كيف يؤثِّر الكافيين في صحتك الجنسيَّة والإنجابيَّة؟

بالنسبة إلى أغلبنا، فإنَّ الحصول على جرعة يوميَّة من الكافيين أمرٌ لا بدَّ منه، إذ يكون كوب الشاي أو القهوة الصباحي أوَّل ما نبدأ به يومنا للشعور بالمزيد من اليقظة وللاستمتاع بطعمه، ولكن كأيِّ شيءٍ آخر، فإنَّ الإفراط في استهلاك الكافِيين قد يكون مُضرًّا بالصحَّة عمومًا، والصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة خصوصًا، ولكن، كيف يكون ذلك؟ الإجابة في هذا المقال.

كيف يؤثِّر الكافيين في الصحَّة الإنجابيَّة؟

فيما يلي أهمّ المعلومات حول تأثير الكافيين في الإنجاب والخصوبة:

• عند تناول الكافِيين أثناء الحمل، فإنَّه ينتقل داخل مجرى الدم ويعبر إلى المشيمة، وقد يتسبَّب في زيادة معدَّل ضربات قلب طفلك، وتناول الكثير منه قد يؤدِّي إلى تباطؤ نموّ الجنين وزيادة خطر الإجهاض، لذلك فإنَّه يتوجَّب عليكِ الحدّ منه قدر الإمكان أثناء الحمل، أي عدم تجاوز 200 ملغم / يوم.
• حتَّى إذا لم تكوني حاملًا بعد، ولكنَّكِ تخطِّطين للحمل، فيجب ألا تتجاوز كمّيَّة الكافيين التي تتناولينها أنتِ أو زوجكِ 200 – 300 ملليغرام يوميًّا، فقد يتعارض تناول كميَّات كبيرة من الكافيين مع إنتاج هرمون الأستروجين وعمليَّات الأيض اللازمة للحمل.
• بالنسبة إلى الرجال، فإنَّ تناول الكافيين لا يؤثِّر فقط على جودة السائل المنوي، ولكن أيضًا على سلامة الحمض النووي للحيوانات المنويَّة، إذ إنَّه قد يؤدِّي إلى تلف الحمض النووي للحيوانات المنويَّة، وقد يؤثِّر سلبًا على الوظيفة الإنجابيَّة لدى الذكور.
• يصبح الكافِيين أبطأ لديكِ أثناء الحمل مقارنة بالنَّساء غير الحوامل، وهذا يعني الاحتفاظ بالكافِيين في الجسم لفترة أطول، ويمكن للكافيين بعد ذلك عبور المشيمة والتواجد في بلازما الجنين، ويؤدِّي عدم نضج كبد الجنين إلى إنتاج مستوى أقل من الإنزيمات الضروريَّة لأيض الكافيين، ممَّا يجعله عرضة لخطر انخفاض الوزن عند الولادة، ويجدر بالذكر أنَّ كل 100 ملغ إضافيَّة من الكافِيين تتناولينها أثناء الحمل ترتبط بزيادة قدرها 3٪ في فرصة انخفاض الوزن عند الولادة.
• قد يقلِّل الكافيين من نشاط العضلات في قناتي فالوب (القناتين اللتين تحملان البويضات من المبيض إلى الرَّحم)، وهذا قد يعني أنَّهُ قد يقلِّل من فرص الحمل بنحو 27%.
• إذا كنتِ ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعيَّة، فإنَّ الكافِيين يصل إلى حليب الثدي بكميَّات صغيرة، وقد يتراكم عند طفلك الرضيع، وقد يشعره بالتوتُّر ويجعله يعاني من صعوبة في النوم إذا كنتِ تتناولين كميَّات كبيرة من المشروبات والأطعمة التي تحتوي عليه.

كيف يؤثِّر الكافِيين في صحّتك الجنسيَّة؟

الآثار الإيجابيَّة

قد يؤثِّر الكافيين إيجابيًّا على جوانب عديدة من صحّتك الجنسيَّة، وقد تتمثَّل هذه التأثيرات بما يلي:

وظيفة الانتصاب

قد يساعد تناول المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة في تسهيل الحصول على الانتصاب والحفاظ عليه أسهل، وقد يساعدك تناول ما بين 85 إلى 170 مل منه في تخفيف فرصة إصابتك بضعف الانتصاب، وقد يعزى ذلك إلى تسبُّب الكافِيين باسترخاء الشرايين والعضلات الملساء في القضيب، ممَّا يسمح بتدفُّق المزيد من الدم وتحسين وظيفة الانتصاب، وقد يكون السبب أيضًا، أنَّ تناول الكافيين بانتظام قد يعزِّز مستويات هرمون التستوستيرون، فنقص هذا الهرمون يرتبط بالضعف الجنسي.

زيادة الرغبة الجنسيَّة

بما أنَّ الكافيين منبِّه، فإنَّه قد يزيد من طاقتك، وقد تؤدِّي هذه الطاقة المتزايدة أيضًا إلى تعزيز الرغبة الجنسيَّة لديك، علاوةً على ذلك، قد يزيد الكافِيين أيضًا من مستويات هرمون التستوستيرون لديك، وزيادة مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال قد تعزِّز أيضًا الرغبة الجنسيَّة.

انخفاض التوتُّر

قد يقلِّل الكافِيين من القلق ويحسِّن الحالة المزاجيَّة؛ وبالتالي فإنَّ شرب القهوة قد يجعلك أكثر سعادة واسترخاء أثناء ممارسة الجنس، مع العلم أنَّ هذا الأمر ينطبق على الرجال والنساء عند تناول الكافيين بكميَّات قليلة أو معتدلة فقط دون إفراط.

الآثار السلبيَّة

إنَّ الآثار السلبيَّة للكافيين تترتَّب على الإفراط في تناوله، وتتمثَّل هذه الآثار بما يلي:

• قد يؤدِّي الإفراط في تناول الكافيين إلى الشعور بالتوتُّر والقلق والأرق.
• الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يؤدِّي أيضًا إلى تضيق الأوعية الدمويَّة ونقص تدفُّق الدم إلى المنطقة التناسليَّة، ممَّا قد يقلِّل من تدفُّق الدم ويؤثِّر سلبًا على الوظيفة الجنسيَّة.
• انخفاض الرغبة الجنسيَّة وصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسيَّة (الذروة).
• يمكن للكافِيين أن يعطِّل النوم، ممَّا قد ينعكس سلبًا على الرغبة والأداء الجنسي.

  كيف يمكن الاستفادة من تأثير الكافيين في القهوة لتحقيق تجربة جنسيَّة ممتعة؟

إذا كنت ترغب من الاستفادة من تأثير الكافيين في علاقتك الجنسيَّة الزوجيَّة، فهناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي:

• حاول شرب القهوة قبل ساعة أو ساعتين من النشاط الجنسي، لأنَّ هذا سيعطي الوقت الكافي للكافيين ليأخذ مفعوله ويمنحك التأثير الذي ترغب به.
• يمكن أن يلعب نوع القهوة دورًا أيضًا في تأثيراتها، فالقهوة العضويَّة التي تزرع دون استخدام مبيدات الحشريَّة والأسمدة الاصطناعيَّة قد يكون لها تأثير أفضل على الوظيفة الجنسيَّة مقارنة بالقهوة المزروعة تقليديًّا، ولذلك لاحتوائها على مستويات أعلى من الفيتامينات والمركّبات الأخرى التي يمكن أن تحسِّن الصحَّة العامَّة والرفاهية.
• من الأفضل تجنُّب شرب القهوة مع السكَّر أو المحلّيات الصناعيَّة، لأنَّها يمكن أن تؤثِّر سلبًا في مستويات السكَّر في الدم وحساسيَّة الأنسولين، وكلاهما يمكن أن يتداخل مع الوظيفة الجنسيَّة، واختر القهوة السوداء أو القهوة المحلَّاة بالمحلّيات الطبيعيَّة مثل؛ العسل، أو شراب القيقب.
• تأكَّد من الحفاظ على رطوبة جسمك بشرب كميَّة كافية من الماء خلال اليوم.
• تناول القهوة باعتدال لأنَّ الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يؤدِّي إلى آثار جانبيَّة سلبيَّة يمكن أن تضرَّ بالمتعة والرضا الجنسيّين، فاحرص على ألا تزيد كمّيَّة الكافِيين عن 400 ملغ يوميًّا.

ومع ذلك، من المهمّ ملاحظة أنَّ تأثيرات الكافيين على الوظيفة الجنسيَّة يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر، قد يجد بعض الأشخاص أنَّ شرب القهوة مثلًا قبل ممارسة الجنس يعزِّز تجربتهم، بينما قد يجد آخرون أنَّ لها تأثيرًا سلبيًّا، وبالتالي عليك تحديد ما هو الأفضل بالنسبة إليك واستهلاك الكافِيين بطريقة آمنة ومسؤولة.

إلى جانب القهوة، ما هي مصادر الكافيين الأخرى؟

إنَّ مصادر الكافيين الغذائيَّة متعدِّدة ولا تنحصر في القهوة -لكنَّها الأكثر شهرة-، فيما يلي توضيح لبعض هذه المصادر وكميَّة الكافِيين التي تقدِّمها:

• كوب واحد من القهوة سعة 240 مل: 95 إلى 200 ملغ من الكافيين.
• علبة مشروب غازي واحدة سعة 360 مل: 35 إلى 45 ملغ من الكافيين.
• علبة مشروب طاقة سعة 240 مل: 70 إلى 150 ملغ من الكافيين.
• كوب واحد من الشاي سعة 240 مل: 14 إلى 60 ملغ من الكافيين.