كيف يمكن التكيُّف نفسيًّا مع متلازمة تكيُّس المبايض؟
- أعراض متلازمة تكيُّس المبايض
- كيف يمكن التكيُّف نفسيًّا مع متلازمة تكيُّس المبايض؟
تعتبر متلازمة تكيُّس المبايض أو polycystic ovary syndrome (PCOS)، هي واحدة من أكثر متلازمات العصر الحديث شيوعًا لدى المرأة، وحتى لدى الفتيات في عمر مبكَّر بعد البلوغ. وهي تغيُّر هرموني تتجمَّع فيه البويضات في أكياس تحت سطح المبيض، وتبقى غير قادرة على التحرُّر، لذا سميت بهذا الاسم. هذه المتلازمة يمكن التكيف والتعايش معها، وليس لها علاج دائم، ولكنها تستدعي من المصابات تعديل نمط الحياة لإدارة أعراضها والتعامل معها.
ومن أهمِّ أعراضها:
- عدم انتظام الدورة الشهريَّة.
- زيادة ظهور شعر في الوجه والجسم.
- ظهور حبّ الشباب.
- ضعف وتساقط الشعر.
- ثنيات الجسم الغامقة.
- أعراض مقاومة الإنسولين؛ (زيادة وزن الجسم، وصعوبة خسارة الوزن وحرق السعرات، وارتفاع نسبة سكَّر الدم).
فكيف يمكن التكيُّف نفسيًّا مع متلازمة تكيُّس المبايض polycystic ovary syndrome (PCOS)؟
- الحصول على نمط حياة صحِّي: يعتبر الأطبَّاء أنَّ نمط الحياة الصحِّي هو المفتاح السحري لإدارة أعراض متلازمة تكيُّس المبايض والتكيُّف معها. خاصَّة ما يتعلَّق بالاختيارات الغذائيَّة، يوضح الأطبَّاء أنَّ نسبة كبيرة من المصابات بتكيُّسات المبايض يعانين أيضا من مقاومةالإنسولين، وفي هذه الحالة تقلُّ قدرة البنكرياس على إنتاج هرمون الإنسولين المسؤول عن تحويل الجلوكوز والسكَّر لطاقة ينتفع بها الجسم، كما أنَّه هو المسؤول عن الحفاظ على معدَّلات معقولة لسكَّر الدم في الجسم. لذا ينصح باتِّباع الخطوات التالية:
- الابتعاد عن الكربوهيدرات والسكَّريات المصنَّعة: لأنَّها تقوم برفع سريع ومباشر لمستويات السكَّر في الدم، وبدلا منها يمكن الاعتماد على الكربوهيدرات والسكَّر المتواجدين في الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة، مع الابتعاد عن الأنواع المصنَّعة مثل السكَّر الأبيض والدقيق الأبيض والمشروبات الغازيَّة والعصائر المصنَّعة والغنيَّة بالسكَّريات. والاعتماد بدرجة أكبر على إدخال كميَّة أكبر من الألياف للجسم؛ خاصَّة الخضروات الورقيَّة، والاهتمام بالدهون الصحيَّة مثل الموجودة في المكسّرات، و في الحبوب الكاملة بأنواعها.
للمزيد اقرأ: ما هي تأثيرات اضطرابات الأكل على الحياة الجنسيَّة؟
- ممارسة الرياضة بانتظام: من المهمّ جدًّا إدخال الرياضة المنتظمة في نظام الحياة الجديد، لأنَّها تساعد على بناء الكتلة العضليَّة وبالتالي التحكُّم في مقاومة الإنسولين، كما أنَّها تساعد في رفع معدَّلات حرق السعرات في الجسم، فتساهم في السيطرة على الوزن بمنأى عن السمنة وزيادة الوزن. وهي أيضا لها فوائد كبيرة في تنظيم عمل مختلف الهرمونات مثل الانسولين والتستستيرون، ولها فوائد كبيرة في تحسين الحالة المزاجيَّة والتنفيس عن مشاعر التوتُّر والقلق والضغط، وتزيد من الثقة بالنفس والتصالح مع الجسم.
- مراقبة الوزن: تشير الأبحاث إلى أنَّ نسبة كبيرة من السيِّدات اللاتي شخِّصن بمتلازمة تكيُّس المبايض يعانين من زيادة الوزن، لهذا السبب ينصح بمتابعة الوزن بشكل دوري، والحرص على نظام غذائي قليل الدهون ومراقبة سعراته الغذائيَّة بشكل عام. السمنة تعرُّض أصحابها لأمراض مثل السُّكَّري من النوع الثاني، ومشكلات ضغط الدم، بالإضافة إلى مشكلات العمود الفقري.
- الحصول على مقدار نوم منتظم وكافٍ: يلعب النوم دورًا رئيسًا في تنظيم الهرمونات والحفاظ على منحنى صحِّي لأعراض متلازمة تكيُّس المبايض، كما أنَّه يساعد بشكل غير مباشر في الخفض من آثار التوتُّر والشعور بالضغط، وفي تحسين الوضع النفسي للفرد ككل.
- الحدّ من التدخين وتناول الكحوليَّات: يحذِّر الأطبَّاء من الآثار السلبيَّة للتدخين والكحوليَّات على الجسم، حيث يزيد النيكوتين من مقاومة الجسم للإنسولين، وتؤكِّد الدراسات علاقة ارتباطيَّة إيجابيَّة بين معدَّلات التدخين والإصابة بمرض السكَّر من النوع الثاني. كما أنَّ الأبحاث تشير إلى أنَّ التدخين بشره من شأنه أن يزيد من مستويات التوتُّر والقلق، ويؤثِّر على جودة النوم، وعلى العلامات الحيويَّة للجسم مثل مستوى ضغط الدم وسرعة دقَّات القلب، كما أنَّ له أثره أيضًا على مستويات إفراز الهرمونات.
- التقبُّل والصحَّة النفسيَّة: واحدة من أكبر خطوات الحدّ من أعراض المرض والسيطرة عليها، هو فهمها وتقبُّلها والتصالح معها. الدخول في حالة من الإنكار والرفض للأوضاع التي تفرضها علينا أجسادنا لا يزيد الأوضاع إلا سوءًا. فرفض ومقاومة الأمر سيزيد بدوره من درجات التوتُّر والقلق النفسي، وهو ما سيترك تأثيره على مستويات الهرمونات وما تتركه من أعراض مزعجة.
ويقترح الأطبَّاء ممارسة بعض التمارين التي من شأنها تقليل التوتُّر والضغط العصبي، مثل تمرينات التنفُّس، أو التأمُّل، أو اليوجا، أو غيرها من التمرينات التي من شأنها التركيز على استرخاء الجسم والذهن وتحسين التواصل مع النفس.
- الانضمام إلى مجموعات دعم متشابهة في الوضع الصحِّي: تعجُّ مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعات لكل الفئات، يتمُّ من خلالها تبادل التجربة والخبرة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي إلى الأشخاص الذين يعيشون نفس الحالة الصحيَّة. هذا الأمر له عائد نفسي كبير، حيث من شأنه أن يقلِّل من مشاعر الوحدة أو التهميش التي قد تشعر بها السيِّدة صاحبة متلازمة تكيُّس المبايض وسط محيطها العادي، الذي ربما لا يتَّخذ إجراءات احترازيَّة مثلها، أو يمرُّ بتقلُّبات صحيَّة من نوع خاصّ تختبره هي. وعلى الرغم من العائد النفسي الكبير لهذه المجموعات، إلَّا أنَّه يجب الاحتراس منها عند تناول المعلومات الطبيَّة، إذ لا يجب أن نجعل من أنفسنا فرصة لاختبار وصفات غير متخصَّصة أو موثوقة، وفي حال الرغبة في الحصول على حلٍّ طبِّي لا بدّ أن يتمَّ أخذ النصيحة من الطبيب وحده.
- الانتظام في المتابعة الطبيَّة: ينصح باستمرار المتابعة الصحيَّة مع الطبيب، قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تنظِّم عمل وإفراز الهرمونات وفقًا لكل حالة، أو يصف بعض العقارات التي تساعد في السيطرة على الأعراض، مثل مراهم موضعيَّة لعلاج الحبوب، أو غيرها. بالإضافة إلى أهميَّة السؤال عن الفيتامينات والمكمِّلات التي يمكن أن تحسِّن من الوضع الصحِّي العام، ومن قدرة الجسم على الامتصاص والتوازن. لا مجال لتجربة أي وصايا غير متخصِّصة، من الأصدقاء أو الأقارب، وينصح فقط باتِّباع تعليمات الأطبَّاء.
- التواجد في بيئة داعمة نفسيًّا: وجود بيئة آمنة وداعمة نفسيَّا هو أحد أهمّ الأركان التي تساعد الشخص في التغلُّب على التحدّيات الصحيَّة والنفسيَّة طويلة المدى مثل متلازمة تكيُّس المبايض. ينصح بالابتعاد عن الدوائر المتنمِّرة، أو التي تشجِّع أنماطًا مستهترة من الحياة سواء عن طريق الطعام غير الصحِّي أو التدخين أو السهر أو غيرها من العادات غير الصحيَّة التي يصعب معها الالتزام بنظام حياة يتغلَّب على أعراض المرض ويسيطر عليه.