العناية الشخصيَّة وارتباطها بالعلاقة الزوجيَّة
- أهمّيَّة العناية الشخصيَّة
- نظافة الزوجين الشخصيَّة أساس العلاقة الزوجيَّة السعيدة
- كيف يمكن للزوجين الاعتناء بنفسيهما قبل الجماع؟
- كيف يؤثِّر إهمال النظافة الشخصيَّة على العلاقة الزوجيَّة؟
- هل الغسول المهبلي يحمي من الالتهابات؟
“منذ إعلان خِطبَتي وأنا دائمة البحث عن كل ما يزيد علاقتي بزوجي المستقبلي استقرارًا وراحة، ومن ثمَّ وجدت أنَّ العناية الشخصيَّة لكلٍّ منَّا تُعدُّ من أهمِّ أعمدة العلاقة الزوجيَّة السعيدة”.
قالت إحدى المقبلات على الزواج تلك الكلمات النابعة من معرفتها بأهمّيَّة العناية الشخصيَّة وما تلعبه من دورٍ مهمّ في بناء علاقة زوجيَّة مستقرَّة وآمنة من الناحية الصحيَّة؛ فما هي أهمّ النقاط الضروريَّة في هذا الصدد؟ وكيف تؤثِّر في جودة العلاقة الزوجيَّة؟ .. هذا ما نتناوله تفصيلًا في هذا المقال.
أهمّيَّة العناية الشخصيَّة
تعني العناية الشخصيَّة ببساطة شديدة كل ما تعلّمناه في صغرنا عن الطرق المختلفة للعناية بالجسم، بداية من غسل الأيدي قبل الأكل وبعده، وصولًا إلى طرق تنظيف المناطق الحسَّاسة والعناية بها ولا سيما للزوجين.
ولا تقتصر أهمّيَّة النظافة الشخصيَّة على كونها الوسيلة الوحيدة للتخلُّص ممَّا قد يؤذينا من ميكروبات وجراثيم إذا أهملنا هذا الأمر، بل إنَّ الصورة أوسع من ذلك إذ تشمل:
- الوقاية من الأمراض عن طريق غسل اليدين بانتظام، وتنظيف الجسم، والاهتمام بالصحَّة الفمويَّة والعناية بالشعر والأظافر.
- بناء الثقة بالنفس؛ فعندما يكون الواحد منَّا نظيفًا ومرتّبًا باستمرار، لا شكّ سيشعر بالراحة والثقة في تفاعلاته مع الآخرين.
- الحفاظ على الصحَّة العامَّة؛ فعلى سبيل المثال، غسل اليدين بانتظام يقلِّل من انتقال الجراثيم والعدوى، والعناية بالأسنان واستخدام الخيط الطبِّي لتنظيفها يساعد في الوقاية من التسوُّس والتهاب اللثة، كما يمكن للحفاظ على نظافة الجسم والشعر والأظافر أن يقلِّل من احتماليَّة إصابة الجلد بالتهيُّج أو انتشار أنواع العدوى.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعيَّة، وتأتي العلاقة الزوجيَّة في مقدّمة هذه العلاقات، ذلك إن لم تكن هي الأهمّ على الإطلاق.
- تعدُّ أحد العوامل الرئيسة لتحقيق الراحة النفسيَّة والشعور بالاسترخاء.
العناية الشخصيَّة للزوجين أساس العلاقة الزوجيَّة السعيدة
قد يظنُّ البعض أنَّ الأمر بسيط وبديهي ولا يحتاج إلى كتابة موضوعٍ كاملٍ عنه، لكن هذا الاعتقاد أسفر عن تكاسل الكثيرين من الأزواج والزوجات عن الالتزام ببعض تفاصيل النظافة الشخصيَّة المهمَّة دون أن يعي مدى تأثيرها على الحياة الزوجيَّة بمرور الوقت، ومن ثمَّ أصبحنا نجد الدعاوى القضائيَّة تُرفع لطلب الانفصال جرَّاء إهمال أحد الزوجين عنايته بنفسه وتأذِّي الطرف الآخر.
وتشمل أهمّ النقاط الضروريَّة لتحقيق النظافة الشخصيَّة بصفة عامَّة ما يلي:
- غسل اليدين، رغم كونها نقطة غاية في البساطة ولا تتطلَّب أي مجهود، إلا إنَّ البعض قد يُهملها، فقد يأتي الزوج من عمله ليجلس مباشرةً على سفرة الطعام دون أن يفكِّر في غسل يديه وتنظيفها ممَّا تحمله من جراثيم أو رائحة كريهة أو شحم -كلٌّ حسب طبيعة عمله- فتنفر منه الزوجة.
أو تستقبل الزوجة زوجها بعد وقوفها لساعات طويلة تعدُّ له ما يشتهي من الطعام، لكنَّها تغفل عن غسل يديها من آثار البصل والثوم وما إلى ذلك من دواعي تحضير الطعام، ممَّا قد يدفعه إلى النفور منها أيضًا.
وبدورنا نؤكِّد على ضرورة غسل اليدين لمدَّة 20 ثانية على الأقل قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام المرحاض، وعند العطس أو السعال، وبعد التعامل مع الحيوانات الأليفة أو لمس أي شيء ملوَّث تجنُّبًا لانتقال العدوى.
- الاستحمام اليومي للحفاظ على نظافة الجسم ورائحته العطرة الجذَّابة، مع استخدام مزيلات العرق المناسبة على بشرة نظيفة.
- العناية بالشعر عن طريق غسله بانتظام بالشامبو المناسب والاهتمام بتصفيفه، وهي نقطة مهمَّة لا تقتصر على الزوجات فقط، بل ينبغي للأزواج أيضًا أن يولوا الاهتمام الكافي لشعرهم، إذ إنَّ الزوجة تسعد بحُسن مظهر الزوج كما يسعد بتزيُّنها له.
- تقليم الأظافر بصفة دوريَّة لمنع تراكم بقايا الطعام، ومن ثمَّ الروائح الكريهة بها.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرَّتين يوميًّا على الأقل، واستخدام الخيط الطبِّي لإزالة بقايا الطعام العالقة بينها، مع إجراء زيارة كل فترة لطبيب الأسنان؛ للحفاظ على صحَّة الفم وإزالة أي روائح كريهة لا شك ستتسبَّب في نفور الزوجين من بعضهما، علاوةً على الشعور بالاشمئزاز في أثناء العلاقة الحميمة.
- العناية بالقدمين وترطيبهما، والاهتمام بارتداء جوارب عالية الجودة، حتى لا تتسبَّب في أي روائح كريهة عند دخول المنزل.
كيف يمكن للزوجين الاعتناء بنفسيهما قبل الجماع؟
تُعدُّ النظافة الشخصيَّة أهمّ ما يمكن أن يهتمَّ به كلا الزوجين قبل الجماع، ليتمتَّعا بعلاقة حميمة لا يعكِّر صفوها شيء، وذلك عن طريق تطبيق الخطوات التالية:
- الاستحمام قبل الجماع مباشرةً للتخلُّص من رائحة العرق أو أي روائح تتعلَّق بالمطبخ -بالنسبة للزوجة- قد تؤذي الزوج في أثناء العلاقة الحميمة.
- ترطيب الجسم بالمرطبات المناسبة (اللوشن – Lotion) ذات الرائحة الجذَّابة لإضفاء النعومة والنضارة على الجسم.
- يفضَّل أن تستخدم الزوجة العطر الذي يحبّه زوجها والعكس صحيح؛ وذلك لأنَّ للعطور تأثير السحر في الاستمتاع بالعلاقة الحميمة إذ تسمح للحظات الجميلة أن تعلق في الذاكرة مدى الحياة.
- من الضروري الذهاب إلى المرحاض مرَّة أخيرة، ثمَّ التأكُّد من تنظيف المنطقة الحسَّاسة وتنشيفها جيدًا، دون استعمال الصابون أو الغسول دون استشارة الطبيب.
- ينبغي للزوجين إزالة شعر المنطقة الحسَّاسة وذلك بعد أن يختار كل منهما الطريقة المناسبة له في التخلُّص من الشعر.
ونؤكِّد على الزوجة ضرورة التخلُّص من الشعر الزائد لكامل الجسم بالطريقة التي تُفضِّلها، كما نؤكِّد على الزوج ضرورة إزالة شعر الإبطين – قد يبدو الأمر بديهيًّا- لكن البعض قد يعتبره من مظاهر الرجولة ويمتنع عن إزالته، ومن ثمَّ تتأذَّى الزوجة، وقد تتحرَّج في التعبير عن ذلك.
- التأكُّد من تقليم الأظافر قبل الإقدام على العلاقة الحميمة؛ حتَّى لا تتسبَّب الأظافر الطويلة في الخدوش أو الجروح التي لا شكّ ستزعج الطرف المُتأذِّي.
- تفريش الأسنان ثمّ مضمضة الفم بغسول طبِّي مناسب للتخلُّص تمامًا من أي رائحة كريهة.
- الحرص على استعمال مرطِّب الشفاه قبل الجماع لإضفاء نكهة ورائحة محبَّبة.
- تجنُّب تناول الأطعمة التي ينتج عنها رائحة كريهة ومنفرة، مثل:
- البصل.
- الثوم.
والحرص على تناول تلك التي تجعل رائحة الأعضاء التناسليَّة مقبولة، ومنها:
- التفَّاح.
- الليمون.
- التوت البرّي.
- الأناناس.
كيف يؤثِّر إهمال النظافة الشخصيَّة على العلاقة الزوجيَّة؟
إنَّ تأثير إهمال أحد الزوجين أو كليهما للنظافة الشخصيَّة لا يقتصر على زيادة فرصة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا، ولا يتوقَّف عند تعكير صفو العلاقة الحميمة فقط؛ بل يمكنه أن يهدِّد استقرار الحياة الزوجيَّة بالكامل بمرور الوقت وقد ينتهي الأمر بالطلاق، وما أكثر التجارب في هذا الصدد.
يقول أحد المتخصّصين إنَّ أكثر ما يهدِّد استقرار الحياة الزوجيَّة هو رائحة الفم الكريهة، والتهابات اللثة عند الزوج أو الزوجة على حدٍّ سواء، ولو علم أحدهما مقدار الفزع والنفور الذي يشعر به الآخر إثر الروائح الكريهة لعذره؛ إذ تتسبَّب في النفور من تبادل الحديث فكيف يكون الحال عند المداعبة أو اللقاء؟
هل الغسول المهبلي يحمي من الالتهابات؟
كان هذا السؤال هو آخر ما طرحته فتاتنا المذكورة سلفًا؛ إذ أشارت عليها صديقاتها بضرورة استعمال الغسول المهبلي خصوصًا إذا كان الزوج متزوِّجًا من أخرى؛ لكن ينبغي لها أن تعرف أنَّ النصيحة في هذا الصدد غير دقيقة وذلك لعدَّة نقاط، من أهمِّها:
- المهبل يُنظِّف نفسه بنفسه عن طريق الإفرازات الطبيعيَّة.
- قد تختلف ردَّة فعل الجسم بين سيِّدةٍ وأخرى تجاه الغسول، فقد تلاحظ بعضهن تهيُّج الجلد واحمراره والتهاب المنطقة؛ لذا لا يُنصح باستعماله دون مراجعة الطبيب.
- يؤدِّي الإفراط في استخدام الغسول المهبلي (الدشّ المهبلي) إلى:
- اختلال توازن البكتيريا النافعة به ممَّا يحوله إلى بيئة مناسبة لنموّ البكتيريا والفطريَّات، ومن ثم زيادة فرصة الإصابة بالتهابات الحوض.
- اختلال اتزان البيئة الحمضيَّة في المهبل (PH).
- تهيُّج أو جفاف المهبل.
أمَّا إذا كان الزوج متزوِّجًا من أخرى، ولاحظ ظهور الالتهابات عند زوجاته، فعليه أن يُعالج نفسه أولا عند متخصِّص، ثمَّ علاج زوجاته والتوقُّف عن الجماع حتى يتعافوا جميعًا.