خجل ارتداء حمَّالات الصدر في فترة البلوغ

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي أهمّ العلامات المميَّزة لمرحلة البلوغ؟
  • كيف يمكن مساعدة المراهقات على العبور بأمان في هذه المرحلة؟
  • كيف يمكن أن تعزِّز الأسرة علاقة المراهقات الجيِّدة بأجسادهن؟

إذا كنتِ أُمًّا لفتاة في مرحلة المراهقة والبلوغ، فربما تطرق بابك بعض الأسئلة غير المتوقَّعة، والمخاوف الجديدة تمامًا على عالم الطفولة والبراءة. في بداية فترات البلوغ، وفي الفئة العمريَّة التي قد تبدأ من التاسعة و حتى الرابعة عشر، تبدأ التغيُّرات الأنثويَّة في الظهور على جسد الصغيرات، وهي واحدة من أهمِّ علامات البلوغ، وتكون نتيجة طبيعيَّة لزيادة هرمونات الأنوثة وانتهاء فترة الطفولة

فما هي أهمّ العلامات المميَّزة لهذه المرحلة؟

تمرُّ المراهقات بمزيج من التغيُّرات الجسديَّة والنفسيَّة، أمَّا التغيُّرات الجسديَّة:

  • زيادة حجم الصدر والأرداف وظهور الانحناءات الأنثويَّة في الجسم.
  • ظهور الشعر تحت الإبطين وفي منطقة العانة.
  • وجود رائحة للعرق.
  • طفرة في زيادة الطول.
  • الدورة الشهريَّة.

أمَّا التغيُّرات النفسيَّة فيطول الحديث عنها ولكن من أهمّها:

  • التوتُّر وسرعة الغضب.
  • زيادة الاهتمام بالجسد، وأحيانًا الخجل منه. 
  • زيادة التكتُّم والاهتمام بالخصوصيَّة والغموض والاحتفاظ بالأسرار. 
  • الميل العاطفي للجنس الآخر.
  • الحساسيَّة النفسيَّة الزائدة.

وفي ظلِّ اهتمام المراهقات الزائد بأجسادهن واستكشافها بينما يعدن التعرُّف على أنفسهن بشكل جديد، قد يشعرن بالكثير من المشاعر المختلطة، ما بين السعادة بأنَّ أجسامهن تشبه أُمّهاتهن البالغات، وما بين مشاعر بالخجل والتوتُّر من زيادة حجم الأثداء والأرداف، ومحاولة إخفائها بنوعٍ من الشعور بالعار والقلق الفائق، حتَّى أنَّ كثيرا من الفتيات يرفضن في هذه المرحلة ارتداء حمَّالة الصدر أو تجربتها، وقد يرفضن الحديث عنها مع الأُمّ أو تحمرُّ وجناتهن خجلًا عند الإشارة للموضوع.

فكيف يمكن مساعدة المراهقات على العبور بأمان في هذه المرحلة؟

  • التمهيد قبلها بوقتٍ كاف: لأنَّ الإنسان بشكل عام يشعر الأمان عند معرفته بالتوقُّعات المحتملة لما هو قادم، فإنَّه لا بد أن تقوم الأُمّ بالتمهيد الناعم للفتيات عن التغييرات المتوقَّع حدوثها في جسمها في فترة المراهقة. يمكن للأُمّ أن تبدأ في التمهيد والحديث المبسَّط منذ سنِّ التاسعة أو العاشرة وفقًا لمستوى فهم البنت، ودرجة معرفتها ببعض التفاصيل، بحيث تكون مؤهَّلة ومستعدَّة نفسيًّا لاستقبال التغيُّرات، فيكون وقعها النفسي عليها أخفّ وألطف.
  • الامتناع عن التعليقات السلبيَّة والغمز واللَّمز: تعتبر بعض الأسر الفورة في جسم البنات مادَّة للدعابة والضحك، الأمر المربك والمحرج تمامًا للفتيات مهما أبدين عكس ذلك. لذا لا بدّ من مراعاة المحيط النفسي الهادئ والمشجِّع والذي يحترم خصوصيَّة الجسد ولا يجعله أبدًا موضوعًا للمزاح. خاصَّة أنَّ الفتيات ما زلن طفلات أو بالكاد على أعتاب عالم الكبار، وفي الغالب غير قادرات على تفسير وتقبُّل هذا النمط من الدعابات بشكل مناسب.
  • عرض المساعدة بدون تجاوز للحدود: قد ترفض بعض الفتيات ارتداء حمَّالات الصدر، لأنَّهن ببساطة لا يعرفن ما هو المقاس المناسب؟ أو ما هو الشكل الملائم لهن؟ أو أنَّهن يشعرن بالضيق والانزعاج من ارتدائه بسبب الاختيار الخاطئ لحمَّالات الصدر، أو غير مستعدَّات لمواجهة العالم بقطعة ملابس جديدة، حتَّى لو كانت داخليَّة، ولكنَّها ترتبط بمكان شديد الحساسيَّة لديها. في هذه الحالة لا بد أن تعرض الأُمُّ المساعدة بهدوء وحكمة، وتستعرض المشاكل المختلفة والمحتملة مع ابنتها لعلَّهما تصلان معًا إلى مفتاح لم تكن لتتعرَّف عليه الصغيرة وحدها. في نفس الوقت يكون تقديم المساعدة في إطار ودِّي رحيم ولطيف، بدون تجاوز للحدود أو إلحاح وفجاجة.
  • الإجابة عن التساؤلات البسيطة حول الأمر: يصبح رأس المراهقات فجأة قنبلة موقوتة مليئة بالأسئلة وعلامات الاستفهام، والاستنتاجات غير الحقيقيَّة التي تنتهي غالبًا بقرارات غير مفهومة. لا بأس أبدًا أن تطرق الأم مع ابنتها مختلف التساؤلات والملحوظات التي قد تتبادر إلى ذهنها، بدون استنكار أو سخرية، أسئلة شديدة البساطة مثل: لماذا صدري أكبر من صدر صديقتي؟ إلى متى سيستمرّ حجمه في الزيادة؟ لماذا تؤلمني الحلمات أحيانًا؟ هل يلاحظ كل الناس زيادة وتغيُّر حجم صدري؟ هل يجب ارتداء حمَّالة الصدر طوال اليوم؟ لماذا أشعر بالانزعاج من وجود حمَّالة الصدر حول جسدي؟ هل يمكن أن لا يكون ثدياي في نفس الحجم؟ 

الاجابة بوضوح وصراحة وبساطة على هذه التساؤلات مهما بدا بعضها غريبًا بالنسبة للأُمّ، إلا أنَّه يفتح قنوات التواصل والثقة مع المراهقات، كما أنَّه يرسل لهنَّ رسائل طمأنة وراحة فيما يخصُّ علامات الاستفهام التي تدور في رؤوسهن بلا إجابة. وإذا لم يكن لدى الأُمّ إجابة، فلا بأس أبدًا بالتشارك في البحث عن إجابة وخوض رحلة التعرُّف والتعلُّم مع الصغار. 

مقالات ذات صلة
  • التسوُّق الجديد للمرحلة: تبقى ذكريات المرَّة الأولى محفورة في الذاكرة مهما مرَّ عليها من الوقت، لذا يمكن أن تكون تجربة شراء حمَّالة الصدر الأولى تجربة مميَّزة وذات أثر إيجابي على الفتاة. هذا النوع من الخطوات يبدو صغيرًا وتافهًا، ولكنَّه يلعب دوره في تشكيل علاقة الأنثى بجسدها، وحبّه وتقديره، العلاقة التي تتشكَّل في المراهقة وقبلها، وتظلّ ملازمة لها عمرًا كاملًا، بكل ما يحمله هذا من تأثير وتشابكات نفسيَّة.

بالإضافة إلى ما سبق، فإنَّ مشكلة الشعور بالخجل من ارتداء حمَّالات الصدر، هي مجرَّد عرض ظاهري لكيف تتشكَّل العلاقة مع الجسم، لذا فإنَّ هناك تأكيدات أو رسائل أمان من المفيد أن تحصل عليها الفتاة بينما يتغيَّر جسدها ويستعدّ للمرحلة الجديدة، هذه التأكيدات لا تؤثِّر فقط نفسيًّا على علاقتها بجسمها، وشعورها بالرضا وتقدير الذات، وإنَّما يمتدُّ أثرها لشبكة معقَّدة تشمل العلاقات الزوجيَّة، واضطرابات الأكل، واختيار الملابس، واختيار نمط الحياة الصحِّي، وغيرها من الحلقات وثيقة الصلة.

فكيف يمكن أن تعزِّز الأسرة علاقة المراهقات الجيِّدة بأجسادهن؟

  • كلّ جسم متفرِّد: التأكيد على أنَّ كلّ الأجسام مختلفة عن بعضها، وكلّها جميلة ومميَّزة.
  • الحبّ غير المشروط: كلَّما استطاعت الأسرة تقديم مشاعر الحبّ غير المشروط للأبناء، زادت ثقتهم بأنفسهم وشعورهم باستحقاق الحبّ والتقدير أيَّا كان ما يبدون عليه.
  • عدم المقارنة بين الأخوات والأقارب: لنفس السبب السابق، إذ لكل جسم خصوصيّته ومواطن جماله. ولأنَّ المقارنة تزيد من الشعور بالدونيَّة والغيرة والغضب، ويفهم من خلالها الشخص أنَّ قيمته مقرونة بجمال جسده، وليس بأخلاقه أو تصرّفاته أو جمال روحه. 
  • الخصوصيَّة: الجسم ملكٌ خاصّ لصاحبه، وغير مسموح لأي شخص باختراق مساحته الخاصَّة دون سبب واضح ورضا من صاحبه. 
  • نعمة الجسد: للجسد قيمة كبيرة، لا تكمن في شكله، ولكن في بديع وجميل خلقه الذي لم يتدخَّل فيه الإنسان أبدًا، وإنَّما هو هديَّة كاملة من الخالق وحده.
  • جمال الروح والعقل: يفهم الطفل من خلال أسرته أنَّه لا يمكن تقييم أي إنسان من خلال جسمه، ولكن صفاء قلبه ونقاء روحه وعطائه هو ما يمكن أن تتعرَّف على الإنسان من خلالها.

اظهر المزيد

أية خالد

إخصائية نفسية حاصلة ليسانس الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وعلى الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، وكاتبة محتوى مهتمة برفع الوعي بالصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى