اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي: إليكِ علاماته

اقرأ في هذا المقال
  • اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي .. ما هو؟
  • ما علامات الاضطراب المزعج السَّابق للحيض؟
  • ما أسباب اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي؟
  • ما العلاقة بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج والتوحُّد؟
  • ما الفرق بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج ومُتلازمة ما قبل الحيض؟
  • ما العلاقة بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟
  • كيف تكشفين عن إصابتك باضطراب ما قبل الطَّمث؟
  • ما سُبل التعامل مع الاضطراب المزعج السابق للحيض؟

تمرُّ النساء البالغات شهريًّا بأيَّام الحيض، التي تترك تأثيراتها النفسيَّة والجسديَّة على صحَّة المرأة، ممَّا قد يُصعّب عليهنَّ ممارسة شؤون حياتهنّ بسهولة، وقد توقعهُنَّ في العديد من المصاعب على مُستوى العلاقات، نتيجة التغيُّرات المزاجيَّة الشديدة التي يُعانين منها خلال تلك الفترة. ويُعدُّ اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي أحد أبرز الاضطرابات المُتعارف عليها طبّيًّا ضمن هذا الإطار، والمسؤولة الأولى عن مشاعر الحزن والقلق السابق للحيض، وهو ما سوف نتناوله تفصيلًا ضمن هذا الملفّ.

اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي .. ما هو؟

اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي (بالإنجليزيَّة: PMDD) هو اضطرابٌ هرمونيّ يُصيب السيِّدات خلال المرحلة السابقة للطَّمث، وعادةً ما تظهر أعراضه في هيئة استجابةٍ حادَّة للتغيُّرات الهرمونيَّة ممَّا يؤثِّر على صحَّة المرأة النفسيَّة والعقليَّة، وهو عادةً ما يُصيب 5% من السيِّدات حول العالم.

وفي أحيانٍ عديدة قد تُصاب السيِّدات باضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، جنبًا إلى جنب مع متلازمة ما قبل الطَّمث (بالإنجليزيَّة: PMS)، ممَّا يُفاقم ظهور أعراض الاكتئاب، وعادةً ما تظهر الأعراض قبل 7 أيَّامٍ تقريبًا من الطَّمث، وتنتهي مع بداية الأيَّام الأولى من الحيض.

اقرأ أيضًا: مغالطات مرتبطة بالدورة الشهريَّة

ما علامات الاضطراب المزعج السَّابق للحيض؟

توجد العديد من العلامات الدالَّة على الإصابة باضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي المزعج ، وهي تتباين ما بين أعراضٍ جسديَّة ونفسيَّة، وعلى رأسها: 

أولًا – الأعراض الجسديَّة:

  1. ظهور حبّ الشباب والبثور، وفرط دُهنيَّة الجلد.
  2. الشعور المُستمرّ بالدوار، والدوخة، وفقدان الطَّاقة.
  3. الصّداع المُزمن، وزيادة في تكرار حدوث الصداع وشدّته.
  4. تشوّش الرؤية، والصّداع الناتج عن اضطِراب الرؤية.
  5. الشعور بتقلُّصات العضلات، وآلام العظام، والمفاصل.
  6. آلام الثدي الناتجة عن احتباس السوائل تحت الجلد.
  7. الاضطرابات المعويَّة، مثل المغص، والإمساك، والإسهال.
  8. الشعور المُفاجئ بالانتفاخ أو زيادة الوزن المؤقَّتة.

ثانيًا – الأعراض النفسيَّة:

  1. التقلُّبات المزاجيَّة التي تتباين ما بين البسيطة أو الحادَّة.
  2. اضطرابات النَّوم التي تتراوح ما بين الأرق وفرط النَّوم.
  3. فقدان الشَّغف تجاه الأمور المُحبَّبة إلى النفس.
  4. الشُّعور الدائم بالحزن والاكتئاب والقلق الدائم.
  5. الرغبة في العزلة، والميل المُستمرّ إلى البكاء.
  6. صعوبة وفقدان التركيز والشّعور الدائم بالتَّشتُّت.

ما أسباب اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي؟

حتى اليوم، لم تُشِر الدراسات إلى سببٍ واضح للإصابة باضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، لكنَّهُ يُرجَعُ غالبًا إلى الاضطرابات الهرمونيَّة خلال الأيَّام السابقة للطمث، لكن توجد العديد من المُحفِّزات التي من شأنها أن تزيد من فرص الإصابة، وتشمل:

  1. وجود حالات إصابة عائليَّة سابقة بنفس المرض .
  2. المرور بتجارب نفسيَّة صعبة خلال فترات سابقة.
  3. الكسل وضعف مُعدَّلات الحركة، وعدم ممارسة الرياضة.
  4. الأشخاص الذين يتناولون الكحول، والمُدخِّنين.
  5. وجود سابقة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  6. النظام الغذائي مُنخفض القيمة الغذائيَّة.
  7. اضطرابات الغُدد، مثل اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة.

اقرأ أيضًا: كيف تحدث الدورة الشهريَّة؟ وكيف أستعدّ لها؟

ما الفرق بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج ومُتلازمة ما قبل الحيض؟

على الرغم من أنَّ اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي (PMDD)، ومُتلازمة ما قبل الحيض (PMS) يُسبِّبان أعراضًا نفسيَّة وجسديَّة ملحوظة، إلا إنَّ اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي يترك تأثيرًا أكثر إزعاجًا على الحياة اليوميَّة، وقد يتسبَّب في قطع روابط العلاقات الاجتماعيَّة، نظرًا للتقلُّبات المزاجيَّة الحادَّة التي تُداهم السيِّدات المُصابات طوال فترة ظهور الأعراض.

ويُمكن القول بأنَّ مُتلازمة ما قبل الحيض (PMS) هي مُسمّى واسع يُطلق على كافة الاضطرابات المزاجيَّة التي تُصاب بها السيِّدات خلال الفترة السابقة للحيض، بينما يُطلق مُسمَّى اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي (PMDD) على حالات الإصابة الشديدة والحادّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ اضطراب الطَّمث الاكتئابي لا يُمكن أن يُوصف على أنَّهُ مرضٌ قائمٌ بحدّ ذاته، وإنّما يُعرّف بأنَّهُ مجموعةٌ من الأعراض التي تترك تأثيراتها النفسيَّة والجسديَّة على صحَّة السيِّدات.

ما العلاقة بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج والتوحُّد؟

تُشير التقارير إلى ارتفاع مُعدَّلات الإصابة باضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي المُزعج لدى السيِّدات المُصابات بالتوحُّد بمُعدَّلاتٍ تصل إلى 92% تقريبًا، ويُعزى السبب وراء هذا الارتباط إلى الحساسيَّة الحسّيَّة المُفرطة التي تعاني منها، مريضات التوحُّد، ممَّا يجعلهُنّ أكثر تأثُّرًا بأعراض الدورة الشّهريَّة.

ما العلاقة بين اضطراب ما قبل الحيض المزعج واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟

أشارت المراجع إلى وُجود علاقةٍ طرديَّة ما بين الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه لدى السيِّدات، والمُعاناة من أعراض اضطرابات ما قبل الحيض، إذ لوحظ ارتفاع مُعدَّلات الإصابة اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي لدى السيِّدات بمُعدّل 46% فما فوق لدى المُصابات بمتلازمة فرط الحركة.

ويُعزى السبب وراء هذا الأمر إلى بعض الأسباب الوراثيَّة، إذ إنَّ السيدات المُصابات باضطِراب فرط الحركة ونقص الانتباه عادةً ما يعانين من انخفاضٍ في مُستويات الدوبامين في الدماغ، لذا قد تؤدِّي التقلُّبات الهرمونيَّة إلى زيادة انخفاض معدّلات الدوبامين إلى مستوياتٍ خطيرة، ممَّا يزيد من الشعور بالإرهاق، والتقلُّبات المزاجيَّة.

اقرأ أيضًا: كيف تؤثِّر هرمونات الجنس الأنثويَّة على الدورة الشهريَّة؟

كيف تكشفين عن إصابتك باضطراب ما قبل الطَّمث؟

من المهمّ أن تكوني على دراية بأنَّ الإصابة ببعض الأعراض السابق ذكرها لا يعني بالضرورة إصابتك باضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، إذ يحتاج تشخيص الإصابة إلى تسجيل 3 أعراضٍ جسديَّة أو نفسيَّة على الأقل، مع ضرورة تكرار الأعراض لشهرين على الأقل؛ من أجل التحقُّق من الإصابة.

مع الأخذ بالاعتبار ضرورة استبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبِّب أعراضًا مُشابهة للاضطراب الاكتئابي السّابق للحيض، مثل اضطرابات الغدَّة الدرقيَّة، أو الاكتئاب؛ لِذا يُنصح باستشارة الطبيب من أجل الحصول على التشخيص الطبّي المناسب، والعلاج المُلائم إذا لزم الأمر.

ومن الجدير بالذكر، أنَّ الأعراض ينبغي أن تظهر في النصف الثاني من الدورة الشهريَّة (بعد الإباضة)، ومن ثمّ تبدأ في الاختفاء أو التحسّن الملحوظ في الأيَّام القليلة الأولى بعد بدء أيَّام الحيض.

اقرأ أيضًا: هل يمكن تخفيف الألم الناتج عن تقلُّصات الدورة الشهريَّة؟

ما سُبل التعامل مع الاضطراب المزعج السابق للحيض؟

تتوافر مجموعة من العلاجات الفعَّالة التي من شأنها أن تُخفِّف من أعراض اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، أبرزها:

  1. تغيير نمط الحياة: وهو من أقوى الوسائل المُعينة على التخفيف من مضاعفات اضطِراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، من خلال ممارسة التمارين الرياضيَّة، واتّباع نظامٍ غذائي صحّي، مع تناول كميَّات معتدلة من الماء، والحصول على قدرٍ كافٍ من النوم ليلًا (7-9 ساعات)، والبُعد عن مُسبِّبات التوتُّر، والقلق، والحُزن.
  2. تناول مُضادَّات الاكتئاب: تُوصف مثبّطات امتصاص السيروتونين الانتقائيَّة (SSRI) في حالات اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي في سبيل التحسين من الحالة المزاجيَّة والنفسيَّة للسيِّدات، طوال الفترة السابقة للطمث.
  3. تناول المُكمِّلات الغذائيَّة: تلعب المكمِّلات الغذائيَّة دورًا في التخفيف من أعراض اضطراب ما قبل الطَّمث الاكتئابي، مع أهميَّة استشارة الطبيب قبل تناولها؛ للتأكّد من عدم تعارضها مع العلاجات الأخرى التي قد يتناولها المريض، ومن الأمثلة على المُكمِّلات الغذائيَّة الشائعة: فيتامين (ب6)، والماغنيسيوم، والكالسيوم، وفيتامين (د).
  4. تناول أدوية تنظيم الإباضة: تُوصف حبوب منع الحمل الفمويَّة أو حُبوب تنظيم الإباضة في بعض الأحيان من أجل التخفيف من أعراض المُتلازمة، ومن الأمثلة عليها: عقار الدروسبيرينون (بالإنجليزيَّة: Drospirenone).
  5. اتِّباع التّقنيات السلوكيَّة والنفسيَّة: والتي عادةً ما تتضمَّن الحصول على قدرٍ يومي من الاسترخاء، وجلسات التأمّل، والتنفّس العميق، والتي من شأنها أن تُخفِّف من أعراض التوتُّر والاكتئاب، بالإضافة إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي التي تُسهم في التقليل من الأعراض.

اقرأ أيضًا: كيف يتعامل الزوج مع زوجته في فترة الحيض؟

بواسطة
WebMD. (n.d.). Premenstrual dysphoric disorder.National Library of Medicine. (2020). Premenstrual dysphoric disorder Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Premenstrual dysphoric disorder (PMDD). Harvard Health Publishing. (2020, October 23). Treating premenstrual dysphoric disorder.Mind. (n.d.). About PMDD (premenstrual dysphoric disorder). ADDitude. (2021, September 24). PMDD, autism, and ADHD: How they are connected.
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى