السمنة والصحَّة الجنسيَّة
- كيف تؤثِّر السمنة على الصحَّة الجنسيَّة؟
- هل تؤثِّر السمنة على الإنجاب؟
تعدُّ السمنة واحدة من التحدِّيات الصحيَّة الرئيسة في جميع أنحاء العالم، ويُصنَّف الأفراد على أنَّهم يعانون من السمنة المفرطة عندما يزيد مؤشِّر كتلة الجسم (BMI) لديهم عن 25، ويُحسب مؤشَّر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربَّع الطول بالأمتار، بصرف النظر عن الجوانب الصحيَّة الأخرى، هناك مشكلة رئيسة أخرى مرتبطة بالسمنة وهي ضعف الصحَّة الجنسيَّة.
كيف تؤثِّر السمنة على الصحَّة الجنسيَّة؟
قد تؤثِّر زيادة الوزن أو السمنة سلبًا على الحياة الجنسيَّة عند الذكور والإناث من جوانب مختلفة، فيما يأتي توضيح لبعضٍ منها:
تغيُّر وقت البلوغ
قد تؤثِّر السمنة على بداية حدوث تغيرات البلوغ عند المراهقين والمراهقات، فقد تزيد من سنِّ البلوغ عند الفتيات، بينما تؤخِّره عند الأولاد. يمكن أن تكون الأسباب الرئيسة وراء ذلك هي تغيُّرات هرموني اللبتين والأنسولين لدى الطفل/ة البدين/ة.
ضعف الانتصاب
الاضطرابات الهرمونيَّة وانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون مسؤولة عن 3٪ فقط من حالات ضعف الانتصاب، ولكن حتى مع وجود مستويات هرمون التستوستيرون الطبيعيَّة، فإنَّ الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم مخاطر متزايدة في الصحَّة الجنسيَّة للإصابة بضعف الانتصاب.
وقد ترتبط السمنة المركّزة في منطقة البطن بضعف الانتصاب خاصَّةً عند كبار السن من الرجال، وقد يزيد مؤشِّر كتلة الجسم الذي يبلغ 28 من خطر إصابة الرجل بضعف الانتصاب بنسبة 90٪.
علاوةً على ذلك، ترتبط السمنة عند الرجال ارتباطًا مباشرًا بانخفاض عدد مرَّات ممارسة العلاقة الجنسيَّة، ويُجدر بالذكر، أنَّ فقدان الوزن يؤدي إلى تحسّن الأعراض.
انخفاض تدفُّق الدم
قد تؤدِّي السمنة إلى انخفاض تدفُّق الدم في الأعضاء التناسليَّة بسبب ضيق الأوعية الدمويَّة، ممَّا يتعارض مع الوصول إلى النشوة الجنسيَّة.
محدوديَّة الوضعيَّات الجنسيَّة
إذا كان أحد الزوجين يعاني من السمنة، فقد تكون بعض الوضعيَّات الجنسيَّة صعبة عليه، ممَّا قد يضطره إلى الاكتفاء بوضعيَّة بواحدة أو اثنتين من الوضعيَّات المريحة لكليهما.
تضخُّم البروستاتا الحميد
ترتبط السمنة بتضخُّم البروستاتا الحميد الشائع لدى الرجال الأكبر سنًا، ويكون الرجال ذوو الوزن زائد (المركّز حول البطن) أكثر عرضة للحاجة إلى جراحة لتضخُّم البروستاتا الحميد من غيرهم.
تطلق غدة البروستاتا أيضًا مستضدًّا خاصًا بها يُعرف باسم المستضد البروستاتي النوعي (PSA)، والذي ترتفع مستوياته مع تضخُّم غدة البروستاتا، إلا أنَّ السمنة تقلِّل منه.
يعدُّ المستضد البروستاتي النوعي (PSA) مقياسًا لتطوُّر سرطان البروستاتا، وقد ترتبط زيادة الدهون في الجسم بخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ووفقًا لجمعيَّة السرطان الأمريكيَّة، فإنَّ زيادة الوزن تزيد من خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا بنسبة 8٪ ، كما أنَّ السمنة تزيد من خطر الإصابة به بنسبة 20٪، وتزيد السمنة المفرطة من خطر الإصابة بنسبة 34٪، علاوةً على ذلك، تؤدِّي السمنة إلى تكرار الإصابة بسرطان البروستاتا، وتزيد أيضًا من خطر انتشاره إلى أعضاء أخرى وهذا بدوره يؤثر على الصحَّة الجنسيَّة.
قلَّة الثقة بالنفس
قد تسبِّب السمنة إحساسًا بعدم رضا الفرد عن مظهره، ممَّا قد يحوِّل تركيزه إلى مناطق جسمه التي لا تعجبه، ويمنعه من الاستمتاع بالجنس.
انخفاض القدرة على التحمُّل
قد يعاني ذوو الوزن الزائد من انخفاض القدرة على التحمُّل أو نقص الطاقة، ممَّا قد يعيق أداءهم الجنسي.
هل تؤثِّر السمنة على الإنجاب؟
نعم، قد تؤثِّر السمنة على الخصوبة والقدرة على الإنجاب عند الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وفيما يأتي توضيح لذلك:
عند النساء
قد تجد السيِّدات اللواتي يعانين من السمنة أو زيادة الوزن الكبيرة صعوبة في الإنجاب، ويُعزى ذلك اختلال الهرمونات التي تؤدِّي إلى الإباضة ومستويات هرمونيّ البروجسترون والاستروجين، إذ تنتج الخلايا الدهنيَّة مستويات أعلى من هرمون الاستروجين، ممَّا قد يؤدِّي إلى مشكلات في الإباضة.
ترتبط السمنة أيضًا بمتلازمة تكيُّس المبايض، وهي سبب شائع لانخفاض الخصوبة أو العقم، وليس هذا فحسب، فقد تعاني النساء السمينات من صعوبة في في الإنجاب المساعد، مثل الإخصاب في المختبر (IVF)، وتحريض الإباضة.
عندما يتعلَّق الأمر بمشكلات الإباضة ومرض السكَّري (الذي قد يؤثِّر كذلك على قدرة السيِّدة على الحمل)، فإنَّ الإصابة بالسمنة المركزيَّة -والتي تشير إلى تركّز الوزن حول البطن- هي الأخطر، وفي المقابل، يكون الخطر أقلّ عند السيّدات اللواتي يتركّز وزنهن في الأطراف السفليَّة أو المؤخَّرة، فغالبًا ما يكون هذا النوع من الأجسام وراثيًا، في حين أنَّ السمنة المركزيَّة غالبًا ما تكون نتيجة لنمط الحياة والعادات.
قد تساعد خسارة الوزن والوصول لوزن صحِّي إلى زيادة فرص الحمل، ويوصي الأطباء بأن يكون مؤشِّر كتلة الجسم أقل من 25، ومع ذلك، فإنَّ مؤشَّر كتلة الجسم الأكثر صحَّة للحمل يختلف من سيِّدة لأخرى.
يُجدر بالذكر أنَّ الوصول إلى النطاق المثالي لمؤشِّر كتلة الجسم وحده لا يكفي لحدوث الحمل، فقد تتمتَّع السيدة بوزن صحي لكنها تعاني من خلل هرموني يسبِّب التبويض غير المنتظم، وقد تعاني سيِّدة أخرى من السمنة ولكن الإباضة والدورة الشهريَّة منتظمة لديها، ممَّا يؤدِّي إلى فرصة أكبر للحمل.
عند الرجال
قد تؤدَّي زيادة الوزن أو السمنة إلى تقليل خصوبة الرجل أيضًا، وقد يُعزى هذا إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
- مشكلات الانتصاب.
- اضطراب الهرمونات.
- حالات صحيَّة أخرى مرتبطة بالسمنة.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدِّي فقدان الرجل للوزن الزائد إلى زيادة عدد الحيوانات المنويَّة وجودتها بشكل كبير، وقد يؤدِّي الوصول إلى وزن صحي قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل إلى زيادة فرصة الحمل، وذلك لأنَّ الحيوانات المنويَّة تستغرق حوالي 3 أشهر لتتطوَّر، والوصول إلى نطاق الوزن الصحي خلال هذا الوقت يساعد على إنتاج حيوانات منويَّة صحيَّة.