تأثير التَّدخين على حياتك الجنسيَّة وصحَّتك الإنجابيَّة

اقرأ في هذا المقال
  • كيف يؤثر التدخين على الصحة الجنسية عند الرجال؟
  • كيف يؤثر التدخين على الصحة الجنسية عند النساء؟
  • هل تتحسن الصحة الجنسية بعد الإقلاع عن التدخين؟
  • كيف يؤثر التدخين على جنينكِ وأنت حاملًا؟

لا يختلف اثنان على أنَّ التَّدخين مضرٌّ بصحّتنا، وللأسف لا يقتصر ضرره على أمراض الرئة والقلب المعروفة فقط، بل يمكن أن يكون له تأثير سلبي خطير على حياتك الجنسيَّة، وبالتالي علاقتك الزوجيَّة، وحتى لو لم يكن ذلك كافيًا لإقناعك بضرورة الإقلاع عن التَّدخين، فإنَّك ستغيِّر رأيك بالتأكيد بعد قراءة هذا المقال.

كيف يؤثِّر التَّدخين على الصحَّة الجنسيَّة عند الرجال؟

كلما زاد عدد السجائر التي تدخِّنها؛ زادت فرصة تعرُّض صحَّتك الجنسيَّة للخطر، ومن أبرز هذه المخاطر:

تراجع الرغبة الجنسيَّة

إذا كنت مدخِّنًا، فإنَّك قد تعاني من تراجع رغبتك بممارسة العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة (الدافع الجنسي) أكثر من أولئك غير المدخنين، وهذا ما أثبتته دراسة حديثة نُشرت في مجلَّة (BJU International) عام 2022.

ضعف الانتصاب

بما أنَّ ضرر التَّدخين يلحق بكل جزء من جسمك تقريبًا، فقد تتضرَّر بطانة الأوعية الدمويَّة وتؤثِّر على طريقة عملها؛ وكنتيجة لذلك، قد تتلف الأوعية الدمويَّة في القضيب، ممَّا يسبِّب ضعف الانتصاب، فعمليَّة الانتصاب تحدث عند توسُّع الشرايين الموجودة في القضيب وامتلائها بالدم بعد تلقِّي إشارات من الأعصاب في القضيب، وحتَّى لو كان جهازك العصبي يعمل جيِّدًا، فقد لا يكون الانتصاب ممكنًا إذا كانت الأوعية الدمويَّة غير سليمة بسبب التَّدخين.

انخفاض عدد الحيوانات المنويَّة

أن تكون مدخِّنًا يعني أن تكون معرَّضًا لخطر انخفاض عدد حيواناتك المنويَّة، وهذا بدوره يمكن أن يقلِّل من خصوبتك، ويزيد من خطر حدوث التشوُّهات الخلقيَّة عند الأجنَّة و الإجهاض المتكرر.

انخفاض القدرة على التحمُّل

من المحتمل أن ينعكس التأثير السلبي للتَّدخين على صحّتك العامَّة على حياتك الجنسيَّة أيضًا، فقد تؤثِّر أمراض القلب والأوعية الدمويَّة وأمراض التنفُّس وغيرها من المشكلات الصحيَّة المترتِّبة على التَّدخين سلبًا على قدرتك البدنيَّة، بما في ذلك القوَّة البدنيَّة اللازمة للجماع، وقد لا تتمكَّن من ممارسة العلاقة الجنسيَّة في أي وقت، كما قد تحتاج إلى تجربة وضعيَّات أقل تحدّيًا.

كيف يؤثِّر التَّدخين على الصحَّة الجنسيَّة عند النِّساء؟

كما هو الحال مع الرجال، فإنَّ التَّدخين يشكِّل خطرًا كبيرًا على صحتكِ الجنسيَّة وقدرتكِ على الإنجاب، وقد تتمثَّل مخاطره بما يأتي:

تأثير التدخين على الهرمونات الجنسيَّة: التستسرون والأستروجين والبرجسترون

يعمل التَّدخين على خفض مستويات هرمون الاستروجين وزيادة مستويات هرمون التستوستيرون، ممَّا يجعله مضادًّا للاستروجين ومحفِّزًا للأندروجين. أظهرت الدراسات أنَّ النِّساء المدخِّنات يعانين من ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون في الدم بالمقارنة بالنساء اللاتي لا يدخِّن، وكذلك يعانين من انخفاض في مستويات البروجسترون والإستروجين في الدم والسائل الجريبي، وهو السائل المحيط بالبويضة النامية والمهمّ لنمو البويضة.

أظهرت الدراسات أنَّ النساء يواجهن صعوبة في الإقلاع عن التَّدخين أكثر من الرجال، حيث تشير الأبحاث إلى أنَّ النيكوتين يعيق إنتاج هرمون الاستروجين في أدمغة النساء، وهو ما قد يفسِّر سبب صعوبة الإقلاع عنه.

قلَّة الإثارة

كما ذكرنا آنفًا أنَّ التَّدخين يضرُّ بالأوعية الدمويَّة، وقد يسبِّب أيضًا زيادة سماكة هذه الأوعية بمرور الوقت، ممَّا يجعل من الصعب على الدم أن يتدفَّق بشكل كافٍ في الجسم، وعندما لا يصل لأعضائك التناسليَّة قدر كافٍ من الدم؛ فإنَّكِ لن تشعرين بالاستثارة كما هو مطلوب، وقد تجدين صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسيَّة.

انقطاع الطمث المبكّر

إذا كنتِ مدخِّنة، فقد تصلين إلى سن اليأس قبل عامين مقارنةً بالسيدات غير المدخِّنات، علاوةً على ذلك، قد تعانين أيضًا من أعراض سنِّ اليأس أكثر شدة، ويُعزى ذلك إلى تسبُّب التدخين بانخفاض مستويات هرمون الاستروجين لديكِ، إذ يمكن أن يسبِّب انخفاض هذا الهرمون أعراض مزعجة كالتقلُّبات المزاجيَّة، وجفاف المهبل، والإرهاق.

صعوبة الإنجاب

أحد التأثيرات الخطيرة للتَّدخين على حياتكِ الجنسيَّة هو صعوبة الحمل، كما أنَّه يجعلكِ أكثر عرضةَ للعقم.

هل تتحسَّن الصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة بعد الإقلاع عن التَّدخين ؟

الإجابة هي: نعم؛ فمستويات أول أكسيد الكربون في الدم تعود غالبًا إلى طبيعتها بعد أيَّام قليلة من التوقُّف عن التَّدخين، والإقلاع عن التدخين يحسِّن الصحَّة الجنسيَّة للذكور، فالدورة الدمويَّة ووظيفة الرئة تتحسَّن في غضون 3 أشهر من الإقلاع عن التَّدخين، وقد يسهم تحسُّن الدورة الدمويَّة في تحسين الانتصاب.

ويجدر بالذكر أنَّ الإقلاع عن التَّدخين يحسِّن فرص الإنجاب (عند الرجال والنساء)، ويساعد على التمتُّع بعلاقة زوجيَّة جنسيَّة دون ألم.

وكسيِّدة مدخِّنة تخطِّط للإنجاب، يعدُّ الإقلاع عن التَّدخين أحد أهم الإجراءات التي يمكنكِ اتِّخاذها من أجل حمل صحِّي وطفل سليم، والأفضل أن يكون ذلك قبل محاولة الحمل، ومع ذلك، فإنَّ الإقلاع عن التَّدخين في أي وقت أثناء الحمل يمكن أن يفيد صحّتكِ وصحّة طفلكِ، وتتمثَّل فائدته بما يأتي:

  • الإقلاع عن التَّدخين قبل الحمل أو في بدايته: يقلِّل من خطر إنجاب طفل بحجم ووزن أصغر من الطبيعي.
  • الإقلاع عن التَّدخين أثناء الحمل: يقِّلل من خطر ولادة طفل بوزن منخفض.
  • الإقلاع عن التَّدخين في وقت مبكر من الحمل: يزيل الآثار الضارَّة للتَّدخين على نموّ الجنين.
  • الإقلاع عن التَّدخين قبل الحمل أو في بدايته: قد يقلِّل من خطر الولادة المبكِّرة.

كيف يؤثِّر التَّدخين على جنينكِ وأنت حامل؟

الحمل مرحلة حسَّاسة، وتتطلَّب منك أن الاعتناء بصحّتك جيِّدًا، وأن تكوني حذرة بشأن كل ما تتعرَّضين له حتى تتمتَّعي بحمل صحّي، وسواء كنتِ مدخِّنة أو تتعرَّضين للتَّدخين السلبي أثناء الحمل، فإنَّكِ ستعرِّضين طفلكِ للمخاطر الآتية:

  • الولادة المبكِّرة، والتي تعدُّ سببًا رئيسًا للوفاة والعجز والمرض بين الأطفال حديثي الولادة.
  • انخفاض الوزن عند الولادة، خاصَّةً إذا كنتِ تتعرَّضين للتَّدخين السلبي أثناء الحمل، ويجدر بالذكر أنَّ الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض للغاية لا يتمتَّعون بصحَّة جيِّدة.
  • يكون طفلك معرَّضًا لخطر الوفاة بسبب متلازمة موت الرضَّع المفاجئ (SIDS) ثلاث مرَّات أكثر مقارنةً بالأطفال الذين لا يولدون لأمَّهات مدخِّنات ولا يتعرَّضون للتَّدخين السلبي بعد الولادة.
  • إذا كنتِ تدخّنين أثناء الحمل أو تعرِّضين طفلكِ للتَّدخين السلبي بعد الولادة، ستكون رئته أضعف مقارنةً بالأطفال الآخرين، ممَّا يزيد من خطر إصابته بالعديد من المشكلات الصحيَّة.
  • يمكن أن يتسبَّب التَّدخين أثناء الحمل بتلف أنسجة الجنين، خاصَّةً في الرئة والدماغ.
  • قد يحول أول أكسيد الكربون الموجود في السجائر دون حصول جنينكِ على كميَّة كافية من الأوكسجين. 
  • إذا استمرَّت الأم في التَّدخين بعد ولادة الطفل، فقد يعاني الطفل من نزلات البرد، والسعال، والتهابات الأذن الوسطى، حيث إنَّ الأطفال يمتلكون رئتين صغيرتين، والدخان الناتج عن السجائر يجعل التنفُّس أكثر صعوبة لهم، ممَّا يؤدِّي إلى إصابة الطفل بالتهاب الشعب الهوائيَّة والالتهاب الرئوي.

بعض النصائح للإقلاع عن التَّدخين:

  1. إبقاء اليدين والفم مشغولين (مثل: مضغ العلكة).
  2. تغيير العادات اليوميَّة: فمثلا بعد الوجبة، استبدل التَّدخين بالمشي أو قراءة كتابك المفضَّل، وعند القراءة أو مشاهدة التلفاز، استبدل التَّدخين بشرب اللَّبن أو تناول وجبة خفيفة صغيرة.
  3. الاتِّصال بشخص داعم عند الشعور بالرغبة في التَّدخين.
  4. تجنُّب الجلوس في أماكن التَّدخين، أو مع أشخاص مدخنين.
  5. اسأل مقدم الرعاية الصحيَّة: فقد يساعدك مقدِّم الرعاية الصحيَّة في العثور على برنامج الإقلاع أو مساعدات الإقلاع.

المصدر
سي دي سي، 2020.استعرض طبيًا من قبل الدكتورة سارة جارفيس- بقلم أندريا داوني، بيشنت، 2021.استعرض طبيًا من قبل الدكتور دانيال موريل- بقلم جيمس رولاند، هيلثلاين، 2018.استعرض طبيًا من قبل الدكتورة ألانا بيغرز- بقلم بليندا ويبر، ميدكال نيوز توداي، 2022.BJU International، 2022.
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى