الإصابات الجنسيَّة: مشكلات شائعة قد تحوِّل المتعة إلى ألم

في الوضع الطبيعي، من المفترض أن يكون الجنس أمرًا ممتعًا للزوجين، لكن بعض الحركات أو السلوكيَّات الخاطئة قد تسبِّب شيئًا من الألم، أو إصابات فعليَّة في بعض الأحيان. لكن ما هي أشهر الإصابات الجنسيَّة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟ وما الخطوات التي يجب على الزوجين اتِّخاذها للحدّ قدر المستطاع من حدوث هذه الإصابات؟ تابع القراءة لتجد إجابات هذه الأسئلة.

ما هي أشهر الإصابات الجنسيَّة؟

هناك العديد من الإصابات المرتبطة بممارسة الجنس، فيما يأتي توضيح لبعضٍ منها:

تمزُّقات في المهبل أو فتحة الشرج

قد تحدث تمزُّقات في المهبل أو فتحة الشرج نتيجةً لممارسة الجنس بعنف أو بسبب إدخال جسم غريب، قد تكون هذه التمزُّقات مؤلمة وقد تنزف، في مثل هذه الحالة، يتوجَّب عليكِ مراجعة الطبيب ليصف لك كريمًا مسكِّنًا للألم، ومن جهتكِ تجنَّبي إدخال أي شيء داخل المهبل أو فتحة الشرج حتى تشفى المنطقة، واستخدمي مواد التشحيم عند ممارسة الجنس لتجنُّب الإصابات الجنسيَّة في المستقبل.

ردود الفعل التحسُّسيَّة

قد تعانين من طفح جلدي وحكَّة أو الحرقان بعد ممارسة الجنس بسبب إصابتكِ بحساسيَّة تجاه مواد التشحيم، أو مبيدات الحيوانات المنويَّة، أو الواقي الذكري، أو السائل المنوي أو البروتين الموجود في شيء تناوله زوجكِ ووصل إلى سائله المنوي، تبدأ أعراض ردّ الفعل التحسُّسي عادةً بعد حوالي 10 إلى 30 دقيقة من التلامس، وقد تستمرّ من ساعات إلى أيَّام.

عدوى المسالك البوليَّة (Urinary Tract Infection (UTI))

تعيش البكتيريا عادة خارج المهبل، لكن أثناء ممارسة الجنس، يمكن للقضيب أو الإصبع إدخالها إلى مجرى البول وإلى المسالك البوليَّة، ممَّا يؤدِّي إلى إصابتها بالعدوى، وقد يترتَّب على ذلك شعوركِ بالحرقان عند التبوُّل ووجود دم في البول، ولتجنُّب هذه العدوى، احرصي على التبوُّل مباشرةً بعد ممارسة الجنس لطرد أي بكتيريا. 

حرقة الأعضاء التناسليَّة

قد يحدث حرقان في المهبل أو القضيب أثناء ممارسة الجنس، ويُعزى ذلك إلى أسباب عديدة، بما في ذلك الإصابة أو العدوى أو نقص التشحيم. لا يشكِّل حرقان الأعضاء التناسليَّة مصدرًا للقلق إذا كان يحدث من حين لآخر، ولكن إذا كان متكرِّرًا، فإنَّه يلزم استشارة الطبيب.

كسر القضيب 

يمكن أن تتعرَّض لكسر في قضيبك إذا ثنيته كثيرًا أو ضربته بقوَّة على حوض زوجتك، وبما أنَّ قضيبك لا يحتوي على عظام، فإنَّ كسره يعني تمزُّق إحدى الأسطوانتين الموجودتين بالداخل والتي تمتلئ بالدم أثناء الانتصاب، وتتمثَّل علامات كسر القضيب بصدور صوت فرقعة وتورُّم وألم شديد، وتتطلَّب هذه الحالة مساعدة طبيَّة على الفور.

حروق السجَّاد

أثناء ممارسة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة، قد يتعرَّض أحدكما إلى احتكاك بسطح خشن -مثل السجادة أو الأرضيَّة- ممَّا يؤدِّي إلى إصابته بخدوش وحروق على ظهره وأردافه وساقيه تُعرف باسم حروق السجاد، قد تكون هذه الحروق مؤلمة للغاية، ولكنَّها غالبًا ليست خطيرة، وسوف تشفى من تلقاء نفسها في غضون أيَّام قليلة، لكن يمكن تجنُّب هذه الأمور بوضع بطانيَّة فوق السجَّاد أو الأرض كعازل.

الأجسام الغريبة العالقة

إذا كنتما تستخدمان الألعاب الجنسيَّة، مثل الهزَّازات أو الأدوات المنزليَّة مثل فرشاة الأسنان الكهربائيَّة أثناء العلاقة الجنسيَّة، فقد تكونا معرّضين إلى أن تعلق هذه الأشياء في الجسم، وفي مثل هذه الحالات، يكون من الضروري مراجعة الطوارئ لإزالتها.

النوبة القلبيَّة

في الواقع، لا يشكِّل الجنس أي خطر على قلبك طالما أنَّه سليم، فإذا كنت تستطيع المشي أو الركض دون مشكلة، فهذا يعني أنك تكون بصحَّة جيِّدة كافية لممارسة الجنس، لكن في بعض الحالات النادرة يعاني البعض من أعراض النوبة القلبيَّة أثناء ممارسة الجنس مثل ألم في الصدر، أو ضيق التنفُّس، أو عدم انتظام ضربات القلب.

العدوى المنقولة جنسيًّا (STI)

يمكنكما نقل البكتيريا والفيروسات والجراثيم الأخرى إلى بعضكما البعض أثناء الاتصال الجنسي، والواقي الذكري هو أفضل وسيلة لتجنُّب هذه المشكلة.

اكتئاب ما بعد الجنس

على عكس المتوقَّع، يعاني بعض الأشخاص من الاكتئاب والقلق بعد ممارسة الجنس بدلًا من المتعة، تُعرف هذه الحالة باسم “اكتئاب ما بعد ممارسة الجنس” أو “اضطراب ما بعد الجماع”، ويحدث حتى لو كانت العلاقة جيِّدة وكان الزوجان يكنّان مشاعر الحبّ لبعضهما، وقد يشعر الشخص المصاب بهذه الحالة بالغضب بعد الجماع وقد يهاجم الطرف الآخر. 

إجهاد العضلات

قد يحدث إجهاد العضلات عند القيام بأي نشاط ينطوي على نفس الحركة مرارًا وتكرارًا، وقد يؤدِّي التواء جسمك بشدَّة أثناء الجماع إلى شدِّ عضلات بطنك أو ظهرك، وخلال هزَّة الجماع، تشدّ عضلات فخذيك بشكل طبيعي، وقد تشعر بألم بعد ذلك يجب أن يختفي خلال يوم أو يومين، وإذا لم يحدث ذلك، فقد تكون لديك إصابة حقيقيَّة تحتاج إلى مراجعة الطبيب.

إصابة في الظهر

قد يؤدِّي التحرُّك السريع أو رفع زوجتك  أثناء العلاقة إلى إصابة ظهرك، لذلك. احرص على تأديتها ببطء، وإسناد زوجتك على السرير أو أي سطح بدلًا من رفعها بالكامل. وإذا كنت تعاني بالفعل من آلام في الظهر ويؤلمك الانحناء، فتجنَّب وضعيَّة الملعقة.

متلازمة ما بعد النشوة الجنسيَّة

هناك حالة نادرة من الأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أو الحساسيَّة يصاب بها البعض بعد وصولهم إلى النشوة الجنسيَّة. يمكن أن تبدأ بالحمّى وانسداد الأنف والعطس والصداع وحكَّة العين في غضون ثوانٍ. أو حتى بضع ساعات، بعد ممارسة العلاقة الجنسيَّة، وقد تستمرّ لبضعة أيام. سبب هذه الحالة غير معروف حتى الآن. ولكنَّها أكثر شيوعًا عند الرجال، فإذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، فقد يصف لك الطبيب أدوية تساعدك.

للزوجين…. نصائح عامَّة للتعامل مع الإصابات الجنسيَّة

إذا شعر أحدكما بألم أو إصابة معيَّنة أثناء العلاقة الحميمة أو بعدها، فإنَّنا ننصحه بما يلي:

• تقييم الإصابة: توقَّف عن ممارسة الجنس بمجرَّد أن تشعر بالألم، لكن لا داعي للذعر، بل حاول معرفة سبب هذا الشعور.
• الإسعافات الأوّليَّة: في حال إصابتك بجروح أو كدمات خارجيَّة صغيرة، فاستخدم كمَّادات الثلج للتخفيف من التورُّم أو النزيف.
• مراجعة الطبيب فورًا: إذا كانت الإصابات شديدة مثل وجود كسر في القضيب أو نزيف حادّ أو ألم مستمرّ أو شديد للغاية؛ فاذهب إلى المستشفى فورًا.
• مسكِّنات الألم المتاحة دون وصفة طبيَّة: يمكن تناول مسكِّنات الألم في حالة الإصابات الطفيفة. ولكن إذا كان لديك أي شكوك حول حالتك، فاحرص على زيارة الطبيب.
• التشحيم: قد تحدث بعض الإصابات مثل التمزُّق بسبب جفاف المهبل الشديد. لذلك تأكَّدي من أنّ مهبلك مشحَّم جيّدًا قبل الإيلاج. واطلبي من زوجكِ أن يتحرَّك بشكل أبطأ أثناء ذلك لتجنُّب هذه الإصابات.
• التواصل: لا شكّ أنَّ التواصل هو المفتاح في كل علاقة زوجيَّة ناجحة. وهذا يعني أن يعبّر كل منكما للآخر عن أي ألم أو مشكلة أو احتياج لديه مرتبط بالعلاقة الجنسيَّة الحميمة.