أسرار الزواج الناجح | نصائح ذهبيَّة لبناء علاقة تدوم مدى الحياة

“كثير منا متزوِّج لكن قليل من لديه شريك حياة بالمعنى الحرفي للكلمة” لطالما صادفتنا هذه المقولة في أثناء تصفُّحنا اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي، وعادةً ما ينقسم تفاعلنا معها إلى نوعين، فمنَّا من تستدعي ذاكرته موقف ما أثبت له بالطبع أنَّه يملك شريك حياة، ومنَّا من تنتابه الحيرة حول ما إذا كان شريك حياة بالفعل لزوجه أم لا…
ترى ما هي أهميَّة أن يصبح لديك شريك حياة؟ وكيف لك أن تصبح شريك حياة سعيد في حياتك الزوجيَّة؟ هذا ما نناقش تفاصيله باستفاضة في فقرات هذا المقال حول أسرار الزواج الناجح .
ما أهميَّة أن تصبح أنت وزوجك شركاء حياة؟
لا شكَّ أنَّ الزواج من أكبر النعم التي أنعم الله -عز وجل- بها علينا، فهو السكن الذي يلجأ إليه كل من الزوج والزوجة ليكملا بعضهما البعض، لذلك من المهمّ أن يدرك الزوجان مفهوم الزواج الحقيقي ..
فهو لا يعني أن تتشاركا البيت نفسه ويؤدِّي كل منكما دوره تجاه الآخر وحسب، ولكنَّه رحلة لتكوين رابطة قويَّة بينكما من الناحية العاطفيَّة والإنسانيَّة والاجتماعيَّة.
لذلك من المهمِّ أن يدرك الزوجان أهميَّة تقوية هذه الرابطة بكونهما أصبحا شريكين في هذه الحياة، فالزواج كغيره من أمور الدنيا التي يواجه خلالها الزوجين مشكلات وتحدِّيات عدَّة، لذلك لا بد أن يعمل الطرفان بجِدٍّ لإنجاح هذه العلاقة.
وعليه نتطرَّق تفصيلًا فيما يلي من حديثنا إلى أهمِّ المفاتيح السحريَّة لبناء زواج ناجح يعتمد على رفاق حياة وليس مجرَّد زوج وزوجة بالمعنى القاصر على المسؤوليَّات الحياتيَّة فقط.
8 معايير مهمَّة تصنع منكما شريكي حياة ناجحين وسعداء
لتصيرا شريكي حياة ناجحين وسعداء بالمعنى المتَّسق مع فطرة الزواج، عليكما تحري المعايير الآتية في حياتكما اليوميَّة أو عند مواجهة أي تحدّيات في رحلة زواجكما، وهي:
التقدير المتبادل
التقدير والامتنان لأي مجهود مبذول من الزوج أو الزوجة من أهمِّ المعايير التي تضمن نجاح العلاقات الزوجيَّة، إذ يُشبع الامتنان والشكر رغبة ما عند كلا الزوجين ويُشعرهما بقيمة ما فعلاه تجاه بعضهما بل ويشجّعهما -أيضًا- على بذل المزيد من المجهود لنيل تقدير وإعجاب الطرف الآخر.
وعادة ما تختلف أساليب التقدير والامتنان ما بين الزوج والزوجة، فقد يُعبِّر الزوج عن امتنانه لزوجته ببعض الهدايا التي تحبِّها، أو يخصِّص بعض الوقت لها في يومه، بينما تحبّ الزوجة إظهار امتنانها للزوج من خلال الكلام الجميل والثناء عليه وغيرها من الأساليب.
التفهُّم المستمرّ لظروف الطرف الآخر
لا بد للزوجين أن يدركا أنَّ كليهما مختلف ومهما بلغت درجة الودّ والقرب بينهما، فلا بد أن تحتِّم عليهما الحياة ظروفًا مختلفة.
فعلى سبيل المثال تمرّ الزوجة في حياتها بمحطَّات عدَّة تؤثِّر في حالتها النفسيَّة مثل فترات الحمل والولادة، ومن المستحيل أن يشعر الزوج تفصيلًا بما تعانيه الزوجة خلال هذه الفترات لأنَّه لم ولن يُعايشها.
ولكن لا بدّ له من تفهُّم الهشاشة النفسيَّة التي تمرّ بها الزوجة في بعض الأحيان، وإدراك وجود فارق كبير بينهما في هذه الناحية، ولذلك عليه أن يكون الداعم النفسي الأوَّل لزوجته لإنجاح هذا الزواج.
المواجهة وعدم تجاهل المشاعر
تأجيل الحديث عن الخلافات وتعمُّد تجاهل مشاعر بعضكما البعض قد يصل بالزواج إلى نقطة خطيرة للغاية، إذ تترك التراكمات آثارًا نفسيَّة لا تُنسى بسهولة، حتى إذا انتهى الخلاف في وقت لاحق وعادت الحياة إلى طبيعتها.
لذلك إذا كنت ترغب أن تكون شريك حياة ناجحًا وسعيدًا عليك مناقشة خلافاتك مع الطرف الآخر عاجلًا، وعدم تجاهل المشاعر السلبيَّة التي تشعر بها.
الاهتمام بسعادة الطرف الآخر في العلاقة الحميمة
لا بدّ أن يدرك الزوجان أنهما شركاء في السعادة الحميمة -أيضًا- ولا ينبغي لأحدهما أن يُهمل متطلّباته واحتياجاته في هذا الصدد من أجل إسعاد الطرف الآخر، ولتصبحا شريكي حياة سعيدين في العلاقة الحميمة، عليكما التحدُّث بوضوح عن مصادر سعادتكما في هذا الأمر، وعمل بعض التغييرات التي تعزِّز شعور الانتشاء بها.
المجاملات تفوز دائمًا!
لا شكَّ أنَّ ضغوطات الحياة قاسية بما يكفي لجعل أحد الزوجين ينسى صفاته الجميلة، ويمرّ بفترات من الحزن والاكتئاب، ولتجنُّب ذلك لا بدّ من تبادل الدعم النفسي اللازم لمواجهة هذه الحياة من خلال التذكير يوميًّا بالصفات الجميلة وقيمة زواجكما في حياتك؛ فالمجاملات اليوميَّة تجعلك تفوز دائمًا بقلب زوجك/ زوجتك.
المسامحة
لا بد أن يدرك الزوجان قيمة المسامحة فهما ليسا في ساحة حرب يبذل كل منهما قصارى جهده لإثبات وجهة نظره والانتصار على الآخر، ولكن ليُصبحا حقًا شريكي حياة سعيدين، لا بد لهما من تعلُّم التغافل والمسامحة والتخلِّي عن شعور الندِّيَّة.
احترام الاختلافات وعدم فرض السيطرة
محاولة جعل زوجك أو زوجتك نسخة مطابقة لشخصيتك يصل بالزواج إلى نقطة بعيدة للغاية عن السعادة أو النجاح، إذ يشعر أحد الطرفين أنَّه فاقد للثقة في نفسه وتنقصه كثير من المميِّزات في شخصيّته، لذلك يحاول الطرف الآخر جعله نسخة أفضل ليُحبّه.
وعليه لا بدّ للزوجين أن يحترما اختلافات شخصياتهما ويصلا معًا إلى نقطة تفاهم وحوار مشتركة لا يفرض فيها أي منهما سيطرته على الآخر.
التشجيع المتبادل على تحقيق الأحلام
من أكثر الأشياء التي تصنع حواجز نفسيَّة بين الزوجين هو التقليل من أحلام وطموحات بعضها البعض، والمحاولة المستمرَّة لإثبات أنَّها بلا قيمة، وأنَّها سبب المشكلات والأزمات التي يمرَّان بها في حياتهما الزوجيَّة.
وعلى النقيض إذا رأى أحد الزوجين تشجيعًا من الطرف الآخر وإيمانًا كاملًا بقيمة هذا الحلم له، فإنَّه يشعر بالفعل أنَّه اختار شريكًا له في الحياة يُقاسمه طموحاته ويسعد بنجاحاته.
بعدما تطرَّقنا تفصيلًا إلى أهمِّ المعايير لبناء زواج ناجح وسعيد، دعونا نطبِّق هذه المعايير في مواقف حيَّة على أرض الواقع علَّها تعم بالفائدة على بعض الأزواج الواقعين في مواقف مماثلة.
كيف تتعامل كشريك حياة في هذه المواقف؟
من أهمِّ المواقف التي يمكن أن تمرَّ على أي زوجين وقد تصنع فارقًا في حياتهما الزوجيَّة بالإيجاب أو السلب ما يلي:
وقت المرض
وقت المرض أكثر ما عليك فعله كشريك حياة هو الآتي:
- عدم التقليل من قدر الألم والمعاناة التي يواجهها زوجك/زوجتك.
- تقديم الحلول المريحة له من وجهة نظره، وليس ما تراه أنت صحيحًا في المطلق.
- القراءة عن الحالة الصحيَّة التي يمرَّ بها (زوجك/زوجتك) لتفهم ما يشعر به، وتعرف كيفيَّة الاعتناء به.
- الاستمرار في ممارسة روتين حياتكما اليومي معًا وكأنَّ شيئًا لم يتغيَّر.
الغياب الطويل
لا شكَّ أنَّ فترات الغياب والسفر الطويل قد تصيب الزوجين بالوحدة والضياع، لذلك لا بدّ لهما من عمل خطَّة محكمة للحفاظ على توازن ونجاح زواجهما، وهنا يظهر الفارق بين مجرَّد زوجين أو شريكي حياة.
لا بد أن تنطوي هذه الخطَّة على الخيارات التالية:
- تخصيص أوقات ثابتة يوميًّا للتحدُّث، ولا مانع من ممارسة بعض الهوايات معًا، أو مشاركة ما يقوم به كلا منهما مع الآخر.
- تجنَّب القلق أو الشكّ المفرط في ما قد يقوم به أحدهما في غياب الآخر، وذلك لأنَّ هذا الفعل يضع الطرفين في ضغوطات نفسيَّة هائلة، تضطرهما إلى البعد والجفاء رغبة في أخذ قسط من الراحة.
- عمل خطط سويًّا عمّا يرغبا في القيام به بعد انتهاء فترة السفر على أن تتميَّز هذه الخطط بصنع لحظات رائعة من المرح والمتعة.
الأزمات الماديَّة
أفضل ما يمكن فعله للحفاظ على الحياة الزوجيَّة وقت الأزمات الماديَّة هو ما يلي:
- عدم إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
- احترام رغبة الزوج في عدم الكلام عن الأزمة وحلولها باستمرار، وذلك لأنَّ طبيعة الرجل مُحبَّة للانعزال قليلًا وقت الأزمات على عكس المرأة التي ترى أنَّ الحديث هو ملاذها وقت الأزمات.
- المشاركة معًا في تخفيف وطأة الأزمة من خلال تقليل بعض النفقات على سبيل المثال، وعدم ترك حلّ الأمور للزوج فقط باعتباره المسؤول عن الأسرة.
في نهاية حديثنا عن كيفيَّة الحصول على حياة زوجيَّة أكثر سعادة ونجاحًا، نتمنَّى أن نكون قد أرشدناكم ولو قليلًا إلى الطريق الصحيح نحو الزواج الناجح، وتكوين علاقة قويَّة مع شريك الحياة.