هل لمريض الإيدز أو الكبد الوبائي (ب) الحقّ في الزواج والإنجاب؟

اقرأ في هذا المقال
  • أولًا: التهاب الكبد الوبائي ب (HBV)
  • كيف ينتقل التهاب الكبد الوبائي ب؟
  • شُخصت بالتهاب الكبد الوبائي ب، فهل يمكنني الزواج؟
  • التهاب الكبد الوبائي ب والإنجاب
  • ما هو دور الطرف السليم للتعايش مع التهاب الكبد الوبائي ب؟
  • ثانيًا: ما المقصود بالإيدز؟
  • هل يمكن أن تنتقل الإصابة بالإيدز بين الزوجين؟
  • هل يمكن لمريض الإيدز أن ينجب؟
  • كيف يمكن تقليل خطر انتقال العدوى للطفل عند الولادة؟
  • وسائل منع الحمل في ظل علاج الزوجة من فيروس نقص المناعة البشريَّة؟

أراد صديقان التقدم لفتاتين رغبةً في الزواج منهما، لكنهما ترددا كثيرًا لكون أحدهما مصاب بالإيدز والآخر مريض مزمن بالتهاب الكبد الوبائي ب، ودار في ذهنهما كثيرٌ من الأسئلة حول تأثير المرضين على الزواج وتبعاته، وإمكانيَّة أن يعيشا حياة زوجيَّة طبيعيَّة، وهذا ما نتناوله تفصيلًا في مقالنا؛ إذ نتطرق أولًا للحديث عن الكبد الوبائي (B) ثم الإيدز.

أولًا: التهاب الكبد الوبائي ب (HBV)

هو أشد أنواع عدوى الكبد خطورة وأكثرها شيوعًا في العالم، يسببه فيروس التهاب الكبد B ويعرف بالإنجليزيَّة باسم (Hepatitis B virus).  

يُطلق على التهاب الكبد ب “الوباء الصامت” إذ إن معظم المصابين به لا تظهر عليهم أعراض إذا كانت الإصابة حديثة أو مزمنة؛ ومن ثم يمكنهم دون قصد نشر الفيروس ونقل العدوى للآخرين، علاوةً على كبدهم الذي لا يزال يتضرر بصمت وقد يتطور إلى مرض خطير مثل تليف أو سرطان الكبد.

كيف ينتقل التهاب الكبد الوبائي ب؟

ينتقل التهاب الكبد الوبائي B بإحدى طريقتين، هما:

  • الاتصال المباشر بدم المصاب أو عن طريق سوائل جسديَّة معينة، مثل اللعاب أو السائل المنوي أو السوائل المهبليَّة.

كما يمكن أن ينتقل من الحامل المصابة إلى طفلها في أثناء الولادة جراء تبادل الدم الذي يحدث بينهما.  

  • بصورة غير مباشرة عن طريق استعمال المعدات الطبيَّة مثل الإبر غير المعقمة، أو خوض علاقة حميمة دون احتياطات، أو عن طريق مشاركة المتعلقات الشخصيَّة مثل شفرات الحلاقة، وفرشاة الأسنان، ومقصات الأظافر.

شُخصت بالتهاب الكبد الوبائي ب، فهل يمكنني الزواج؟

كان هذا هو التساؤل الذي يدور في ذهن الشاب المذكور سلفًا، وقبل التطرق إلى الناحيَّة الطبيَّة فينبغي أولًا أن يكون الشاب على درجة كافيَّة من الشجاعة لمصارحة من سيتزوجها بالمرض وشرح تفاصيل تعايشه معه بوضوح.

أما من الناحيَّة الطبيَّة فإن ما يبشر هو أن المتخصصين في هذا الصدد أفادوا بإمكانيَّة الزواج وإنجاب الأطفال في ظل التعايش مع التهاب الكبد الوبائي ب؛ إذ يوجد لقاح آمن وفعال لمنع انتقال العدوى بين الأزواج. 

ويمكن التأكد من تلقيح الزوجة المستقبليَّة بلقاح التهاب الكبد الوبائي ب في صغرها؛ إذ يتلقى الأطفال ثلاث جرعات إجباريَّة من اللقاح لحمايتهم من المرض.

وفي حال وجد أنها لم تتلقَّ اللقاح فلا بأس؛ يمكنها التوجه للجهات المعنيَّة لتلقّيه في سلسلة من ثلاث جرعات:

  • الجرعة الأولى وقتما تشاء ويفضل قبل إتمام الزواج.
  • الجرعة الثانيَّة بعد شهر من الأولى.
  • الجرعة الثالثة بعد ستة أشهر.

ولمزيد من الأمان يمكن استخدام الواقي الذكري في العلاقة الحميمة في حالة تم تلقيه بعد الزواج لضمان عدم انتقال العدوى.

التهاب الكبد الوبائي ب والإنجاب

قد يتساءل البعض الآن، ماذا إن كانت الزوجة هي الطرف المصاب بالتهاب الكبد الوبائي ب؟ هل يمكنها الحمل والإنجاب بأمان؟ أم أن هناك احتمال لانتقال الفيروس إلى طفلها؟

يشير المتخصصون إلى إن منع انتقال التهاب الكبد ب من الأم إلى الطفل أصبح ممكنًا عن طريق بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها، وهي:

  • أولًا معرفة ما إذا كان الحِمل الفيروسي (viral load) مرتفعًا في دم الأم؛ لأنه إذا كان مرتفعًا فقد يصف الطبيب المتابع للحمل بعض مضادات الفيروسات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة للسيطرة على الفيروس وتقليل مخاطر انتقاله إلى الجنين.  
  • ثانيًا إعطاء الطفل حديث الولادة حقنتين بعد ولادته مباشرةً أي في نفس اليوم:
  •  الجرعة الأولى من لقاح التهاب الكبد B (جرعة 5 ميكروغرام) 
  • والثانيَّة جرعة من الجلوبيولين المناعي HBIG لالتهاب الكبد B (جرعة 0.5 مل).

إذا تلقى الطفل هاتين الجرعتين بشكل صحيح خلال ساعاته الأولى بعد الولادة، فقد أصبح لديه فرصة للوقايَّة من الإصابة بالالتهاب مدى الحياة بنسبة تصل إلى 95٪ تقريبًا.

 يحتاج الرضيع بعد ذلك إلى جرعات إضافيَّة من اللقاح في عمر شهر ثم ستة أشهر لضمان الحمايَّة الكاملة ضد الفيروس.

ما هو دور الطرف السليم للتعايش مع التهاب الكبد الوبائي ب؟

حتى ينعم الزوجان بحياة مستقرَّة وسعيدة لا بد من التكاتف معًا لمواجهة التحدِّيات الناجمة عن إصابة أحدهما بالتهاب الكبد الوبائي ب، وهذه بعض النصائح التي تُعين على ذلك:

  • الدعم النفسي: 

إذ يمكن أن يشكِّل فارقًا كبيرًا في تحسين مزاج المريض وتعزيز ثقتة بنفسه،

كما يجب أن يكون الطرف السليم متفهِّمًا ومشجِّعًا، وقادرًا على توفير المزيد من الدعم لزيادة الألفة بينهما والتغلُّب على المشاعر السلبيَّة والضغوط النفسيَّة الناجمة عن المرض.

  • الحرص على المعرفة والتثقيف: 

ينبغي أن يكون هناك استعداد دائم للتعلُّم وفهم المزيد حول المرض، إذ يساهم البحث ومشاركة المعلومات الصحيحة والدقيقة في استقرار العلاقة الزوجيَّة بصورة أكبر.

  • الاهتمام بتوفير الغذاء الصحِّي، والحثّ على ممارسة الرياضة، ويا حبذا لو تشاركا في رياضة معينة بهدف الوقاية من أي مضاعفات محتملة.
  • يجب عليهما أيضًا التعاون في تفهُّم وتقدير احتياجات الطرف المصاب في العلاقة الحميمة، إذ يمكن أن يكون هناك حاجة إلى اتِّباع إجراءات وقائيَّة إضافيَّة لتجنُّب انتقال العدوى.

ونؤكِّد دائمًا على أن الدعم والتفاهم المتبادلَيْن هما المفتاح لبناء علاقة قويَّة مليئة بالمودَّة.

ثانيًا: ما المقصود بالإيدز؟

هو اختصار اصطلاحيّ يُقصد به متلازمة نقص المناعة المكتسب ( Acquired immunodeficiency syndrome)؛ ويُعدُّ أحد أشهر الأمراض المزمنة المهدِّدة للحياة التي يسبِّبها فيروس نقص المناعة البشريَّة .(Human Immunodeficiency Virus – HIV) 

يهاجم الفيروس الجهاز المناعي الذي يتضمَّن كرات الدم البيضاء، لذا يفقد الجسم قدرته على مقاومة أي عدوى أخرى، ومن ثمَّ يتساءل الشاب الثاني ذاك المذكور سلفًا ويعاني من الإيدز عن إمكانيَّة الزواج من فتاةٍ لا تعاني من نفس المشكلة.

هل يمكن أن تنتقل الإصابة بالإيدز بين الزوجين؟

إنَّنا إن تحدَّثنا عن الأمراض المنقولة جنسيًّا فإنَّ فيروس نقص المناعة البشري يعتلي القائمة، ويمكن أيضًا أن ينتقل من المصاب إلى السليم بطرق أخرى، مثل:

  • الدم.
  • من الأم إلى الجنين عبر المشيمة.
  • سوائل الجسم مثل السائل المنوي والسوائل المهبليَّة، لكنه لا ينتقل عن طريق اللعاب أو العرق.
  • تعاطي المخدّرات، عن طريق مشاركة الحقن أو غيرها مما يستخدم لهذا الغرض.
  • نقل الدم أو التبرُّع بالأعضاء المحمَّلة بالفيروس (لكن هذا أصبح نادرًا بسبب الإجراءات الطبيَّة الصارمة).

والجدير بالذكر أنَّه لا ينتقل عن طريق المداعبة السطحيَّة أو القبلات بين الزوجين، إلا إذا كان فم أحدهما مجروحًا وتعرَّض الآخر للدم الخارج من الجرح.

كيف يمكن التعايش في ظلِّ إصابة أحد الزوجين بالإيدز؟

ينبغي للشاب المذكور أن يدرك أن إصابة أحد الزوجين بالإيدز لا تعني أنَّ الطرف الآخر سيكون على دراية وخبرة بكافة تفاصيل المرض، لذا ينبغي له أن يكون صريحًا في توضيح هذا الجانب عند طلب الزواج، كما ينبغي لزوجته المستقبليَّة أن تعي ما سيكون مطلوبًا منها من محاولة الاستزادة باستمرار ومحاولة الاطلاع على كل جديد عن المرض للحفاظ على حياة آمنة وصحيَّة ومنع تفاقم الأعراض لدى الزوج، وممَّا يتعيَّن عليها أيضًا:

  • تقديم الدعم النفسي والتشجيع على الالتزام بالعلاج.
  • الاهتمام بتوفير غذاء صحِّي للزوج، وحثّه على ممارسة الرياضة.
  • مساعدته في الإقلاع عن التدخين إن كان مدخِّنًا.
  • احتوائه في نوبات قلقه وخوفه.

أمَّا ما ينبغي على الزوجين فيشمل:

  • الحرص على ممارسة علاقة حميمة آمنة باستخدام الواقي الذكري.
  • الالتزام بتناول العلاج الوقائي قبل التعرُّض (Pre Exposure prophylaxis – PrEP)، أو تناول العلاج الوقائي بعد التعرُّض في حال لم يتناوله الطرف المريض قبل الجماع (Postexposure prophylaxis – PoEP)، بالإضافة إلى تناول مضادَّات الفيروسات القهقريَّة في مواعيدها.
  • الحرص على عدم مشاركة أدوات العناية الشخصيَّة التي قد تسبِّب الجروح مثل شفرات الحلاقة.

هل يمكن لمريض الإيدز أن ينجب؟

نعم، ولكن هناك بعض النصائح المهمَّة للزوجة من الضروري الالتزام بها للحدّ من انتقال الفيروس إلى الطفل، وهي:

  • أولاً، إجراء فحص الفيروس قبل كل حَمل لتقييم مدى إمكانيَّة تأثير الفيروس على صحَّة الجنين وإذا كانت النتيجة إيجابيَّة، فيجب التخطيط للحمل بعناية وفقًا لتوصيات الأطباء المتخصِّصين.
  • ثانياً، يجب على الأم المصابة بفيروس الإيدز الحصول على العلاج المناسب ويعرف بالعلاج المضادّ للفيروسات المضادَّة للريتروفيروسات (ART)؛ إذ يساعد هذا العلاج في منع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين عن طريق الدم خلال فترة الحمل أو المخاض أو عند الولادة، أو الرضاعة الطبيعيَّة.
  • ثالثًا، ينصح بإجراء العديد من الفحوصات الجينيَّة والطبيَّة لتقييم صحَّة الجنين أثناء فترة الحمل.
  • وأخيرًا، يجب أن يستمرّ العلاج بعد الولادة لمنع انتقال الفيروس إلى الطفل من خلال الرضاعة الطبيعيَّة. وقد يفضِّل بعض الأطباء اللجوء إلى الحليب الصناعي كحلٍّ بديل للحفاظ على صحَّة الطفل.

كيف يمكن تقليل خطر انتقال العدوى للطفل عند الولادة؟

هناك عدَّة إجراءات يمكن اتِّباعها لتقليل خطر انتقال فيروس الإيدز من الأم المصابة إلى الطفل في أثناء الولادة. وتشمل هذه الإجراءات:

  1. التزام الأم -مثلما وضحنا- بتلقِّي العلاج المضادّ للفيروسات المضادَّة للريتروفيروسات (ART).
  1. تُحقن الأم بجرعتين من العلاج الوقائي؛ بحيث تكون الجرعة الأولى قبل الولادة بحوالي 4 أسابيع والثانية خلال الولادة.
  1. يفضَّل أن تكون الولادة قيصريَّة، إذ يقلِّل ذلك من خطر انتقال الفيروس إلى الطفل. ولكن إذا نجحت الأم بإشراف المتخصّصين في السيطرة على الفيروس بشكل كامل باستخدام ART، فقد يسمح الأطباء بالولادة الطبيعيَّة.
  1. يُنصح بتجنُّب الرضاعة الطبيعيَّة، واستشارة الطبيب حول البدائل المناسبة.
  1. إعطاء الطفل العلاج الوقائي بعد الولادة، وفي الأسابيع الأولى من الحياة. للحدّ من خطر انتقال الفيروس الذي يمكن أن يكون قد حدث خلال الولادة أو الإرضاع.

وسائل منع الحمل في ظل علاج الزوجة من فيروس نقص المناعة البشريَّة؟

يمكن للزوجة استخدام الطريقة المناسبة لها لمنع الحمل بعد استشارة الطبيب. إذ إنَّ بعض علاجات فيروس نقص المناعة البشريَّة قد تجعل وسائل منع الحمل التي تعتمد على الهرمونات أقل فاعليَّة.

المصدر
Reviewed by Hepatitis B foundation medical professionals, Hepatitis B foundation - 2022Medically reviewed by Daniel Murrell, M.D. By Natalie Silver - Updated on July 27, 2020 – Health line.comMedically reviewed by centres for disease control & prevention professionals - CDC, 2022
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية