فيروس نقص المناعة البشريَّة (الإيدز)

فيروس نقص المناعة البشريَّة (HIV) هو فيروس يهاجم جهاز المناعة في جسم الإنسان. وإذا تُرك دون علاج؛ فإنَّهُ قد يؤدِّي إلى الإصابة بأكثر الأمراض المنقولة جنسيًّا شهرة. ألا وهو مرض الإيدز AIDS  (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، تابع القراءة لتعرف على المزيد.

ما هي أعراض فيروس نقص المناعة البشريَّة؟

 قد تختلف الأعراض من شخصٍ لآخر، وقد لا تظهر على البعض أي أعراض لفترة طويلة. وغالبًا ما تتشابه علامات وأعراض هذا الفيروس عند الرجال والنساء. لكن هناك بعض الأعراض التي ينفرد بها كل منهما:

أعراض خاصَّة بالرجال

إنَّ هذه الأعراض الخاصَّة بالرجال يمكن أن تكون كذلك مؤشِّرًا لحالات أخرى؛ لذا يجب عليك مراجعة الطبيب في حال ظهرت عليك، وهي: 

• انخفاض الرغبة الجنسيَّة: هذا العرض يدلُّ على عدم إنتاج خصيتيك ما يكفي من هرمون التستوستيرون. وهذه الحالة مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشريَّة.

• تقرُّحات القضيب: من العلامات الشائعة للفيروس وجود تقرُّحات مفتوحة مؤلمة على القضيب.

• ألم أو حرقة أثناء التبوُّل: غالبًا ما يرتبط هذا العرض بعدوى تنتقل عن طريق الاتِّصال الجنسي مثل السيلان أو الكلاميديا. وقد يشير هذا الألم إلى تورُّم البروستاتا.

أعراض خاصَّة بالنساء

تتمثَّل الأعراض الخاصَّة بالنساء بما يأتي:

• تغيُّرات في الدورة الشهريَّة: قد تلاحظين أنَّ نزيف الدورة أصبح خفيفًا أو شديدًا. أو أنَّ دورتك تغيب أحيانًا، أو قد تعانين من متلازمة ما قبل الدورة الشهريَّة.

• آلام أسفل البطن: هذه إحدى علامات عدوى الرَّحم والمبيضين وقناتي فالوب. وتعرف بمرض التهاب الحوض (PID) وقد يسبِّب هذا المرض إفرازات مهبليَّة غير عاديَّة، ودورات غير منتظمة. وألم أثناء الجماع.

• عدوى الخميرة المهبليَّة: قد تترتَّب على إصابتكِ بالفيروس معاناتكِ من عدوى الخميرة عدَّة مرات في السنة. وقد تؤدِّي هذه العدوى إلى ألم الجماع، وإفرازات مهبليَّة بيضاء سميكة، وحرقة أو ألم في المهبل.

• السرطان عنق الرَّحم: رغم أنَّهُ ليس من أعراض فيروس نقص المناعة البشريَّة، فإنَّ سرطان عنق الرَّحم يمكن أن يكون حالة محدّدة للإيدز.

كيف يؤثِّر فيروس نقص المناعة البشريَّة في جسم الإنسان؟

يصيب الفيروس نوعًا من خلايا الدم البيضاء في جهازك المناعي (تُعرف باسم خلايا CD4 أو الخلايا التائيَّة المساعدة) ويدمِّرها؛ ممَّا يؤدِّي إلى تراجع عدد خلايا الدم البيضاء؛ وبالتالي يصبح جهازك المناعي عاجزًا عن محاربة العدوى، حتى تلك التي لا تجعلك مريضًا في العادة.

في البداية، يجعلك هذا الفيروس تشعر بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، ثمَّ قد يختبئ في جسمك لوقت طويل دون التسبُّب بأعراض ملحوظة، لكن خلال ذلك الوقت تتدمَّر الخلايا التائيَّة ببطء، وعند الوصول إلى مرحلة الانخفاض الحادّ في عدد الخلايا التائيَّة البدء بالمعاناة من أمراض معيَّنة لا يصاب بها الأشخاص الذين يتمتَّعون بجهاز مناعة سليم؛ حينها يكون الفيروس تطوَّر إلى الإيدز.

يمكن أن يسبِّب مرض الإيدز أعراضًا عديدة مثل:

• تقرُّحات الفم أو الأعضاء التناسليَّة.
•  فقدان الوزن السريع.
• الحمَّى.
• التعرُّق الليلي.
• الإرهاق الشديد.

كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشريَّة؟

يمكن أن ينتقل الفيروس إليك عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب مثل الدم، وحليب الأم، والسائل المنوي، والسوائل المهبليَّة، وحليب الثدي، وسوائل المستقيم، وقد يدخل هذا الفيروس إلى جسمك من خلال الفم، أو المهبل، أو فتحة الشرج، أو القضيب، أو عبر جلدك من خلال الجروح، كما يمكن للحامل المصابة بالفيروس نقله لطفلها.

وأكثر الطرق شيوعًا لانتقال الفيروس بين المصابين وغير المصابين هي ممارسة العلاقة الجنسيَّة بدون واقِ ذكري، ومشاركة الإبر لتعاطي المخدّرات.

يجدُر بالذكر أنَّ فيروس نقص المناعة البشريَّة لا ينتشر عن طريق اللعاب؛ وبالتالي فإنَّهُ لا يمكن للعدوى أن تنتقل بالتقبيل بين الزوجين إذا كان أحدهما مصابًا، إلا في حال كان لديهما تقرُّحات مفتوحة في الفم أو نزيف في اللّثة.

ولن تنتقل العدوى أيضًا بينهما من خلال الطرق الآتية:

• الحمَّامات العامَّة أو حمَّامات السباحة.
• اللمس أو الاحتضان.
• مشاركة أدوات المائدة.
• مشاركة المناشف أو المرحاض.

كيف يمكن التعامل مع إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس؟

حتَّى الآن لا يوجد لقاح متاح لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشريَّة، وبما أنَّ الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال الفيروس هي من خلال العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة دون استخدام الواقي الذكري أو أي حاجز آخر؛ فإنَّه لا يمكن تجنُّب هذا الخطر تمامًا إذا أصيب أحد الزوجين بالفيروس، إلا بتجنُّب ممارسة الجنس نهائيًّا، ولكن يمكن الحدّ منه بشكل كبير عبر اتِّخاذ بعض الاحتياطات، مثل:

• خضوعكما كزوجين للفحص، إذا شكَّ أحدكما بإصابته.
• خضوعكما لفحص الأمراض الأخرى المنقولة جنسيًّا، وإذا كانت نتيجة فحص أحدكما إيجابيَّة، فيجب أن يتعالج؛ فالإصابة بعدوى منقولة جنسيًّا تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة.
• الحرص على استخدام الواقي الذكري بالطريقة الصحيحة في كل مرَّة تمارسان فيها العلاقة الجنسيَّة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ السوائل قبل المنويَّة (التي تخرج قبل القذف عند الذكور) يمكن أن تحتوي على فيروس نقص المناعة البشريَّة.
• تناول الأدوية حسب توجيهات الطبيب إذا كان أحدكما مصاب بالفيروس، فهذا يقلِّل من خطر نقل الفيروس إلى الطرف الآخر.

ما هي الفحوصات اللازمة للكشف عن فيروس نقص المناعة البشريَّة؟

هناك ثلاثة فحوصات للكشف، فيما يأتي توضيح لها: 

فحص المستضد / الأجسام المضادَّة

تبحث فحوصات المستضد عن وجود علامات على سطح فيروس نقص المناعة البشريَّة تسمَّى p24، في حين تبحث فحوصات الأجسام المضادَّة عن المواد الكيميائيَّة التي يصنعها الجسم عند التفاعل مع تلك العلامات، أمَّا فحوصات مستضد/ الأجسام المضادَّة لفيروس نقص المناعة البشريَّة فتبحث عن كليهما.

لإجراء هذا الفحص، يأخذ الطبيب عيِّنة صغيرة من الدم من ذراعك بإبرة، ثم تُرسل هذه العيَّنة إلى المختبر لتُفحص بحثًا عن p24 والأجسام المضادَّة له. 

فحوصات الأجسام المضادَّة

تبحث هذه الفحوصات عن الأجسام المضادَّة لفيروس نقص المناعة البشريَّة في دمك أو لعابك، وتُجرى بسحب الدم من ذراعك أو بوخز إصبعك، أو بتدليك عصا بلثتك لجمع اللعاب.

فحوصات الحمض النووي (NATs)

تبحث هذه الفحوصات عن فيروس نقص المناعة البشريَّة في الدم، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة دم صغيرة من ذراعك بإبرة، ثم تُرسل إلى المختبر لتفحص.

إذا كان الفحص إيجابيًّا، فمن المرجَّح أن يوصي الطبيب بفحوصات أخرى لتقييم صحّتك، وقد تشمل هذه الفحوصات:

• فحص تعداد الدم الكامل (CBC).
• فحص التهاب الكبد الفيروسي.
• الأشعة السينيَّة الصدر.
• فحص لطاخة عنق الرَّحم.
• فحص السلّ.

هل فيروس نقص المناعة البشريَّة قابل للشفاء؟

حتَّى الآن لا يوجد علاج نهائي لعدوى فيروس نقص المناعة البشريَّة، لكن يمكن السيطرة عليه بالأدوية، والتي تُعرف باسم العلاج المضادّ للفيروسات القهقريَّة (ART)، إذ يجعل هذا العلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشريَّة حالة مزمنة يمكن التحكُّم فيها، كما أنَّهُ يقلِّل من خطر انتشار الفيروس إلى الآخرين.

يعيش معظم المصابين بالفيروس حياة طويلة وصحيَّة إذا تلقُّوا مضادَّات الفيروسات القهقريَّة في أسرع وقت ممكن واستمرُّوا عليها.

كيف يتطوَّر المرض في حال عدم علاجه؟

لا يمكن لفيروس نقص المناعة البشريَّة أن يختفي من تلقاء نفسه، وحتَّى بعد مرور سنوات عديدة بدون ظهور أعراض بعد الإصابة الأوليَّة، يستمرُّ الفيروس بإلحاق الضرر بجهاز المناعة حتى لو لم يشعر المصاب بالمرض.

بدون علاج، يضعف فيروس نقص المناعة البشريَّة جهاز المناعة، حتَّى يصبح عاجزًا عن محاربة الأمراض الخطيرة الأخرى.