ما هو التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي؟

اقرأ في هذا المقال
  • ما هو الهدف الرئيس من التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي؟
  • ما هي فوائد التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي؟
  • أين يتمّ العلاج الحسِّي؟

العلاج بالتركيز الحسِّي (Sensate Focus Therapy) هو أسلوب علاج جنسي يستخدم تمارين اللَّمس بهدف تمكين الأزواج من الحدِّ من أيِّ سلبيَّة أو قلق يرتبط لديهم بالعلاقة الجنسيَّة الحميمة، إضافةً إلى ذلك، يساعد هذا النوع من العلاج على تحسين التواصل بين الزوجين، ويتمّ ذلك من خلال سلسلة من تمارين اللَّمس الواعي المصمَّمة لتقليل القلق الجنسي، وتوفير الفرص للفرد لاستكشاف جسمه وجسم زوجه/زوجته.

ما هو الهدف الرئيس من التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي؟

 الفكرة وراء العلاج هي التخلُّص من توقُّعات الأداء التي تسبِّب القلق، وهو عامل يمكن أن يؤثِّر سلبًا على العلاقة الحميمة في غرفة النوم، وفي كثير من الأحيان، يكون الغرض من التركيز الحسِّي هو السماح للأزواج بالتعرُّف على لمس بعضهما البعض، والانغماس في العلاقة الحميمة الجسديَّة دون ممارسة الجنس، قد يكسر هذا الحواجز أمام الأشخاص الذين لديهم خوف من أجسادهم أو من أن يراهم شخص آخر، ومن خلال التمارين غير الجنسيَّة المتكرِّرة؛ يمكن زيادة التسامح والتواصل بين الأزواج مع مرور الوقت.

ما هي فوائد التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي؟

هناك العديد من الفوائد المحتملة للتركيز الحسِّي في العلاج الجنسي، بما في ذلك:

زيادة مستويات الراحة

يمكن لتمارين التركيز الحسِّي أن تزيد مستويات الراحة لدى الأفراد تدريجيًّا، فإذا كان أحد الزوجين في العلاقة لا يشعر بالارتياح -مثلًا- تجاه لمس القضيب أو المهبل، فقد يكون قادرًا على الانفتاح على فكرة أنواع أخرى من اللَّمس حتَّى يشعر بالأمان، ومع ذلك، فإنَّ الهدف النهائي لعلاج التركيز الحسِّي ليس بالضرورة حدوث الاتِّصال الجنسي، وبالنسبة لبعض الأزواج، فإنَّ تعلُّم لمس بعضهما البعض بطرق غير جنسيَّة يمكن أن يحسِّن ارتباطهما الحميمي.

يعاني بعض الأشخاص -رجال أو نساء- من قلق الأداء الجنسي (SPAN)، وهو يدلُّ على خوفٍ غير عقلاني من الأداء في السرير أو ممارسة الجنس، وقد تتمثَّل أعراضه في الشعور بالقلق بشأن القدرة على الأداء الجنسي، أو القلق من عدم القدرة على الإثارة، أو القذف المبكِّر جدًّا، أو من عدم الاستمرار لفترة كافية أثناء الجماع، وتجنُّب المواقف التي يتوقَّع فيها عادة ممارسة الجنس، وكذلك تجنُّب الحديث عن الجنس مع الزوج/ة. ويمكن للمعالج المختصّ أن يساعد في حلِّ مشكلة قلق الأداء الجنسي باستخدام تقنيات التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي.

تحسين التواصل

العلاج بالتركيز الحسِّي يمكن أن يحسِّن العلاقة بين الزوجين، وقد يسمح لأولئك الذين يشعرون بعدم الراحة بأن يصبحوا أكثر راحة مع أجسادهم مع مرور الوقت، وهو أيضًا علاج لأنواع مختلفة من التحدِّيات الجنسيَّة، بما في ذلك سرعة القذف، وأنماط الدفع الغريزيَّة، والألم أثناء ممارسة الجنس، وقد يساعد هذا العلاج في زيادة الوعي الجسدي، وتعزيز الاتِّصال الجنسي، وتجربة جنسيَّة أكثر إرضاءً للكثيرين.

علاج اضطرابات الإثارة

يعتقد المختصُّون أنَّ أولئك الذين يعانون من اضطرابات الإثارة أو مشكلات في الرغبة الجنسيَّة يمكنهم الاستفادة من اللمس الحسِّي، حتى الأزواج الذين لديهم حياة جنسيَّة قد يجدون بعض الفوائد من الانخراط في تقنيات التركيز الحسِّي؛ فهذا من شأنه أن يحسِّن الرضا الجنسي مع إعطاء الزوجين الوقت لتعلُّم التعبير عن حبِّهما بشكلٍ إيجابي.

معالجة إدمان الجنس والاستمناء

قد  يسبِّب إدمان الجنس والاستمناء مخاوف سلوكيَّة واضطرابًا عاطفيًّا للفرد، ممَّا قد يؤدِّي إلى سلوكيَّات غير مفيدة أو أفكار وعواطف غير مرغوب فيها، وبالنسبة للكثيرين، تؤثِّر هذه التجارب سلبًا على العلاقات، وقد يساعد التركيز الحسِّي هؤلاء الأفراد على التركيز على إيجاد طرق أخرى للَّمس وتعلُّم التعبير عن الحبِّ دون التركيز على الاتِّصال الجنسي أو الرغبة.

دعم الأزواج

يواجه العديد من الأزواج تحدِّيات في التواصل في غرفة النوم، على سبيل المثال: قد يواجه أحد الزوجين صعوبة في الشعور بالرَّاحة في جسده أو تجربة اللَّمس، من ناحية أُخرى، قد يشعر كلا الزوجين أنَّهما يفتقران إلى الحميميَّة أو يجدان صعوبة في العثور على المتعة.

عندما يرغب الزوجان في العمل معًا لكسر هذه الحواجز، يمكن أن يقدِّم معالج التركيز الحسِّي الدعم لهما، في بداية الجلسات، قد يطرح عليهما بعض الأسئلة ويحثّهما على مناقشة التحدِّيات التي يواجهانها وفهم جذور هذه المخاوف، ثمَّ قد يحاول معرفة المزيد عن سلوكيات الزوجين ورغباتهما ومخاوفهما.

بمجرَّد تحديد التحدِّيات، قد يستخدم معالج التركيز الحسِّي تقنيات لمساعدة الزوجين على التعرف على بعضهما البعض بمزيد من التفاصيل، تتضمَّن عمليَّة العلاج بالتركيز على الحواسّ واستخدام اللَّمس لجعل الأزواج أكثر راحة عند الاتِّصال الجسدي تدريجيًّا/ في كثير من الأحيان، تُدرَّس هذه التمارين شفهيًّا أثناء الجلسة، ثمَّ يمارسها الزوجان في المنزل خارج نطاق العلاج.

أحد الأمثلة على اللَّمس الحسِّي هو التقبيل أو الاحتضان ببطء في السرير، إذ يمكن أن يساعد اللَّمس المتبادل الواعي لجسد الزوج/ة على أن يصبح أكثر راحة ويشعر بالاستعداد للمزيد في المستقبل، فالأحاسيس الجسديَّة الممتعة قد تصل بالشخص إلى النقطة التي يعتاد فيها على اللَّمس الجسدي. أثناء الممارسات، يمكن للأزواج الاستمرار في تبادل الأدوار والتواصل، يمكن أن تكون الموافقة موضوعًا رئيسًا لهذه التمارين، فقبل أن يلمس كلٌّ منهما الآخر، يمكن للأزواج أن يستأذنوا أوَّلًا، والانتظار حتى يحصلوا على الموافقة قبل اللَّمس. فيما يلي مثال على نشاط اللَّمس الحسِّي للأزواج:

  1. جلوس الزوجين متقابلين بحيث يكونا قريبين بما يكفي للَّمس.
  2. اختيار الطرف الذي سيُلمَس أوَّلًا.
  3. يسأل الشخص الذي سيقوم بعمليَّة اللمس: “هل يمكنني أن ألمس ذراعك من يدك إلى كتفك لمدَّة 20 ثانية؟”
  4. الشخص الثاني سيقول: “نعم” أو “لا”. في هذا المثال، يقول نعم.
  5. سوف يستجيب الطرف الذي يلمس بـ “شكرًا لك”، ثمَّ يمكنه لمس يدي وذراعي الآخر بخفَّة، وتحسُّس بشرته، وانحناء ذراعه، وأي سمات جسديَّة فريدة، وأثناء اللَّمس، يركِّز كلا الزوجين بعناية على كيفيَّة منحهما المتعة وكيف يشعران بها.
  6. بعد استمرار اللَّمس لمدَّة 20 ثانية، يتبادل الزوجان الأدوار ويكرِّران التمرين.

المساعدة في علاج ضعف الانتصاب (ED)

يمكن أن يساعد التركيز الحسِّي في العلاج الجنسي مرضى ضعف الانتصاب خلال مساعدتهم على أن يصبحوا أكثر إثارة أثناء النشاط الجنسي، ومن خلال تعلُّم التحكُّم في مستوى الإثارة، سيتمكَّن المرضى أيضًا من زيادة ثقتهم في قدرتهم على تحقيق الانتصاب. 

أين يتمّ العلاج الحسِّي؟

يُجرى أولًا العلاج بالكلام والتحضير لتمارين التركيز الحسِّي في عيادة المعالج، أمَّا ممارسة تقنيات التركيز على الحواسّ واللَّمس فتُجرى بأمان في المنزل، وأثناء تمارين التركيز على الحواسّ، قد يقترح المعالجون على الزوجين البدء في الاتِّصال الجسدي مع بعضهما البعض باللَّمس غير الجنسي قبل التحرُّك في الخطوة الأخيرة من الأنشطة الثقيلة.

على سبيل المثال: قد يطلب المعالج لمس غير الأعضاء التناسليَّة، مثل الإمساك باليدين لفترة معيَّنة، أو مداعبة وجه الشخص الآخر أو ذراعه أو ساقه، ثمَّ قد يتطوَّر هذا النشاط إلى الاحتضان واستكشاف مناطق أكثر حميميَّة مثل الثديين أو الأعضاء التناسليَّة، وأخيرًا من خلال اللّقاء الجنسي (الجماع) أو الجنس عن طريق الفم. 

يجدر بالذكر أنَّه لا ينبغي للمعالج أن يطلب من الأزواج المشاركة في أيِّ نشاطٍ غير مريح بالنسبة لهم، وإذا كان الشخص غير مرتاح للتحدُّث إلى المعالج شخصيًّا، فيمكنه الاجتماع عبر جلسات الرعاية الصحيَّة عن بعد.

المصدر
استُعرض طبيًّا من قبل بيج هنري، بتر هيلب، 2023.استُعرض طبيًّا من قبل الدكتورة كاثرين هيرتلين- بقلم صوفي براونيس، بلو هارت، 2021.
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية