اختلاف الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين.. لا تجعله سببًا للخلاف
- كيف يمكن التعامل مع اختلاف الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين؟
- ماذا عن جدولة ممارسة الجنس؟
- متى يجب الاستعانة بمختصّ؟
يختلف الأشخاص ضمن الزواج في مقدار الجنس الذي يريدونه، وفي بعض الأحيان، خاصَّةً في الزيجات طويلة الأمد قد يحدث تباين في الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين من وقتٍ إلى آخر، وهذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق، إلا إذا أصبح مشكلة مستمرَّة، فإنَّه يبدأ في وضع ضغط كبير وتوتُّر على العلاقة، وتُعرَف هذه الحالة باسم تناقض الرغبة الجنسيَّة، وقد يتعرَّض فيها الأشخاص ذوو الرغبات الجنسيَّة المرتفعة إلى الرفض بشكل متكرِّر، وقد يصابون بتدني احترام الذات والاستياء تجاه أزواجهم، في حين إنَّ أولئك الذين لديهم رغبات جنسيَّة منخفضة قد يشعرون بالذنب والإرهاق والضغط.
والسؤال الآن: هل يجب على الأشخاص ذوي الرغبة العالية التنازل عن احتياجاتهم الجنسيَّة؟ أم أنَّه يجب على ذوي الرغبة الجنسيَّة المنخفضة الاستسلام إلى الطلبات الجنسيَّة للطرف الآخر؟ تابع القراءة لتعرف الإجابة.
كيف يمكن التعامل مع اختلاف الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين؟
تُعدُّ تلبية الزوجين للرغبات الجنسيَّة لبعضهما البعض جانبًا مهمًّا للحفاظ على علاقة صحيَّة ومرضية، ومن المهمِّ أيضًا إدراك أنَّ هذه الرغبات قد تتغيَّر بمرور الوقت، وتتطلَّب التواصل والتغيير المستمرِّين، وإنَّ إعطاء الأولويَّة للاحتياجات والرغبات الجنسيَّة لبعضكما البعض لا يمكن أن يؤدِّي فقط إلى تحسين العلاقة الحميمة، بل يعزِّز أيضًا الرضا والسعادة في الزواج بشكلٍ عامّ.
إذا كنت تعاني من اختلاف الرغبة الجنسيَّة مع زوجك/زوجتك؛ فإنَّنا ننصحكما بتجربة الطرق الآتية:
ابحثا عن أرضيَّة مشتركة للحصول على حياة جنسيَّة مُرضية
عندما تعانيان من عدم التوافق الجنسي أو تناقض الرغبة الجنسيَّة، سيكون من المفيد لكلٍّ منكما كتابة قائمة بالأفعال الجنسيَّة التي يفضِّلها؛ على سبيل المثال بالنسبة لأحدكما يمكن أن تكون القائمة كما يلي:
بالنسبة للآخر، قد تكون القائمة كالآتي:
- تشابك الأيدي عند الخروج معًا.
- دغدغة بعضكما البعض.
- وضعيَّة الملعقة في السرير (نوم زوجتك على جانبها، وأن تستلقي أنت خلفها وتحتضنها بذراعيك).
تبدو الرغبات مختلفة تمامًا، لكن بإمكانكما مناقشة هاتين القائمتين وإيجاد أرضيَّة مشتركة بينكما، على سبيل المثال، يمكن البدء بوضعيَّة الملعقة في السرير، ثمَّ الانتقال ببطء إلى وضعيَّة أخرى، وعندما تخرجان، يمكنكما السير جنبًا إلى جنب وأيديكما تتلامسان.
غالبًا ما يعتقد الأزواج، أنَّ الجنس يتعلَّق بالجماع فقط وليس بالحميميَّة، ولكن الأمر ليس كذلك، إذ يجب بناء العلاقة الحميمة بينكما من خلال احترام الاختلافات، مع تقدير اللحظات التي تتشاركان فيها المتعة الجنسيَّة.
التواصل الصريح
يعدُّ التواصل أمرًا أساسيًّا في الزواج، فلا يعرف كل طرف بالضرورة دائمًا ما يحبُّه ويريده الطرف الآخر، فأحيانًا لا يحصل البعض على الإشباع الجنسي لأنَّهم ببساطة لا يعبِّرون بصراحة عمَّا يحتاجون إليه.
لذلك، أنتما بحاجة إلى قضاء بعض الوقت لمشاركة رغباتكما وتعليم بعضكما البعض ما يشعركما وما لا يشعركما بالرضا، وأثناء مناقشة هذه الأمور، يوصى أن يتمَّ ذلك بطريقة صحيَّة ومثمرة وبنَّاءة، وتجنُّب تصعيد الاختلاف.
حتَّى لو لم تفهم وجهة نظر أو موقف الطرف الآخر، فإنَّ إظهار التعاطف، والاستماع، وتجنُّب إطلاق الأحكام يمكن أن يساعدكما في التغلُّب على هذه المشكلة.
إيجاد بدائل
عند اختلاف الرغبة الجنسيَّة بين الأزواج، سيكون من المفيد للطرف ذي الرغبة الجنسيَّة الأعلى توسيع أفكاره حول ما يعنيه أن تكون “حميميًّا”، فهذا -كما ذكرنا سابقًا- لا يعني الجماع فقط، فماذا عن المعانقة، وإمساك الأيدي في السرير، والتحدُّث، والتقبيل؟ هذه الأفعال جميعها مفيدة لتعزيز الشعور بالارتباط، وتُقلِّل من التوتُّر الذي ينشأ بين الأزواج.
ماذا عن جدولة ممارسة الجنس؟
شيء آخر يمكن أن يساعدكما هو تحديد موعد ثابت لممارسة الجنس، فعلى الرغم من أنَّ الجنس المخطَّط له لا يبدو مثيرًا للجميع، لأنَّ الكثير منَّا يعتقد أنَّ هذا النشاط “من المفترض” أن يكون عفويًّا، لكن لا بأس، فالجنس المخطَّط له بعض المزايا الأخرى مثل التخطيط لبقيَّة الأعمال بناءً عليه، بحيث يكون وقته بعيدًا عن أيِّ تشتيت.
يوفِّر الجنس المخطَّط له أيضًا الفرصة لزيادة إثارة زوجك/زوجتك، إذ يمكنك التمهيد للعلاقة الجنسيَّة بالمغازلة لساعات، وربَّما حتى لأيَّام، مقدَّمًا؛ يمكن أن يساعد هذا في زيادة احتمالات أن تكونا في مزاجٍ جيِّد عندما يحين الوقت.
سدّ الفجوة بين الرغبة الجنسيَّة بالرغبة
هناك نوعان من الرغبة الجنسيَّة: عفويَّة ومستجيبة، الرغبة العفويَّة هي النوع الذي نشعر به عندما نقع في الحبِّ ونفتتن بشخص ما، وهي ما نراه في الأفلام (شخصان يتبادلان نظرة ساخنة ثمَّ يقعان في أحضان بعضهما البعض فورًا)، ولكن مع زيادة عمر الزواج، غالبًا ما تتحوَّل الرغبة العفويَّة إلى رغبة مستجيبة لأحد الزوجين أو كليهما، والرغبة المستجيبة تعني الرغبة الجنسيَّة التي تظهر استجابة لشيء يأتي قبلها، أي الاستثارة كاللَّمس والتقبيل والأحضان.
كزوجين لديكما تباين في رغبتكما الجنسيَّة، بإمكان الطرف الأكثر رغبة بالتركيز على الرغبة المستجيبة عند الطرف الأقل رغبة لدفعه إلى ممارسة الجنس.
توقَّف عن تقديم الأعذار وابدأ في ممارسة الجنس أكثر
هذا الكلام موجَّه إلى من يأخذون التعب والعمل والأطفال كذريعة لتجنُّب العلاقة الجنسيَّة، فهم في الحقيقة بحاجة فقط إلى البدء في ممارسة الجنس أكثر؛ إذ يمكن أن يكون الجنس بحدِّ ذاته منشِّطًا جنسيًّا، وكلَّما مارسته، زادت رغبتك فيه.
فمع ممارسة الجنس يبدأ الجسم في إنتاج المزيد من الهرمونات الجنسيَّة التي يمكن أن تذكِّرك بمدى استمتاعك به، فتزداد رغبتك.
متى يجب الاستعانة بمختصّ؟
إذا جربتما بعض الاقتراحات المذكورة أعلاه ولم تلاحظا أي تقدُّم بعد بضعة أشهر، فمن الجيِّد أن تحصلا على المساعدة من مختصّ. يعتقد العديد من الأزواج أنَّ تباين الرغبة الجنسيَّة هو أمر خاصّ، وأنَّ المختصِّين لا يستطيعون المساعدة، لكن هذا غير صحيح، فهناك العديد من العوامل قد تسبِّب انخفاض الرغبة الجنسيَّة، والتحدُّث مع طبيب موثوق قد يساعد على فهم صحّتك الجنسيَّة بشكل أفضل وتوضيح ما يمكنه فعله لتحسينها، وقد يطلب إجراء فحوصات لاستبعاد الحالات المرضيَّة التي قد تؤثِّر على الرغبة الجنسيَّة.
في حالات أخرى، يمكن الاستفادة من معالج جنسي أو معالج للأزواج للمساعدة في الأمور الآتية:
- تعلُّم مهارات التواصل مع بعضكما البعض.
- معالجة المشكلات الأساسيَّة والصراعات التي لم يتمّ حلّها.
- تقديم خطط واقتراحات لتحسين العلاقة والحياة الجنسيَّة.
- قد يطلب المعالج من كليكما تحديد ما يشعر به تجاه حياته الجنسيَّة، وما يريده كل واحد، وما يمكن أن يحسِّن شعوره تجاه الحميميَّة والرضا الجنسي والرومانسي والعاطفي، وبذلك يمكنه تحديد نقاط القوَّة في علاقتكما وحياتكما الشخصيَّة والبناء عليها، وتحديد نقاط الضعف والعجز، ثمَّ العمل بشكل شامل على العلاقة، وتحسينها بالكامل.