسمَّى أيضًا اضطراب الشخصيَّة المعادية للمجتمع والمائلة للانعزال.

– يمكن أن يترافق هذا الاضطراب أيضًا مع انحرافات جنسيَّة معيَّنة مثل الميل إلى ممارسة الجنس مع الأطفال أو التفكير بهم جنسيًّا بشكل متكرّر.

– يمكن أن يترافق هذا الاضطراب أيضًا مع الأشخاص الذين لديهم الإفراط في الممارسات الجنسيَّة وتعدُّد العلاقات الجنسيَّة.

يجدر التنويه إلى أنَّ بعض الحالات المرضيَّة التي تمَّ عِلاجها أو البدء بعلاجها بعد إحالتها من جهة أمنيَّة أو قضائيَّة كانت تعاني أيضًا من اضطرابات نفسيَّة أخرى؛ بما في ذلك الاكتئاب السريري الحادّ، ونوبات شديدة من اضطراب ثنائي القطب، واضطرابات أخرى مثل فرط النشاط مع نقص الانتباه، واضطرابات القلق العام بالترافق مع انحرافات جنسيَّة واعتداءات جنسيَّة سابقة مُسجَّلة في ملفاتهم.

هل هناك علاج دوائي لاضطراب الاستعراء؟

ليس هناك مريض استعراء جنسي يأتي للعيادة للعلاج من تلقاء نفسه إلّا ما ندر، عادةً ما يُحوَّل من جهة أمنيَّة بعد التحفّظ عليهم مدّة من الوقت بعد ورود العديد من الإبلاغات عليهم، وفي حالات أخرى يصل المرضى للعيادة من خلال إجبار أقاربهم أو أصدقائهم على العلاج، وتشمل العلاجات؛ العلاج السلوكي والمعرفي، إضافة إلى العلاجات الدوائيَّة، وذلك على النحو الآتي:

– العلاج السلوكي والمعرفي:

يُعرَّض المرضى لعدد من النماذج السلوكيَّة التي تزوّدهم بوسائل وأدوات للتحكُّم في اندفاعاتهم والحدّ منها، ويشمل ذلك النماذج السلوكيَّة التي تُصحّح أفكارهم عن العاطفة الإنسانيَّة وتدريبات الاسترخاء ومهارات التأقلم مع الحالة المرضيَّة والوعي بها، ومن ثمّ تحديد الدوافع الأساسيَّة وراء هذه الممارسات لبناء دوافع مضادَّة لتعلُّم السيطرة التامَّة على الحالة.

– العلاج الدوائي:

تشمل الأدوية في هذه الحالة مضادات الاكتئاب من فئة مثبّطات استرداد السيروتونين بسبب الآثار الجانبيَّة لها في تقليل الرغبة الجنسيَّة، إضافة إلى بعض مثبّطات الهرمونات الجنسيَّة التي يكون لها أثر مباشر في انخفاض الرغبة والدافع الجنسي، وهذا يكون إلى جانب العلاج السلوكي والمعرفي في المقام الأوّل.

المصدر
Reviewed by Psychology Today Staff- psychologytoday - 2019Reviewed by Janet Brito, Ph.D - psychcentral - 2022Reviewed by George R. Brown, MD - MSD MANUAL - 2021
اظهر المزيد

نور الدين حسن

طبيب عام ومقيم أمراض نفسيَّة وعصبيَّة وسلوكيَّة - وزارة الصحة./ كاتب محتوى علمي وطبي مع العديد من المنصات والمواقع الطبية والعلمية./ مدرب في الصحة الجنسية والإنجابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى