الاستمناء  الذاتي والزواج

اقرأ في هذا المقال
  • حقائق عن الاستمناء
  • بعض الخرافات الشائعة المتعلِّقة بالاستمناء
  • فوائد وعيوب الاستمناء الذاتي
  • الآثار السلبيَّة للاستمناء الذاتي التي تمَّ رصدها من قِبل الأزواج
  • بعض الإرشادات للتحدُّث مع (زوجك/زوجتك) عن الاستمناء الذاتي

يُعَدُّ الاستمناء الذاتي (أو ما يُعرف باسم العادة السريَّة) سلوكًا شائعًا وصحيًّا، ولكن يمكن أن يكون موضوعًا صعبًا للمناقشة. حتى أنَّ البالغين الذين لديهم علاقات جنسيَّة أو رومانسيَّة أو علاقات حميمة أخرى قد يشعرون بالحرج من طرحها ومناقشتها، وهو من المواضيع التي تبدو “من المُحرَّمات” التي لا يتحدَّث عنها الأزواج بصراحة.

أحد الأسباب التي تجعل الناس يجدون صعوبة في مناقشة الاستمناء الذاتي، هو أنَّ هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي لا تزال قائمة، على الرغم من الأدلَّة على أنَّ الاستمناء الذاتي أمر طبيعي وصحِّي، ويمكن أن يكون مفيدًا، بغضِّ النظر عن حالة الشخص الاجتماعيَّة.

قد يشعر الشخص أيضًا، بشكلٍ مختلف تجاه الاستمناء الذاتي (العادة السريَّة)، عندما يكون عازبًا مقابل عندما يكون متزوجًا. على سبيل المثال، قد تقلق من أنَّ رغبة (زوجك/زوجتك) في ممارسة الاستمناء الذاتي، تعني أنَّك لا تلبِّي احتياجاته الجنسيَّة، ولكن هذا ليس هو الحال بالضرورة.

إذا كنت ترغب في الاستمرار أو البدء، في ممارسة الاستمناء الذاتي عندما تكون متزوّجًا، فهذا لا يعني بالضرورة، أنَّ هناك أي شيء “خطأ” معك أو مع (زوجك/ زوجتك)، أو في علاقتكما الجنسيَّة.

حقائق عن الاستمناء

على الرغم من كون الاستمناء سلوكًا صحيًّا تمامًا، غالبًا ما يشعر الناس بالحرج من التحدُّث عنه. قد تكون هذه المشاعر، ناتجة جزئيًّا عن الرسائل السلبيَّة أو المختلطة أو حتى الزائفة تمامًا، التي يتلقَّاها الأشخاص حول موضوع الاستمناء الذاتي.

إذا كان الاستمناء الذاتي جزءًا من حياتك الجنسيَّة وتعبيراتك الجنسيَّة، فمن المهمّ أن تكون لديك الحقائق عن بعض الخرافات الشائعة الأخرى، المتعلِّقة بالاستمناء :

  • الاستمناء  يسبِّب حبّ الشباب.
  • الاستمناء  يسبِّب السرطان.
  • الاستمناء يسبِّب ظهور الشعر على باطن اليدين.
  • يصيبك الاستمناء  بالعمى.
  • الاستمناء يغيِّر حياتك الجنسيَّة.
  • الاستمناء غير طبيعي.
  • يتسبَّب الاستمناء في انكماش القضيب.
  • يسبِّب الاستمناء التهابات في المناطق التناسليَّة.
  • يعيق الاستمناء نموَّك الاجتماعي أو العاطفي.
  • الاستمناء يسبِّب المرض العقلي.
  • الاستمناء يسبِّب العقم.
  • الاستمناء يحوِّلك إلى منحرف.
  • الاستمناء مضرّ لك.
  • الاستمناء يسبِّب مخاطر صحيَّة.
  • لا ينبغي أبدًا ممارسة الاستمناء كزوجين.
  • الاستمناء بجهاز الهزَّاز سوف يضر أعضاءك التناسليَّة.
  • الاستمناء يفسد زواجك.
  • يعتبر الاستمناء شكلًا من أشكال الغشّ.
  • لا توجد فوائد صحيَّة للاستمناء.

من أين تأتي هذه المعتقدات الخاطئة عن الاستنماء الذاتي؟

  • الرسائل الإعلاميَّة القديمة حول الجنس. 
  • رسائل دينيَّة تدَّعي خطورة العادة السريَّة أو الاستنماء الذاتي.
  • الرسائل الثقافيَّة أو المعتقدات العائليَّة التي تصم المتعة الذاتيَّة والتعبير الجنسي بشكل عام.
  • برامج التربية الجنسيَّة غير الفعَّالة أو الصارمة التي تعزِّز السلبيَّة الجنسيَّة.
  • على الرغم من هذه الادِّعاءات، بأنَّ الاستنماء الذاتي غير صحِّي أو ضار، فإنَّ الحقيقة هي أنَّ الآثار الجانبيَّة للاستنماء الذاتي إيجابيَّة بشكلٍ عام.

الاستمناء والزواج

ليس من الغريب أن يمارس الناس الاستمناء الذاتي، بالإضافة إلى ممارسة الجنس بانتظام مع أزواجهم. إذ من الصحِّي ممارسة الاستمناء الذاتي إذا كنتما أزواجًا، طالما أنَّ السلوك لا يتعارض مع العلاقة الجنسيَّة الحميمة التي لديكما  في الواقع، فالاستمناء الذاتي هو جزء من الذخيرة الجنسيَّة للعديد من الأزواج.

ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأزواج، قد يشعر بعضهم بالقلق بعد اكتشاف أنَّ (زوجه/ زوجته) يمارس الاستمناء الذاتي. قد يؤدِّي هذا الاكتشاف إلى الشعور بعدم الكفاءة الجنسيَّة؛ لأنهم قلقون من أنَّ رغبة (زوجه/ زوجته) في ممارسة الاستمناء الذاتي، هي إشارة إلى أنَّهم لا يعطونهم ما يحتاجونه جنسيًّا، أو أنَّ (زوجه/ زوجته) لم يعد ينجذب إليهم بعد الآن.

بالنسبة للأزواج الآخرين، تُعدّ العادة السريَّة نشاطًا منفردًا ممتعًا، أو مشتركًا مع أزواجهم الذين أفادوا بأنهم سيثارون إذا اكتشفوا أن (زوجه/ زوجته) كان يمارس العادة السريَّة. يقول آخرون أنّهم يشعرون بالإثارة إذا شاهدهم (زوجه/ زوجته) وهم يمارسون العادة السريَّة، أو أنهم يستمتعون بمشاهدة (زوجه/ زوجته) وهو يستمني.

فوائد الاستمناء الذاتي

يمكن أن يكون الاستمناء مفيدًا للأفراد والأزواج. أظهرت الأبحاث أنَّ الاستمناء يمكن أن يحسِّن إحساس الشخص بالعافية الجنسيَّة، ويؤدِّي إلى الشعور بالتمكين الجنسي، بل ويقلِّل من الإجهاد. يمكن أن يكون للاستمناء بمفردك أو مع (زوجك/زوجتك) تأثير محفِّز وإيجابي بشكلٍ عام على الرغبة الجنسيَّة.

يجد بعض الناس، أنَّ الاستمناء الذاتي  يؤدِّي إلى اكتشاف الذات. يمكن أن يساعدك الاستمناء في التعرُّف على ما تحبُّه وما لا تحبّه جنسيًّا. يمكن أن يساعدك أيضًا في معرفة كيف تحتاج إلى التحفيز لتحقيق النشوة الجنسيَّة.

يُعدُّ فهم تفضيلاتك الجنسيَّة مفيدًا في النهاية لعلاقتك الجنسيَّة الزوجيَّة المتبادلة. أظهرت الأبحاث أنَّ ممارسة الاستمناء  الذاتي  أثناء وجودك في علاقة زواج صحيَّة، يمكن أن تحفِّز على المزيد من النشاط الجنسي المتبادل.

يمكن أن يكون الاستمناء أيضًا، أداة مفيدة وصحيَّة للأزواج الذين لديهم مستويات مختلفة من الرغبة في ممارسة الجنس، خاصَّة من حيث التكرار، ممَّا يوفر للزوج/ للزوجة الأعلى رغبة جنسيَّة، منفذًا صحيًّا لرغبتهم.

في حين أنَّ الاستمناء يمكن أن يملأ الفراغ، إذا كان أحد الزوجين غير راغب أو غير قادر على الانخراط في نشاطٍ جنسي متبادل، فإنَّ الناس يبلِّغون أيضًا عن ممارسة الاستمناء  الذاتي،  عندما يكونون في علاقات زوجيَّة ذات رضا جنسي مرتفع.

غالبًا ما يشعر الناس بتحسُّن بعد ممارسة الجنس الممتع، سواء كان ذلك منفردًا أو متبادلًا. يمكن أن يضمن الاستمناء، أنَّ كل زوج قادر على التمتُّع بالعديد من فوائد الجنس وتلبية احتياجاته بطريقةٍ صحيَّة.

عيوب الاستمناء الذاتي

في حين أنَّ هناك عددًا من فوائد الاستمناء للأشخاص المتزوِّجين، إلا أنَّ هناك أيضًا، بعض العيوب المحتملة، بدءًا من احتماليَّة سوء الفهم.

يصبح الموضوع أكثر تعقيدًا بسبب حقيقة، أنَّ الأشخاص في العلاقات الزوجيَّة قد يعرِّفون الاستمناء بشكلٍ مختلف. يعتبر بعض الناس، أنَّ الاستمناء هو مجرَّد عمل منفرد، بينما يعتبرها البعض الآخر شيئًا يمكن للزوجين القيام به معًا. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أنَّ بعض الأشخاص لا يعتبرون الأفعال الجنسيَّة المحفِّزة للذات بمثابة ممارسة العادة السريَّة، إذا لم تحدث النشوة الجنسيَّة الإيلاجيَّة.

قد يكون لدى الأزواج أفكار مختلفة وحتَّى متضاربة حول ما يشكِّلهُ الاستمناء الذاتي. لمنع سوء الفهم، يجب مناقشة هذه التعريفات وتوضيحها بشكلٍ مفتوح.

ما هي الآثار السلبيَّة للاستمناء الذاتي التي تمَّ رصدها من قِبل الأزواج؟

1.الإحساس بمشاعر النقص

قد يبلِّغ (الزوج/ الزوجة) الذي لا يمارس الاستمناء، عن مشاعر خيبة الأمل أو القلق أو الخوف، عند معرفة أنَّ (زوجه/زوجته) يمارس الاستمناء.

قد يلوم أحد الزوجين الذي لا يمارس الاستمناء نفسه، أو يضع افتراضات حول مشاعر أو دوافع زوجه/زوجته (على سبيل المثال، التفكير في أنَّهُ يجب أن يشعر بالملل أو الاستياء أو الاستياء من علاقته الجنسيَّة، إذا شعر بالحاجة إلى ممارسة الاستمناء).

2. بديل عن العلاقة الحميمة

على الرغم من أنّ الاستمناء في الغالب سلوك صحي، إلا أنَّ هناك أوقاتًا يكون فيها أو يمكن أن يصبح غير صحيّ. على سبيل المثال، إذا كان الشخص غير قادر على العمل في حياته اليوميَّة، أو غير قادر على تحمُّل مسؤوليَّاته في المنزل، أو المدرسة، أو العمل، أو يعاني من مشكلة صحيَّة تتعلَّق بالاستمناء المفرط، فلن يتمّ النظر إلى الاستمناء، في هذه الحالة، على أنّه سلوك صحي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الاستمناء سلوكًا غير صحي عندما يستخدمه شخص ما لتجنُّب علاقته، أو كبديل عن العلاقة الحميمة مع الزوج/الزوجة، أو عندما يكون من أعراض الإدمان الجنسي. عند ممارسة الاستمناء  بدرجة مفرطة، يمكن أن يؤدِّي إلى انخفاض الرِّضا الجنسي بمرور الوقت ويتداخل مع علاقتك الزوجيَّة، ومجالات أخرى في حياتك.

3. فقدان الثقة

عندما يشعر الأزواج أنهم لا يستطيعون التحدُّث بحريَّة عن موضوع الاستمناء، فقد يسبِّب ذلك السريَّة أو حتى الخزي. قد يشعر (الزوج/الزوجة) الذي يمارس الاستمناء بالذنب، إذا لم تتمّ مناقشة هذا السلوك علانيَّة. وبالمثل، إذا اكتشف شخص ما أنَّ (زوجه/زوجته) يمارس الاستمناء “سرًّا”، فقد يشعر أنَّهُ قد تمَّ إبعاده عن شيءٍ ما.

إذا لم يتمّ التعبير عن مخاوف الزوجين أو الاعتراف بها، فليس هناك فرصة لمناقشة حقيقة الموقف.

قد يحتاج الشخص ببساطة إلى طمأنة (زوجه/ زوجته) بأنَّهُ لا يمارس الاستمناء لتلبية الاحتياجات التي لم تتمّ تلبيتها في العلاقة الزوجيَّة. ومع ذلك، عندما يكون أحد الأزواج غير راضٍ ويحفِّز الآخر على الانخراط في ممارسة الاستمناء، فهذا يحتاج أيضًا، إلى معالجة ومناقشة.

هل من الأفضل عدم استحضار الخيال؟

في حين إنَّ التخيُّل أمر شائع، لا سيَّما بين الرجال الذين غالبًا ما يعتمدون على العناصر المرئيَّة للإثارة، فمن الممكن لأي شخص، أن يمارس الاستمناء دون تخيُّل.

إذا كنت تفضِّل استخدام الخيال، فقد أشار بحث أُجري في عام 2018، إلى أنَّ التخيُّل بشأن شريكك يمكن أن يزيد من الإثارة، بل ويعزِّز علاقتك: “تمَّ التواصل مع جميع الأجناس بشكلٍ متكرِّر لربط المتعة الذاتيَّة بالتخيُّل، ولكن العديد من الأشخاص يستخدمون تقنيات اليقظة للبقاء على اتِّصال مع الحواسّ والإحساس الحالي، بدلاً من استخدام التخيُّلات كمصدر للإثارة والرغبة أثناء الاستمتاع الذاتي”.

لكن، هل التخيُّل يعتبر خيانة؟

إنَّ بعض الأزواج يشعرون أنَّ مجرد التفكير في ممارسة الجنس مع شخصٍ آخر هو خيانة. التخيُّل باستحضار شخص آخر ليست فكرة قابلة للتأييد، إلا إذا اتَّفق الزوجان بشكلٍ متبادل على أنَّ ذلك عنصر مقبول في علاقتهما.

عندما تحبّ ممارسة التخيُّل، يفضَّل أن يكون التخيُّل بشأن (زوجك/زوجتك)، لأنَّهُ يمكن أن يساعد في جلب المرح وطرق مختلفة لممارسات المتعة الذاتيَّة.

ما هو مناسب لكما كزوجين؟

يمكن أن تكون الأبحاث والآراء والنصائح حول الاستمناء وآثاره المحتملة على علاقة الزواج، متضاربة ومربكة، وحتى غير دقيقة تمامًا.

فيما يتعلَّق بزواجك، فإنَّ الأمر يتعلَّق حقًا بتفضيلاتكما الشخصيَّة. ما يصلح لزوجين آخرين قد لا يصلح في علاقتكما. ستحتاجان إلى إجراء مناقشة مفتوحة وصادقة حول الاستمناء، كل شيء من كيفيَّة تعريفكما له، إلى ما تشعران به حيال ذلك.

هذه بعض الإرشادات للتحدُّث مع (زوجك/زوجتك) عن الاستمناء الذاتي:

  • اعرف ما تحتاجه وتريده أولا.
  • امنح الطرف الآخر مساحة للنظر في مشاعره.
  • كن واضحًا بشأن ما توافق عليه، وتختلف عليه.
  • تعامل مع أي اختلافات كفريق واحد، وليس من هو على صواب أو خطأ.
  • يجب أيضًا التحقُّق، مع بعضكما البعض بشكل دوري، حول احتياجاتكما، وما إذا كانت التوقُّعات قد تمَّ تلبيتها، أو تحتاج إلى تعديل.

للتأكُّد من أنكما في نفس الاتِّجاه، ضع في اعتبارك الأسئلة التالية:

  • هل تحتاج إلى الخصوصيَّة من أجل المتعة الذاتيَّة؟
  • كم من الوقت تحتاج للاستمتاع بالذات، وأين؟
  • هل هناك وقت مفضَّل من اليوم؟
  • هل استخدام الإباحيَّة مقبول؟
  • هل التخيُّلات مقبولة؟
  • هل تريد التحدُّث عن التفاصيل مع بعضكما البعض؟

يجد العديد من الأزواج، أنَّ الاستمناء يصبح مشكلة فقط، إذا كان يقطع الإحساس بالثقة أو الحميميَّة في علاقتهم.

إذا كانت لديكما كزوجين، أسئلة أو مخاوف، بشأن الاستمناء أو أي عنصر من عناصر علاقتكما الجنسيَّة، فقد تجد أنَّهُ من المفيد العمل مع أخصائي نفسي، أو معالجٍ جنسي.

المصدر
By Andrea Rice, Medically reviewed by Jennifer Litner, Ph.D. – Psychcentral - 2021By Morgan Mandriota, Medically reviewed by Janet Brito, Ph.D. – Psychcentral - 2022By Sheri Stritof , Medically reviewed by Amy Morin (Licensed Clinical Social Worker & Psychotherapist) – verywellmind - 2021
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى