حبوب منع الحمل الطَّارئة؛ الأنواع وطُرق الاستخدام

قد يحدث أن ينقلب مسار ليلة رومانسيَّة بين الزوجين دون قصد، إذا نسيت الزوجة تناول حبوب منع الحمل في موعدها، أو أغفلت موعد تجديد لاصقة منع الحمل، أو تمزَّق الواقي الذكري وتسرَّب السائل المنوي إلى المهبل، في مثل تلك المواقف يخيِّم القلق على الزوجين حيال احتماليَّة حدوث حمل غير مرغوب فيه؛ ومن ثمَّ تبدأ رحلة البحث عن حلٍّ يخرجهم من هذا المأزق .. هنا يأتي دور حبوب منع الحمل الطَّارئة.

ما هي حبوب منع الحمل الطَّارئة؟ وما الفرق بينها وبين حبوب منع الحمل العاديَّة؟

حبوب منع الحمل الطَّارئة أو كما يُطلق عليها حبَّة الصباح التالي -أي الصباح التالي للجماع- المعروفة بالإنجليزيَّة باسم (Emergency Contraceptive pills)، هي تلك الحبوب التي تُستخدم لمنع حدوث الحمل غير المرغوب به في حال ممارسة الزوجين العلاقة الحميمة دون استعمال أي وسيلة لمنع الحمل.

الفرق بين حبوب منع الحمل الطَّارئة والعاديَّة

هناك عدَّة أوجه تمثِّل الفرق بين نوعيّ حبوب منع الحمل، وتشمل:

• وقت الاستخدام

إذ تستخدم حبوب منع الحمل الطَّارئة بعد الجماع مباشرةً ولأيَّام معدودات بعده فقط، بينما تُستخدم حبوب منع الحمل العاديَّة بانتظام ليتمكَّن الزوجان من ممارسة العلاقة الحميمة في أي وقت دون القلق بشأن حدوث الحمل.

• الفعاليَّة:

تعدُّ حبوب الحمل العاديَّة أكثر فعاليَّة في منع الحمل مقارنةً بنظيرتها الطَّارئة نتيجةً لاستخدامها بانتظام.

• الآثار الجانبيَّة:
  قد تُسبِّب حبوب منع الحمل الطَّارئة آثارًا جانبيَّة أسوأ من تلك التي تسبِّبها حبوب منع الحمل العاديَّة، والتي سنتطرَّق إليها بشيء من التفصيل فيما يلي.
  
• التكلفة:
  قد تكون حبوب منع الحمل الطَّارئة أغلى من حبوب منع الحمل العاديَّة.

حالات استخدام حبوب منع الحمل الطَّارئة

هناك عدَّة حالات تضطر فيها الزوجات لاستعمال حبوب منع الحمل الطَّارئة بعد الجماع، مثل:

• نسيان تناول جرعتين أو أكثر من حبوب منع الحمل العاديَّة.
• عدم تجديد لاصقة منع الحمل في الوقت المناسب.
• تمزُّق الواقي الذكري أو انزلاقه عند القذف، ما يؤدِّي إلى قذف المنيّ في المهبل مباشرةً، أو استعمال أحد الأنواع الرديئة التي تؤدِّي إلى تسرُّب السائل المنوي خارجها.
• إغفال اتِّباع أحد تقنيات الوقاية مثل القذف الخارجي، أو تجنُّب الجماع خلال أيَّام التبويض.

وفي نفس السياق، تكون النساء اللاتي يتعرَّضن للاعتداءات الجنسيَّة -كما هو الحال في أوقات الحروب- في أشدِّ الحاجة لحبوب منع الحمل الطَّارئة لمنع حدوث الحمل الذي لا شكّ يكون غير مرغوب فيه، لكنَّها لا تُستخدم بهدف الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا.

ما الوقت المناسب لتناول حبوب منع الحمل الطَّارئة؟

تختلف الإجابة عن هذا التساؤل باختلاف نوع حبوب منع الحمل الطَّارئة المُستخدم؛ ولهذا ينبغي للزوجة -إن لم تتناول الحبوب بعد الجماع مباشرةً-  أن تنتبه إلى نقطتين مهمّتين، هما:

• نوع حبوب منع الحمل الطَّارئة الذي ستستخدمه.
• التأكُّد من تاريخ اليوم الذي حدث فيه الجماع.

وذلك لمراعاة الفرق بين أنواع حبوب منع الحمل الطَّارئة، والوقت المناسب لتناولها حتى تكون ذات تأثير فعَّال؛ إذ إنَّ هناك أنواع ينبغي تناولها خلال الـ72 ساعة الأولى بعد الجماع (أي في غضون ثلاثة أيَّام)،  وأخرى خلال 120 ساعة أي خمسة أيَّام بعد الجماع.

أنواع حبوب منع الحمل الطَّارئة

يقسِّم المتخصِّصون حبوب منع الحمل الطَّارئة وفقًا لمادّتها الفعَّالة إلى نوعين، هما:

• حبوب منع الحمل الطَّارئة التي تعتمد على الهرمونات.

يحتوي هذا النوع على هرمون يسمى الليفونورجيستريل (levonorgestrel) الذي يعمل على تأخير عمليَّة التبويض أو إيقافها، ما يحول دون إخصاب البويضة، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويمكن شراؤه من الصيدليَّة دون وصفة طبيَّة.

تؤخذ الحبوب الهرمونيَّة في غضون 72 ساعة بعد الجماع، وكلَّما تناولتها السيِّدة مبِّكرًا ضمنت فاعليتها في منع الحمل.

• حبوب منع الحمل غير المعتمدة على الهرمونات

يعتمد هذا النوع على أسيتات الأوليبريستال (Ulipristal acetate) كمادَّة فعَّالة تعمل على تثبيط هرمون البروجيستيرون الذي يُفرزه الجسم ممَّا يُقلِّل سُمك بطانة الرَّحم ومن ثم يمنع انغراس البويضة المخصَّبة بها. 

يقلُّ شيوع هذا النوع إذ يستلزم صرفه وجود وصفة طبيَّة، لكن يمكن تناولها خلال مدَّة أطول من نظيرتها الهرمونيَّة إذ تصل إلى 120 ساعة بعد الجماع.

والجدير بالذكر هو تباين الجرعات المقرَّرة لحبوب منع الحمل الطَّارئة، فبعضها تكون الجرعة الواحدة كافية لتأدية الغرض، بينما البعض الآخر يتطلَّب أخذ جرعتين بينهما فاصل زمني قدره 12 ساعة؛ لذا ينبغي التأكُّد من الصيدلي أو الطبيب بخصوص الجرعة الخاصَّة بكل نوع.

4 حالات قد تقلُّ فيها فعاليَّة حبوب منع الحمل الطَّارئة

هناك أربعة عوامل من شأنها أن تؤثِّر سلبًا في مدى فعاليَّة حبوب منع الحمل الطَّارئة، وهي:

• مؤشَّر كتلة الجسم الذي يزيد على 24 قد يُفقِد حبوب الليفونورجيستريل مفعولها، وكذلك الحال مع حبوب أسيتات الأوليبريستال، إذا زاد مؤشِّر كتلة الجسم عن 30.
• تأخير تناول الحبوب أكثر من المدَّة المُوصَى بها.
• تناول أحد أنواع الأدوية التي تتداخل مع حبوب منع الحمل الطَّارئة.
• التقيُّؤ خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الحبوب.

ماذا لو تقيَّأت بعد تناول حبوب منع الحمل الطَّارئة؟  

 لعلَّ هذا السؤال قد تبادر إلى ذهنكِ الآن، فإذا تقيَّأتِ خلال ساعتين من تناوله، اتَّصلي بطبيبك أو الصيدلي فربما قد تحتاجين إلى تناول دواء لتهدئة معدتك ثم تناول جرعة ثانية من وسائل منع الحمل الطَّارئة.

ما الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل الطَّارئة؟

صحيحٌ أنَّ الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل الطَّارئة تختفي من تلقاء نفسها في غضون يوم أو يومين، لكن هذا لا يعني أنَّها تُعدُّ بديلاً لوسائل منع الحمل العاديَّة، ويجب أن يقتصر استخدامها على حالات الطوارئ فقط؛ لتفادي الأعراض الناجمة عنها، ومن أبرزها:

• الغثيان والقيء.
• الصداع.
• تقلُّصات البطن.
• ألمٌ في الثدي.
• الشعور بالتعب.
• الدوخة.
• اضطرابات المزاج.

نزول بعض قطرات الدم من المهبل إثر تناولها، كما إنَّها يمكن أن تؤثِّر في مدى انتظام الدورة الشهريَّة فتأتي مبكِّرًا، أو تتأخَّر عن موعدها، كما قد تؤثِّر في كميَّة الدم فتزيد غزارةً أو تقلّ.

 احذري تناول حبوب منع الحمل الطَّارئة في هذه الحالات

تعدُّ حبوب منع الحمل الطَّارئة آمنة لمعظم النساء إذا  تناولنها على نحوٍ صحيح، لكن هناك بعض الحالات التي يُنصح فيها بعدم تناول هذا النوع من الأدوية، ومنها:

• الحساسيَّة

لا تتناولي حبوب منع الحمل الطَّارئة، إذا كنتِ تعانين حساسيَّة تجاه أي من مكوناتها.

• الأدوية

قد تتفاعل بعض الأدوية مع حبوب منع الحمل الطَّارئة وتقلِّل من فعاليتها، مثل بعض أنواع:

• المضادَّات الحيويَّة، مثل الريفامبيسين (Rifampicin) والنيومايسين (Neomycin) والأمبيسيلين (Ampicillin) و التتراسيكلين (Tetracycline).

• أدوية الصرع ومضادَّات التشنُّج، مثل الفينوباربيتال (Phenobarbital) و الكاربامازيبين (Carbamazepine) و الفينيتوين (Phenytoin).

• أدوية الفطريَّات، مثل جريزوفولفين (Griseofulvin).

لذا أخبري طبيبكِ أو الصيدلي عن جميع الأدوية التي تتناولينها، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبيَّة والمكمِّلات الغذائيَّة والأعشاب قبل تناول حبوب منع الحمل الطَّارئة.

• الإصابة بإحدى المشكلات الصحيَّة التي قد يُزيدها تناول حبوب الحمل الطَّارئة سوءًا، مثل:

أمراض الكبد أو الكلى، أو اضطرابات الدم، أو الصداع النصفي أو الربو الشديد.

• الوزن 

فقد تكون حبوب منع الحمل الطَّارئة أقلّ فعاليَّة لدى ذوات الوزن الزائد أو السمنة؛ وذلك لأنَّ الهرمونات قابلة للذوبان في الدهون.

وخلاصة القول،

تُعدُّ حبوب منع الحمل الطَّارئة وسيلة فعَّالة لمنع الحمل غير المرغوب فيه بعد ممارسة الجماع غير المحمي، لكن تذكَّري أنَّها ليست بديلاً عن وسائل منع الحمل الفمويَّة المنتظمة، ولا تحمي من الأمراض المنقولة جنسيًّا.

احرصي قبل تناول حبوب منع الحمل الطَّارئة على استشارة الطبيب أو الصيدلي لمناقشة أي مخاوف لديك، والتأكُّد من أنَّها مناسبة لك.