مفهُوم الكيمياء الجِنسيَّة: تعريفُها وعلاماتُها

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي الكيمياءُ الجنسيَّة؟
  • كيف تحدثُ الكيمياءُ الجنسيَّة من منظورٍ علمي؟
  • ما مُحرِّكات الكيمياء الجنسيَّة بين الأزواج؟
  • ما مُحرِّكات الكيمياء الجنسيَّة بين الأزواج؟
  • ما أهميَّة الكيمياء الجنسيَّة بين الأزواج؟
  • ما فوائد الكيمياء الجنسيَّة بين الأزواج؟
  • هل للكيمياء الجنسيَّة أضرار على الجسم؟

عند الحديث عن الانجذاب بين الأشخاص، نجد أنَّهُ يمرّ بمراحل وأشكال متعدِّدة، بعضها يتعلَّق بالجانب الجنسي في حياتنا، وهو ما يُطلق عليه علميًّا مصطلح “الكيمياء الجِنسيَّة”، حيث ينجذب البعض منّا للآخر فطريًّا بناءً على سمات جنسيَّة معيَّنة يمتلكها الطرف الآخر أو الزوج.

وفي هذا الملف نتناول معكم أبرز المعلومات المتعلِّقة بهذا الموضوع، ونُجيب على كافة الأسئلة التي قد تشغل أذهانكم حول موضوع الكيمياء الجنسيَّة، ما هي وما دلالاتها وما أهمّيّتها بين الأزواج؟

للمزيد اقرأ: خريطة الجسد الجنسيَّة.

ما هي الكيمياء الجنسيَّة؟

يقع الكثيرون منَّا في الحيرة عند سماع مُصطلح الكيمياء الجِنسيَّة (بالإنجليزيَّة: Sexual chemistry) ، وتُعرَّف الكيمياء الجنسيَّة بأنَّها حالةٌ شعوريَّة معيَّنة يشعر بها أحد الأطراف أو كلاهما عند الانجذاب لشخصٍ آخر، وتتمثَّل علاماتها في العديد من الأعراض المختلفة، مثل تعرُّق راحتي اليدين، وزيادة نبضات القلب، وضيق التنفُّس، والشعور بالانجذاب السريع والشديد نحو الطرف الآخر نتيجة اندفاع هرمون الأدرينالين. (1) (2)

كيف تحدثُ الكيمياء الجِنسيَة من منظورٍ علمي؟

تُعزى الكيمياء الجنسيَّة في الأساس إلى مفهوم الرغبة في الإشباع الجنسي، وتنطلق الإشارات الأولى لهذه الرغبة من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، والتي تُحفِّز الغدد الصمَّاء على إنتاج هرمونات التستوستيرون (بالإنجليزيَّة: Testosterone) والاستروجين (بالإنجليزيَّة: Estrogen)، وهما المُحرِّكان الأساسيَّان للرغبة الجنسيَّة في حياة الأزواج. (2)

وفي حالة الانجذاب لشخصٍ ما وحدوث الكيمياء الجِنسيَّة بينهما تعمل أدمغتنا على إفراز مستوياتٍ مرتفعة من الدوبامين (بالإنجليزيَّة: Dopamine) والنورابينفرين (بالإنجليزيَّة: Norepinephrine) ، وهو الأمر الذي يُعطينا شعورًا بالبهجة والراحة والسعادة وعدم القدرة على النوم. (2)

ما مُحرِّكات الكيمياء الجِنسيَّة بين الأزواج؟

نحن لا نقع في الانجذاب للآخرين من تلقاء أنفسنا؛ وإنَّما توجد العديد من المُحرِّكات التي من شأنها أن تُساعدنا في الوصول لهذا الشعور، ومنها: (1)

  1. العوامل البيولوجيَّة: والتي تتمثَّل في المظهر والعوامل الهرمونيَّة.
  2. العوامل المُجتمعيَّة: وتتمثَّل غالبًا في السمات الجسديَّة.
  3. العوامل التراتبيَّة: وتعتمد على التجارب السابقة لك في هذا الإطار.

ما أهميَّة الكيمياء الجِنسيَّة بين الأزواج؟

يجب علينا أن نُفرِّق ما بين التجاذب الجنسي أو الكيمياء الجِنسيَّة القويَّة والحياة الزوجيَّة السليمة، فالكيمياء الجنسيَّة أو التوافق مع الناحية الجنسيَّة لا تعني بالضرورة وجود علاقة زوجيَّة مُستقرَّة، والعكس صحيح، فالكثير من العلاقات الزوجيَّة لا يتَّسم الزوجان فيها بوجود كيمياء قويَّة بين بعضهما البعض. (2)

لذا فمن الخطر بناء حياةٍ زوجيَّة كاملة على فكرة “الكيمياء الجِنسيَّة، فعلى الرغم من أهمّيّتها كمعيارٍ لتقييم التوافق بين الأشخاص، إلا أنَّها ليست المعيار الوحيد، ولا المعيار الأهمّ في هذا الإطار. (2)

ما فوائد الكيمياء الجِنسيَّة بين الأزواج؟

على الرغم من كون الكيمياء الجِنسيَّة مفهومًا غير متداول بشكلٍ شائع، إلا أنَّها تتضمَّن عددًا من الفوائد الصحّيَّة،كما هو الحال مع كافة تأثير العلاقات الجنسيَّة السليمة على صحَّة الجسم، ومن أبرز تلك الفوائد: (3)

أولًا – تعزيز صحَّة القلب:

تلعب الكيمياء الجنسيَّة دورًا في تعزيز صحَّة القلب؛ إذ وجد بأنَّ الأشخاص الذين يعيشون حياةً جنسيَّة صحيَّة عادةً ما يكونون أقلّ عُرضةً للإصابة بالأمراض القلبيَّة، وخاصَّةً بالنسبة للنساء.

ثانيًا – تقوية الجهاز المناعي في الجسم:

تُساهم الحياة الجنسيَّة الصحيَّة النابعة من كيمياء جِنسيَّة بين الأزواج في تعزيز مناعة الجسم لدى الأزواج؛ إذ تُشير الأبحاث إلى أنَّ الأزواج الذين يتمتَّعون بحياةٍ جنسيَّة صحيَّة يمتلكون قدرًا أكبر من الجلوبيولين المناعي(IgA-A)، الأمر الذي يساعدهم على الوقاية من الأمراض وعلى رأسها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

ثالثًا – تحسين جودة النوم:

يمكن للحياة الجنسيَّة الصحّيَّة الناتجة عن الكيمياء الجِنسيَّة أن تلعب دورًا في التعزيز من جودة النوم لدى الأزواج؛ إذ يُفرز الجسم هرمون الأوكسيتوسين في نهاية العلاقة الحميميَّة، والذي يساهم في الحصول على ساعات نومٍ أطول وأعمق، وهو ما ينعكس على صحَّة الجهاز المناعي؛ إذ يُعطي الجسم فترةً أكبر للتعافي.

رابعًا – التقليل من التوتُّر:

تُساهم الحياة الجنسيَّة الصحّيَّة والمريحة في التقليل من مستويات هرمون الكورتيزول (بالإنجليزيَّة: Cortisol) المسؤول عن التوتُّر في جسم الإنسان، حيثُ يُساهم هرمونيّ الأوكسيتوسين (بالإنجليزيَّة: Oxytocin) والاندورفين (بالإنجليزيَّة: endorphins) في خفض مستويات الكورتيزول في الجسم، ممَّا يُضفي على حياة الزوجين شعورًا أعمق بالراحة والسعادة.

خامسًا – التقليل من الألم:

تلعب الحياة الجنسيَّة السليمة دورًا في التقليل من آلام الجسم، إذ يعمل هرمون الإندورفين (بالإنجليزيَّة: Endorphins) على التقليل من آلام الصداع والصداع النصفي وآلام القولون وآلام العضلات.

سادسًا – حرق السعرات الحراريَّة:

تُعدُّ العلاقات الحميمة شكلًا من أشكال التمارين الرياضيَّة؛ إذ وُجد بأنَّها تُساهم في حرق ما يقرُب من 150 سُعرًا حراريًّا في الساعة، كما تُساهم العلاقة الحميمة الصحيَّة في تقوية العضلات في مُختلف أنحاء الجسم.

هل للكيمياء الجنسيَّة أضرار على الجسم؟

على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أنَّ الكيمياء الجِنسيَّة قد تنطوي على عددٍ من الأضرار والمخاطر، يتمثَّل أبرزها في حصر العلاقة الزوجيَّة بين الأزواج ضمن منظورٍ جسدي وجنسي، بينما تُغفَل الكثير من الجوانب الأخرى، الأمر الذي يضع الزوجين في نهاية المطاف أمام حقيقة أنَّ الجوانب الأخرى العقليَّة المشتركة فيما بينهما لا تسير بالشكل المطلوب. (2)

وفي الكثير من الأحيان قد يندفع أحد الأزواج أو كلاهما للتغاضي عن العديد من التصرُّفات السلبيَّة وربما السيِّئة التي تصدر من الطرف الآخر في سبيل الإبقاء على مستويات الكيمياء الجنسيَّة فيما بينهما؛ الأمر الذي يؤول بهما في نهاية المطاف إلى تفاقم المشاكل فيما بينهما، وتهديد حياتهما الزوجيَّة بأكملها. (2)

هل تؤثِّر ظروف الحياة على الكيمياء الجنسيَة بين الأزواج؟

للكيمياء الجِنسيَّة وهج بداياتٍ برّاق كما هو الحال مع كل الأشياء في حياتنا، ومع مرور الوقت يبدأ وهج الافتتان والانجذاب تجاه الطرف الآخر بالخفوت شيئًا فشيئًا؛ إذ يبدأ كلا الزوجين في ملاحظة عيوب الطرف الآخر بشيء من العقلانيَّة والوضوح، عند هذه النُقطة تحديدًا تبرز أهميَّة الروابط العقلانيَّة بين الأزواج في الإبقاء على مسار حياتهما الزوجيَّة واستمراريتها. (2)

وفي الإطار ذاته، تلعب الظروف الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والماديَّة وإنجاب الأطفال دورًا في التأثير بشكلٍ سلبي على الكيمياء الجنسيَّة بين الزوجين، نتيجة الهموم العديدة التي تطبع أثرها على حياتهم، ومع ذلك يمكن للأزواج السعي معًا في سبيل التغلُّب على هذه الحواجز، وعيش حياةٍ صحيَّة وسليمة.

المصدر
1. What Is Sexual Chemistry? - (February 21, 2023) - Barbara Field -2. Sexual Chemistry – Definition, Signs, Benefits, Dangers, How to Build it, and Everything Else - (Sep 26, 2023) - Katina Tarver, MA (Mental Health and Wellness Counseling) , Life & Relationship Coach -3. Benefits of a Healthy Sex Life - (June 10, 2022) - clevelandclinic.
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية