تأثير الأفلام الإباحيَّة على رغبات وتوقُّعات الأزواج الجنسيَّة

في العصر الرقمي الحالي، أصبحت المواد الإباحيَّة أكثر انتشارًا وسهولة في الوصول، ممَّا أثار قلقًا متزايدًا بشأن تأثيرها على العلاقات الزوجيَّة. على الرغم من أنَّ البعض قد يراها وسيلة للاستكشاف أو الترفيه، إلا إنَّ لها آثارًا سلبيَّة على العديد من الأزواج. إذ يمكن أن تخلق توقُّعات غير واقعيَّة، وتؤدِّي إلى مسافة عاطفيَّة، وتغيِّر ديناميكيات الحميميَّة بين الزوجين. تأثير الأفلام الإباحيَّة على الرغبات قد يكون كبيرًا، حيث يستعرض هذا المقال كيف تؤثِّر مشاهدة الأفلام الإباحيَّة على رغبات الأزواج الجنسيَّة والضغوط التي قد تضعها على الزوجات، بالإضافة إلى الآثار النفسيَّة والعاطفيَّة المترتِّبة على ذلك.

 تشكيل الرغبات والتوقُّعات الجنسيَّة

تقدِّم الأفلام الإباحيَّة صورة غير واقعيَّة للجنس، حيث تركِّز على المبالغة في المظاهر الجسديَّة والأفعال الجنسيَّة، وتغفل عن الجوانب العاطفيَّة. عند مشاهدتها بانتظام، قد تتأثَّر توقُّعات الأزواج بشكل كبير بما يرونه، ممَّا يؤدِّي إلى فجوة بين التجربة الجنسيَّة الحقيقيَّة بين الأزواج، وبين الخيال الذي تزرعه الأفلام.

على سبيل المثال، قد يبدأ الزوج في الرغبة بممارسات جنسيَّة غير تقليديَّة شاهدها في الأفلام، حتى وإن كانت غير مريحة أو غير مرغوبة من قبل زوجته. يؤدِّي هذا إلى ضغوط على الزوجة لتلبية تلك التوقُّعات، ما يسبِّب توتُّرًا في العلاقة. ومع مرور الوقت، إذا تمَّ توجيه الرغبات بشكل أساسي من الأفلام الإباحيَّة، قد تصبح اللقاءات الجنسيَّة الحقيقيَّة غير مرضية للطرفين.

 أمثلة حول تأثير الأفلام الإباحيَّة على الرغبات الجنسيَّة

  • التوقُّعات الجسديَّة: بعد مشاهدة الأفلام الإباحيَّة، قد يتوقَّع الزوج أن تكون زوجته بمظهر مثالي مطابق لما يراه في الأفلام، ممَّا قد يشعر الزوجة بعدم الكفاية أو القلق بشأن مظهرها الجسدي أو أدائها الجنسي إذا شعرت بأنها تُقارن مع الصور المثاليَّة في الأفلام الإباحيَّة. هذه المقارنة غير الواقعيَّة قد تؤثِّر سلبًا على ثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها.
  •  الممارسات الجنسيَّة غير التقليديَّة: قد يرغب أحد الزوجين في تجربة ممارسات شاهدها في الأفلام، ممَّا يسبِّب ضغطًا مستمرًّا على الطرف الآخر للموافقة عليها، وقد يؤدِّي هذا الإلحاح إلى توتُّر متزايد في العلاقة إذا لم يكن الطرف الآخر مرتاحًا لهذه التجارب.
  • المبالغة في الأداء الجنسي: تُظهر الأفلام الإباحيَّة الجنس بأنَّه مستمرّ لفترات طويلة وبأداء عالٍ. هذا يجعل الأزواج يتوقَّعون الشيء نفسه من أزواجهم، ممَّا يسبِّب إحباطًا إذا لم يتمكنوا من مطابقة تلك التوقُّعات.
  • توقُّع الرضا الفوري: تصوِّر الأفلام الإباحيَّة النساء دائمًا جاهزات للرضا الجنسي. يمكن أن  تؤدِّي إلى شعور الزوج بالإحباط إذا لم تُلبَّى رغباته فورًا، ممَّا يضع ضغوطًا على الزوجة لتكون مستعدَّة في جميع الأوقات، ممَّا يزيد من الضغط عليها لتحقيق هذه التوقُّعات. يؤدِّي هذا بدوره إلى توتُّر وإجهاد عاطفي، خاصَّة إذا شعرت الزوجة بعدم القدرة على مواكبة هذه التوقُّعات بشكل مستمرّ. 
  • الضغط للتجديد المستمرّ: قد يتوقَّع الأزواج بعد مشاهدة الأفلام الإباحيَّة تجديدًا دائمًا في الحياة الجنسيَّة، ممَّا يضع عبئًا على الزوجة عادةً لمواكبة هذه التوقُّعات دون رغبتها.
  • التأثير على الاستجابة الجنسيَّة: قد يتأثَّر الزوج/الزوجة بإدمانه على التحفيز الذي تقدِّمه الأفلام الإباحيَّة، ما يجعل العلاقة الزوجيَّة الحقيقيَّة أقل إثارة له. يمكن أن يؤثِّر هذا على الزوجة/الزوج من خلال شعوره بعدم الرغبة، أو عدم القدرة على إرضاء زوجته،  ويؤدِّي هذا إلى الشعور بالإهمال والانفصال العاطفي، ممَّا قد يسبِّب توتُّرًا وإحباطًا عاطفيًّا.
  • التأثير على التواصل: قد تؤدِّي مشاهدة الزوجة للأفلام الإباحيَّة إلى تغييرات في طبيعة الحوار بين الزوجين حول الحميميَّة، حيث قد تجد صعوبة في التعبير عن رغباتها أو مناقشة توقُّعاتها بوضوح.

 تآكل الحميميَّة العاطفيَّة

إضافةً إلى التوقعات غير الواقعيَّة، يمكن أن تساهم الأفلام الإباحيَّة في تآكل الحميميَّة العاطفيَّة بين الزوجين. تُركِّز هذه الأفلام على الإشباع الجسدي دون الاهتمام بالجوانب العاطفيَّة، ممَّا يجعل الأزواج يهملون الجوانب العاطفيَّة الضروريَّة لبناء علاقة صحيَّة. هذا يؤدِّي في نهاية المطاف إلى إحساس بالانفصال العاطفي بين الزوجين، حيث يُصبح التركيز على تلبية الرغبات الجسديَّة فقط دون مراعاة الاحتياجات العاطفيَّة للزوجة.

الشعور بالذنب وتأثيره على الرغبة الجنسيَّة

غالبًا ما يشعر الأزواج الذين يشاهدون الأفلام الإباحيَّة بالذنب، ممَّا يؤدِّي إلى انسحابهم العاطفي والجنسي من العلاقة. هذه المشاعر قد تُسبِّب توتُّرًا بين الزوجين، حيث تفسِّر الزوجة هذا الانسحاب على أنَّه نقص في الاهتمام، ما يعمِّق الفجوة بينهما.

الإباحيَّة والضعف الجنسي

تشير بعض الدراسات إلى أنَّ الاستهلاك المستمرّ للأفلام الإباحيَّة قد يؤدِّي إلى ضعف جنسي مثل ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسيَّة مع الزوج/الزوجة. هذا يرجع إلى الاعتماد الزائد على التحفيز العالي الذي توفّره الأفلام، ممَّا يجعل من الصعب الوصول إلى نفس مستوى الإثارة في العلاقات الحقيقيَّة.

تأثير المواد الإباحيَّة على الزوجة نفسيًّا وعاطفيًّا

  • القلق والشك: قد تبدأ الزوجة في التساؤل عمَّا إذا كانت كافية لإرضاء زوجها، ممَّا يؤدِّي إلى مشاعر القلق والشك.
  • الانفصال العاطفي: يمكن أن تؤدِّي مشاهدة الزوج للأفلام الإباحيَّة إلى إحساس الزوجة بالانفصال، وعدم القدرة على بناء تواصل عاطفي.
  • تأثيرات طويلة الأمد: إذا استمرَّ الوضع دون معالجة، قد يتفاقم التأثير النفسي للزوجة ليشمل؛ مشاعر الاكتئاب، أو تدنِّي الثقة بالنفس.

 مواجهة التحدِّيات: الحوار والاستشارة

لمواجهة هذه التحدِّيات، يُعدُّ الحوار المفتوح بين الزوجين أمرًا ضروريًّا. يجب أن يتناقش الزوجان حول مشاعرهما ومخاوفهما والحدود المتعلِّقة بالعلاقة الجنسيَّة. إذا تم تجاهل هذه المحادثات، قد تتفاقم المشكلات.

يمكن أن تكون الاستشارة الزوجيَّة كذلك وسيلة فعّالة. يُمكن للمعالجين المتخصِّصين مساعدة الأزواج في التعامل مع هذه المشكلات، وإرشادهم في تطوير أنماط تواصل صحيَّة، ممَّا يُساعد على إعادة بناء الثقة والحميميَّة.

الأثر على التوقُّعات الجندريَّة

  • تحليل الأدوار الجندريَّة: غالبًا ما تعزِّز الأفلام الإباحيَّة الصور النمطيَّة حول الأدوار الجندريَّة، ممَّا قد يؤدِّي إلى ضغط على الزوجات لتلبية توقُّعات محدَّدة تتعلَّق بسلوكياتهنَّ الجنسيَّة.
  • إعادة تشكيل الديناميات: يمكن أن تؤثِّر التوقُّعات غير الواقعيَّة على الديناميات الزوجيَّة، ممَّا يؤدِّي إلى تقليل الشراكة والمساواة في العلاقة.

 الآثار طويلة الأمد على العلاقات

  • التغيُّرات في الاتِّصال: قد تتراجع جودة التواصل بين الزوجين نتيجة الضغوط النفسيَّة الناتجة عن التوقُّعات غير الواقعيَّة. التواصل الفعَّال هو أحد العناصر الأساسيَّة في العلاقات الصحيَّة، وتراجع هذه المهارة قد يؤدِّي إلى تفاقم المشكلات.
  • زيادة النزاعات: يمكن أن تساهم الضغوط الناتجة عن الأفلام الإباحيَّة في زيادة النزاعات بين الزوجين، ممَّا قد يؤدِّي إلى توتُّر العلاقات.

تأثير على الصحَّة النفسيَّة

  • الشعور بالانفصال: قد يشعر الزوجان بالانفصال العاطفي والذهني نتيجة التركيز المفرط على المحتوى الجنسي عوضًا عن التركيز على العواطف والاحتياجات الحقيقيَّة.
  • تأثير على الثقة بالنفس: تأثير المواد الإباحيَّة على ثقة الأفراد في أنفسهم وفي أزواجهم، يمكن أن يؤدِّي إلى مشاكل نفسيَّة مثل القلق والاكتئاب.

استراتيجيات للتعامل مع التأثيرات السلبيَّة

  • التثقيف الجنسي: تعزيز التعليم حول العلاقات الصحيَّة، والتواصل، والصحَّة الجنسيَّة يمكن أن يساعد الأزواج على فهم كيفيَّة تأثير المواد الإباحيَّة على علاقاتهم.
  • تشجيع الممارسات الإيجابيَّة: دعم الأزواج في استكشاف أساليب جديدة للتواصل الجنسي، وإعادة بناء الرغبة، مع التركيز على الاتِّصال العاطفي.

 خرافات حول الإباحيَّة وتأثيرها على الزواج

عندما يتعلَّق الأمر بالعلاقة بين استخدام الإباحيَّة والزواج، تكثر الأساطير التي تحتاج إلى دحض، حتى يتمكَّن الأزواج من التعافي واستعادة حياتهم الشخصيَّة بشكل صحِّي. فهم الحقائق خلف هذه الأساطير، يسهم في تحسين الوعي بتأثير الإباحيَّة على العلاقة الزوجيَّة، وهنا ثمانية منها شائعة:

الخرافة الأولى: مشاهدة الإباحيَّة أكثر إثارة وإشباعًا من الجنس الزوجي الصحِّي  

واحدة من أبرز الأساطير التي تروِّجها صناعة الإباحيَّة هي أنَّ مشاهدتها تُعتبر مصدرًا أعلى للإثارة مقارنة بالعلاقة الزوجيَّة. غير أنَّ الإباحيَّة تعتمد على التكرار والإثارة اللحظيَّة، دون الإشباع المستدام. مثل النار التي تشتعل بسرعة، تأثير الإباحيَّة سريع الزوال، بينما الجنس في العلاقة الزوجيَّة يُبنى ببطء ويزداد عمقًا ورضا بمرور الوقت، مدعومًا بمشاعر المودَّة التي تعزِّز الإشباع بين الزوجين.

الخرافة الثانية: الجنس حاجة ملحَّة تدفع الأفراد نحو الإباحيَّة  

يعتقد البعض أنَّ الجنس “حاجة” أساسيَّة، ولكن في الواقع الجنس رغبة، وليس ضرورة حيويَّة مثل الماء أو الطعام. قد يكون غيابه تحدِّيًا ولكنَّه لا يُسبِّب الوفاة. تعتبر الرغبة الجنسيَّة جزءًا من حياة الفرد، وتكون أكثر إشباعًا عند ممارستها ضمن علاقة زوجيَّة صحيَّة.

الخرافة الثالثة: إذا لجأ أحد الزوجين إلى الإباحيَّة، فهو نتيجة لتقصير الزوج/ الزوجة 

من المفاهيم الخاطئة تحميل الزوج/ الزوجة مسؤوليَّة لجوء الطرف الآخر للإباحيَّة. فرغم اختلافات الأزواج، فإنَّ قرار مشاهدة الإباحيَّة يعود للشخص نفسه، وهو مسؤول عن تبعات سلوكه، بغضِّ النظر عن ظروف العلاقة.

الخرافة الرابعة: إدمان الإباحيَّة يقتصر على الرجال فقط  

رغم أن الرجال يشكِّلون النسبة الأكبر من مستخدمي الإباحيَّة، فإنَّ النساء يشكِّلن حوالي ثلث المستخدمين أيضًا، وغالبًا ما يتمثَّل استخدامهن في الصور الحسِّيَّة أو القصص الرومانسيَّة. الأمر الذي يجعل من الصعب اكتشاف هذا الاستخدام أو الإدمان، إذ يتردَّدن في الإفصاح عنه، خوفًا من الوصمة الاجتماعيَّة.

الخرافة الخامسة: إدمان الإباحيَّة مجرَّد تصرُّف أناني  

عندما يؤثِّر استخدام الإباحيَّة على الحياة الزوجيَّة، يمكن تصنيفه كنوع من الإدمان الذي يتطلَّب العلاج، مثل الإدمان على المواد الأخرى. يتجاوز الإدمان السلوك الفردي ليمسّ العلاقات الأسريَّة بشكل عام، لذا فالبحث عن المساعدة المهنيَّة يعدُّ ضروريًّا.

الخرافة السادسة: المدمن على الإباحيَّة يسعى للمزيد من الجنس  

قد يبدو للبعض أنَّ مدمني الإباحيَّة يبحثون عن المزيد من الجنس، لكن الحقيقة أنَّ الإباحيَّة غالبًا ما تُستخدم كوسيلة للهروب من المشاعر الصعبة، مثل الشعور بالوحدة أو الضغط النفسي. وبذلك، فهي تعتبر أداة للهروب أكثر من كونها بحثًا عن العلاقة الجنسيَّة.

الخرافة السابعة: اللُّجوء إلى الإباحيَّة يعني فقدان الزوج / الزوجة للجاذبيَّة  

تظنُّ بعض الزوجات أو الأزواج أنَّ استخدام الطرف الآخر للإباحيَّة يعني أنَّه لم يعد يجدهم جذَّابين، إلا إنَّ الإدمان على الإباحيَّة في الواقع نادرًا ما يكون له علاقة بجاذبيَّة الطرف الآخر، بل هو نتيجة عوامل أخرى نفسيَّة وسلوكيَّة.

الخرافة الثامنة: بمجرَّد التوقُّف عن مشاهدة الإباحيَّة، يعود الزواج إلى سابق عهده  

غالبًا ما يعتقد الأزواج، أنَّ التوقف عن مشاهدة الإباحيَّة كافٍ لاستعادة علاقتهم كما كانت. غير أنَّ العلاقات التي تتأثَّر بالإباحيَّة تحتاج إلى جهود متواصلة لإعادة بناء الثقة وتعزيز الصحَّة النفسيَّة لكلا الزوجين، فالأمر يتطلَّب التعافي والعمل المشترك ليكون الزواج صحيًّا ومستدامًا.

خاتمة

يمكن للأفلام الإباحيَّة أن يكون لها تأثير كبير، وغالبًا ما يكون سلبيًّا، على رغبات الأزواج الجنسيَّة وما يفرضونه من ضغوط على زوجاتهم. حيث تؤدِّي التصوّرات غير الواقعيَّة التي تقدِّمها إلى تشويه التوقُّعات، وتقليل الحميميَّة العاطفيَّة، بل وقد تؤدِّي إلى ظهور سلوكيَّات إدمانيَّة وضعف جنسي. للأزواج الذين يواجهون هذه التحدِّيات، يعدُّ الحوار المفتوح والإرشاد المهني خطوات أساسيَّة نحو استعادة الحميميَّة والثقة في العلاقة.

يتطلَّب التعامل مع تأثير الإباحيَّة التزامًا متبادلًا بالرفاهيَّة العاطفيَّة والجنسيَّة. وباستخدام الأدوات الصحيحة، يمكن للأزواج التعامل مع المشاعر المعقَّدة الناجمة عن استهلاك المواد الإباحيَّة، وخلق علاقة تقوم على الاحترام المتبادل، والفهم، والحميميَّة الحقيقيَّة.

المصدر
MentalHealth.com. (n.d.). How pornography distorts intimate relationshipsHealthy Male. (n.d.). Could what turns you on be turning you off?Colón, C. L. (2020). The effects of pornography on adult males’ relationships. Open Access Journal of Addiction and Psychology, 4(2)Kraus, S. W., Martino, S., & Potenza, M. N. (2019). Clinical characteristics of men interested in seeking treatment for use of pornography. Journal of Clinical Medicine, 8(6), 914Integrity Restored. (n.d.). Pornography and marriage: Eight myths
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى