الوَرمُ اللّقُميّ: الأسبابُ والأعراضُ وسُبل العِلاج
- ما هو الورم اللقمي؟
- ما مُحفِّزات الإصابة بالورم اللقمي؟
- بأي هيئة تظهر أعراض الورم اللقمي؟
- ما المناطق الأكثر عُرضةً لظهور الأعراض؟
- كيف يُمكننا تشخيص الإصابة؟
- ما مُضاعفات الورم اللُقميّ؟
- ما أفضل علاج للورم اللقمي أثناء الحمل؟
- ما سُبُل علاج الورم اللقمي؟
- كيف يمكننا الوقاية من الورم اللقمي؟
في ظِل شُيوع الممارسات الجنسيَّة غير الآمنة، تزايدت خلال الآونة الأخيرة فرص انتشار العديد من الأمراض التناسليَّة، ومن بينها مرض الورم اللقمي أو الورم اللقيمي، وكلاهما من بين الأوصاف العديدة التي يشتهر بها مرض الزُهري الثانوي، وفي هذا الملف نُقدِّم لكم إجابات طبِّيَّة دقيقة حول ماهيَّة مرض الورم اللُّقيمي، وما أسبابهُ وأعراضُه وسُبلُ عِلاجه؟ وكيف يُمكننا الوقاية منه؟
ما هو الوَرمُ اللّقُميّ؟
ويُعدُّ فيروس الورم الحليمي البشري من أكثر الأمراض الجنسيَّة انتشارًا، حيث إنَّها تضمُّ ما يزيد على 100 سلالة تقريبًا، منها ما يزيد على 40 سلالة من المتعارف عليه أنَّها تُؤثِّر بشكلٍ كبير على المنطقة التناسليَّة. (1)
ما مُحفِّزات الإصابة بالوَرمُ اللّقُميّ؟
كما أسلفنا، فإنَّ أسباب الإصابة بالورم اللقمي تعود في الأساس إلى عدوى الفيروس الحليمي البشري؛ على الرغم من ذلك توجد العديد من المُحفِّزات التي من شأنها أن تُزيد من احتماليَّة الإصابة، وعلى رأسها نُورد لكم: (1)
- المرحلة العُمريَّة: تُشير الدراسات إلى أنَّ مُعدَّلات الإصابة بالورم اللقيمي تتزايد لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 عامًا إلى 39 عامًا دونًا عن غيرهم، حيثُ يُصبحون أكثر عُرضةً للإصابة.
- فيروس نقص المناعة البشريَّة: يعاني مرضى الإيدز من ازدياد مخاطر الإصابة بشتّى أنواع العدوى لديهم دونًا عن غيرهم، ومن بينها عدوى الورم اللُقيمي.
- العلاقات الجنسيَّة غير الآمنة: تزداد مخاطر الإصابة بالورم اللقيمي في حالة تعدُّد العلاقات الجنسيَّة خارج إطار الزواج، وهي على رأس مُحفِّزات الإصابة.
- التاريخ المرضي: وُجد بأنَّ تاريخ الإصابة بالأمراض الجنسيَّة والتناسليَّة السابقة، وتحديدًا مرضيْ الزُهري والسيلان من شأنهما أن يزيدا من مخاطر الإصابة بالورم اللُقيمي.
بأي هيئة تظهر أعراض الوَرمُ اللّقُميّ؟
تُشير الدراسات إلى أنَّ العدوى الفيروسيَّة قد تستمرّ لفترةٍ تتراوح ما بين عدّة أشهر وحتَّى عدَّة سنوات دون ظهور أي أعراضٍ واضحة (2)، ومع ذلك توجد العديد من العلامات التي من شـأنها أن تُمثِّل دلالةً على الإصابة بالورم اللُقمي، وعلى رأسها: (2)
- ظهور بروزات جلديَّة متباينة الأحجام والأشكال.
- الشعور بالحكَّة الشديدة والآلام الجلديَّة الحارقة.
- ظهور أورام ورديَّة حُبيبيَّة تظهر على سطح الأعضاء التناسليَّة.
ما المناطق الأكثر عُرضةً لظهور الأعراض؟
تظهر أعراض عدوى الورم اللُقيمي في العديد من المناطق بالجسم، لكن غالبًا ما يتركّز ظُهورها في القضيب والفرج والمهبل وعنق الرحم والعجّان ومنطقة الشرج، وقد تظهر بعض الثآليل غير الشائعة في البلعوم والحنجرة والقصبة الهوائيَّة.
كيف يُمكننا تشخيص الإصابة؟
عند ذهابك إلى زيارة الطبيب، غالبًا ما سيعتمد على عدد من الاختبارات التشخيصيَّة للتأكُّد من إصابتك بالورم اللُّقمي، وتشمل: (2)
أوّلًا – الفحوصات المخبريَّة:
عادةً ما يقوم الطبيب باللجوء إلى الفحوصات المخبريَّة للكشف عن كافة الأمراض المنتقِّلة جنسيًّا، وتتمثَّل أهمّ الفحوصات المخبريَّة في:
- اختبار مسحة عُنق الرحم.
- اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR).
ثانيًا: اختبار حمض الخلّيك:
يعتمد هذا الاختبار على قيام المريض بتغطية العضو التناسلي بواسطة شاش منوع بحمض الخليك بتركيز 5% لمدَّة دقائق تقريبًا، ومع الفحص باستخدام المنظار الطبّي، يمكن للطبيب بسهولة مُلاحظة ظهور الزوائد الجلديَّة أو الثآليل بلونٍ أبيضٍ واضح على سطح الجلد.
ثالثًا: الفحوصات الأخرى:
توجد العديد من الفحوصات المتقدِّمة التي من شأنها أن تكون دلالةً أكثر دقَّةً على الإصابة بالورم اللقيمي، ومن أبرزها:
- المِنظار: والذي يُستخدم بشكلٍ شائع لفحص ثآليل عُنق الرحم.
- الخُزعة: عادةً ما يتمّ اللجوء إليها في حالة وجود ثآليل جلديَّة مقاومة للعلاج.
ما مُضاعفات الورم اللُقميّ؟
تشمل أهمّ المُضاعفات المُحتملة ما يلي: (1)
- التأثيرات النفسيَّة: والتي تتمثَّل في إصابة المرضى بالقلق والاكتئاب والشعور الدائم بالذنب والخوف من فقدان الخصوبة والحياة الزوجيَّة السليمة.
- الإصابة بالسرطان: في بعض الأحيان، قد تُمثِّل الثآليل التناسليَّة المُتمثِّلة في الورم اللقمي خطرًا واضحًا للإصابة بالسرطان، والأورام الخبيثة، ومن أشهرها ورم بوشكه لوفينشتاين ( بالإنجليزيَّة: Buschke-löwenstein tumor ).
- تصبُّغات الجلد: عادةً ما يُلاحظ ظهور التصبُّغات الجلديَّة على المناطق المُصابة، والتي قد تستغرق وقتًا أطول للعلاج، حتى بعد شفاء الأورام.
ما أفضل علاج للورم اللقمي أثناء الحمل؟
تُشير الأبحاث العلميَّة إلى أنَّ عدوى الوَرمُ اللّقُميّ لدى السيِّدات الحوامل عادةً ما تنمو بصورةٍ مُتسارعة، ويُرجِّح المُختصُّون بأنَّ السبب وراء ذلك يعود إلى التغيُّرات الهرمونيَّة التي تُصيب السيدات في هذه المرحلة، إلى جانب زيادة الإفرازات المهبليَّة، وضعف عمل الجهاز المناعي. (3)
وقد حقَّقت العلاجات باستخدام الليزر والعلاج بالتبريد فعاليَّة عالية مع درجةٍ أمانٍ مُرتفعة بالنسبة للسيِّدات الحوامل والمُرضعات، دونًا عن غيرها من أنواع العلاجات الأخرى، وتُشير الدراسة ذاتها إلى حاجة هذا الموضوع إلى المزيد من الدراسات البحثيَّة المتعمِّقة للوصول إلى أفضل علاجات الورم اللُقيمي أثناء الحمل. (3)
ما سُبُل علاج الورم اللقمي؟
توجد العديد من علاجات الوَرمُ اللّقُميّ، ويحدّدها الطبيب بناءً على مساحة انتشار الورم، وأماكن انتشاره، وتفضيلات المريض وحالته الصحيَّة، (3) ويُقسم المُختصُّون أنواع العلاجات المُستخدمة في علاج الورم اللُقيميّ إلى 3 أنواعٍ من العلاجات، وهي: (4)
أولًا – المُستحضرات الموضعيَّة، وتشمل:
- محلول بودوفيلوكس بتركيز 0.5% (5% Podofilox Solution).
- كريم فلورويوراسيل بتركيز 0.5% (fluorouracil cream %5).
- كريم ايميكويمود (Imiquimod).
ثانيًا – المسارات الجراحيَّة، وتشمل:
- تقنية الكيّ البارد.
- تقنية الكيّ بالحرارة.
- تقنية الليزر.
ثالثًا – العلاجات البيولوجيَّة، وتشمل العلاج باستخدام مضادّات الفيروسات، حيث يلجأ الأطبَّاء إلى حقن الإنترفيرون (بالإنجليزيَّة: Interferon)، والتي تعمل على مهاجمة الفيروسات المسؤولة عن العدوى، لكنَّها تظلّ من العلاجات غير المُفضَّلة في كثيرٍ من الأحيان، نظرًا لتكلفتها الباهظة، وعدم ثبات قدرتها على منع عودة الإصابة بعدوى الورم اللُقيمي مُجدَّدًا.
كيف يمكننا الوقاية من الورم اللقمي؟
تورد الدراسات عددًا من النصائح التي يمكن تطبيقها من أجل الوقاية من الإصابة بالوَرمُ اللّقُميّ، مع التنويه إلى أنَّه لا توجد وسيلةٌ وقائيَّة ناجعة بنسبة 100%، بينما توجد بعض السبل التي من شأنها رفع معدَّلات الأمان، ومن أبرزها: (2)
- اللقاحات: تنصح الدراسات الطبيَّة بالحصول على لقاح الفيروس الحليمي البشري؛ إذ من شأنه التقليل من فُرص الإصابة بالورم اللُقمي.
- الابتعاد عن العلاقات الجنسيَّة المتعدِّدة: إذ إنّها السبب الأساسي وراء هذه الحالة، لذا تقلُّ احتماليَّة الإصابة بين الأشخاص المُنحصرة علاقاتهم الجنسيَّة ضمن إطار الزواج.