كيف يمكننا فهم تأثير التهابات الجهاز التنفُّسي على الصحَّة الإنجابيَّة؟

اقرأ في هذا المقال
  • هل يؤثِّر التهاب الجهاز التنفُّسي على الصحَّة الإنجابيَّة؟
  • كيف يمكن أن يحسِّن مرضى التهابات الجهاز التنفُّسي من حياتهم الزوجيَّة؟
  • كيف يمكننا فهم تأثير الجانب النفسي لمصابي التهاب الجهاز التنفُّسي على الناحية الزوجيَّة والجنسيَّة؟

ما علاقة التهابات الجهاز التنفُّسي بالصحَّة الإنجابيَّة؟

يوجد تأثير مؤكَّد لصحَّة الجهاز التنفُّسي على الصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة بين الأزواج، وإن لم يكن الأمر كذلك فيمكننا ربط صحَّة الجهاز التنفُّسي بالصحَّة النفسيَّة المؤثِّرة بصورة مباشرة على العلاقة الزوجيَّة، إذ إنّ جسم الإنسان في النهاية عبارة عن وحدة واحدة، ممَّا يعني أنَّ أجهزته مترابطة بشكل أو بآخر، لذا سنحرص في هذه المقالة على تغطية الموضوع من جوانب عدَّة.

ما هي التهابات الجهاز التنفُّسي؟ 

تعدّ التهابات الجهاز التنفُّسي من الأمراض التي تنتقل بالعدوى وتؤثِّر مباشرة على الجهاز المسؤول عن التنفُّس لدى الإنسان، وينقسم هذا الجهاز إلى نوعين أساسيِّين كما يأتي: 

  • الجهاز التنفُّسي العلوي: يكون تأثير التهاب الجهاز التنفُّسي العلوي مرتبطًا بالحلق والجيوب الأنفيَّة، وتظهر أعراضه  إمَّا على هيئة زكام، أو التهاب في الحنجرة، أو التهاب في البلعوم، أو التهاب الجيوب الأنفيَّة، أو التهاب لسان المزمار، أو مزيج من هذه الأمور.
  • الجهاز التنفُّسي السفلي: يكون تأثير التهاب الجهاز التنفُّسي السفلي مرتبطًا بالرئتين والشعب الهوائيَّة، كما يعاني منه المريض لفترة أطول لدى مقارنته بالنوع الأوَّل، لذا فإنَّه يعدّ أكثر خطورة، أمَّا بالنسبة لأعراضه فتكون إمّا على هيئة سعال وحمَّى، أو التهاب شعب هوائيَّة، أو التهاب قصيبات، أو عدوى في الصدر أو التهاب رئوي، أو مزيج من هذه الأمور.

كيف تؤثِّر التهابات الجهاز التنفُّسي على الصحَّة الإنجابيَّة أو الجنسيَّة بين الأزواج؟

تؤدِّي التهابات الجهاز التنفُّسي إلى ظهور العديد من المشاكل المرتبطة بالصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة بين الأزواج بطريقة لا يمكن التغاضي عنها، ومن أبرز هذه المشاكل ما يأتي: 

أولًا: تثبيط الرغبة الجنسيَّة بين الأزواج

تؤدِّي التهابات الجهاز التنفُّسي إلى شعور الفرد بالإعياء والإرهاق العام، ولا بدّ بأنّك قد جربت هذا سابقًا فالتعب عمومًا يؤدِّي إلى شعورك بانعدام الرغبة في القيام بأي عمل من الأعمال اليوميَّة البسيطة بسبب فقدان الطاقة اللازمة لذلك، فضلًا عن ذلك فإنَّ التهابات الجهاز التنفُّسي قد تؤدِّي إلى نقص كميَّة الأكسجين في بعض الحالات، وبالتالي سيشعر المصاب بضيق في النفس ممَّا يثبِّط من رغبته الجنسيَّة مباشرةً بسبب خوفه من الشعور بضيق إضافي أثناء الجماع مع زوجته، أمّا بالنسبة للناحية النفسيَّة فقد يشعر الفرد أحيانًا بتغيُّر في مظهره الخارجي حتى لو لم يكن هذا الأمر ملحوظًا، فتراه ينأى بنفسه بسبب شعوره بانعدام الجاذبيَّة المعتادة.

تتسبَّب أيضًا بعض الأدوية المستخدمة في علاج التهابات الجهاز التنفُّسي في تثبيط الرغبة الجنسيَّة، ويمكننا تفسير ذلك بانشغال المصاب بمشاكل أخرى قد تسيطر عليه بعد تناولها، ومن أمثلة ذلك ما يأتي: 

  • الغثيان والصداع والشعور بالأرق بعد تناول الثيوفيلين.
  • سهولة الإصابة بالكدمات، والمعاناة من السمنة الناتجة من احتباس السوائل بعد العلاج بالستيرويد.

ثانيًا: تثبيط الإثارة الجنسيَّة لدى الرجال والنساء

يرتبط العجز الجنسي لدى الرجال بالأمراض المزمنة بشكل عام وبالتهابات الجهاز التنفُّسي بشكلٍ خاصّ أيضًا، فقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين ضعف الانتصاب والانسداد الرئوي المزمن على سبيل المثال، وقد ربط العلماء هذا بالناحية النفسيَّة للمصاب، أمَّا بالنسبة للعجز الجنسي لدى النساء، فإنَّ الدراسات المتوفِّرة عن ارتباطها بأمراض الجهاز التنفُّسي نادرة، ومع ذلك يمكننا استنتاج ارتباط إمكانيَّة إثارتهم من الناحية الجنسيَّة بالصحَّة النفسيَّة التي تتأثَّر بالأمراض الأخرى بصورة تلقائيَّة، إضافةً إلى ذلك فإنَّ لبعض المركَّبات كالأتروبين تأثيرات سلبيَّة على الإفرازات المهبليَّة، ممَّا يعني جفاف المهبل، وبالتالي عسر الجماع لاحقًا.

ثالثًا: صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسيَّة أثناء الجماع

لا توجد علاقة مباشرة بين الوصول إلى النشوة الجنسيَّة والتهابات الجهاز التنفُّسي، لكن يمكننا ربطها بالاضطرابات النفسيَّة التي قد يعاني منها المصاب، لذا يمكننا الجزم بأنَّ شدَّة المرض لا تعني بالضرورة صعوبة الشعور بالنشوة الجنسيَّة أثناء الجماع، إذ إنّ الأمر يعتمد على الناحية النفسيَّة للمصاب فقط.

كيف يمكن للمصابين بالتهابات الجهاز التنفُّسي التعامل مع الزوج أو الزوجة من الناحية الفسيولوجيَّة؟

علينا إدارك حقيقة مفادها، أنّ المصابين بالتهابات الجهاز التنفُّسي سيميلون بصورة أكبر للأنشطة التي لا تتطلَّب بذل جهد كبير، لذا لا بدّ من أن ننصحهم باختيار الطرق التي تجعلهم يصلون إلى أكبر قدر ممكن من المتعة في العلاقة الزوجيَّة مع استهلاك أقل قدر من الطاقة، ومن الأمثلة على أهمِّ الأفكار التي يمكننا تقديمها يأتي: 

  • الجماع من القضيب إلى المهبل والذي يعادل مشي نحو 3 أميال تقريبًا.
  • اختيار الوقت المناسب للجماع والذي تكون فيه طاقة الجسم أكبر ما يمكن.
  • اختيار الوضعيَّات الجنسيَّة المناسبة والأكثر راحة.
  • الجماع بعد استخدام أجهزة استنشاق الأكسجين مباشرةً أو بعد العلاج الطبيعي.
  • منع الطرف الآخر من الضغط على منطقة الصدر أثناء العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة.
  • استخدام حوض مائي للجماع.

كيف يمكننا تحسين الحالة النفسيَّة لمصابي التهابات الجهاز التنفُّسي للحدِّ من تأثيرها على الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة؟

تتركّز الجهود في هذا الجانب على تعزيز ثقة المصاب بنفسه، ورفع مستوى احترامه لذاته، كما يمكننا البدء بعلاج مشكلة الاكتئاب في حال ظهورها، ويمكن أن يبدأ الحلّ من تقديم أمثلة حقيقيَّة أو قصص خياليَّة عن مرضى مصابين بالمشكلة ذاتها ومع ذلك كانوا قادرين على الاستمرار في حياتهم الزوجيَّة بطريقة رائعة على الرغم من معاناتهم من ضيق النفس أحيانًا، إضافةً إلى ما سبق، فلا بدّ من الاهتمام بتفاعل المصاب مع المجتمع، فالانعزال هو أكثر المسبِّبات الحقيقيَّة للأمراض والمشاكل النفسيَّة التي قد تصل إلى الاكتئاب في كثير من الأحيان.

هل يمكننا علاج التهابات الجهاز التنفُّسي العلوي بالمضادَّات الحيويَّة؟

في حال كان الالتهاب سببه فيروسيًّا فإنَّ المضادَّات الحيويَّة لن تكون نافعة، لذا ننصحك بالالتزام بشرب السوائل الساخنة والراحة قدر الإمكان، كما يمكنك تناول المسكّنات عند الحاجة، أمّا إذا كان السبب بكتيريًّا فيمكنك تناول المضادَّات الحيويَّة للعلاج بالطبع، ومن ذلك الأموكسيسيلين لتخفيف التهاب الحلق مثلًا.

هل يمنع مرضى الانسداد الرئوي من ممارسة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة؟

يجب أن يدرك المصاب بالانسداد الرئوي المزمن، بأنَّ ممارسة العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة يعدُّ مجازفة خطيرة، وذلك بسبب القلق من ضيق التنفُّس المفاجئ أو عدم القدرة على إرضاء الطرف الآخر، إضافةً إلى الشعور بالإرهاق الشديد بعد الانتهاء ممَّا يجعله يشعر بالإحباط عوضًا عن الرضا، كما أنَّ الخوف الأكبر هو تدهور الحالة المرضيَّة وظهور أعراض جديدة كان بغنى عنها، لذا لا بدّ من الحرص على الالتزام بتعليمات الطبيب دائمًا.

ما هي النصائح التي يمكننا تقديمها لمرضى الانسداد الرئوي المزمن لتحقيق حياة جنسيَّة زوجيَّة أفضل؟

الإصابة بمرض الانسداد الرئوي لا تعني نهايَة الحياة الزوجيَّة بالطبع، لذا ننصحك بما يأتي: 

  • التركيز على التواصل الحميمي بطرق أخرى غير الجماع عند الشعور بعدم القدرة على ذلك، كالتقبيل والأحضان مثلًا.
  • التواصل ومشاركة المشاعر مع الطرف الآخر ليكون متفهّمًا وقادرًا على التخطيط معك بما يتناسب مع الوضع الصحِّي الذي تعاني منه.
  • استخدم أنبوبة الأكسجين أثناء الجماع إذا كنت تستخدمها في باقي الأوقات.
  • استخدم موسِّع الشعب الهوائيَّة قبل الجماع للحدِّ من مخاطر التشنُّج القصبي.
  • ابتعد عن تناول الوجبات الثقيلة قبل الجماع مباشرةً.
  • امتنع عن شرب الكحول والتدخين.
  • انتبه لمستوى التعب الذي تشعر به أثناء الجماع، وقدّر التوقيت المناسب للتوقُّف عند الحاجة.

المصدر
Cleveland Clinic- May 25, 2021.Nursing Times- March, 22, 2001.Medically reviewed by George Krucik, MD, MBA — By Dr. Kelly Connell — Updated on October 10, 2019.
اظهر المزيد

تسنيم الفقيه

تسنيم الفقيه باحثة وصانعة محتوى متميزة، تتميز بخبرتها في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المنوع. وتعمل كباحثة في العلاقات الإجتماعية وقضايا الصحة الجنسية والإنجابية، وتسعى دائمًا لنشر الوعي حول هذه المواضيع المهمة. تكتب تسنيم لمنصة مودة، حيث تشارك معرفتها وتجاربها الثرية لتثري المحتوى العربي وتوفر للقراء معلومات قيمة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى