إدمان الحبّ (الدماغ والحبّ)

اقرأ في هذا المقال
  • كيف يؤثِّر الحبّ في الدماغ؟
  • هل الحبّ إدمان؟
  • ما هي علامات إدمان الحبّ؟
  • إضافةً إلى مراجعة مختص، إليك بعض النصائح لمساعدتك في التعامل مع حالتك:

لا شك أنَّ الحبّ يؤثِّر عليك، لكن ربما لا يدرك البعض كيف يكون هذا التأثير، وقد يتساءل آخرون عن إمكانيَّة تحوُّل الحبّ إلى إدمان، إذا كانت هذه التساؤلات تراودك؛ فتابع القراءة لتعرف الإجابة.

كيف يؤثِّر الحبّ في الدماغ؟

يُحدث الحبّ العديد من التغيُّرات الدماغيَّة التي تؤثِّر في نفسيتك وحالتك المزاجيَّة وسلوكك، بعض هذه التأثيرات مؤقَّتة وتحدث في بداية وقوعك في الحبّ، والبعض الآخر يبقى لفترة طويلة، إليك توضيح لبعض التأثيرات الرئيسة:

النشوة

يُقصد بالنشوة تلك الإثارة المفعمة بالحيويَّة التي تشعر بها عند قضاء الوقت مع الشخص الذي تحبّه، أو رؤيته، أو سماع اسمه، ويُعزى هذا التأثير الطبيعي للوقوع في الحبّ إلى الناقل العصبي الذي يُعرف باسم الدوبامين، فالدوبامين هو المسؤول عن تعزيز السلوكيَّات الممتعة، فمجرَّد التفكير في الشخص الذي تحبّه يكفي لتحفيز إفراز الدوبامين، ممَّا يجعلك تشعر بالإثارة والحماس لفعل كل ما يلزم لرؤيته، ثم عندما تراه بالفعل، فإنَّ عقلك “يكافئك” بمزيد من الدوبامين، والذي تشعر به كمزيد من المتعة.

التفكير المستمرّ

عند الوقوع في الحبّ فإنَّك ربما تفكِّر في الشخص الذي تحبّه كثيرًا لدرجة أنه قد يظهر في أحلامك، يتعلَّق هذا جزئيًّا بدورة الدوبامين التي تكافئ هذه الأفكار الإيجابيَّة، وقد يرتبط أيضًا بجزء آخر من دماغك هو القشرة الحزاميَّة الأماميَّة، وهذه المنطقة ترتبط بسلوكيَّات الوسواس القهري، والتي يمكن أن تساعد في تفسير سبب كثرة التفكير لدرجة الهوس.

ومع ذلك، عندما تقع في حبِّ شخص ما لأوَّل مرَّة، فمن الطبيعي أن يكون هو أكثر من تفكِّر به؛ هذا بدوره قد يعزِّز من رغبتك في قضاء الوقت معه، ممَّا يزيد من فرصة بناء علاقة ناجحة.

مقالات ذات صلة

التعُّلق والأمان

عندما يتعلَّق الأمر بالحبّ، فإنَّ الدوبامين ليس المادة الكيميائيَّة الوحيدة المسؤولة عن هذا الأمر، إذ ترتفع أيضًا مستويات الأوكسيتوسين (يُعرف أيضًا باسم هرمون الحبّ)؛ ممَّا يعزِّز مشاعر الارتباط والأمان والثقة بينك وبين الشخص الذي تحبّه، خاصةً عندما يتجاوز حبك اندفاع البداية، وقد تبدو هذه المشاعر أقوى بعد اللمس أو التقبيل أو ممارسة الجنس. 

الغيرة

إنَّ الغيرة إحساس طبيعي عند الوقوع في الحبّ، وقد يوحي بأن لديك التزامًا قويًا تجاه (زوجك/زوجتك) ولا تريد أن تفقده، ويمكن أن يكون للغيرة تأثير إيجابي على علاقتك من خلال تعزيز الترابط طالما أنَّك تستخدمها بحذر.

عندما تلاحظ مشاعر الغيرة، فإنَّه من الأفضل أن تشاركها مع (زوجك/زوجتك) بدلاً من الإدلاء بملاحظات عدوانيَّة سلبيَّة حول سلوكه.

توتُّر أقل

يرتبط الحبّ الدائم بمستويات أقل من التوتُّر، إذ يمكن للمشاعر الإيجابيَّة المرتبطة بإنتاج الأوكسيتوسين والدوبامين أن تساعد في تحسين مزاجك، كما أنَّ وجودك مع شخص تحبّه يدعمك ويساندك، يساعدك في تجاوز ظروف الحياة الصعبة بسهولة أكبر.

الاستعداد للتضحية

ينطوي الحبّ على درجة معينة من التنازلات والتضحيَّة لدعم الشخص الذي تحبّه، سواء كانت هذه التضحيات صغيرة أم كبيرة، ومع ازدهار الحبّ، قد تجد نفسك أكثر استعدادًا لتقديم هذه التضحيات، يُعتقد أن هذا يحدث لأن الأزواج يصبحون أكثر تقاربًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى العصب المبهم الذي يلعب دورًا في كل شيء ابتداءً من تعابير وجهك إلى نبض قلبك.

يمكن أن يساعدك هذا التقارب في إدراك متى يشعر (زوجك/زوجتك) بالحزن، نظرًا لأنه من الطبيعي فقط أن ترغب في منع شخص تحبّه من المعاناة، فقد تختار التضحية بشيء لهذا السبب.

هل الحبّ إدمان؟

نعم، قد يظهر البعض الحبّ بطريقة غير صحيَّة تجعلهم يتصرفون بطرق غريبة وغير عقلانيَّة على حساب أنفسهم والأشخاص الذين يحبونهم بسبب إدمانهم للحب، ويجد هؤلاء الأشخاص صعوبة أيضًا في إنشاء علاقات صحيَّة والحفاظ عليها، ورغم أنه أكثر شيوعًا في العلاقات الرومانسيَّة، إلا أنَّ إدمان الحبّ يمكن أن يحدث في أشكال أخرى من العلاقات مثل الصداقات، وفي العلاقة مع الأطفال، أو الوالدين، أو حتى الغرباء.

غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإدمان معايير وتوقّعات غير واقعيَّة عن الحبّ، وعندما لا تستوفى هذه التوقعات، فإنَّ ذلك يؤدِّي إلى زيادة تفاقم حالتهم.

اقرا ايضا في مقال ادوات التواصل والاتصال للمتزوجين

ما هي علامات إدمان الحبّ؟

تختلف علامات إدمان الحبّ قليلاً من شخص لآخر. لكن أكثر علاماته شيوعًا هي التعُّلق غير الصحي الذي يتسبب بقيامك بأفعال قهريَّة وسواسيَّة. مثل ملاحقة الشخص الذي تحبّه، إضافةً إلى علامات أخرى مثل:

  • أن تجد صعوبة في ترك علاقات غير صحيَّة أو سامة.
  • الاعتماد المفرط على(زوجك/زوجتك).
  • السعي المستمرّ للبقاء في علاقات رومانسيَّة حتى لو كان ذلك مع شخص تعرف أنَّه ليس مناسبًا لك.
  • الشعور بالضياع عندما تكون عازبًا.
  • إعطاء الأولويَّة للعلاقة التي تربطك بـ(زوجك/زوجتك) على كل علاقة شخصيَّة أخرى في حياتك. وأحيانًا إلى درجة الإهمال التام للعلاقات الشخصيَّة الأخرى التي تربطك بالعائلة والأصدقاء.
  • اتّخاذ قرارات سيئة بسبب عواطفك تجاه (زوجك/زوجتك) أو اهتمامك بالحبّ (مثل ترك وظيفتك أو قطع العلاقات مع عائلتك).
  • التفكير بقلق شديد في (زوجك/زوجتك)، أو الاهتمام بالحبّ لدرجة تعطيل باقي جوانب حياتك.

يُجدر بالذكر، أنَّ العلامات آنفة الذكر هي ليست العلامات الوحيدة لإدمان الحبّ. فأعراض وعلامات هذا الإدمان واسعة ومتنوِّعة، فكل إنسان يعبر عن مشاعره بشكل فريد. والطريقة التي يختارها الشخص للتعبير عن مشاعره ستنعكس في أعراضه.

كيف يمكن التعافي من إدمان الحبّ؟

أصعب ما في التعافي من إدمان الحبّ هو الاعتراف بأن لديك مشكلة حقيقيَّة. إذ لا يستطيع الكثير من المدمنين على الحبّ تحديد سبب إشكاليَّة هوسهم تجاه الآخرين. لكن إذا ظهرت عليك أعراض إدمان الحبّ التي ذكرناها. فتحدَّث إلى أخصائي نفسي في أسرع وقت ممكن ليساعدك في إيجاد طرق أكثر صحَّة للتعبير عن الحبّ.

إضافةً إلى مراجعة مختص، إليك بعض النصائح لمساعدتك في التعامل مع حالتك:

  • تعلَّم أن تكون وحيدًا: إذا لم تكن مرتبطًا بأي علاقة في وقت تشخيصك بالإدمان. فيجب أن تغتنم الفرصة لقضاء بعض الوقت بمفردك. فمن الجيِّد أن تكتشف أسباب ومحفِّزات إدمانك وتحقيق بعض التقدُّم في علاجك قبل الدخول في علاقة جديدة.
  • ابحث عن الأنماط المتكرِّرة: عادة ما يظهر مدمن الحبّ نفس نمط السلوك مع أي علاقة حبّ. لذا، حاول استرجاع العلاقات التي كنت فيها وحدِّد أي أنماط متكرِّرة لديك.
  • استثمر في نفسك: احرص على قضاء بعض الوقت في الاستثمار في تطوير نفسك والاهتمام بأمورك الشخصيَّة واحتياجاتك.
  • الاعتماد على الأصدقاء والعائلة: اطلب المساعدة من الأشخاص الذين يحبّونك ويهتمُّون بك كالأهل والأصدقاء المقربين.
  • انضمّ لمجموعة دعم: سيكون من المفيد أن تنضمّ إلى مجموعة أشخاص يشاركونك في معاناتك. فهذا يتيح لك التحدُّث إلى الأشخاص الذين تغلَّبوا على الحالة، ويشعرك أنك لست الوحيد الذي تعاني من هذه المشكلة.

المصدر
استُعرض طبيًّا من قبل الدكتورة جانيت بريتو- بقلم كريستال رايبول، هيلثلاين، 2020.استُعرض طبيًّا من قبل الدكتور ستيفن جانز- بقلم توكيتيمو أوهوفوريول، فري ويل مايند، 2021.
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية