اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء
- ما هو اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء؟
- أشكال تحفيز المرأة جنسيًّا
- أسباب اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء
- هل يمكن معالجة اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء؟
ما هو اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء؟
يتمثَّل اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء بعدم الاستجابة للتحفيز الجنسي على المستوى الشعوري (عاطفيًّا – عقليًّا)، أو/ و على المستوى الجسدي (عدم انقباض عضلات الحوض نتيجة المداعبة أو الإيلاج – قلَّة الترطيب المهبلي رغم المداعبة الجنسيَّة من الزوج)
وللتوضيح أكثر، فإنَّ أساليب المداعبة أو التحفيز الجنسي أو ممهِّدات ومقدِّمات الجماع مثل القبلات والرقص ولمس الأعضاء التناسليَّة الأنثويَّة لا تحرز هدفها في تحفيز المرأة جنسيًّا، حتى على المستوى الذاتي، فإنّها لا تتأثّر أو لا تُثار عند رؤية مشهد رومانسي في فيلم أو مشهد إباحي أو ممارسة الاسترجاز (الاستمناء عند الإناث)، وحتى لو حدثت استجابة في حالات التعرُّض الشديد للمثيرات الجنسيَّة، فتكون هذه الاستجابة ذات وتيرة منخفضة جدًّا لدرجة أنّه من الممكن ألّا تُلاحظها الأنثى.
إنَّ تحفيز المرأة جنسيًّا يأتي على شكل استثارة عاطفيَّة وذهنيَّة بالإضافة إلى استثارة جسديَّة، ومن الإشارات التي تدلُّ على حدوث استثارات جسديَّة ما يأتي:
– الإفرازات المهبليَّة استعدادًا للإيلاج أو أثناء الإيلاج.
– انتفاخ الأنسجة المحيطة بفتحة المهبل.
– تورم خفيف للبظر وارتعاشه.
– بروز الحلمات وتضخُّم الثدي.
وهذه الاستثارات أو أشكال الاستجابة الجسديَّة، تكون معدومة أو ذات وتيرة منخفضة عند النساء اللواتي يعانين من اضطراب الإثارة الجنسيَّة.
أسباب اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء
ينتج عن إثارة جسم الأنثى جنسيًّا سلسلة من الأحداث الفيزيولوجيَّة والتي تشمل تدفُّق الدم إلى الأنسجة حول فتحة المهبل، حدوث انتفاخ في البظر ممَّا يُؤدّي إلى إنتاج الإفرازات المهبليَّة التي تقوم بترطيب المهبل استعدادًا للإيلاج، لكن للأسف في هذا الاضطراب فإنَّهُ لسبب ما لا يُنتِج العنصر المُثير جنسيًّا (كالقبلات، مداعبة الأعضاء التناسليَّة وغيرها) هذه السلسلة، أو يُنتجها، لكن بوتيرةٍ ضعيفةٍ جدًّا، لا تكاد حتى الأنثى تشعر بها، وفيما يأتي نبذة عن أهمِّ الأسباب المرتبطة بهذه الحالة:
– أسباب هرمونيَّة:
تؤثِّر التغييرات الهرمونيَّة في جسد الأنثى على الاستثارة الجنسيَّة والوظيفة الجنسيَّة، وأسباب هذه التغييرات عديدة ومنها مرحلة سنِّ الأمل، بالإضافة إلى الحمل، واستخدام موانع الحمل فترة طويلة.
– الأسباب الجسمانيَّة:
ولفظة الجسمانيَّة هنا تُشير بشكلٍ رئيس إلى الأسباب التي تؤثِّر على كفاءة كل من الجهاز القلبي الوعائي وعلاقته بضخِّ الدم إلى الأعضاء التناسليَّة بالإضافة إلى كفاءة الجهاز العصبي المُتحكِم بالمشاعر والرغبات، ومن هذه الأسباب، نقصان تدفُّق الدم إلى الأعضاء التناسليَّة كالمهبل، حالات التهاب المسالك البوليَّة والتهابات المهبل بالإضافة إلى تلف الأعصاب المحيطة بمنطقة الحوض وغيرها.
– أسباب نفسيَّة:
ومن الأمثلة على ذلك، الإشكالات العاطفيَّة كنظرة المرأة لذاتها والثقة بالنفس أمام الجنس الآخر وتدنّي أداء الشريك في التحفيز الجنسي، بالإضافة إلى اضطرابات نفسيَّة مثل اضطراب القلق العام والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى الضغط العصبي الناتج عن بيئة العمل والمنزل.
– أسباب أخرى:
وتشمل الآثار الجانبيَّة لبعض الأدوية مثل مضادَّات الاكتئاب وتحديدًا مثبِّطات امتصاص السيروتونين الانتقائيَّة، مضاعفات مرض السكَّري والذي يُؤثّر على كل من جريان الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة بما فيها الأعضاء التناسليَّة والجُملة العصبيَّة كاستجابة لأي من عناصر الإثارة الجنسيَّة، بالإضافة إلى الآثار الجانبيَّة للعلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يخضع له مرضى السرطان.
الأعراض والعلامات المرافقة لهذا الاضطراب
أعراض اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء لا تأتي بشكل مستمر، أيّ أنّها تظهر وتختفي، وتكون ذروتها في حالة البدء بالجماع المهبلي مع الزوج، أو حتّى ممارسة ممهدات العلاقة الحميميَّة كالتقبيل واللمس، وستتمّ مناقشة أبرز الأعراض على النحو الآتي:
– نقصان الاستجابة للمثيرات الجنسيَّة من الزوج أو انعدامها تمامًا، حتى لو كانت هذه المثيرات خارجيَّة كالتقبيل واللمس، أو داخليَّة كمداعبة المهبل والجنس الفموي.
– الأشياء التي كانت تُحقِّق استثارة جنسيَّة مثل الخيالات الجنسيَّة، التفكير بالزوج، القراءة عن الجنس، مشاهدة أفلام رومانسيَّة، جميع هذه الأشياء تُصبِح ذات تأثير ضعيف جدا على مستوى الاستثارة أو تكون منعدمة في أحيان كثيرة.
– فقدان الاهتمام بالجنس بشكل عام.
– حالات من التوتُّر والقلق عند التفكير بالمعاناة الناجمة عن هذا الاضطراب خصوصًا عند التعامل المباشر مع الجنس الآخر في بيئات العمل وغيرها.
– قد يترافق مع قلَّة الاستثارة الجنسيَّة أو انعدامها نوع من البرود العاطفي وتدنِّي المشاعر تجاه الزوج.
هل يمكن معالجة اضطراب الإثارة الجنسيَّة عند النساء؟
ماذا عن العلاج؟ بعد تناول لمحة كاملة عن هذا الاضطراب ومناقشة أسبابه وأعراضه، ينبغي هنا الختام بمناقشة الوسائل المتَّبعة في علاجه، وسيتمُّ تقسيم ذلك إلى قسمين، العلاج السلوكي والمعرفي، والعلاج الدوائي، وذلك على النحو الآتي:
– العلاج السلوكي والمعرفي:
يشمل هذا الجانب العديد من التفريعات، حيث إنّ المُعالج النفسي أو الطبيب النفسي يحاول أن يجتمع بشكل منفرد مع الزوجة، ومن ثمّ بشكل جماعي مع كُل من الزوجين لمحاولة اصطياد الخطوط العريضة للإشكالات العاطفيَّة بين الزوجين، وذلك بهدف تعزيز الثقة والحميميَّة وإيجاد نقاط مشتركة بينهما، ومساعدة الزوج على التركيز ذهنيًّا أثناء العلاقة الجنسيَّة وردع المُشتّتات، وإفهام الزوج الرغبات الدفينة للزوجة والسلوكيَّات الأكثر تأثيرًا في إثارتها جنسيًّا.
هذا النوع من العلاج والانفتاح في الحديث مع الطبيب قد يكون صعبًا في مجتمعاتنا، لكن يُمكن أن تلجأ الزوجة بشكل فردي إلى طبيبة نفسيَّة وتشرح لها المشكلة بالكامل، وبعد تحديد مكامن النقص العاطفي والجنسي في العلاقة ومحاولة ترميم هذا النقص، يُمكن للطبيبة أن تجلس بشكل منفصل مع الزوج أو معهما سويًّا، ويُمكن أن يكون هذا أكثر قَبولًا في مجتمعاتنا، وينبغي التذكير أنّ هذا النوع من الجلسات العلاجيَّة مفيدة جدًا، ولا يمكن غضّ الطرف عنها واللجوء للعلاج الدوائي على الفور.
تذكر الدوريات المُحكّمة علميًّا في الغرب أنَّ الانفتاح والتفاهم حول الأمور الجنسيَّة ضروري جدًا بين الأزواج، وهو مفتاح ديمومة العلاقة وإعادة تنشيطها بعد الخمول الناتج عن ضغط بيئة العمل والمشاكل الأسريَّة والماليَّة والإنجاب وغيرها، وتؤكِّد أيضًا أنّ الزوجة التي تعاني من هذا الاضطراب يُمكن أن تتشارك مع الزوج الأنشطة المحفزة جنسيًّا كمشاهدة الأفلام الرومانسيَّة. تغيير طريقة المداعبة الجنسيَّة وممهدات العلاقة الحميمة، التعرُّف على وضعيات جنسيَّة جديدة ومحاولة تجريبها، سؤال الزوجة عن أكثر ما يُمكن أن يُثيرها جنسيًّا، يعني يجب أن يكون الزوج منفتحًا وقادرًا على النقاش مع الزوجة بالأمور الجنسيَّة ولا يترك الجنس حِكرًا على السرير فقط!
– العلاج الدوائي:
في حالات الزوجة التي تعاني من اضطراب الإثارة الجنسيَّة المترافق مع حالات اكتئاب وأخذ مضادَّات اكتئاب لهذه الحالة، وخاصَّة من فئة مثبّطات استِرداد السيروتونين الانتقائيَّة.
يمكن التغيير إلى أدوية أخرى من مضادَّات الاكتئاب لا تُحدِث آثارًا جانبيَّة تؤثّر سلبًا على الرغبة الجنسيَّة، وذلك مثل دواء بوبروبيون، ويجدر التنويه إلى أنّه من الاستخدامات الأخرى لهذا الدواء هو المساعدة في الإقلاع عن التدخين.
في حالات كان السبب هرمونيًّا كانخفاض مستويات الإستروجين، فيُمكن استخدام الإستروجين الصناعي لتعويض النقص الهرموني.
غالبًا ما يأتي على شكل أقراص يتمّ وضعها في المهبل، ويُمكِن أيضًا أن يُستخدَم كحبوب عن طريق الفم وأشكال أخرى عديدة.