القريح (القرحة الليِّنة): مرضٌ جنسيٌ صامِت
- ما هو القريح أو القرحة الليِّنة؟
- ما أعراض القرحة الليِّنة أو القريح؟
- هل هناك فرق بين الزهري والقريح؟
- كيف تحدث الإصابة بالقريح؟
- كيف يُشخَّص القريح؟
- ما مضاعفات القريح؟
- ما علاج القرحة الليِّنة؟
- ما سُبُل الوقاية من القريح؟
على مدار السنوات الماضية، أخذت الكثير من الأمراض الجنسيَّة بالانتشار بصورةٍ لم نكن نسمع عنها من قبل، وجاء وقعُ بعض أسماء تلك الأمراض غريبًا على مسامعنا، ومن بينها مرق القريح أو القُرح الليِّنة، والتي تظهر في هيئة قروحٍ مؤلمة على الأعضاء التناسليَّة.
وفي هذا الملف نجيب لكم عن مجموعةٍ من أهمِّ الأسئلة المتعلِّقة بهذا المرض، ما هو، وما هي سُبل انتقاله؟ ما أبرز أعراض الإصابة؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟ إلى جانب العديد من المعلومات الأخرى التي قد تُهمّك.
ما هو القريح أو القرحة الليِّنة؟
القريح أو القرحة الليِّنة أو القرح الناعمة هي مجموعة من القرح التي تظهر على سطح الأعضاء التناسليَّة في جسم الإنسان، نتيجة الإصابة بأحد أنواع العدوى البكتيريَّة التي تُسبِّبها بكتيريا المستدميَّة الدوكريَّة (H. ducreyi)، ويمكن تصنيفها ضمن قائمة الأمراض المنقولة جنسيًّا (STD)، كما أنَّها قابلة للعلاج. (1)
ويُعدُّ مرض القريح أو القرحة من الأمراض نادرة الحدوث، كما وُجِدَ بأنَّه عادةً ما يصيب الأشخاص في المرحلة العمريَّة ما بين 21 إلى 30 عامًا، وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين 4 إلى 10 أيَّام تقريبًا. (2)
ما أعراض القرحة الليِّنة؟
تتَّسم القرحة الليِّنة أو الريح بظهور مجموعةٍ من الأعراض التي قد يلحظها المريض قبل الحصول على تشخيص الطبيب، ومن أبرزها: (3)
- القروح المؤلمة: ظهور العديد من القروح المؤلمة والمفتوحة في منطقة الأعضاء التناسليَّة نتيجة الإصابة.
- انتفاخ العقد الليمفاويَّة: في الكثير من الأحيان يلاحظ مريض القريح ظهور انتفاخات في العقد الليمفاويَّة الموجودة بالفخذ، مع الشعور بالألم. (3)
- فترة الحضانة: يُلاحظ المريض هذه الأعراض عادةً بعد مرورِ فترةٍ تتراوح ما بين 4 إلى 10 أيام تقريبًا من العلاقة الحميمة. (3)
- تغيُّر طبيعة الجلد: يميل جلد المناطق التناسليَّة لتغيُّر لونه إلى الأحمر، مع ظهور بعض النتوءات المؤلمة في مناطق متفرِّقة. (1)
هل هناك فرق بين الزهري والقريح؟
قد يتشابه مرض الزهري والقريح في أنَّ كليهما يقعان ضمن إطار القرح المنقولة جنسيًّا، إلا أنَّهما يختلفان في مناطق ظهور الأعراض، حيث تظهر أعراض القريح في مناطق الأعضاء التناسليَّة فحسب، وتكون في هيئةٍ ليِّنة وذات سطحٍ ناعم.
بينما في حالة الزُهري تنتشر القرح الخشنة ذات الحواف الصلبة على العديد من مناطق الجسم، مثل منطقة الأعضاء التناسليَّة، وكذلك منطقة الفم والشرج. (1)
كيف تحدث الإصابة؟
كما أسلفنا، فإنَّ الإصابة بالقريح عادةً ما تحدث بنسبةٍ كبيرة أثناء العلاقات الحميميَّة غير الآمنة، حيث تنتقل العدوى من الشخص المُصاب إلى الشخص السليم من خلال الجروح الموجودة في الأعضاء التناسليَّة، كما لوحظ كذلك احتماليَّة انتقال العدوى في عدد من الأحيان دون وجود جروحٍ على سطح الجلد (1)
كيف يُشخَّص القريح؟
يُعدُّ تشخيص الإصابة بالقريح أو القرح الليِّنة من الأمور بالغة الصعوبة، حيث تتشابه أشكال القرح مع العديد من أشكال القرح المرتبطة بأمراضٍ جنسيَّة أخرى، مثل مرض الزهري والسيلان وغيرها من الأمراض. (2)
في بعض الأحيان يستعين المُختصُّون بصبغة جرام (بالإنجليزيَّة: Gram stain) من أجل تشخيص نوع البكتيريا، لكن مدى دقَّة هذا النوع من الفحوصات لا زال قيد الدراسة، وحتى اليوم لا يوجد فحص تشخيصي معتمد من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكيَّة لتشخيص هذه الحالة (2)؛ لذا يلجأ الأطباء في مثل هذه الحالة إلى الفحص السريري، بالاعتماد على العلامات التالية: (1)
- وجود واحدة أو أكثر من القروح التناسليَّة المؤلمة.
- وجود عقدة ليمفاويَّة منتفخة ومؤلمة في الفخذ.
- سلبيَّة للإصابة بفيروس الهربس البسيط (بالإنجليزيَّة: herpes simplex virus) وكذلك عدوى اللولبيَّة الشاحبة (بالإنجليزيَّة: Treponema pallidum).
ما مضاعفات القَريح؟
تُشير المراجع إلى وجود العديد من المضاعفات المحتملة في حالة التأخُّر في الحصول على العلاج، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- انتقال المرض إلى الزوج أو الزوجة أثناء العلاقة الحميمة.(3)
- سهولة الإصابة بفيروس الإيدز أو نقص المناعة البشريَّة.(3)
- تضرُّر أنسجة الأعضاء التناسليَّة وظهور التصبُّغات الدائمة.(3)
- التعرُّض لعدوى ثانويَّة نتيجة عدم علاج القروح المفتوحة. (3)
- الإصابة بالتهاب العقد الليمفاويَّة القيحي. (2)
ما علاج القُرحة الليِّنة؟
يمتاز هذا النوع من القرح الجنسيَّة بقابليّته للعلاج، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ العديد من القُرح غير المعالجة عادةً ما تختفي من تلقاء نفسها خلال مدَّةٍ تتراوح ما بين 2 إلى 3 أشهر تقريبًا من الإصابة، لكن في هذه الحالة يظلُّ خطر حصول المضاعفات قائمًا. (2)
ويتمثَّل علاج القريح بشكلٍ أساسي في استخدام المضادَّات الحيويَّة، وفي هذا الإطار توجد العديد من الخيارات العلاجيَّة الوريديَّة والفمويَّة، ومن أبرزها: (2)
- تناول أزيثرومايسين 1 جم عن طريق الفم كجُرعةٍ وحيدة.
- تناول سيفترياكسون 250 ملغ عن طريق العضل كجُرعةٍ وحيدة.
- الاريثروميسين 500 ملغ، عن طريق الفم 3 مرَّات يوميًّا لمدَّة 7 أيَّام.
- سيبروفلوكساسين 500 ملغ، مرَّتين في اليوم عن طريق الفم لمدَّة 3 أيَّام.
وتُشير المراجع إلى ضرورة ملاحظة تحسُّن في الأعراض في فترةٍ تتراوح ما بين أسبوعين إلى 3 أسابيع من بداية تناول المضادَّات الحيويَّة، وفي بعض الأحيان قد يلجأ الأطباء إلى تصريف العقد الليمفاويَّة من خلال شفط السوائل بها. (2)
ومن الضروري الحصول على وصفةٍ طبيَّة قبل تناول أي من الأدوية السابقة، وخاصَّةً من قبل السيِّدات الحوامل والمرضعات، حيث إنَّ بعضها لا يتناسب مع حالات الحمل والرضاعة، ويتوجَّب على الطبيب استبداله ببدائل أكثر أمانًا. (1)
ما سُبُل الوقاية من القَريح؟
يُقال في الأثر: “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، لهذا السبب ينصح المُختصون بضرورة اتباع بعض التعليمات والنصائح التي من شأنها أن تُساهم في الوقاية من القَريح (3)، ومن أبرزها:
- الابتعاد عن الممارسات الجنسيَّة غير الآمنة: والمقصود بها هنا العلاقات الجنسيَّة خارج إطار الزواج، حيث تعدُّ من أهمِّ أسباب الإصابة. (3)
- استشارة الطبيب: من المهمّ الحرص على الحصول على الاستشارة الطبيَّة فورًا في حال ظهور أيٍ من الأعراض السابقة؛ من أجل تفادي تفاقمها، أو انتقالها إلى الزوج أو الزوجة. (3)
- علاج الزوج أو الزوجة: ينصح المختصُّون بضرورة تلقِّي الزوج أو الزوجة غير المريضة العلاج عبر عقار أزيثرومايسين (بالإنجليزيَّة: azithromycin) كجرعةٍ وقائيَّة بعد العلاقة الحميميَّة مع المُصاب، أثناء فترة حضانة المرض وقبل ظهور الأعراض، حيث إنَّها توفِّر حماية تزيد على 7 أسابيع تقريبًا تجاه العدوى. (2)