الاستمناء قبل ممارسة الجنس كحلّ للقذف المبكِّر: حقيقة أم وهم؟

اقرأ في هذا المقال
  • هل يمكن للاستمناء قبل العلاقة الجنسيَّة أن يحلَّ مشكلة سرعة القذف؟ 
  • هل هناك أي أضرار محتملة للاستمناء قبل الجماع؟
  • بعيدًا عن الاستمناء…كيف يمكن زيادة مدَّة العلاقة الجنسيَّة؟

يعاني الكثير من الرجال من مشكلة سرعة القذف التي قد تمنعهم من الاستمتاع بعلاقة جنسية طويلة بما يكفي، وقد تؤثِّر على علاقتهم بزوجاتهم، وقد يدفعهم ذلك إلى البحث عن طرق للتعامل مع هذه المشكلة، وقد يتساءل بعضهم عن دور الاستمناء (العادة السريَّة) في ذلك، ووصولك إلى هذا المقال ربما يعني أنَّك أحدهم، تابع القراءة لتعرف الإجابة. 

هل يمكن للاستمناء قبل العلاقة الجنسيَّة أن يحلَّ مشكلة سرعة القذف؟ 

في الواقع، لا توجد إجابة واحدة لهذا السؤال تنطبق على الجميع، فهناك نظريَّة الإشباع المتأخِّر التي تستند على فكرة أنَّ الاستمناء قبل ممارسة الجنس قد يؤدِّي إلى إطالة مدَّة العلاقة، ووفقًا لهذه النظريَّة، فإنَّ ممارسة الاستمناء في وقتٍ مبكِّر من اليوم قد يؤخِّر وصولك إلى الذروة أثناء النشاط الجنسي مع زوجتك، وقد يؤدِّي هذا التأخير إلى جماع أطول.

من ناحية أخرى، قد يمنحك الاستمناء قبل ممارسة الجنس شكلًا من أشكال الاسترخاء الجسدي والعقلي، ممَّا يجعلك أكثر هدوءًا وأكثر راحة أثناء ممارسة الجنس مع زوجتك، ممَّا قد يترجم إلى تجربة جنسيَّة أكثر تحكُّمًا وأطول مدَّة.

من المهمّ أن تتذكَّر أنَّ الاستجابات الفرديَّة للأنشطة الجنسيَّة يمكن أن تختلف بشكل كبير من رجل إلى آخر، وما يصلح لشخص ما قد لا يصلح بالضرورة لغيره، ففي حين قد يجد بعض الرجال أنَّ الاستمناء قبل ممارسة الجنس يحسِّن قدرتهم على التحمُّل، قد لا تجد أنت النتيجة نفسها، والعكس صحيح.

قد يكون من المفيد مناقشة موضوع الاستمناء قبل الجماع مع زوجتك، فقد يساعد التواصل المفتوح كليكما على فهم تفضيلات كل منكما وما يُشعره بالراحة، وقد يجد بعض الأزواج أنَّ دمج النشاط الجنسي المنفرد في روتينهم الحميم يعزِّز تجاربهم الجنسيَّة، بينما قد يفضِّل آخرون استكشاف طرق مختلفة لإطالة فترة الجماع.

هل هناك أي أضرار محتملة للاستمناء قبل الجماع؟

في حين أنَّ بعض الرجال قد يحصلون على فوائد من الاستمناء قبل الجماع، إلا أنَّ هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الممارسة، ومن أهمِّها:

التعب الجسدي

إنَّ الإفراط في ممارسة العادة السرِّيَّة (الاستمناء) يمكن أن يؤدِّي إلى الإرهاق، ممَّا قد ينعكس سلبًا على أدائك الجنسي أثناء الجماع، فالإرهاق يجعلك تشعر بأنَّك أقل نشاطًا وحماسًا، وبالتالي قد يؤثِّر في قدرتك على الاستمرار لوقتٍ أطول أثناء ممارسة الجنس.

انخفاض الإثارة

قد تؤدِّي ممارسة الاستمناء قبل الجماع بوقت قصير إلى انخفاض رغبتك الجنسيَّة أو استثارتك أثناء ممارسة الجنس مع زوجتك، ومع انخفاض مستوى الإثارة، قد تجد صعوبة في الحفاظ على الانتصاب.

الضغط النفسي

إنَّ الانخراط في العادة السرِّيَّة (الاستمناء) قبل ممارسة الجنس فقط بهدف الاستمرار لفترة أطول يمكن أن يخلق ضغطًا نفسيًّا عليك، وقد يؤدِّي هذا الضغط إلى القلق وزيادة التركيز على توقيت النشوة الجنسيَّة، ممَّا قد يحول دون استمتاعك بالعلاقة.

الاتِّصال العاطفي

إذا كنت تعطي الأولويَّة للنشاط الجنسي الفردي (الاستمناء) على اللحظات الحميمة مع زوجتك، فقد تتضرَّر علاقتكما الحميمة العاطفيَّة.

بعيدًا عن الاستمناء…كيف يمكن زيادة مدَّة العلاقة الجنسيَّة؟

هناك مجموعة من التقنيات التي يمكنك تجربتها لإطالة مدَّة العلاقة الجنسيَّة وتأخير القذف، ومن أبرز هذه التقنيات: 

المداعبة

نؤكِّد مجدَّدًا على أنَّ الجنس هو أكثر من مجرَّد إيلاج، فهو يشمل أيضًا المداعبة بكل أنواعها (اللَّمس/التقبيل/الأحضان وغيرها)، والتي يمكن أن تثري تجربتك الجنسيَّة من حيث الوقت والمتعة.

الإلهاء العقلي

لتأخير القذف، جرِّب تحويل انتباهك إلى شيء غير مثير أثناء ممارسة الجنس، لكن رغم فعاليَّة هذه الطريقة إلا أنَّها قد تقلِّل من الاستمتاع بالعلاقة نفسها.

التباطؤ

بشكل عام، كلَّما أسرعت في ممارسة الجنس، كان القذف أسرع، إذ تؤِّدي الإدخالات  السريعة للقضيب إلى وصول أسرع للنشوة، لكن عند الإيلاج ببطء يكون طرف القضيب أقل تحفيزًا ويتأخَّر القذف، كما يسمح بتحكُّمٍ أكبر في عمليَّة القذف.

استخدام الواقي الذكري

إضافةً إلى كونه وسيلة لمنع الحمل، قد يقلِّل الواقي الذكري من الحساسيَّة وبالتالي يزيد من الوقت المستغرق للقذف، وتتوفَّر واقيات ذكريَّة مصمَّمة خصِّيصًا “للتحكُّم في الذروة” تحتوي على عوامل مخدّرة مثل البنزوكائين أو الليدوكائين لتأخير القذف، وقد تكون أيضًا مصنوعة من مادَّة اللاتكس السميكة، وهذه الواقيات متاحة بدون وصفة طبيَّة.

التواصل

احرص على التواصل المفتوح مع زوجتك وإخبارها بما يناسبك وما لا يناسبك في العلاقة الجنسيَّة (والاستماع إلى رغباتها كذلك)؛ فالانفتاح تجاه الجنس من شأنه أن يريحك أكثر، ويقلِّل من التوتُّر الذي قد يسبِّب القذف السريع.

تقنية الإيقاف المؤقَّت والضغط

يمكنك استخدام تقنية الإيقاف المؤقَّت والبدء على النحو التالي:

  1. ابدأ النشاط الجنسي، بما في ذلك تحفيز القضيب، حتى تشعر أنَّك على وشك الاستعداد للقذف.
  2. بعد ذلك، يمكنك أنت أو زوجتك الضغط على نهاية قضيبك حيث يلتقي الرأس بالعمود، مع الاستمرار في الضغط لعدَّة ثوانٍ حتى تختفي الرغبة في القذف.
  3. كرر عمليَّة الضغط حسب الحاجة.
  4. ومن خلال التكرار عَّدة مرَّات حسب الحاجة، يمكنك الوصول إلى مرحلة الإيلاج إلى مهبل زوجتك دون قذف، وبعد بعض الممارسة، قد يصبح تأخير القذف عادة لا تتطلَّب تقنية الإيقاف المؤقَّت والضغط.

تمارين كيجل

يمكن أن تساعد تمارين قاع الحوض المنتظمة – والمعروفة غالبًا باسم تمارين كيجل- في تقوية عضلات قاع الحوض. يمكن للعضلات القويَّة في هذه المنطقة أن تساعد في تدفُّق الدم وزيادة التحكُّم في القذف.

عوامل التخدير الموضعيَّة

يمكن استخدام الكريمات والمواد الهلاميَّة والبخَّاخات التي تحتوي على عامل مخدِّر(مثل البنزوكائين أو الليدوكائين) والمتاحة بدون وصفة طبيَّة لعلاج سرعة القذف، تُطبَّق هذه الكريمات على القضيب قبل ممارسة الجنس بـ 10 إلى 15 دقيقة لتقليل الإحساس والمساعدة في تأخير القذف.

رغم إنَّ عوامل التخدير الموضعيَّة فعَّالة ويمكن تحمُّلها بشكلٍ جيِّد، إلا أنَّ لها آثارًا جانبيَّة محتملة قد تتمثَّل في انخفاض الشعور والمتعة الجنسيَّة لدى كلا الزوجين.

العلاج والاستشارة

قد يكون السبب وراء سرعة القذف لديك سببًا نفسيًّا، في مثل هذه الحالة، سيكون من المفيد لك أن تلجأ إلى طبيب مختصّ لأخذ استشارة وعلاج المشكلة الأساسيَّة.

مع سرعة القذف، قد تشعر أنَّك وزوجتك أصبحتما أقلّ ارتباطًا، وقد تشعر بالغضب والخجل والانزعاج، وتبتعد عن زوجتك، لذلك فإنَّ التحدَّث حول المشكلة هو خطوة مهمَّة، وقد تكون مراجعة خبير في العلاقات الزوجيَّة أو العلاج الجنسي مفيدة أيضًا.

المصدر
هيليثي جيروز، 2023.أونلاين دكتور.مايوكلينك، 2022.
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية