كيف تؤثِّر مضاعفات الولادة على العلاقة الحميمة 

اقرأ في هذا المقال
  • ما هو الوقت المناسب لأوَّل جماعٍ بعد الولادة؟
  • مضاعفات الولادة الطبيعيَّة وتأثيرها على العلاقة الحميمة
  • التهابات المهبل
  • السلس البولي - urine incontinence
  • الغازات المهبليَّة وتأثيرها على العلاقة الحميمة
  • هل تُسبِّب الولادة الطبيعيَّة اتِّساع فتحة المهبل؟
  • مميِّزات الولادة الطبيعيَّة

تحكي إحدى الأُمَّهات الجُدد إنَّها قد وضعت طفلها الأول منذ بضعة أشهر بعد ولادةٍ طبيعيَّة، لكن القصَّة لم تنتهِ عند ذلك، إذ لاحظت خلال هذه المدَّة بعض المضاعفات التي أثَّرت على العلاقة الحميمة مع زوجها، علاوةً على الآثار النفسيَّة التي تعاني منها من توتُّر وقلق واضطراب ثقتها بنفسها، فما هي مضاعفات ما بعد الولادَة؟ وكيف تؤثِّر الولادة على العلاقة الزوجيَّة؟ هذا ما نجيب عنه تفصيلًا في مقالنا.

ما هو الوقت المناسب لأوَّل جماعٍ بعد الولادة؟

يمكن للزوجين ممارسة العلاقة الحميمة بعد مرور نحو ستَّة أسابيع على الولادة الطبيعيَّة حتى يتعافى المهبل من التورُّم والالتهابات الناجمة عن الولادة، لكن المدَّة قد تطول قليلًا في حالة الولادة القيصريَّة حتَّى يبدأ جُرح الولادة في الالتئام، ومن ثمَّ تتعافى الزوجة من العمليَّة، وتتمكَّن من تحمُّل الجماع.

مضاعفات الولادة الطبيعيَّة وتأثيرها على العلاقة الحميمة 

يتسبَّب الحمل في حدوث تغيُّرات كثيرة بالجسم، والجدير بالذكر أنَّ تلك التغيُّرات لا تنتهي بانتهاء الحمل والولادة، بل إنَّ الأخيرةَ لها تبعاتها التي قد تؤثِّر بصورة أو بأخرى على جودة العلاقة الحميمة بين الزوجين، ومن أبرز مضاعفات الولادة الطبيعيَّة:

التهابات المهبل 

يمكن أن تُصاب الزوجة بالتهابات المهبل إثر تمزُّق المنطقة المعروفة باسم العجان (perineum) تلقائيًّا في أثناء الولادة أو اضطرار الطبيب إلى شقِّها جراحيًّا ليسهل خروج رأس المولود دون أن يتأذَّى، ثم يُغلقه عن طريق الخياطة بالغرز الطبيَّة أو يُترك ليلتئم تلقائيًّا بمرور الوقت – حسب الحالة- لكنَّهُ يسبِّب ألمًا يستمرّ لعدَّة أسابيع، ومن ثمَّ سيُعيق إتمام العلاقة الحميمة طيلة هذه الفترة.

السلس البولي – urine incontinence 

تشير الدراسات إلى أنَّ نحو أكثر من 40% من السيِّدات الحوامل عُرضة للإصابة بسلس البول خاصَّةً في الثلث الأخير من الحمل، وذلك جرَّاء تمدُّد عضلات قاع الحوض لتسع حجم الجنين الذي يتطوَّر سريعًا في هذه الفترة مسبِّبًا ضغطًا شديدًا على المثانة، ثمَّ تزيد الولادة الطبيعيَّة الأمر سوءًا، إذ يمكن أن تتضرَّر الأعصاب المغذِّية للمثانة في أثناء الولادة.

ويُقسم المتخصِّصون سلس البول إلى ثلاثة أنواع، هي:

  • سلس البول الإجهادي (stress incontinence)

وفيه يخرج البول من المثانة عند تعرُّضها لضغط أو إجهاد، مثلما يحدث عند العطس أو السعال أو الضحك فيتسرَّب البول لا إراديًّا.

  • سلس البول الإلحاحي (urge incontinence)

وهو ما يحدث بعد رغبة قويَّة في التبوُّل، لكن يتسرَّب البول قبل أن يصل المريض إلى المرحاض.

  • سلس البول المختلط (mixed incontinence) 

يُشخَّص به من يعاني من كلا النوعين السابقين معًا.

ولا شكَّ أنَّ مشكلة سلس البول قد تحوِّل حياة الزوجة إلى دوَّامة من التوتُّر والحرج، خاصَّةً وقت الجماع، إذ تتعرَّض لعدَّة تحدّيات نفسيَّة، ومنها:

  • قد لا يتفهَّم الزوج المشكلة بصورة صحيحة، ومن ثمَّ لا يستطيع مساعدة زوجته في تجاوزها، وقد ينفر منها ممَّا يزيد الأمر تعقيدًا إلى أن ينفصلا عاطفيًّا بمرور الوقت.

لذا من المهمّ أن يتعاون الزوجان في مواجهة تلك المشكلة حتى يتجاوزانها معًا، وبدورنا نقدِّم بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع تأثيرها السلبي على العلاقة الزوجيَّة:

  • استشارة الطبيب المختصّ لتقييم المشكلة وتوجيهكِ إلى العلاج المناسب، وقد تشمل خطَّة العلاج تمارين لتقوية عضلات قاع الحوض أو العلاج السلوكي المعرفي أو الدوائي، إذ تطلب الأمر.
  • حاولي تعلُّم المزيد باستمرار حول تقنيات التحكُّم في التبوُّل وتقوية عضلات الحوض مثل عمل تمارين (كيجل – kegel).
  • احرصي على تفريغ المثانة مع تجنُّب شرب السوائل -خصوصًا الكافيين– قبل الجماع مباشرةً لتقليل فرص تسرُّب البول ومن ثمَّ إتمام العلاقة بثقة ودون إحراج.
  • ينبغي للزوج أن يُدرك أنَّ مشكلة سلس البول قد تستغرق بعض الوقت حتى تتحسَّن، لذا يجب أن يظلَّ دعمه وتفهّمه موصولان.

والأهمّ هو أن يدرك الزوجان أنَّ سلس البول بعد الولادة مشكلة شائعة وقابلة للعلاج ببعض التعاون والتفهُّم المتبادل يمكنهما تخطِّي هذه المشكلة والحفاظ على العلاقة الزوجيَّة قويَّة وصحيَّة. 

الغازات المهبليَّة وتأثيرها على العلاقة الحميمة 

قد تعتقد الكثيرات أنَّ خروج الغازات أمرٌ طبيعي مرتبط بحركة الجهاز الهضمي فقط، لكن ماذا إن لاحظت الزوجة أنَّ خروج الغازات من المهبل، هل يُعدُّ ذلك طبيعيًّا؟ 

تُعرف الغازات المهبليَّة أيضًا ببرد الرحم وبالإنجليزيَّة باسم (vaginal gases – vaginal flatulence)، ويُقصد بها احتباس الهواء داخل المهبل لتغادره مرَّة أخرى مع أوَّل فرصة للخروج مسبِّبةً صوتًا يشبه صوت خروج الريح من المستقيم، وقد يكون ذلك حدثًا عابرًا، ولكن إذا تحوَّلت إلى حالة مزمنة فقد يكون مؤشِّرًا لوجود مشكلة صحيَّة تتطلَّب العلاج.

وترجع مشكلة الغازات المهبليَّة بعد الولادة إلى عدَّة أسباب؛ لكن لعلَّ أهمّها هو ما يتعرَّض له المهبل من تغييرات كبيرة في أواخر الحمل وفي أثناء المخاض والولادة من تمدُّد وضعف في عضلات قاع الحوض يسمح بدخول الهواء إليه ثم يخرج لا إراديًّا بعد ذلك، مسبِّبًا صوتًا مُحرجًا خصوصًا، وممَّا يسبِّب الغازات المهبليَّة أيضًا: 

  • يسبِّب الجماع في حدِّ ذاته خروج غازات من المهبل، وهو أحد أكثر الأسباب شيوعًا؛ إذ تؤدِّي حركة القضيب داخل المهبل عند الإيلاج إلى دخول الهواء ليخرج مع خروج القضيب أو عند بلوغ الزوجة نشوتها إثر توتُّر عضلات المنطقة التناسليَّة.
  • الإصابة بالناسور المهبلي؛ ويعني وجود قناة غير طبيعيَّة بين المهبل وأيٍ من الأنسجة المحيطة به سواء نسيج الجهاز البولي أو الهضمي بسبب عدم توافر الرعاية الطبيَّة اللازمة للتخفيف من آلام المخاض أو التأخُّر في التدخُّل لتوليد السيدة قيصريًّا.
  • انحباس الهواء داخل المهبل جراء استخدام السدادات القطنيَّة المعروفة باسم التامبون (Tampon) كبديل للفوط الصحيَّة مسبِّبةً الغازات المهبليَّة.
  • ممارسة تمارين التمدُّد، مثل اليوجا التي تعتمد على منطقة الحوض؛ إذ يمكنها أن تسبِّب فتح المهبل وارتخاء عضلاته، ممَّا يسمح بدخول بعض فقاعات الهواء الذي يخرج مرَّة أخرى عند تغيير وضعيَّة الجلوس أو الاستلقاء.

هل هناك أعراض أخرى لغازات المهبل؟

قد يصاحب مشكلة غازات المهبل عددًا من الأعراض إضافةً إلى خروج الهواء بناءً على السبب، ومن أهمّها:

  • اختلاط البول بالبراز في حالة كانت الإصابة بالناسور المهبلي هي السبب وراء خروج الغازات المهبليَّة.

نصائح لتجاوز مشكلة الغازات المهبليَّة 

إذا كنتِ تعانين من الغازات المهبليَّة جراء الولادة فإنَّنا نعرف تمامًا ما لهذه المشكلة من تأثير سلبي على علاقتكِ بزوجكِ ومدى شعورك بالراحة والثقة بالنفس؛ لكن أولاً وقبل كل شيء من المهمّ أن تعلمي إنَّها مشكلة شائعة -مثلما وضَّحنا سلفًا- لكن لا شك إنَّها تسبِّب بعض الانزعاج خلال العلاقة الحميمة، لذلك نودّ مشاركة بعض النصائح التي قد تساعدكِ وزوجكِ للتعامل مع هذه المشكلة دون أن تتوتَّر علاقتكما، وهي:

  • التحدُّث بصراحة وبشكل مفتوح مع الزوج حول هذه المشكلة، وتذكَّري إنَّها إحدى مضاعفات الولادة، وليست ممَّا يقدح في شخصكِ أو درجة اعتنائك بنفسك.
  • تجربة بعض وسائل المساعدة للحدّ من حدوث الغازات المهبليَّة خلال العلاقة الحميمة، مثل وضع الوسائد تحت الفخذين لتعديل وضعيَّة الجسم ومن ثمَّ تقليل احتماليَّة خروج الهواء.
  • يمكنكِ تنشيط الحواس الأخرى للزوج خلال العلاقة الحميمة فينتبه إلى ما هو أهمّ من مشكلة غازات المهبل؛ فاهتمامك بالتفاصيل الحسيَّة الأخرى قد يساعد في تقليل التوتُّر وزيادة المتعة الجنسيَّة.
  • ينصح المتخصِّصون بممارسة بعض التمارين الرياضيَّة التي تقوي عضلات الحوض مثل تمارين كيجل فتساعدكِ على التخلُّص من مشكلة الغازات وتحول بينكِ وبين الإصابة بسلس البول في الوقت ذاته.
  • تجنَّبي الوضعيَّات التي تتضمَّن الانحناء الشديد في أثناء العلاقة الحميمة.
  • الاستعانة بالطبيب المختصّ لعلاج مسبِّبات الغازات المهبليَّة -إن وجدِت- مثل إغلاق القناة جراحيًّا في حالات الناسور المهبلي.

هل تُسبِّب الولادة الطبيعيَّة اتِّساع فتحة المهبل؟

لعلّ التخوُّف من اتِّساع فتحة المهبل هو أكثر ما يقلق المقبلات على الولادة الطبيعيَّة؛ إذ يعتقدن أنَّ خروج رأس الطفل طبيعيًّا عبر فتحة المهبل سيسبِّب اتِّساعها ممَّا يؤثِّر سلبًا على استمتاع الزوج بالعلاقة الحميمة؛ لكن أكَّد المتخصِّصون أنَّ على هذا الاتِّساع أن يقلَّ تدريجيًّا مع ممارسة بعض التمارين الرياضيَّة بانتظام.

مميِّزات الولادة الطبيعيَّة

إنَّ وجود بعض المضاعفات المصاحبة للولادة الطبيعيَّة لا يعني خلوّها ممَّا يفيد صحَّة الأم والطفل، ومن أهمّ فوائدها:

  • مرور الجنين خلال مسار الولادة الطبيعي يضغط على رئتيه فيخرج ما بهما من سوائل ويدخل الهواء ليبدأ في التنفُّس.
  • تحفِّز الولادة الطبيعيَّة جسم الجنين لإنتاج بعض المواد اللازمة لاكتمال نموّ الرئتين.
  • تشير كثيرٌ من الدراسات إلى أنَّ اختلاط الجنين بالميكروبات النافعة الموجودة على جدار المهبل خلال الولادة يلعب دورًا في تعزيز مناعته.
  • تقلُّ احتماليَّة تعرُّض الأم للنزيف في الولادة الطبيعيَّة.
  • ممارسة الحياة بصورة طبيعيَّة تمامًا فور العودة للمنزل باستثناء الجماع (أي إنَّها تمتاز بقصر فترة التعافي).

في النهاية ، خُلق جسم المرأة بطبيعة فسيولوجيَّة مخصَّصة تسمح له بتحمُّل الحمل والولادة؛ لذا من المهمّ أن نؤكِّد على أنَّ نسبة التعرُّض لمضاعفات الولادة الطبيعيَّة محدودة، حتى وإن حدثت الإصابة فإنَّ درجة تأثيرها على الحياة الزوجيَّة فيما بعد متفاوتٌ بين حالةٍ وأخرى؛ ممَّا يعني أنَّه لا ينبغي تفضيل الولادة القيصريَّة على الطبيعيَّة إلا بعد استشارة الطبيب.

المصدر
Mayo Clinic medical professionals, dec.6.2022Medically reviewed by Judith Marcin, M.D. — By Susan York Morris — Updated on August 24, 2020 - healthline. Medically reviewed by Carolyn Kay, M.D. — By Hana Ames on January 18, 2022- medical news today.What You Can Do About Postpartum Incontinence By Chaunie Brusie, RN, BSN Updated on October 23, 2021 Medically reviewed by Alyssa Dweck, MD - very well familyVaginal Gas Medically reviewed by Stacy Sampson, D.O. — By Diana Wells — Updated on April 25, 2017 - healthlineBy Kaitlin Sullivan Medically Reviewed by John Paul McHugh, MD of American College of Lifestyle Medicine Reviewed: March 6, 2023
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية