المطاعيم قبل الحمل؛ أداة لإنقاذ حياتكِ وحياة طفلكِ
- ما هي اللُّقاحات التي يجب عليكِ تلقيها قبل الحمل؟
- ما هي اللُّقاحات التي يجب أخذها أثناء الحمل؟
- ما هي المدَّة التي يجب انتظارها قبل الحمل بعد الحصول على اللقاح؟
أثناء الحمل، تزيد فرصة إصابتكِ ببعض الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالمطاعيم، والتي يمكن أن تؤدِّي إلى مضاعفات الحمل ونتائج صحِّيَّة سيِّئة عند طفلك الرضيع، فإذا كنتِ تخطِّطين للإنجاب، فإنَّكِ بحاجة إلى تقييم احتياجاتكِ من التطعيم كجزء من فحص ما قبل الحمل، وتلقِّي المطاعيم اللازمة لحماية نفسكِ وطفلكِ.
في الواقع، هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول سلامة المطاعيم أثناء الحمل وقبله، والتي يمكن أن تؤدِّي إلى الارتباك والخوف غير الضروريَّين من هذه الأداة الطبِّيَّة المنقِذة للحياة. تابعي قراءة المقال لتتعرَّفي على كل ما تحتاجين معرفته عن المطاعيم قبل الحمل.
ما هي المطاعيم التي يجب عليكِ تلقيها قبل الحمل؟
قبل أن تحملي، يُنصَح بإجراء فحص للأمراض التي يمكن الوقاية منها بالمطاعيم، فإذا أصبتِ بأيٍّ من هذه الأمراض أثناء الحمل، فقد يكون لها تأثير خطير عليك وعلى صحَّة طفلك. فيما يلي توضيح لأهمِّ المطاعيم قبل الحمل التي يتوجَّب عليكِ تلقِّيها:
مطعوم الحصبة الألمانيَّة
إنَّ فيروس الحصبة الألمانيَّة معدٍ للغاية، وينتشر عند استنشاق قطرات من إفرازات الجهاز التنفسي التي يفرزها شخص مصاب، ويسبِّب هذا الفيروس حمَّى وطفحًا جلديًّا يبدأ على الوجه وينتشر إلى الجسم ثمِّ إلى الذراعين والساقين، ورغم أنَّ الحصبة الألمانيَّة ليست خطيرة عند الأطفال، فإنَّها قد تصبح خطيرة جدًّا على الأجنَّة، خاصَّةً في الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، وقد تصل فرصة نقل العدوى إلى طفلكِ إلى 90٪ في الأشهر الثلاثة الأولى (أوَّل 12 أسبوعًا من الحمل)، قد يتطوَّر لدى الطفل تلف في القلب والعمى والصمم والتخلُّف العقلي، وقد تتعرَّضين أيضًا للإجهاض أو حتى ولادة جنين ميِّت.
لحسن الحظ، لم تعد الحصبة الألمانيَّة شائعة، لأنَّ معظم الأطفال يجري تحصينهم ضدّها كجزء من مطعوم MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانيَّة) عند بلوغهم عامهم الأوَّل، أي أنَّكِ غالبًا لن تحتاجي لهذا المطعوم لأنَّكِ قد حصلتِ عليه وأنتِ طفلة.
مطعوم جدري الماء (الحماق النطاقي)
تمامًا كالحصبة الألمانيَّة، فإنَّ جدري الماء معدٍ للغايَة، وينتشر عند استنشاق قطرات من إفرازات جهاز التنفُّس التي يفرزها شخص مصاب، وقد تصابين بالجدري المائي -إذا لم تحصلي على مطعوم- من خلال تواجدكِ في نفس الغرفة مع شخص مصاب، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور 10 أيام إلى 3 أسابيع من الإصابة، والتي قد تتمثَّل غالبًا بالحمَّى والخمول، يليهما طفح جلدي مثير للحكَّة من البثور المائيَّة، وسوف تنفجر البثور بعد أسبوع، وتشكِّل قشورًا قبل الشفاء.
جدري الماء غير شائع في الحمل، لكن في حالة الإصابة به، فإنَّ معظم النساء والأطفال لا يعانون من أي آثار خطيرة، ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة قد يتأثَّر الطفل ببثور جلديَّة أو ندبات أو حتى تلف الأعضاء، خاصَّةً في الأشهر الخمسة الأولى من الحمل، وقد لا تُكتشف هذه التشوُّهات باستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتيَّة أثناء الحمل، ولا يمكن تشخيصها إلا بعد ولادة الطفل، وإذا ولد خلال سبعة أيام من إصابة الأُمّ بجدري الماء، فقد يصاب بشكلٍ حادّ جدًّا من المرض.
كلُّ ما يتطلَّبه الأمر هو إجراء فحص دم بسيط للتحقُّق ممَّا إذا كنت محصَّنة ضدّ فيروس جدري الماء، وإذا لم تكوني كذلك؛ فعليكِ الحصول على التطعيم قبل الحمل.
مطعوم التهاب الكبد “ب”
التهاب الكبد “ب” هو عدوى الكبد الناجمة عن فيروسات التهاب الكبد ب، وقد تكون العدوى حادَّة أو مزمنة، ومعظم حاملي العدوى المزمنة ليس لديهم أعراض، وقد تصابين بهذا الفيروس من خلال الاتِّصال الجنسي، أو عن طريق التعرُّض لسوائل الجسم المصابة مثل اللُّعاب.
إذا كنت تعانين من عدوى مزمنة لالتهاب الكبد الوبائي “ب”، فقد تنقلين هذه العدوى إلى طفلك، ممَّا قد يجعله معرَّضًا بنسبة 25% للوفاة بسبب أمراض مرتبطة بالكبد مثل؛ التهاب الكبد المزمن، وتليُّف الكبد، وسرطان الكبد في وقت لاحقٍ من حياته.
لمنع إصابة طفلكِ بالعدوى، فإنَّه يجب تطعيمه بحقنة لقاح التهاب الكبد “ب” والأجسام المضادَّة مباشرة بعد ولادته، وبمجرَّد تطعيمه ضدّ التهاب الكبد “ب”، يمكنكِ الاستمرار في الرضاعة الطبيعيَّة حتَّى لو كنتِ حاملة للفيروس.
مطعوم الإنفلونزا
إنَّ الحصول على مطعوم الإنفلونزا قبل الحمل سيساعد على حمايتك خلال موسم الإنفلونزا، تتوفَّر مطاعيم الأنفلونزا عادةً من أواخر أغسطس وحتَّى مارس كلّ عام، لتتوافق مع الموسم، ويمكنك الحصول على هذا المطعوم في عيادة الطبيب.
مطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
يساعد هذا اللقاح على الوقاية من حالات العدوى الجديدة بفيروس الورم الحليمي البشري والأمراض المرتبطة بهذا الفيروس، بما في ذلك سرطان عنق الرَّحم، يوصى بهذا المطعوم للأشخاص حتَّى سنِّ 26 عامًا، ولكن قد يستفيد منه الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 27 إلى 45 عامًا، رغم أنَّهُ يُنصَح بتلقِّي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري قبل الحمل وليس أثناءه، إلا أنَّ الحصول عليه عن غير قصد أثناء الحمل، لا يرتبط بأي ضرر لكِ أو لطفلك.
ما هي المدَّة التي يجب انتظارها قبل الحمل بعد الحصول على اللقاح؟
إذا تلقَّيتِ لقاحًا “حيًّا” ضدّ الفيروس، فسيتعيَّن عليكِ الانتظار لمدَّة 3 أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل، إذ يحتاج جسمك إلى وقت لطرد الفيروسات المحقونة، وإذا حملت عن طريق الخطأ قبل فترة الثلاثة أشهر، فلا تقلقي، فإنَّ خطر إصابة طفلك بسيط جدًا، لكن استشيري طبيبكِ في أقرب وقت ممكن.
ما هي اللُّقاحات التي يجب أخذها أثناء الحمل؟
في كل مرَّة تكونين حاملًا فيها، يوصى بتلقِّي المطاعيم الآتية:
- مطعوم الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا: إذا لم تحصلي على مطعوم الإنفلونزا قبل الحمل، فبإمكانكِ تلقِّيه بأمان في أيِّ وقتٍ أثناء الحمل، فهذا المطعوم من شأنه أن يحميكِ من المضاعفات الطبيَّة والتوليديَّة الشديدة، ويوفِّر الحماية لطفلكِ أثناء مرحلة الرضاعة المبكِّرة.
- مطعوم الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي (Tdap): يُعطى هذا المطعوم خلال الثلث الثالث من الحمل لحمايتكِ من السُّعال الديكي الذي قد تنقلينه إلى طفلكِ أثناء الولادة، ولحماية طفلكِ أيضًا أثناء مرحلة الرضاعة المبكِّرة، عندما يكون السعال الديكي مهدِّدًا للحياة.
- مطاعيم أخرى يجب وضعها في الاعتبار: يوصى بمطاعيم التهاب الكبد “أ”، والتهاب الكبد “ب”، ومطعوم المكوِّرات الرئويَّة أثناء الحمل إذا كان لديك عوامل خطر معيَّنة، أو عند الحاجة لإكمال سلسلة المطاعيم التي بدأتِ بها قبل الحمل، على أيَّة حال سيكون من الأفضل استشارة طبيبك حول المطاعيم التي تحتاجينها في هذه المرحلة.