كل ما تودِّين معرفته عن متلازمة بقايا المِبيَض: أعراضها وعلاجها

تُعدُّ تجربة استئصال الرَّحم والمبايض من التجارب القاسية في حياة كل سيِّدة، ومع ذلك فإنَّ آثارها الجانبيَّة ومضاعفاتها من شأنها أن تجعلها أكثر صعوبةً، وتأتي متلازمة بقايا المِبيض كإحدى المضاعفات المؤلمة للسيِّدات اللواتي خضن إلى جراحة استئصال المِبيَض وخاصَّةً بعد الإصابة بمضاعفات تكيُّسات المِبيَض.

وفي هذا الملف نتناول معكم إجاباتٍ مفصَّلة عن كافة ما يشغل أذهانكم حول تجربة متلازمة بقايا المِبيَض، ما أعراضها، وسُبُل علاجها، وأشهر المضاعفات المترتِّبة عليها.

ما هي متلازمة بقايا المِبيَض؟

متلازمة بقايا المِبيَض (بالإنجليزيَّة: Ovarian remnant syndrome ORS) هي حالة مرضيَّة تصيب السيِّدات بعد الخضوع إلى عمليَّة سابقة لعمليَّة استئصال المِبيَض، وتتَّسم هذه الحالة المرضيَّة بوجود بقايا من أنسجة المِبيَض في الجسم، وعادَّةً ما تتسبَّب هذه الأنسجة المُتبقيَّة في الإصابة بآلامٍ شديدة في الحوض، وظهور التكتُّلات الواضحة في الأشعة التشخيصيَّة، وهي من الحالات التي تتطلَّب تدخُّلًا جراحيًّا في معظم الأحيان، للتخلُّص من أنسجة المبيَض المُتبقية، بالإضافة إلى العلاجات الدوائيَّة. (1)

ما الأعراض؟

توجد العديد من الأعراض التي من شأنها أن تكون دلالةً واضحةً على الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيض، (2) ومن أبرزها نورد لكم ما يلي: (2) (3)

  1. عدم انقطاع الطمث: على الرغم من استئصال المِبيَض، إلا أنَّ الدورة الشهريَّة ما تزال مستمرَّة لدى السيِّدة دون حدوث انقطاع في الطمث.
  2. إنتاج هرمونات المِبيَض: يستمرّ المِبيَض في إنتاج الهرمونات الأنثويَّة الأستروجين والبروجستيرون (بالإنجليزيَّة: Estrogen and Progesterone) حتى بعد استئصال المِبيَض، وهو دلالةٌ على وجود بقايا للمِبيَض.
  3. آلام الحوض: تواجه معظم السيِّدات اللواتي يعانين من متلازمة بقايا المبيَض من آلامٍ في منطقة الحوض، وعادةً ما تحدث دوريًّا بالتزامن مع آلام الدورة الشهريَّة.
  4. آلام متعدِّدة: عادةً ما تُصاب السيِّدات اللواتي يعانين من متلازمة بقايا المِبيض من آلامٍ عند العلاقة الحميمة، بالإضافة إلى الألم عند التبوُّل وعند حركة الأمعاء.

متى تظهر أعراض الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض؟

قد تظهر أعراض الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض مباشرةً بعد الجراحة أو حتى بعد مرور أعوامٍ طويلة على العمليَّة، إذ لوحظ ظهور الأعراض لدى بعض الحالات بعد مرور 5 سنوات على العمليَّة لدى بعض السيِّدات، وبعد مرور 20 عامًا على العمليَّة لدى سيداتٍ أخريات.

مقالات ذات صلة

ما محفِّزات الإصابة؟

توجد العديد من المُحفِّزات التي من شأنها أن تزيد من احتماليَّة الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض لدى بعض السيِّدات دونًا عن غيرهن، (2) ومن أبرزها نورد لكم: (2)

  1. تاريخ مرضي لالتهاب بطانة الرَّحم: تواجه السيِّدات اللواتي يمتلكن تاريخًا مرضيًّا لالتهاب بطانة الرَّحم (بالإنجليزيَّة: Endometriosis) مخاطر متزايدة للإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض دونًا عن غيرهن.
  2. تاريخ مرضي من التصاقات الحوض: عادةً ما تحدث الالتصاقات الحوضيَّة (بالإنجليزيَّة: Pelvic Adhesions) بعد الخضوع لعمليَّة جراحيَّة أو الإصابة بأحد أنواع العدوى، وهي تزيد من مخاطر متلازمة بقايا المِبيَض.
  3. عمليَّة استئصال المِبيَض: عادةً تحدث متلازمة بقايا المِبيَض – كما أسلفنا – لدى السيِّدات اللواتي خضعن إلى عمليَّة إزالة المِبيَض سابقًا.
  4. مرض التهاب الأمعاء: مرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزيَّة: Inflammatory Bowel Disease) هو أحد محفِّزات الإصابة بالتصاقات البطن المُشجِّعة على إجراء عمليَّة إزالة المِبيَض، والتي تتسبَّب بدورها في الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض. (4)

اقرأ أيضًا: بطانة الرَّحِم المهاجرة

ما سُبُل تشخيص متلازمة بقايا المِبيَض؟

توجد العديد من السبل التي يلجأ إليها الأطبَّاء لتشخيص الإصابة بمتلازمة بقايا المِبيَض، (3) ومن أبرزها نورد لكم ما يلي: (3)

  1. فحص الهرمون المنشِّط للحوصلة: فحص الهرمون المُنشِّط للحوصلة (بالإنجليزيَّة: follicle-stimulating hormone FSH) هو أحد الفحوصات المستخدمة لتشخيص متلازمة بقايا الرَّحم، وعادةً ما تُشير النتائج الأقل من 30 ميكرو/مل بمتلازمة بقايا المِبيَض.
  2. فحص الاستراديول: فحص الاستراديول (بالإنجليزيَّة: Estradiol) هو أحد الفحوصات التشخيصيَّة لهذه الحالة، وتُشير الدراسات إلى أنَّ ارتفاع نسبة الاستراديول عن 35 بيكوغرام / مل من شأنه أن يكون دلالةً على الإصابة بمتلازمة بقايا الرَّحم لدى السيِّدات.
  3. الفحص بالأشعَّة التصويريَّة: يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والمنظار للكشف عن أي تكتُّلات وأنسجة موجودة في المِبيَض، وهو إجراءٌ مهمّ كذلك قبل القيام بعمليَّة استئصال بقايا المِبيَض.

ما العلاج؟

تُشير الدراسات إلى أنَّ المسار الجراحي هو العلاج المُستخدم في حالة إزالة بقايا أنسجة المِبيَض، وهو العلاج الأهمّ وربَّما الوحيد إلا في حالاتٍ نادرة.  (2) (3)

يُعدُّ المسار الجراحي أحد أهمّ الوسائل المُستخدمة في هذا الإطار، إذ يلجأ الطبيب إلى إزالة كافة الأنسجة المُتبقِّية عن طريق المنظار، وهو من العلاجات الآمنة لعلاج متلازمة بقايا المِبيَض مقارنةً بالمسار الجراحي التقليدي، وتشمل أهمّ مزايا المسار الجراحي بالمنظار: (2) (3)

  1. تقليل مخاطر النزيف.
  2. اختصار وقت الجراحة.
  3. تقليل فترة النقاهة.

وخلال الإجراء الجراحي عادةً ما يقوم الطبيب بالبحث عن بقايا أنسجة المِبيَض على طول الجدار الجانبي للحوض، ومن ثم يعزل الطبيب كافة أنسجة المِبيَض المُتبقِّية بعد الوصول إليها، مع أهمّيَّة إجراء تنظيف لبقايا الأنسجة في محيط المِبيض بحوالي 2 سم؛ لمنع تكرار الإصابة بالمرض، مع اتِّخاذ الإجراءات الوقائيَّة اللازمة من أجل الوقاية من مخاطر إصابة الأمعاء والمثانة والحالب أثناء الجراحة. (2) (3)

اقرأ أيضًا: التهاب المثانة الخلالي وكيفيَّة التشخيص والعلاج

ما أضرار بقاء متلازمة بقايا المِبيَض دون علاج؟ 

لا توجد أضرارٌ ملحوظة للإبقاء على متلازمة بقايا المِبيض دون علاج، إذ يُمكن تركها دون علاج من دون أي آثار تُذكر، ولكن في بعض الأحيان قد يتسبَّب إهمال علاج متلازمة بقايا المِبيض في ظهور الخراجات المُتكرِّرة، والتي قد تتسبَّب في الإصابة بآلام الحوض الشديدة. (2)

ما سبل الوقاية من متلازمة بقايا المبيض؟

توجد العديد من الإجراءات الوقائيَّة التي من شأنها أن تُساهم في الوقاية من متلازمة بقايا المِبيض، (3) ومن أبرزها نورد لكم ما يلي: (3)

  1. إجراء الجراحة بشكلٍ صحيح: على الرغم من كونها إجراء روتيني، إلا أنَّه من الضروري الحرص على مراعاة الدقَّة قبل إجراء عمليَّة إزالة المِبيَض بالمنظار، والتأكُّد من رؤية موضع العمليَّة جيِّدًا؛ من أجل تفادي ترك أي أنسجة أو تكتُّلات في موضع العمليَّة. 
  2. إزالة جميع الالتصاقات: يجب أن يحرص الطبيب على إزالة كافة الالتصاقات الموجودة في المِبيَض وحوله، مع مراعاة الاستئصال الموسَّع لكافة الأنسجة المُحيطة بالمِبيَض، إذ لوحظ بقايا لأنسجة المِبيَض على بُعد 1.4 سم من المِبيَض نفسه؛ لذا توصي الدراسات الجرَّاحين باستئصال ما لا يقلّ عن 2-3 سم من المنطقة حول المِبيَض لضمان الإزالة الكاملة والآمنة.

المصدر
Ovarian remnant syndrome: a retrospective evaluation of surgical management - (22 October 2016) - Andrea Benton, Timothy Deimling, Michelle Pacis & Gerald Harkins - OVARIAN REMNANT SYNDROME - Dec 1st, 2021 - Allyson Augusta Shrikhande, MD, CMO - Diagnosis, treatment, and prevention of ovarian remnant syndrome - July 24, 2019 - Ryan S. Kooperman, DO - A Case of Ovarian Remnant Syndrome - January 29, 2020 - Sophia Halassy, Larissa Georgeonm Vinay Malviya -
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى