الإحباط الجنسي
- تعريف الإحباط الجنسي
- كيف يمكن أن يؤثِّر الإحباط الجنسي على الصحَّة
- أعراض الإحباط الجنسي
- الأسباب المحتملة للإحباط الجنسي
- كيفيَّة العلاج والوقاية من الإحباط الجنسي
الإحباط الجنسي مشكلة شائعة بين الرجال والنساء ولا أحد يريد التحدُّث عنها بالتفصيل. لا أحد يتجوَّل في مجتمعه ليخبر الناس بمشكلته، حتَّى أفضل الأصدقاء. على الرغم من أنَّ المجتمع أصبح أكثر انفتاحًا، إلا أنَّ الإحباط الجنسي هو محادثة تظلُّ غير مُعلنة إلى حدٍّ كبير، حيث يُظهِر الناس أعراضه فقط ولكن لا يظهرون أسبابه الأساسيَّة. إنَّها مثل قنبلة موقوتة مخفيَّة تدقُّ بعيدًا في وعي الناس، وتعذّبهم عقليًّا، وتعيق استمتاعهم بالحياة. إنَّها قنبلة تبدو جاهزة للانفجار في أيِّ لحظة.
حتى بعض الأزواج الذين عرفوا بعضهم البعض لسنوات، يتحمَّلون سرًّا آلام الإحباط الجنسي، متظاهرين أنَّ كل شيء على ما يرام حتَّى عندما يكون من الواضح أنَّه ليس كذلك. يواجهان فجأة صعوبة في الكلام ولغة التعبير، عند محاولتهما شرح ما يزعجهما لبعضهما البعض.
يصف الإحباط الجنسي حالة من التهيُّج أو الإثارة أو الإجهاد الناتج عن الخمول الجنسي أو عدم الرضا. هناك العديد من الأسباب المحتملة لهذا الإحساس، ويمكن أن يظهر بشكلٍ مختلف من شخص لآخر. قد يستفيد الأفراد الذين يعانون من الإحباط الجنسي من إيجاد منافذ أخرى لإطلاق طاقاتهم الجنسيَّة.
الإحباط الجنسي هو استجابة طبيعيَّة يعاني منها الكثير من الناس من وقتٍ لآخر. يشير إلى عدم التوازن بين الرغبات الجنسيَّة للشخص وواقعه. يفترض بعض الناس أنَّ الإحباط الجنسي ينطبق فقط على أولئك الذين لديهم دافع جنسي مرتفع، إلا أنَّ ذلك يحدث مع أي شخص لا يقابل الإثارة الجنسيَّة بالنشاط الكافي، ممَّا يؤدِّي إلى التوتُّر.
السلوك الجنسي هو مسعى بشري معقَّد يمكن أن يؤثِّر على الصحَّة الجسديَّة والعقليَّة، في حين إنَّ الإحباط الجنسي يمكن أن يظهر بشكل مختلف بين الأفراد، إلا أنَّهُ يمكن أن يسبِّب آثارًا صحيَّة سلبيَّة، ويؤدِّي إلى الغضب والتهوُّر والقلق والاكتئاب.
في هذه المقالة، نستكشف مفهوم الإحباط الجنسي، والعلامات الدالَّة عليه أو أعراضه، وكيف يمكن أن يؤثِّر على الصحَّة، وكيف يمكن للأفراد إدارة هذه الحالة.
تمهيد عن الإحباط الجنسي
وفقًا لدراسة أُجريت عام 2016 بعنوان الرضا الجنسي وأهمِّيَّة الصحَّة الجنسيَّة لجودة الحياة طوال دورة حياة البالغين على عيِّنة مكوَّنة من (3515) من النساء والرجال البالغين، أظهرت أنَّ حوالي 62٪ من الذكور و 43٪ من الإناث يقولون إنَّ الصحَّة الجنسيَّة ضروريَّة لجودة الحياة، وتشير تقديرات بحثيَّة أخرى نشرت في 2017 إلى أنَّ 94٪ من الناس، يعتقدون أنَّ المتعة الجنسيَّة تزيد من جودة الحياة بشكل عام.
من بين جميع السلوكيات البشريَّة قد يحتلّ الجنس المرتبة الأولى مع الأكل والنوم باعتباره جانبًا مهمًّا من جوانب الصحَّة والرفاهيَّة.
لكن الإشباع الجنسي هو شيء فردي. على سبيل المثال، قد يكون شخص ما سعيدًا جدا بعدم ممارسة الجنس مطلقًا، بينما قد يكون شخص آخر غير راضٍ للغاية إذا لم يمارس الجنس يوميًّا، وعندما يفشل تكرار الجنس والتمتُّع به في مطابقة ما تحتاجه أو ترغب به، فقد يؤدِّي ذلك إلى الإحباط الجنسي. يمكن أن يحدث هذا النوع من الإحباط سواء كان لديك دافع جنسي مرتفع أو منخفض، ولدى الأشخاص من أيِّ عمرٍ أو جنس.
على الرغم من أنَّ مصطلح “الإحباط الجنسي” لم يُعرَّف جيِّدًا في الأدبيَّات الطبيَّة، لكن إذا كنت تعاني منه فإنَّ مشاعرك حقيقيَّة. أنت أيضًا لست وحدك، إذ يواجه العديد من الأشخاص تحدِّيات مماثلة من وقت لآخر. ومع ذلك، يمكن أن يؤثِّر الإحباط الجنسي غير المُعالج سلبًا على صحِّتك العقليَّة ورفاهيتك.
تعريف الإحباط الجنسي
ينظر بعض الأشخاص إلى التجارب الجنسيَّة باعتبارها جانبًا أساسيًّا من مصادر موثوقة لنوعيَّة حياتهم. قد يؤدِّي عدم تلبية الرغبات الجنسيَّة إلى الشعور بالاستياء. لا يشير الإحباط الجنسي إلى الرغبة الجنسيَّة لدى الشخص، لكنَّه يصف عدم قدرة الشخص على إشباع الإثارة الجنسيَّة التي يمرُّ بها.
الإحباط الجنسي هو تجربة شائعة، ويمكن أن يؤثِّر على العديد من الأشخاص بغض النظر عن العمر والجنس وحالة العلاقة الزوجيَّة. يمكن أن تساهم العديد من العوامل في هذا الإحساس بما في ذلك الخمول الجنسي، أو عدم الرضا الجنسي، أو العجز الجنسي.
كيف يمكن أن يؤثِّر الإحباط الجنسي على الصحَّة
تشير دراسة بعنوان (نظريَّة الإحباط الجنسي للعدوان والعنف والجريمة) أُجريت عام 2021، إلى أنَّ الإحباط الجنسي قد يزيد من خطر العنف والعدوان والجريمة. قد تؤثِّر السلوكيَّات الجنسيَّة المقيِّدة سلبًا على كفاءة الشخص في العمل؛ وفقًا لدراسة أُجريت عام 2016 بعنوان الإحباط الجنسي والأفعال المحرَّمة دينيًّا وكفاءة العمل في الباكستان.
تشير الدلائل إلى وجود ارتباط بين الصحَّة الجنسيَّة والعقليَّة. تشير دراسة أُجريت عام 2020 إلى وجود ارتباط بين عدم الرضا الجنسي وأعراض الاكتئاب وانخفاض معدَّلات الصحَّة العقليَّة.
قد يبدأ الشخص الذي يعاني من الإحباط الجنسي أيضًا في إظهار سلوكيَّات متهوِّرة في محاولة لإشباع الرغبات الجنسيَّة، وقد ينخرط الشخص في أنشطة جنسيَّة أكثر خطورة، ممَّا قد يؤدِّي إلى نتائج صحيَّة غير مقصودة مثل العدوى المنقولة جنسيًّا (STI)، والحمل غير المقصود.
أعراض الإحباط الجنسي
يتأثَّر الأزواج والزوجات بإحباطهم الجنسي بشكل مختلف.
يعبِّر الأزواج عن إحباطهم الجنسي من خلال إظهار العلامات التالية:
- يصبح الزوج مضطربًا أو خجولًا أو عصبيًا أو غاضبًا.
- القلق تحسُّبًا لممارسة الجنس.
- الشعور بعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.
- الشعور بالضغط النفسي بسبب عدم الرضا عن النفس.
- الشعور بالذنب بسبب رغباته الجنسيَّة – أو عدم وجودها.
- السقوط في خيبة الأمل والغرق في اليأس.
- فقدان الرغبة الجنسيَّة.
- سيطرة الأفكار السلبيَّة.
- الشعور بالعزلة.
- التعرُّق المفرط حتَّى مع الحدِّ الأدنى من المجهود البدني.
تُعبِّر الزوجات عن الإحباط الجنسي من خلال الانغماس في أي من هذه الأمور:
- الانجذاب والتخيُّل الجنسي للرجال ضمن دائرة محيطها.
- ممارسة التمارين الرياضيَّة لدرجة الإرهاق.
- الانفعال السريع للمواقف حتى بدون استفزاز ومن أقل الأشياء.
- البكاء من دون سبب.
- الأكل بنهم وشراهة وخاصَّة الشوكولاتة.
- مشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونيَّة التي تتضمَّن اللقطات والمشاهد الجنسيَّة.
- الاستماع إلى الموسيقى التي تحتوي على كلمات جنسيَّة ضمنيَّة أو صريحة.
- قضم الأظافر بشكل مبالغ وخارج عن السيطرة وتمزيق الورق ورمي الأشياء.
- احلام جنسيَّة بشكل مستمرّ.
- حساسيَّة مفرطة تجاه ملامسة الجلد لأي رجل.
الأسباب المحتملة
هناك العديد من الأسباب المحتملة للإحباط الجنسي. يمكن أن يشمل ذلك الافتقار إلى الجنس، أو الجنس غير المرضي، أو عدم القدرة على تحقيق النشوة الجنسيَّة. قد يساعد فهم السبب الشخص على حلِّ المشكلات المحتملة.
1. عدم وجود (زوج/زوجة)
قد يكون أحد الزوجين مستعدًّا لممارسة الجنس، ولكنَّه غير قادر على ممارسة الجنس مع (الزوج/ الزوجة) لبعد المسافة بينهما، أو قد يكون أحد الزوجين لا يريد أو لا يستطيع ممارسة الجنس في الوقت الحالي.
2. التوقعات غير الُملبَّاة
قد يفرض أحد الزوجين معايير مستحيلة، أو ينتقد الأداء الجنسي للآخر، أو يرغب في الانخراط في أنشطة جنسيَّة غير مرغوب فيها من الطرف الآخر. قد تساهم كل هذه السلوكيَّات في شعور (الزوج/الزوجة) بالإحباط والعار ولوم الذات.
3. تواصل ضعيف
في بعض الحالات قد ينبع الإحباط من عدم القدرة على توصيل الاحتياجات أو التوقُّعات الجنسيَّة.
قد لا يكون بعض الأزواج متوافقين جنسيًّا وقد تكون لديهما اختلافات كبيرة في دوافعهما الجنسيَّة. قد يؤدِّي التواصل العلني حول رغباتهما إلى تمكين (أزواجهم/ زوجهاتهم)من التفاوض ومناقشة طرق تلبية احتياجات بعضهما البعض. يمكن أن يساعد ذلك (الزوج/ الزوجة) على أن يصبح أكثر انسجامًا مع احتياجات (زوجه/ زوجته) وتسهيل ممارسة الجنس بطريقة مرضية أكثر.
4. صورة الجسد
تشير دراسة أُجريت عام 2018 إلى أنَّ الإناث اللواتي يعانين من مشاكل في الصورة الذاتيَّة للأعضاء التناسليَّة كنَّ أقلّ عرضة للانخراط في الجنس المهبلي. وبالمثل تشير دراسة أُجريت عام 2017 إلى أنَّ المواقف السلبيَّة للرجال حول أعضائهم التناسليَّة، كان لها أيضًا تأثير سلبي مباشر على إشباعهم الجنسي، وقد يعانون من مستوىً معيَّن من التثبيط الجنسي.
5. حالات طبيَّة
تشير دراسة (بعنوان الرضا الجنسي وأهميَّة الصحَّة الجنسيَّة لجودة الحياة طوال دورة حياة البالغين في الولايات المتَّحدة) أُجريت عام ،2016 إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحيَّة أقلّ إشباعًا جنسيًّا. قد تؤدِّي التغييرات الصحيَّة السيِّئة والمتعلِّقة بالصحَّة مثل الحمل والولادة والجراحة الحديثة والمرض إلى منع (الزوج/ الزوجة) من ممارسة الجنس، ممَّا قد يتسبَّب في إحباط (الزوج/الزوجة).
تشمل الحالات الطبيَّة الأخرى التي قد تؤدِّي إلى مشاكل جنسيَّة ما يلي:
- اضطرابات العجز الجنسي، مثل ضعف الانتصاب ومشاكل نشوة الجماع.
- القلق.
- الاكتئاب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- عدم التوازن الهرموني.
- مرض في عضلة القلب.
- البدانة.
- مرض السكَّري.
- تناول بعض الأدوية مثل مضادَّات الاكتئاب والمواد المخدِّرة وحبوب منع الحمل وحاصرات بيتا، يمكن أن يؤثِّر سلبًا على الرغبة الجنسيَّة لدى الشخص.
كيفيَّة العلاج والوقاية
إذا اعتقد الشخص أنَّه يعاني من الإحباط الجنسي فقد يرغب في التفكير في منافذ أخرى للمساعدة في إطلاق طاقاته الجنسيَّة المكبوتة. قد يشمل ذلك:
1)التركيز على الصحَّة: يمكن للشخص الذي يلبي متطلَّباته غير الجنسيَّة، مثل التغذية والنوم؛ يساعد ذلك على التركيز بشكل أفضل على تلبية الاحتياجات الجنسيَّة.
2)الاستمناء: يمكن أن يساعد التحفيز الذاتي الشخص على التخلُّص من التوتُّر الجسدي والعقلي المكبوت مع الاستفادة من نفس الهرمونات التي تطلق أثناء ممارسة الجنس.
3)التواصل مع الأصدقاء: الناس مخلوقات اجتماعيَّة وقد يعانون من “المجاعة اللمسيَّة” أو “الجوع اللمسي” غير الجنسي. قد يؤدِّي الالتقاء بالأصدقاء إلى تخفيف الرغبة الجسديَّة في العلاقات الحميمة غير الجنسيَّة.
4)التمرينات الرياضيَّة: يمكن أن تكون الأنشطة البدنيَّة وسيلة ممتازة لإطلاق الطاقة وتساعد أيضًا في تحسين الحالة المزاجيَّة للشخص.
5) بدء ممارسة الجنس: يميل الأزواج في الزواجات طويلة الأمد إلى ممارسة الجنس بشكل أقل تلقائيَّة. يمكن لأي (زوج/زوجة) بدء ممارسة الجنس ببساطة عن طريق التعبير عن رغبته. حتى التنبيه أو الإيماءة البسيطة، يمكن أن تكون كافية للحثِّ على الجماع.
6) الجنس الافتراضي: يمكن للأزواج الذين لا يستطيعون أن يكونوا مع (الزوج/الزوجة) في نفس المكان استكشاف الجنس عبر الرسائل النصيَّة أو الجنس عبر الهاتف. يمكن أن يساعد ذلك في خلق مشاعر الحميميَّة على الرغم من المسافة.
7)التواصل: يمكن أن يساعد التعبير الصريح عن الاحتياجات والرغبات الجنسيَّة في تجنُّب عدم الرضا. يمكن لأي من الزوجين أن يُظهر ما يستمتع به، والتعبير عن تفضيلاته الدقيقة، والتخطيط لكيفيَّة إضفاء الإثارة على حياتهما.
8)الاستكشاف وإضافة التنوُّع: يمكن للأشخاص استكشاف أجسادهم وأجساد أزواجهم واستخدام الألعاب الجنسيَّة وتجربة أوضاع جديدة.
9)توجيه الطاقة الجنسيَّة لمكان آخر: يمكن أن يكون التطوُّع أو بدء مشروع إبداعي أو حضور المناسبات الاجتماعيَّة أو زيارة العائلة والأصدقاء أو تعلُّم مهارة جديدة ، وسائل جيِّدة لإبعاد ذهن الشخص عن ممارسة الجنس.
10)الاستماع إلى الموسيقى: يمكن للموسيقى أن تحسِّن مزاج (الزوج/ الزوجة) وتقلِّل من إحباطه، حتى لو لم يتمكَّن من الحصول على الحاجة الجنسيَّة التي يريدها في الوقت الحالي.
11)تناول الأدوية: في بعض الأحيان ينشأ الإحباط الجنسي من مشكلات الأداء الجنسي للشخص مثل ضعف الانتصاب أو سرعة القذف. يمكن أن يساعد تلقِّي العلاج لهذه المشكلات في تحسين التجربة الجنسيَّة للشخص، وتقليل الإحباط.
متى تحتاج إلى استشارة متخصصة؟
إذا بدأت الإحباطات الجنسيَّة لدى الشخص في التأثير على مجالات أخرى من حياته، فقد يفكر في التحدُّث مع متخصِّص.يمكن لأي شخص استشارة معالج جنسي لمخاوفه بشأن الجنس وصورة الجسد والعلاقة الحميمة والعار الجنسي والإحباط الجنسي. يمكن لهؤلاء الخبراء مساعدة الأزواج في التعبير عن احتياجاتهم وأوهامهم والتوفيق بين دوافعهم الجنسيَّة غير المتطابقة مع أزواجهم.