الحمل الكاذب | أهم الأسباب وأبرز التداعيات

“ظننت أنه وبعد طول انتظار أخيرًا قد حدث، لكن سرعان ما تحولت الفرحة العارمة إلى حزن وإحباط شديدين بعد إخباري بأن الحمل كاذب!” .. لا شك أن هذا هو لسان حال الكثيرات ممن تتوق أنفسهن إلى حلم الأمومة والإنجاب، لكنهن يعانين ألمًا فوق الألم فور العلم بضياع هذا الحلم، فما معنى الحمل الكاذب؟ وما أسبابه وأعراضه؟ وماذا عن الخيارات العلاجية المتاحة؟ .. كل هذا وأكثر نجيب عنه في مقالنا، فتابعي القراءة.

ماذا يعني الحمل الكاذب؟

نُعرف نحن -معشر النساء- بحدسنا وفراستنا المبهرة أو بمعنى أصح حاستنا السادسة في فهم وتوقع الأشياء الغامضة، وهو الأمر الذي لا يفهمه الرجال ولا يستطيعون تفسيره، فتعرف الواحدة منا بحملها قبل أن يؤكد الفحص ذلك، لكن في بعض الأحيان قد يخدعنا جسدنا بظهور أعراض الحمل بينما الأمر في الحقيقة ليس كذلك، وهذا ما يُعرف علميًا باسم الحمل الكاذب (false pregnancy or pseudocyesis).

الحمل الكاذب أو الوهمي، هو تلك الحالة التي تظهر فيها أعراض الحمل المعروفة، والتي قد تستمر لعدة أسابيع أو مدة الحمل كاملةً -9 أشهر- لكن دون وجود جنين حقيقي داخل الرحم.

الأعراض هي أبرز ما يخدع المرأة في الحمل الكاذب

تلاحظ المرأة ظهور مجموعة من الأعراض التي لا تختلف أبدًا عن أعراض الحمل الطبيعي، ما يجعلها متأكدة من كونها حامل، وهذا هو سبب وقوعها في الفخ، ومن أبرز تلك الأعراض: 

  • انقطاع الدورة الشهرية.
  • انتفاخ البطن، جراء تراكم الغازات أو الدهون بها، وليس بسبب نمو الجنين.
  • ألم وتضخم في الثديين مع تغير الحلمات، وقد تظهر إفرازات الحليب في بعض الحالات.
  • الشعور وكأن هناك جنين يتحرك.
  • الغثيان والقيء.
  • زيادة الوزن.
  • ظهور التغيرات المألوفة على البشرة والشعر كما يحدث في الحمل الطبيعي.
  • زيادة معدل التردد على المرحاض.

والمدهش في الأمر أن بعض السيدات قد يعانين آلام المخاض ما يدفعهن إلى التوجه إلى أقرب طبيب أو مستشفى للولادة!.

كيف يستسلم العقل لفكرة الحمل الكاذب؟!

ما زال الأطباء والمتخصصون يحاولون فهم المشكلات النفسية والجسدية التي تمثل الأسباب الجذرية التي تدفع المخ إلى ترجمة الأعراض الظاهرة على أنها حمل، ومن ثم يحفز إطلاق هرمونيّ الإستيروجين والبرولاكتين (هرمون الحليب)، فتتطور الأعراض وكأنه حمل حقيقي.  

وبرغم أن الأسباب الدقيقة للحمل الكاذب لا تزال غير معروفة إلى وقتنا هذا، يشتبه الأطباء في أن العوامل النفسية هي ما قد يخدع الجسم في وجود الحمل، ويقنع العقل بذلك، ومن أهم هذه العوامل:

هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه بعض الباحثين إلى بعض الأسباب الأخرى التي من شأنها أن تزيد احتمالية حدوث الحمل الكاذب، وهي:

  • الفقر.
  • انتشار الأمية وتدني مستوى التعليم.
  • التعرض للاعتداء الجنسي
  • كثرة الخلافات والمشاكل بين الزوجين.

وهناك بعض الأمراض أو المشكلات الصحية التي تسبب اختلال التوازن الهرموني بالجسم مما يخدع الدماغ بطريقة ما فيظنه حملًا أيضًا، ومنها:

الآنسات والرجال أيضًا عُرضة للحمل الكاذب! 

قد تظهر علامات الحمل الكاذب أيضًا فيمن لديها رغبة شديدة في الزواج، مثل انتفاخ البطن، وتضخم الثديين، ونتيجةً لحالتها النفسية يخطئ الدماغ -كما ذكرنا سابقًا- في تفسير تلك الإشارات على أنها حمل حقيقي.

الحمل الكاذب في الرجال

أما عن الرجال فقد يعاني أحدهم بعضًا من الأعراض المذكورة، مثل زيادة الوزن، وشعور الغثيان المتكرر، فضلًا عن آلام الظهر، وهي ليست وهمًا بل حالة معروفة علميًا باسم الحمل التعاطفي (sympathetic pregnancy or couvade)، وهي أعراض تظهر نتيجة تأثر الزوج بما تعانيه زوجته من علامات وتبعات الحمل الحقيقي، فيظهر تعاطفه معها على هذا النحو.

كيف يكتشف طبيب النساء الحمل الكاذب؟

إن إبلاغ السيدة بحملها الكاذب أمر شديد الحساسية، فبعد لحظات من الفحص ستكتشف أن آمالها في إنجاب طفل تلاعبه وتستأنس به مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة، لذا ينبغي للطبيب في المقام الأول أن يراعي حالتها النفسية ويحاول استيعاب ردة فعلها قدر الإمكان، وبما أن الحمل الكاذب يحاكي كل تفاصيل الحمل الحقيقي، فإن الطبيب يعتمد في تشخيص الحمل الكاذب على عمل  نفس الاختبارات التي تُجرى للتأكد من الحمل، وتشمل:

  • الفحص البدني وخاصةً منطقة الحوض.  
  • طلب عمل تحليل البول المنزلي، والمتوقع أن تكون نتيجته سلبية، إلا في حالات نادرة للغاية تشير فيها النتيجة الإيجايبة دون حمل فعلي إلى احتمالية الإصابة بأحد أنواع السرطان التي تسبب إنتاج هرمونات الحمل.
  •  تصوير الحوض بالموجات فوق الصوتية (السونار أو الأشعة التليفزيونية)، وتعد الطريقة  الوحيدة التي تنفي حدوث الحمل أو تثبته بنسبة 100٪، ففي الحمل الحقيقي يظهر الكيس الجنيني ونبض الجنين بعد مرور ثلاث أسابيع إلى شهر تقريبًا، وهو ما لا يحدث في الحمل الكاذب.

هل يمكن إجهاض الحمل الكاذب؟ 

إن فكرة إجهاض الحمل الكاذب غير منطقية، إذ إنه لا يوجد جنين، ولا حتى بويضة مخصبة من الأساس فكيف تتخلص السيدة من شيء هو في الأصل غير موجود!

هل الحمل الكاذب له علاج؟

في الحقيقة، لا يوجد علاج للحمل الكاذب بالمعنى المفهوم لمصطلح “علاج”، أي إنه لا يمكن التعامل معه بالأدوية أو الجراحة على سبيل المثال، إذ إن العلاج في معظم الحالات يركز على الجانب النفسي أكثر من العضوي، وذلك لأنه هو أكثر ما يلعب دورًا واضحًا -كما أشار العلماء- في ظهور هذا النوع من الحمل.

كيف يتعامل الزوج مع زوجته المُشخّصة بالحمل الكاذب؟

لأن الزوج قد يشعر أنه يواجه تحديًا صعبًا للغاية؛ نقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الزوج في التعامل مع هذا الوضع:

  • التواصل الصادق والمفتوح الذي يضمن وجود مساحة آمنة لتعبير كل منهما عن مشاعره ومخاوفه وأفكاره السلبية والإيجابية حول الحمل.
  •  الاستماع الفعّال للزوجة وإظهار الاهتمام د بمشاعرها، وتفهم ما تعانيه حتى وإن كان يبدو غير واقعي.
  • البحث عن كل وسيلة تساعدها في تجاوز حالتها النفسية لا سيما استشارة أخصائي نفسي لفهم أبعاد المشكلة بصورة أعمق ومن ثم إدارتها بطريقة علمية سليمة.
  • تقديم الدعم العاطفي والمشاركة، ويمكن ذلك من خلال حضور زيارات الطبيب المعالج مع الزوجة والانتباه إلى نصائحه وتوجيهاته ومساعدة الزوجة في تنفيذها، ومن ثم تزداد الثقة والألفة بينهما.
  • تشجيع الزوجة البحث عن العلاج المناسب لحالتها. قد يكون العلاج النفسي مفيدًا في حالات الحمل الكاذب، حيث يمكن للمختصين في الصحة النفسية أن 

من الضروري أن يتذكر الزوج أن حالة الحمل الكاذب هي حالة نفسية تحتاج إلى فهم ودعم … صحيحٌ أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى تتعافى الزوجة تمامًا، لذا نؤكد على ضرورة التحلي بالصبر إذ إنه السلاح الأهم للانتصار على التحديات المختلفة، وفي مقدمتها التحديات النفسية.

وفي النهاية، ينبغي لكل زوجة أن تحرص على المتابعة الدورية مع الطبيب، فكلما كان الكشف مبكرًا، تأكدت الزوجة سريعًا إن كان حملًا حقيقيًا أو كاذبًا، وهان الأمر. 

المصدر
Medically Reviewed by Traci C. Johnson, MD on August 12, 2022 Written by Stephanie WatsonAmerican Pregnancy Association
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى